الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في تحريم الخنزير

نضال الربضي

2014 / 3 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




تُحرِّم ُ الديانتان اليهودية و الإسلامية استهلاك لحم الخنزير طعاما ً. و بينما تعتبر اليهودية الخنزير مجرد حيوان من ضمن حيوانات و طيور ٍ نجسة لا تؤكل، لأنه لا يجتر، نجد أن الإسلام يخصُّه بالذِّكر في القرآن لوحده بين الحيوانات المُحرَّمة، في الوقت الذي يبقى فيه النهي عن باقي اللحوم مثل الحُمر الأهلية و ذوات الأنياب مُدرجا ً في الأحاديث و يلتزم به المسلمون، لكنه و حسبما يعكسه السلوك الفردي للمسلمين لا يتخذ نفس نجاسة الخنزير، و كمثال ٍ نشاهده دوما ً: وصفُ بعض المتشددين المسلمين لخصومهم بأنهم "خنازير" لكنهم لا يصفونهم بأنهم حُمر أو ضباع أو بأي لقب ٍ لحيوان ٍ مُحرَّم ٍ آخر.

لماذا حرَّمت اليهودية لحم الخنزير؟

إن القراءة في سفر اللاوين تضع معايراً لتميز الحيوان الطاهر الذي يُؤكل من النجس الذي يُحرَّم ُ أكله، فالحيوانات التي تشق ُّ الظلف و تجتر طاهرة، أما تلك التي لا تشق الظلف أو لا تجتر فهي نجسة، و عليه فإن الجمل و الأرنب مُحرَّمان على اليهود لا يأكلونهما، و كذلك الخنزير فهو لا يجتر. كما أن اليهودية َ تحرِّم ُ اللحوم البحرية إن لم يكن للكائن زعانف ُ و حراشف، فالجامبري و الاستاكوزا مُحرّمان، و كذلك بعض الطيور مثل النسر، العقاب، الحدأة، النعامة، الغراب، البوم و الكثير الذي يمكنكم العودة ُ إليه بأنفسكم للاستزادة في المعرفة.

لا يوجد سبب ٌ منطقي لتحريم الحيوانات و السابحات و الطيور السابقة و التي من ضمنها الخنزير، لكن يبدو أن الاُمَّة َ اليهودية قد ورثت بعض الممارسات الفرعونية نتيجة َ إقامتها في أرض مصر كجزء ٍ من بقايا الهكسوس الغُزاة، كما أن نمط حياتها البدوي أكسبها بعض القناعات عن "طهارة" بعض الحيوانات و "نجاسة" بعضها. فالخنزير في الفرعونية مُحرَّم ٌ، و السبب أن "سيث" إله الصحراء و الشر كان قد اتخذ شكل خنزير ٍ أسود و هاجمَ غدرا ً ابن أخيه "حورس" و هو يتكلم مع الإله "رع" و فقأ له عينه، و لذلك فهو ملعون ٌ لا يُأكل لكن يُضحى به للآلهة انتقاما ً من "سيث" و تحقيرا ً و عقابا ً له. و ورثت اليهودية هذا التحريم عن الفرعونية.

أما في الإسلام فلا نجد أي حِكمة ٍ في تحريم الخنزير ِمذكورة ً صراحة ً، و لا يبقى أمامنا إلا أن ننظرَ إلى ما يقوله القرآن عن السبب و هو أنه أتى مُصدِّقا ً لما بين أيدي اليهود من التوارة، و مُحِلَّا ً لبعض المأكولات التي كانت مُحرَّمة ً عليهم، فالمسلمون يصدِّقون َ على تحريم الخنزير و يُحلُّون أكل الجامبري و الاستاكوزا و ما ليس له زعانف أو حراشف.

فإذن ببساطة: تحريم الخنزير في الإسلام هو تصديق لليهودية التي هي بدورها لا تُقدِّم ُ أي حكمة ٍ لهذا التحريم، فنجد ُ أنفُسنا مُجبرين للعودة إلى الفرعونية بحثا ً عن أُصول التحريم و أسبابِه، تماما ً كما نجد ُ الحال َ في فرض الختان ِ على الذكور في اليهودية و الإسلام، و هو الطقس الفرعوني المعروف.

