الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقطة الشافعي بإثبات وجود الله عبر ورقة التوت

فادي كمال الصباح

2014 / 3 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لفت نظري بأحد المنتديات المنشور التالي تحت عنوان , الدليل القاطع على وجود الله :
ذات يوم جاء بعض الناس إلى الإمام الشافعي،وطلبوا منه أن يذكر لهم دليلاً على وجود الله عز وجل ,ففكر لحظة، ثم قال لهم: الدليل هو ورقة التوت.فتعجب الناس من هذه الإجابة،وتساءلوا: كيف تكون ورقة التوت دليلاً على وجود الله؟!
فقال الإمام الشافعى: "ورقة التوت طعمها واحد؛ لكن إذا أكلها دود القز أخرج حريرا،وإذا أكلها النحل أخرج عسلاً، وإذا أكلها الظبي أخرج المسك ذا الرائحة الطيبة..فمن الذي وحد الأصل وعدد المخارج؟! ".إنه الله- سبحانه وتعالى- خالق الكون العظيم!
ما رأيكم؟
واذ بك تقرأ بعدها التبريكات التالية:
- جزاك الله كل خير على موضوعك
سبحان الله كلامه من درر وياقوت رحمه الله.
ولو تأمل متأمل في الكون لوجد كل شيء يدل على وجود الله لذلك أمرنا الله في أكثر من موضع بالتفكر.
- بارك الله فيك أخي الحبيب ونفع بعلمك وكتبه فى موازين أعمالك.
- طرح أكثر من رائع روعه وجدتها بين الكلمات استمتعت بما قرأت و نطمع بالمزيد من طروحاتك الجميلة شكري لك.

بالنسبة لي لاحظت تلقائيا خطأ فادحاً في مقولة الشافعي تلك ,فقمت بالبحث حولها ,فوجدت أن العشرات من المنتديات والصفحات تتناقلها و يتكرر مشهد التبريكات و التهليلات المنهالة عليها.
ما لم يلتفت له أغلب القراء المهللين لها ,هل أن النحل يأكل ورق التوت ؟!, كما ذكر الامام الشافعي الذي بحسب ما تم التعريف عنه في الموسوعة الحرة ويكيبيديا،, هو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ (150-204هـ / 767-820م) ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضاً إمام في علم التفسير وعلم الحديث، وقد عمل قاضياً فعُرف بالعدل والذكاء. وإضافةً إلى العلوم الدينية، كان الشافعي فصيحاً شاعراً، ورامياً ماهراً، ورحّالاً مسافراً. أكثرَ العلماءُ من الثناء عليه، حتى قال فيه الإمام أحمد: «كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس»، وقيل أنه هو إمامُ قريش الذي ذكره النبي محمد بقوله: «عالم قريش يملأ الأرض علماً».
هل يعقل أن عالم موصوف بهكذا أوصاف وألقاب, خفيت عليه تلك المعلومة البديهية,أم انه دلس لأجل نصرة دينه , قبل أن نلوم الأتباع المنبهرين بمقولته.

واللافت ان هذه المقولة مشهورة بين الشيوخ وقد نقلها إبن كثير في تفسيره: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {البقرة:21} ,بصيغة تختلف قليلا عما ذكرنا أنفا: أنه سئل عن وجود الصانع ، فقال : هذا ورق التوت طعمه واحد تأكله الدود فيخرج منه الإبريسم ، وتأكله النحل فيخرج منه العسل ، وتأكله الشاة والبعير والأنعام فتلقيه بعرا وروثا ، وتأكله الظباء فيخرج منها المسك وهو شيء واحد (1).

من المعروف أن النحل لا يأكل الورق بل الرحيق الذي يتواجد في الأزهار ,و للعلم أيضا أن التوت لا ينتج إزهارا قبل إن يثمر كما الحال مع الليمون و اللوز, فبذلك تكون المقولة باطلة من أساسها قبل أي استدلال عبرها على شي.

كما أنه حتى لو سلمنا جدلا بصحة ما قاله, لا يعتبر ذلك دليلا كافيا على وجود خالق, بل مجرد إمساك طرف خيط لتدعيم هذه الفرضية التي لم تخرج بعد من إطار الفكرة والنظرية الى الوجود اليقيني.
و أيضاً أن قوله "فمن الذي وحد الأصل وعدد المخارج؟! ".إنه الله- سبحانه وتعالى- خالق الكون العظيم!", هو تجاوز لامنطقي بإدعاء ان الاله الاسلامي أو الابراهيمي هو الصانع والخالق المفترض,كون تلك المقولة لو صحت تدعم نظرية الخالق بشكل عام دون أن تحدد هويته فبإمكان أي رجل دين بغض النظر عن هوية دينه,هندوسي,مسيحي,وثني, زرادشتي..الخ,أن يستخدمها للإدعاء بأن إلهه الخاص هو الخالق المفترض أي أن الهندوسي سيأتي و يستخدمه قائلاً : "فمن الذي وحد الأصل وعدد المخارج؟! ".إنه براهما خالق الكون العظيم!"’, فهل يعني ذلك برأيك أيها المسلم العزيز أن براهما الذي تلحد به بإعتباره من تصور الهنود هو الخالق الحقيقي المفترض؟! ,هنا أمام المؤمن عقبة , بكيف يمكنه إثبات أن هذا الخالق المفترض هو الإله الذي يعبده ويقدمه دينه, فالآلهة المصطنعة الناتجة عن التصورات البشرية واقع لا ينفيه أي مؤمن كونه يؤمن بإلهه وينفي كافة آلهة الأديان الأخرى.

