الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لسنا نصاري

لطيف شاكر

2014 / 3 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



في حديث في قناة التحرير كان ضيف احدي الحلقات الشيخ السلفي ياسر برهامي واعلن ان موضوع تولي نصراني رئاسة مصر محسوم عمليًّا بأنه لا يكون أبدًا".فلا يجوز تولى النصارى المناصب السيادية بالوطن
وهذا خلافا للمادة 53 من الدستور التي تنص على أن المواطنين لدى القانون سواء، وهم متساوون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو العقيدة، أو الجنس، أو الأصل، أو العرق، أو اللون، أو اللغة، أو الإعاقة، أو المستوى الاجتماعى، أو الانتماء السياسى أو الجغرافى، أو لأى سبب آخر. التمييز والحض على الكراهية جريمة، يعاقب عليها القانون. وتلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على جميع أشكال التمييز، وينظم القانون إنشاء مفوضية مستقلة لهذا الغرض.
وكأن الاقباط الذي سماهم النصاري غرباء عن الوطن وهم اصحاب الوطن والاكثر وطنية او انهم عاجزون او ناقصون عقل وهم الافضل عقلا وابداعا
ولهذا فقد حرصت ان اكتب عن النصرانية في مقالين :هل تعني النصرانية مسيحية او ممكن ان تطلقها علي الاقباط .
فكثيرا ما نسمع كلمة النصاري علي السنة المتأسلمين عامة والشيوخ خاصة قد يكون بقصد او غير قصد ,كما وردت الكلمة في القران, واستخدمها البعض كسُية علي هامة الاقباط في حين انها معتقد من المعتقدات التي كانت موجودة حتي القرون الثمانية الاولي ,واختفت ولا يظهر لها اثرا الان ,الا في بعض البلاد العربية باعداد قليلة جدا علي سبيل المثال في العراق, وبالرغم ان هذه العقيدة لاتمت بصلة من قريب او بعيد للديانة المسيحية, بل ابغضتها وحاربتها بشدة حتي قضت عليها لانها عقيدة مهرطقة , الا ان المسلمين يصرون علي اطلاق كلمة النصرانية علي الديانة المسيحية وخاصة الاقباط .
ومن خلال بحثنا سنوضح ما هي النصرانية وماالفرق بين النصرانية والمسيحية, بل وسنذهب من واقع المعتقدات النصرانية والدلائل التاريخية والاثباتات العقائدية..... التأكيد علي انها اقرب للدين الاسلامي منه الي الدين المسيحي , وان النصرانية علي قدر اختلافها الكثيرمع المسيحية نجدها متماثلة في اغلب معتقدها مع عقيدة الدين الاسلامي .
وعادة ما يحدث اختلاف في لفظ الكلمتين الناصري والنصراني او الناصرة والنصرانية وبالتالي بين المسيحية والنصرانية ووجه الخلاف بينهما عميق ولايمت بصلة بينهما سوي في حروف الكلمات العربية فقط دون اللغات الاخري, وشتان الخلاف بينهما فهو بمثابة الفرق بين الايمان والالحاد. وتبعد عن بعضهما كبعد السماء عن الارض .وسنوضح هذه الخلافات التي لايفهمها اغلب المسلمين الذين يدعون العلم والحاصلين علي الشهادات العليا التي كان المفترض ان يكونوا علي بينة منه , الاانهم يحفظون ولا يفهمون فهم كالببغاء يرددون ماسمعوه دون فحص او فهم, والعجيب ان يستخدم هذه الكلمة كثير من ائمة الاسلام والكتاب خاصة محمد عمارة في كتاباته التي تبث سموم الفرقة والكراهية بطريقة استفزاية يريد ان يسبنا بالنصرانية ,مما يبعث علي الضحك والسخرية .
كلمة ناصرى او ناصريين أطلقت على السيد المسيح لأنه ينتمى إلى بلدة الناصرة و تعبر عن المكان او البلد, او الجنس وكلمة ناصرى كلمة تطلق على البشر الذين ولدوا أو عاشوا فى بلدة الناصرة الجليل ويمكن هنا تسميتهم ناصريين او جليلين أى أن الناصرين ينتمون إلى مكان أو منطقة أو بلدة, وكانوا يطلقون عمن يتبع المسيح " شيعة الناصريين " ( أع 24: 5) وقد اختفت هذه الشيعة أو أنقرضت بعد ان تم تدمير الهيكل اليهودي فى العام السبعين للميلاد حسب نبؤة السيد المسيح واختفى تماما لقب ناصريين الذى أطلق على المسيحيين نسبة الى بلدة الناصرة اليهودية ...
فأتباع السيد المسيح دعاهم اليهود في الكتاب المقدس ناصريين نسبة إلي مدينة الناصرة في أرض فلسطين التي تربي فيها يسوع المسيح عقب عودة العائلة المقدسة من مصر إلي الأراضي الفلسطينية ...و قد دُعي شاول الطرسوسي - بعد أن غيّره الله إلي بولس الرسول - دٌعي شاول هذا "مقدام شيعة الناصريين" و ليس مقدام شيعة النصاري – كما يدعي بعض المسلمين - أما الأمم غير اليهود فهم الذين دعوا أتباع يسوع مسيحيين...