يحاول ُ بعض الفُقهاء المسلمين أن يُعلِّلوا هذا التحريم بأسباب عديدة:

- السبب الأول: احتواء لحم الخنزير على الديدان و الأمراض.
في الحقيقة أن الخراف و الماعز و الأبقار تحتوي هي الأخرى على الديدان و الأمراض، و إن الحليب غير المغلي هو سبب ٌ رئيسي لمرض ِ الحُمى المالطية الشديد، و لكن هذه الحيوانات ما زالت مُحلَّلة َ اللحم و الحليب غير مُحرَّمة. كما أن الخنازير تُربى في مزارع تحت إشراف ٍ طبي ٍّ شامل لا نخشى معه لا ديدان و لا أمراض، و لحمها و مرتديلا الهام من أطيب ما يؤكل، فلا تستقيم ُ هذه الحُجَّة و لا تصمد، خصوصا ً أنه لا قدرة لأي دودة أو مرض على مقاومة النار و الطهي.


- السبب الثاني: الخنزير حيوان ٌ قذر.
الخنزير ليس حيوانا ً قذرا ً، فهو لا يتبرز و لا يطرح فضلاته العضوية في نفس المكان الذي يأكل فيه، و يختار ُ مكانا ً منعزلا ً لهذا، و حين يكون للخنزير خيار و تتسع المساحة فهو يقوم بتنظيم مكان معيشته. إن الاعتقاد بقذارة الخنزير ناتجة ٌ عن تمرغه في الطين، لكننا إن نظرنا إلى السبب وجدنا أن هذا الحيوان لا يمتلك ُ غّددا ً تُفرز العرق لذلك لا يستطيع ُ أن يُبرِّد َ نفسه فيُضطر ُّ أن يتمرغ بالطين لتبريد نفسه في فعل ٍ ذكي ِّ جدا ً و العلماء يصنفون الخنزير من أذكى الحيوانات الموجودة.


- السبب الثالث: الخنزير لا يغار على أنثاه.
في الحقيقة هذا السبب مُتهافت ٌ لوحده لا يحتاج ُ إلى الكثير من الكلام لكن لا بأس من التوضيح. بحثت ُ على النت عن "الغيرة في الحيوانات" فلم أجد بحثا ً علميا ً موثوقا ً عن "ديوثة" الخنزير، ناهيك َ أنني شعرت بالسخافة الشديدة و أنا أبحث عنه. لكن لنقل أن هذا الكلام صحيح، كمجرد افتراض لمتابعة النقاش، فهل الحيوانات أخلاقية؟ هل يمتلك الحيوان خُلقا ً و أدبا ً؟ هل نتوقع من الحيوان أن يتصرف مثل الإنسان؟ بالطبع لا، فهو حيوان، و نحن بشر، فكيف َ نتوقع منه أن يتصرف مثل البشر، و كيف يصح ُّ أن نُسقط مفاهيم الشرف و الرجولة عليها؟ هذا لا يستقيم.

ثُم َّ فليسأل هؤلاء المتهافتون أنفسهم، ألا يأكلون الخراف و الماعز؟ أوليس َ للماعزِ تيس ٌ واحد للتلقيح و كبش ٌ للنعاج يُجامع كل َّ إناث القطيع، فإذا طبقوا معيارهم العجيب يجب أن لا نأكل الخراف و الماعز، لأنهم يمارسون الدعارة الجماعية، و كذلك الحال بالنسبة للديوك و الدجاج، و بالطبع هذا تفكير سخيف ٌ جدا ً.


يذهب البعض إلى أبعد من هذا فيقولون أن الرجل الذي يتناول لحم الخنزير يصبح "ديوثاً" لا يغار على إناثه، و هذا الكلام ُ مُضحك ٌ جدَّا ً، و نسأل هؤلاء: يا إخوان، هل أصبحتم "حقودين" حينما تناولتم لحم الجمل؟ هل أكتسبتم صفات الدجاج حينما تناولتم لحوم الدجاج؟ هل نبت َ لكم ريش ٌ مثلا ً؟ هل أحسستم بالانتماء إلى جماعة الخرفان و الماعز حينما تناولتم لحومها و شربتم حليبها؟ من منكم اكتسب صفات النعجة؟ هل شعرتم برغبة في ممارسة الجنس مع تيس بتأثير أكلكم لمعزته أو شربكم لحليبها؟


لكن من باب ِ الاستنارة ِ و الفهم، هناك َ سؤال ٌ آخر يقتضي أن نُجيب عليه، لماذا كرهت بعض الحضارات الخنزير؟