إن السبيل الوحيد أمام المؤمن لإثبات أن إلهه هو خالق الكون المفترض , مقارنة المسائل العلمية الموجودة بكتبه المقدسة التي يؤمن بأنها من خالق الكون مع الحقائق العلمية التي يعترف بها ,لأن هذه المسائل ليست من الغيبيات و يمكن اختبار صحتها و معرفة مصدرها ,إن كان بشري أو فوق بشري بسبب علمنا بحجم المعرفة البشرية في تلك الأزمنة التي ظهرت بها الأديان وخاصة الإبراهيمية منها.



الهوامش:
------------------------------------------------------
(1)- http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=2&ayano=22








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق1
عبد الله خلف ( 2014 / 3 / 11 - 08:34 )
• التشفير داخل جينوم الكائن الحي هو عملية واعية لا علاقة لها بالصدفة!... جميع الطلبت التي يحتاجها الكائن الحي، مثل طول الشعر ووظائف الهضم ولون الجلد وتصنيع الطاقة، وكل شيء يحتاجه الكائن الحي يوجد مُشفر في نواة الخلية داخل شريط ال DNA في الكائن الحي بنظام التشفير الرباعي C G T A .
نظام التشفير الرباعي هذا موجود في أدق الكائنات على وجه الأرض وأكثرها تعقيدا , أيضا , نظام التشفير الرباعي C G T A ظهر مع أول الكائنات على وجه الارض – السيانو باكتريا – ويظل نظاما حكريا لكل الكائنات بلا استثناء - فيروسات , بكتريا , ثدييات , نباتات , زواحف , اسماك , حشرات , بريونات - نظام في غاية الذكاء والإعداد للمستقبل والضبط بعناية! .
هذا التشفير يؤكد أنه لا مجال للصدفة أو العشوائية في الأمر! .


يتبع


2 - تعليق2
عبد الله خلف ( 2014 / 3 / 11 - 08:35 )
الدكتور (وارنر جيت) متخصص في العلوم الوراثية له كتابه اسمه (في البدء كانت المعلومة) .
يقول : (نظام التشفير دائما نتيجة لعملية عقلية، ينبغي لنا أن نؤكد على أن المادة غير قادرة على توليد أي شفرة .
جميع التجارب أثبتت أن الأمر يتطلب كائن عاقل، ذو إرادة، ويمارس طوعا إختياراته، وأيضا له معرفة ذاتية، وإبداع , ليس هناك قانون معروف في الطبيعة ولا توجد طريقة معروفة، أو أي تسلسل أحداث معروف يمكن أن يسبب للمعلومات في الظهور بمفردها من المادة) .
A code system is always the result of a mental process . It should be emphasized that matter as such is unable to generate any code. All experiences indicate that a thinking being voluntarily exercising this own free will, cognition, and creativity is required. There is no known law of nature no known process and no known sequence of events which can cause information to originate by itself in matter.
Source : in the beginning was information p.64
http://www.youtube.com/watch?v=IlLcvR9vTlo


يتبع


3 - تعليق3
عبد الله خلف ( 2014 / 3 / 11 - 08:35 )
• كيف تتحول المعلومات - الأكواد الجينية المُشفَّرة- إلى وجود حقيقي في الكائن الحي morphogenesis؟ .
المعلومات التي يُتيحهـا نظام التشفير الرباعي C G T A , كالكلمات المطبوعة على ورق , كالشفرات المضغوطة على اسطوانة CD , تحمل أدق تفاصيل الكائن الحي لكنها مجرد شِفرات لا أكثر .
كيف تنتقل هذه الشفرات إلى تشكيل الكائن على هيئته الحقيقية morphogenesis؟ .
كيف تتحول المعلومات إلى وجود حقيقي في الكائن الحي؟ .
كيف تتحول كلمات نخطَّها على أوراق نَصِف فيها هيئة إنسان ، مهما بلغت تفاصيلها ودقتها ، إلى إنسان حقيقي (من لحم ودم)؟! .
ويبقى التساؤل الأهم مَن الذي وضع الشِفرة قَبل فك التشفير؟ .

المطلوب الآن , هو : إثبات أن يسوع الناصري هو خالق هذا الكون؟... هل يستطيع المسيحيون؟ .


4 - رد على عبد الله
فادي كمال الصباح ( 2014 / 3 / 11 - 18:16 )
انا متأكد انك لم تقرأ المقال لأنك لم ترد على اي نقطة و هو ليس موضوعه الاستدلال على عدم وجود خالق كما ظننت حضرتك بل يتحور حور التفكير اللامنطقي الذي يستغل دليل يدعم فرضية الخالق لايهام الناس و المؤمنين بأن الاله الذي يعبدوه هو من صنع و فعل, ما عرضته حضرتك يمكن ان يعرضه الهندوسي ليقول ان براهما هو الخالق

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تبدأ النظر في تجنيد -اليهود المتش


.. الشرطة الإسرائيلية تعتدي على اليهود الحريديم بعد خروجهم في ت




.. 86-Ali-Imran


.. 87-Ali-Imran




.. 93-Ali-Imran