أما أتباع السيد المسيح ( عيسي إبن مريم كما يقولون)فقد دعاهم القرآن نصاري نسبة إلي نصرتهم لهذا الشخص عيسي عندما رفضه الناس فصاح في أتباعه من أنصاري إلي الله فأجابه حوارييه نحن أنصار الله ... فسُمّوا نصاري نسبة إلي نصرتهم لعيسي إبن مريم... فالإسم الأول ناصريون مشتق من بلدة الناصرة و الإسم الآخر نصاري مشتق من نُصرة أتباع عيسي إبن مريم له...و إسم الناصرة في اللغة الأصلية تعني حماية... فحين قال الكتاب المقدس عن يسوع المسيح أنه يدعي ناصريا اي أن المسيح يسوع يبسط حمايته علي أتباعه ...و ذلك تحقيقا لقول الكتاب أيضا "إسم الرب برج حصين يركض إليه الصديق و يتمنع"امثال 10:18...هذا بينما النصاري إسم يوحي بدعوة الناس لنصرة عيسي إبن مريم بمعني إن عيسي هذا لا حول له و لا قوة بل هو محتاج للناس أن يناصروه أو ينصروه لأنه مجرد عبد من عباد الله الضعفاء لا يستطيع شيئا لمن يتبعه.
وكلمة نصارى : أطلقت على طائفة من الناس ابتدعوا فكراً ومعتقدها مختلفاً عن العقيدة المسيحية أيضاً ... , والعقيدة النصرانية هم ألأبيونيين وهم اليهود الذين آمنوا بالمسيح إيماناً مختلفاً عن المسيحيين وتنصروا Judea-Christianالا انهم تمسكوا بالشريعة والتقاليد والعادات اليهودية وهم طائفة قليلة العدد بالمقارنة بالمسيحيين الذين تبعوا تلاميذ ورسل المسيح, وقد كانت لهم تجمعات فى بعض البلدان العربية فكان يطلق عليهم مثلاً نصارى مكة , نصارى الشام , نصارى نجران ...
وبمضى الزمن أطلق أسم النصارى على الأبيونيين فقط دون الطوائف المهرطقة الاخري, وكان هؤلاء النصارى ( الأبيونيين ) لهم فكر خارج عن الإيمان المسيحى فى العالم كله أى أنهم بدعة خارجه عن المسيحية وكان منهم القس ورقة ابن نوفل أسقف مكة وخديجة أبناء عم محمد من قرابه بعيده وتزوج محمد من خديجة طبقاً للعقيدة الأبيونية النصرانية وعقد العقد الكاهن النصرانى ورقة ابن نوفل أسقف مكة وظل محمد أمينا فى زواجه النصرانى بشريعة الزوجة الواحدة حتى ماتت خديجة (كتاب المفصل د.جواد علي ), ولعل القارئ يلاحظ عند الإطلاع على القرآن يجد أنه يتكلم عن النصارى (الأبيونيين) وعقيدتهم ( عقيدة ورقة بن نوفل )وعقائد مختلفة أخرى من البدع الخارجة عن العقيدة المسيحية التى أنتشرت فى العربية .. ولكنه لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى العقيدة المسيحية المستقيمة القويمة المكروهة من ورقة و التى كانت منتشرة فى جميع أنحاء العالم القديم , وقد أنتهت وتلاشت الطائفة النصرانية حاليا, ولكن ما زال أسمهم فى القرآن حتى اليوم ويعتقد المسلمون أن أى مسيحى هو نصرانى مهما كانت جنسيته وطائفته
وقد ذكر القرآن فئة النصارى واليهود والصابئة وأهمل أسم المسيحيين , والدليل على أن القرآن أهمل ذكر المسيحيين بالأسم بالرغم أن المسيحيين كانوا منتشرين فى جميع بقاع الأرض وكانوا ملة أكثر عدداً ومنهم الروم( البيزنطيين) والرومان والأقباط وغيرهم وهناك دليل آخر على معرفة محمد نبى الإسلام بالطوائف الأخرى أن الرسالة التى ارسلها محمد صاحب الشريعة الإسلامية لهرقل يدعوه فيها إلى الإسلام
ولم يطلق محمد اسم النصاري علي الاقباط بل دعاهم القبط (أخرج ابن عبد الحكم، عن مسلم بن يسار، أن رسول الله قال: استوصوا بالقبط خيراً، فإنكم ستجدونهم نعم الأعوان على قتال عدوكم)., فلماذا لم يسمهم نصاري مصر او نصاري القبط , في حين اطلق كلمة نصاري علي نصاري نجران ونصاري العراق ونصاري اهل الشام حيث كان المذهب النصراني موجودا في هذه البقاع) .. وهل يمكن اطلاق كلمة نصاري علي مسيحيين امريكاواوربا وجميع الدول الغربية .... وهل ممكن ان نقول ان مسلمين امريكا والبلاد الاوربية او بلاد اسيا او حتي المسلمين المصريين انهم قريشيون
إذن لماذا أطلقوا على اقباط مصر مسمي النصاري.... مع أن أهل مصر كلهم مسيحيون وليسوا ابيونيون ( نصاري )بل اعداء لهم
وعلى هذا يمكن القول فى ثقة أن كل ما جاء ( أنزل) فى القرآن هو أمر خاص بالنصارى وعقيدتهم النصرانية ولا دخل للمسيحيين به
للموضوع بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المرشد الأعلى بعد رحيل رئيسي: خيارات رئاسية حاسمة لمستقبل إي


.. تغطية خاصة | سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال عهد رئ




.. تربت في بيت موقعه بين الكنيسة والجامع وتحدت أصعب الظروف في ا


.. عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال




.. 175--Al-Baqarah