للإجابة ِ على هذا السؤال ينبغي أن نُدرك أن العلم الحديث يُبرز تطابُقا ً عجيبا ً بين الإنسان و الخنزير، فالأنسلين الخاص بعلاج مرضى السُّكري ما زالت بعض ُ أنواعه تُصنَّع ُ من الخنزير، و صمامات القلب التالفة في الإنسان يُمكن التعويض عنها بصمامات ٍ من قلب خنزير، مُذهل ٌ هو هذا التطابق و الذي لا يُفسره سوى قانون التطور ِ و وحدة ِ أُصول ِ الكائنات الحية، و خصوصا ً أن الخنزير من صف ِّ الثديات كالإنسان.

كما و ينبغي أن نُسلِّط بعض الضوء على جوانب َ أُخرى مُرتبطة بلحم الخنزير، فمثلا ً يستخدم ُ سكان غينيا الجديدة للدلالة ِ على شخص ٍ مُحترِق لفظ َ "خنزير ٍ طويل"، و يأنف الكثيرين من رجال ِ الإطفاء ِ في الغرب من تناول لحم ِ الخنزير و هم الذين يتعرضون بحكم عملهم للتعامل مع أشخاص ٍ مُحترقين و يشمُّون رائحتهم، و كأنني أريد ُ أن أقول أن رائحة لحم الخنزير المحترق تُذكِّر ُ البعض برائحة لحم الإنسان المُحترق.

يجد ُ هذا التطابق ُ أيضا ً جذورا ً له في معتقدات ِ الشعوب البدائية و هم الذين كانوا يقومون بتضحية الحيوانات لآلهتهم، و يذبحونها لمأكلهم، فصرخات ُ الخنزير ِ الصغير و هو يُذبح تشبه صرخات الإنسان، و ذكاؤه الحاد و سُرعته تشبه تلك الموجودة َ عند البشر أيضا ً، و لذلك يُصبح ذبحُه و أكله مُزعجا ً و مُثيرا ً لذكريات ٍ بدائية حينما كان البشر يُمارسون نوعا ً من أكل لحوم ِ بعضهم.

لا بأس َ في الخنزير، و هو حيوان ٌ ذكي ٌّ يلقى الكثير من القبول لدى الأطفال الصغار الذين حينما لا "يوحى" إليهم و لا يتم "تلقينهم" عن الخنزير نجد ُ أنهم ينجذبون له بشكل ٍ فطري، فهو ظريف ٌ و اجتماعي ٌ جدا ً و يمكن تربيته كحيوان ٍ أليف ٍ أيضا ً. و نحن الآن َ في القرن الواحد و العشرين يُفترض ُ أننا قد تحررنا من النزعات البدائية المُرتبطة بماض ٍ سحيق مارسنا فيه أكل لحوم ِ بعضنا البعض لكن صرخات الخنزير المذبوح ما زالت تُذكِّر البعض بهذه الرواسب في اللاشعور الجمعي، و آن لنا أن نتحرَّر من قيد ٍ لا ذنب لنا فيه و لا معنى له الآن و اليوم.

معا ً نحو الحب، نحو الإنسان!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخنزير حيوان نظيف
أكرم رشاد هواش ( 2014 / 3 / 10 - 19:34 )
يحافظ الخنزير على نظافته باستمرار وهو انظف من البقر والخراف، وعندما يتمرغ في الوحل يقوم بتطهير جسده من كل الحشرات والديدان المزعجة وليس فقط ليبرد جسده وبشرته. في مراحل كثيرة من التاريخ العربي اذ قضت المجاعة على الملايين من المسلمين والعرب. الخنزيرة تجلب ما بين 9 و11 خنزير في السنة وكان هذا كفيل للقضاء على المجاعة.


2 - شوف استاذ نضال: إسأل مجرب ولا تسأل حكيم
بشارة ( 2014 / 3 / 10 - 20:09 )
الخنزير زلمة كويس وما حداش الو دخل بخصوصياته وتصرفاته الجنسية.إي لحمته(مع انها شوي مدهنة اكثر من اللازم)اطيب لحمة للشوي وخاصة لحمة الصدر التي يصنعون منها الباكون واما تصنيع وحفظ لحمه فهو فن من فنون صناعة الاغذية خاصة في ايطاليا عندك البروشوتو كرودو وهو مقدد لحم الفخذ,رائع.وطعمة مختلفة كليا عن البروشوتو كوتو اي المطهي وعندك اللونزا وهي لحمة رقبة مقددة فهمت من خلالها لماذا ايطاليا صفر بالحروبات(مش فاضيين,دايرين على بطنهم,والله معهم حق)وعندك مئات الانواع من السلامي وهي قطع اللحم وقطع الدهن تبهر وتوضع في اكياس(مصارين)و المورتاديللا الغنية عن التعريف(حاولت مرة التصدير للاردن,طلعتلنا قصة انفلونزا الخنازير).لكن يجب الاعتراف ان حفظ لحم الخنزير بواسطة التدخين(يعني يضع اللحام قطعة اللحم ثم يذهب ويدخن اكم سيكارة مالبورو فتصبح اللحمة مدخنة) تبرع فيه شعوب اوروبا الشرقية
حتى الكوارع(المقادم)فانهم ياكلون كوارع الخنزير بينما يلقون كوارع الخروف بالزبالة (بزعم انها معضمة ولا تحوي اي شيء للاكل)وفي عيد راس السنة يحتفلون باكل رجل الخنزير مفرغة ومعبئة بخليط لحوم خاص ورائع المذاق اسمه زامبوني

جعت؟

تحياتي


3 - أسباب تحريم الخنزيرترجع إلى معتقدات ميثولوجيةقديمة
سامى لبيب ( 2014 / 3 / 10 - 20:10 )
تحياتى عزيزى نضال
دعنى أذكر الأسباب الرئيسية لتحريم الخنزير والتى تستمد من أساطير قديمة انتقلت إلى الأديان لتنساق وراء كراهية الخنزير وتقبيحه وتحريمه فمن كتابات الرائع فراس السواح فى كتابه مغامرة العقل الأول نجد الأسباب.

ففى الاسطورة اليونانية نجد ان ادونيس يقتل من قِبل الخنزير البرى وهو الحيوان المقدس لدى حبيبته افروديت واحد رموزها . وبذلك يكون ادونيس قد قتل من قبِل حبيبته بصورة غير مباشرة

كما جاء باساطير فريجيا بآسيا الوسطى اسطورة الاله آتيس الذى كان يتشابه مع الاله ادون بصورته الكنعانية او ادونيس بصورته الاغريقية حتى ان القدماء كانوا يطلقون عليهما الاسمين تبادليا ولقد لقى آتيس مصرعه هو ايضا على يد خنزير برى

انتشرت عبادة بعل فى جميع انحاء سورية وآسيا الصغرى وكان اسمه يسبق بلقب آدون وتعنى السيد او الرب وقد ناب هذا اللقب عن الاسم الاصلى وصار يعبد تحت اسم ادون وخصوصا لدى فينيقيفى قبرصالا ان تحويرا وقع على اسطورة بعل هنافالرب لم يمت فى صراعه مع - موت -وانما قام خنزير برى بافتراسه فى غابات لبنان اثناء الصيد
هذه هى الاسباب التى استدعت تحريم الخنزير لتنتقل كموروث فى لحمة الأديان الأخرى


4 - خنزير
nasha ( 2014 / 3 / 10 - 22:22 )
استاذ نضال الناس يتصرفون كالقطعان بدون تفكير. اكثر الناس كسالى لا يتعبون انفسهم في تفسير افعالهم ، انه الايمان الاعمى و التقليد ، بالاضافه ان الذي يخرج عن القطيع يضطهد و ينبذ و يجبر على الاقل على ان لا يظهر ما تعارف عليه الناس . وهذا ينطبق على كل المجتمعات.


5 - مرحبا
عبد الغني سلامه ( 2014 / 3 / 11 - 06:27 )
تحياتي للأستاذ نضال
في المقابل هناك شعوب تحترم الخنزير وتعتبره حيوان لطيف وتصنع منه دمى للأطفال ورسوم متحركة كما في اليابان مثلا


6 - إلى الأستاذ أكرم هواش
نضال الربضي ( 2014 / 3 / 11 - 06:30 )
تحية طيبة أستاذ أكرم،

أشكرك على المعلومة القيمة. و أرحب بك دوما ً.


7 - ما هذا يا أستاذ بشارة!
نضال الربضي ( 2014 / 3 / 11 - 06:35 )
يا رجل فتحت شهيتنا في الصباح الباكر LOL

يبدو أنك لديك خبرة -مذاقية- في لحم الخنزير، و من هذا نستطيع أن نتنبأ باطمئنان عن وجود كرش صغير LOL

أنا أحب المرتديلا الهام، أما الباكون فأجده كثير الدهن و أبتعد عنه لكنه الملعون طيب :-)))

للشواء خصوصا ً الخاروف أجده أطيب شئ، شويت الخنزير مرارا ً و هو طيب لكن بضع قطع تعطيك شبعا ً فوريا ً و هو بذلك يكون لحما ً -شتوياً- يتناسب مع البرد و الحاجة للطاقة.

أهلا ً بك دوما ً.


8 - إلى الأستاذ سامي لبيب
نضال الربضي ( 2014 / 3 / 11 - 06:43 )
تحية طيبة إلى مفكرنا العظيم الأستاذ سامي لبيب و أهلا ً بك،

لقد أصبت َ في ما ذهبت إليه من قصص عشتار و حبيبها (إبنها) و التي وجدت َ نفسها في نسخ ٍ متعددة في ثقافات جميع الشعوب و تحت مسميات شتى، و كثيرا ً ما استهوتني قصصها في بدايات تعرفي على -التأريخ- الديني منذ سنوات.

لكني في هذا المقال أردت ُ أن أُبرز السبب الأقرب و الأرجح لتحريم الخنزير عند اليهود، و هو وجودهم كجزء ٍ من مخلفات الهكسوس الغزاة، و أسطورة حورس و سيث، و التي منها -عين ُ حورس- الشهيرة، دون أن ينفي ما أوردتُه صحة َ ما تفضلت َ به مشكورا ً.

بعل أو هُبل أو أدون أو يهوه هم نفس الإله، فبعل الكنعاني لقبه أدون أي السيد، و هو نفس اللفظ اليهودي للدلاله على إلههم يهوه، فهم يقولون -أدوناي- أي -ال سيد-، و هو نفسه من عبدته العرب باسم هُبل -ها بعل- و -ال بعل-.

صراع بعل و موت الكنعانين ما زلنا نجد صداه في اسطورة قيامة المسيح، و دوسه للموت، و هي ذات أسطورة هبوط أنانا للعالم الأسفل، و كلها من أساطير عشتار، التي ما زال ال Easter المسيحي يحمل اسمها.

تحياتي لك و أهلا ً بك دوما ً.


9 - إلى الأستاذ Nasha
نضال الربضي ( 2014 / 3 / 11 - 06:51 )
تحية طيبة أستاذ ناشا،

كلامك صحيح، لذلك الحل هو في وجود مجتمع علماني يفصل الدين عن الدولة، و يزرع ثقافة الاختلاف، و هذا الموضوع شائك، فبينما يرى الأستاذ سامي لبيب أن التغير لا يُفرض من الأعلى أستحسن أنا فرضه بقوة القانون لكن بتدرج و هدوء و سلام لا باضطهاد أو عنف.

دون أن يعني السابق أنني أهمل الوعي و التوعية و القدرة على التغير الفردي، فأنا من أشد من يؤمنون بأهمية التوعية و نشر الوعي، و هي رويدا ً رويدا ً تغير المجتمعات، لكن لا بد من تغير ٍ من الأعلى قد نختلف في تفاصيله.

دمت بود و أهلا ً بك دوما ً.


10 - الاستاذ نضال الربضي المحترم
امال طعمه ( 2014 / 3 / 11 - 07:48 )
دائما موضوعاتك متجددة
انا دائما كنت اسمع حجة ان الخنزير مليء بالامراض والديدان ووسخ وتساءلت عن مدى صحة هذا الكلام ؟؟الخنزير من الحيوانات المفضلة في القصص والتشخيص للاطفال في الغرب وحتى في بعض دول الغرب ليس عندهم عقدة البوم مثلا مثل عندنا انها اختلافات ثقافات اما عن التحريم في المسيحية فهنالك قساوسة يمارسون نفس المنهج الاسلامي حيث سمعت ذات مرة احد القساوسة الامريكين المشهورين يحاول ثني ابناء رعيته عن اكل الخنزير ويحاول اقناعهم بالتعود على نفس الاصناف من منتجات اللحوم بدلا من الخنزير وانه نفسه لاقى صعوبه ثم تعود لكن لم اعرف لم يدعو لذلك حقا؟
تحياتي


11 - إلى الأستاذة آمال طعمة
نضال الربضي ( 2014 / 3 / 11 - 09:10 )
أهلا ً أستاذة آمال!

يا سيدتي رجال الدين لا تعرفين لهم راس من إجرين، فمثلا ً الخمر في التوارة مسموحة لكن السكر غير مسموح، و كذلك موقف بولس الرسول منها، مع ذلك تجدين كهنة الأقباط يحرمونها.

زواج الكهنة و الأساقفة مسموح بحسب بولس الرسول لكن الكنيسة الكاثوليكية -تُفضل- البتولية و لذلك لا يتزوج كهنتها.

الأطعمة كلها مسموحة بحسب السيد المسيح و بطرس الرسول، لكن هذا القسيس -يُفضل- عدم تناول الخنزير.

و هذا الأمر تجدينه أيضا ً عند السلفين التكفيرين فمثلا ً القرآن صريح وواضح في السماح بالزواج من -الكتابيات- أي من المسيحين و اليهود، لكن فتاوى السلفين -تكره- هذا الزواج لأسباب كثيرة.

دائما ً هناك سبب، هناك تبرير، شئ لا نعلمه، أو له حكمة، أو له مش عارف إيش، كلها ديانات صنعها البشر صدقيني، و نحن الآن ندري هذا بالدليل و البرهان العلمي و الأدبي الأخلاقي و المنطقي الفلسفي.

قديما ً قالوا: من لاحق الناس مات غما ً، و أنا أقول: من لاحق الدين مات مغموما ً مدهوشا ً مُتعجبا ً! :-)))

الإنسان سيدتي هو المقدس الأول و الأخير، بهذا أؤمن.

أهلا ً بك دوما ً.


12 - إلى الأستاذ عبد الغني سلامة
نضال الربضي ( 2014 / 3 / 11 - 09:19 )
أهلا ً بك أستاذ عبد الغني،

نعم سيدي الكريم في ثقافات الشعوب الأخرى قصص جميلة عن الخنزير، فهناك قصة الخنازير الثلاثة و الذئب، و التي تحولت عندنا إلى قصة -النعجات- و الذئب.

أذكر ضاحكا ً أحد أجمل المسلسلات المدبلجة و هو مسلسل -عدنان و لينا- و في الدبلجة كانوا يستبدلون بلفظة -الخنزير- كلمة -الثور-، فكنا نشاهد عبسي و عدنان يحملان الخنزير المشوي بينما يقولان عنه -ثوراً- و كنت ُ أسأل نفسي لماذا؟

من المضحك أنني كنت ُ أعتقد و أنا صغير أن العراقين يسمون الخنزير -ثوراً- لأن الدبلجة كانت دبلجة يصوت ممثلين عراقين، ثم بعد سنوات و سنوات فهمت أنها مقصودة.

كُنا سيدي بريئين لم يخطر ببالنا أن كل شئ يخضع للأدلجة، لكننا كبرنا و فهمنا.

لذلك أعود فأقول أن الإنسان هو المقدس الأول و الأخير.

أهلا ً بك.


13 - الاستاذ نضال الربضي المحترم
امال طعمه ( 2014 / 3 / 11 - 10:14 )
شكرا لك على الرد
بصراحة اجد التفسير الوحيد لمحاولة القساوسة هذه هي العودة الى التراث اليهودي ولا شيء غير ذلك ولست ضد تراث اي مجموعة بشرية لكن كان مجرد تساؤل لم الدعوة الى ذلك وليس هنالك مبرر صحي سوى ربما انفلونزا الخنازير وكيف يرتضى الناس ان يرجعوا الى الوراء دون مبرر وحاجة ،خاصة في مجتمع مثل امريكا ؟ علما ان الحلال والحرام بالمسيحية ليس كالاسلام أو اليهودية مثلا

على فكرة القس هو مشهور جدا

ملاحظة جانبية
اجد نوعا ما تغييرا على سير افكارك فهل انا محقة؟

نشترك بالهم الانساني كلنا
شكرا لك مرة اخرى


14 - استاذة امال
بشارة ( 2014 / 3 / 11 - 10:28 )
شكرا للطفك..في مقال ما هو الايمان يبدو ان الكاتب لم يتعلم ادب الحوار , ربما تعلم ادب الحمار (الرفس) هههه

في الحقيقة الخنزير مضطهد في منطقتنا بدون ذنب لكن ليس وحده
عندك الكلب الاسود والوذب -يعني ابو بريص- قتلهم سُنة نبوية
ثم نحن العرب مغرمين بتشبيه البشر بالحيوانات تحقيرا
مثلا واحد يخطيء كثيرا يسموه حمار
واحد عنيد بسموه تيس
واحد ياتي باخبار سلبية يسموه بومة او غراب - حسب المنطقة
واحد رعديد بسموه ارنب
واحد سهل خداعه يسموه خروف
واحد مخادع بسموه ثعلب
واحد انفه طويل بسموه ابو النقر, برفع النون وتشديد ونصب الكاف
واحد مشكلجي بشبهوه بالديك
واحد ديوث بسموه مقرن بكسر وتشديد الراء
واحد خبيث بسموه حية
واحد مصاب بالسمنة بسموه فيل او ابو جلمبو
واحد غير لطيف دب
واحد مخيف ضبع
واحد يتسلل كثيرا يسموه نسناس
واحد شعره اشعث بصير قنفذ
واحد عنقه طويلة يسموه زرافة تهكما, حتى الاسد (بشار) مسمينه زرافة

اما عن القس الذي يحرم لحم الخنزير فاعتقد انه من المورمون, حتى القهوه محرمة عندهم ولا بد انك سمعت بالاميش هؤلاء يحرمون حتى استعمال الكهرباء وركوب السيارات

تحياتي




15 - إلى الأستاذة آمال
نضال الربضي ( 2014 / 3 / 11 - 11:10 )
لا يستطيع رجل الدين أن ينفصل عن النص، فهذا هو البلاء الأعظم، و الذي هو سبب كل ما نحن فيه.

النص سيدتي هو مقتل الإنسان، لأن النص جامد قديم ثابت بينما الحياة ديناميكية حية مُتفاعلة متغيرة تحتاج لـ ِ -إنسان- و لا تحتاج لنص.

قناعاتي تتشكل بالخبرة و الاضطلاع و التفكير، و لذلك فهي تتطور، و لا أجد غضاضة ً إن أخطأت أن أقول أخطأت، و أقبل الجديد الصحيح، كما لا أجد غضاضة ً أن أقول: لا أعرف، حينما أجهل أمرا ً ما.

منهجي كان و سيظل: العقل، العلم، الحب، في سبيل الإنسان! هذا لن يتغير أبدا ً.

دمت ِ بود.


16 - استاذ بشارة
امال طعمه ( 2014 / 3 / 11 - 11:41 )
بعد اذن الاستاذ نضال

الاستاذ اياه لا يريد المناقشة كان الاولى به ان يصرح بهذا دون استهزاء او محاولة التقليل من شأن الاخر ولا ادري لم جاء للحوار المتمدن اذ لا يريد المناقشة مع من يختلف معه؟ بدلا من الشتائم
لكن كما قلت في مقالي سأنسى قبح الاخرين


على ما اعتقد القس اسمه جويل اوستن
تحياتي


17 - إلى الأستاذ IbrahimAwashreh (قناة تعليق الفيس بوك)
نضال الربضي ( 2014 / 3 / 11 - 17:23 )
تحية طيبة أستاذ إبراهيم و أشكر مرورك الجميل،

نسعى جميعنا لمعرفة الحقيقة و الوصول إليها، و يقتضي هذا الأمر منا التفكير فيما نتسلمه من موروثات، و الحكم عليها في ضوء العقل و المنطق.

تحريم الخنزير (في اليهودية والإسلام) و غيره من التحريمات (في كل الديانات) بالإضافة إلى أنواع العبادات و طُرق تأديتها هي غيبيات يتلقاها المؤمنون و يُسلِّمون بها و يتبعونها، و لهذا يسمى الإيمان إيمانا ً :-)))

أنا أخوض في هذه المنطقة الخطرة لأسلط الضوء على الأصول البشرية للأديان، لأنه و كما يعلمنا التاريخ لا شئ يولد -فجأة-، كل شئ مُرتبط بظرفه البشري و البيئي و الجغرافي و الزمني.

لا أهدف من مقالاتي أن يبتعد المؤمن عن إيمانه لكن أن يرى بعين العقل و المنطق ما يحاول فهمه بعين الإيمان فلا يجد جوابا ً، بينما يوفر له البحث في الجذور و الأصول البشرية جوابات منطقية واقعية.

بعد ذلك يستطيع المؤمن أن يؤمن إن شاء عن إرادة و قناعة و يتجاهل الكلام و يمضي، و الخيار دائما ً له، و في كل الحالات له احترامي و تقديري.

أهلا ً بك دوما ً و أشكر لك حسن ظنك و إنسانيتك التي نلتقي فيها.


18 - تعليق1
عبد الله خلف ( 2014 / 5 / 14 - 22:12 )
أولاً : بالنسبه للأسباب العلميه التي حُرم لأجلها الخنزير , فراجع :
- الإعجاز العلمي في تحريم لحم الخنزير :
http://www.eajaz.org/index.php/Encyclopedias/Research-Scientific-Miracles-Encyclopedia/Medicine-and-Life-Sciences/84-الإعجاز-العلمي-في-تحريم-لحم-الخنزير
- العلة في تحريم أكل لحم الخنزير :
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=9791
- الاعجاز العلمى فى تحريم لحم الخنزير على المسلمين :
http://elshaab.org/thread.php?ID=78515
ثانياً : ليس اليهود و المسلمين ؛ هم من يحرمون الخنزير , حتى النصرانيه (قبل تحريفها لاسم المسيحيه) , يرون بتحريمه , و الدليل :
- يقول (اكليمندوس) في تقسيمه للمسيحيه : (إذا اتبع الأجنبي الشريعة فهو يهودي و إن لم يعمل بها فهو يوناني) , راجع : (Clem. Homil. XI. 26) .

يتبع


19 - تعليق2
عبد الله خلف ( 2014 / 5 / 14 - 22:13 )
- جاء في كتاب (إكليمندس )الرومي المسيحي المُتهوِّد و المُكتشف حديثاً , التالي :
(لأنه ولأجل هذه النقطة فقط فلا يوجد بالتأكيد أي اختلاف بيننا نحن من نؤمن بيسوع و بين اليهود الغير مؤمنين به, سبع سنوات مرت منذ معاناة يسوع , وكنيسة الرب التي أقيمت في أورشاليم نمت وتكاثرت جداً حيث أنها قد حُكِمت بأكثر الشرائع صلاحاً بواسطة يعقوب والذي عُيِّن أسقفاً عليها بأمر الرب) , [راجع : The Recognitions of Clement, 1:43] .
- يؤكد أستاذ التاريخ الكنسي (أدولف هارناك) في تاريخه عن رُسُل يسوع وأتباعه أنهم يهوداً مثلهم مثل يسوع .

إذاً , حتى المسيحيين الأوائل يحرمون الخنزير , و لكن هم في الأخير تركوا الشريعه اليهوديه (شريعة ربهم في إعتقادهم) و نبذوها , و الذهاب للفلسفه اليونانيه ؛ و جعلوها مقدسه لهم! .


20 - الخنزير المظلوم
يوخنا دانيال ( 2016 / 8 / 30 - 22:30 )
شكرا جزيلا عزيزي الكاتب على المقال الجميل .. الجريء من دون استفزاز .. والمليء بالمنطق والاسانيد.. العقل الديني ينقصه المنطق والقدرة على الإقناع.. ويعيد إنتاج نفسه من خلال الديانات التي تستنسخ بعضها البعض .. وحسنا فعل المسيحيون بالخروج من هذا الفخ اليهودي .. الذي وقع فيه المسلمون بغباء .. تقليدا لليهود في كل شيء .. علما ان هناك نص صريح في الإنجيل.. يستند إليه المتشددون من الانجيليين في تحريم الخنزير .. وهذا يبرز التنازع بين اليهودية المسيحية .. والمسيحية البولسية .. شكرا على المقال .. تحياتي

اخر الافلام

.. المئات من اليهود المتشددين يغلقون طريقا سريعا في وسط إسرائيل


.. بايدن: يجب أن نقضي على -حماس- كما فعلنا مع -بن لادن-




.. يحيى سريع: نفذنا عملية مع المقاومة الإسلامية بالعراق ضد هدف


.. عشرات اليهود الحريديم يغلقون شارعاً في تل أبيب احتجاجاً على




.. بابا الفاتيكان يحذر من تشريع المخدرات ويصف التجار بـ-القتلة-