الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
التاريخ الاسلامي على حقيقته
سامي المنصوري
2014 / 3 / 11العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
التاريخ الاسلامي على حقيقته
كثير بل و اكثر من الكثير ما يزعجنا المسلمون بعدة امور خرافية منها اثنتان سنتناولهما اليوم
1) لمسلمين تقدموا و تطوروا بسبب التزامهم بالاسلام و تطبيقهم الشريعة
2) الحل الوحيد لتقدمنا هو بالعودة للاسلام
حسنا نرد اولا على النقطة الاولى
يعيب الكثير من المسلمين على المسيحيين ان اوروبا في العصور الوسطى كان كهنة المسيحية يقتلون العلماء بينما في عصور الاسلام كان العكس اي النهضة العلمية في العصور الاسلامية ثم يدندنون بان الاسلام يدعم العلم بلا بلا بلا، و لكن الحقيقة غير ذلك، اولا للتوضيح اوروبا و كهنة المسيحية لم يكونوا يقتلون العلماء و لكن كانوا يقتلون الهراطقة و هم كل من تكلموا بكلام يخالف ظاهر الانجيل مثل جاليلو جاليلي، اوليس هذا ما يفعله رجال الدين المسلمين اليوم من اغتيال المخالفين مثل فرج فودة ؟؟؟
اذن ما الذي حدث، لماذا نهض العالم الاسلامي في السابق و هو متخلف اليوم، هذا السؤال الذي يخاف رجال الدين المسلمين اليوم اجابته
الفرق هو كالتالي، الكنيسة في اوروبا كانت تسيطر على الدولة الاوروبية و بالتالي ترتكب سواد وجها و جرائمها بينما الدولة العربية كانت تسيطر على رجال الدين المسلمين و بالتالي تمنعهم من تنفيذ تخلفهم في ذلك الوقت
الدليل: في عام 1076 هنري الرابع تحدى سلطة البابا فاصدر البابا حرمانا كنسيا عليه مما جعل هنري ملك المانيا يجد نفسه بلا سلطة و ذهب للبابا بثياب باليا منتظرا ثلاثة ايام حتى فتح الباب له ليدخل على البابا و يقبل قدمه و يطلب العفو، في نفس الوقت الذي كان رجل الدين المسلم اذا ما تجرأ و عارض الحاكم، كان يلقى في السجن و يعذب، مثل المأمون الذي قام بوضع الامام احمد الذي يقدسه السنة في السجن و غله بالحديد لانه عارضه هذا هو سر تقدمنا، هؤلاء الحكام مثل المأمون هو الذي صنع العصر الذهبي للاسلام
المأمون كان عصره هو عصر العلم و المعرفة، عصر التقدم، و سر هذا التقدم انه لم يلقي لرجال الدين المسلمين بالا، هؤلاء الكهنة الذين سببوا تخلف المسلمين اليوم، فكان من افضل حكام الدولة العباسية و اكثرهم رجاحة عقل، و قد اشتغل بالترجمة و العلم و الفلسفة على الرغم من وقوف رجال الدين المسلمين ضد هذه العلوم على العكس مما يدعيه رجال الدين اليوم، كما يجب التنويه ان المعتزلة و هم الذين يقدمون العقل على النقل هم الذي فتحوا باب العلم و ليس السنة
لنرى ما قاله رجال الدين الذين يقدسهم المسلمون اليوم عن هذه العلوم
قال ابن القيم: (كما هي عادته سبحانه وسنته في عباده إذا أعرضوا عن الوحي، وتعوضوا عنه بكلام البشر، فالمغرب؛ لما ظهرت فيهم الفلسفة والمنطق واشتغلوا بها استولت النصارى على أكثر بلادهم وأصاروهم رعية لهم، وكذلك لما ظهر ذلك ببلاد المشرق؛ سلط الله عليهم التتار فأبادوا أكثر البلاد الشرقية واستولوا عليها، وكذلك في أواخر المائة الثالثة وأول الرابعة لما اشتغل أهل العراق بالفلسفة وعلوم أهل الإلحاد؛سلط الله عليهم القرامطة الباطنية، فكسروا عسكر الخليفة عدة مرات واستولوا على الحاج واستعرضوهم قتلاً وأسراً) إغاثة اللهفان: 2/602.
وفي الحديث: (العلم ثلاثة وما سوى ذلك فضل؛ آية محكمة، وسنة متبعة، وفريضة عادلة) انظر ذلك بالتفصيل في "جامع بيان العلم وفضله"، لابن عبد البر: 2/29 -50.
وقال الأوزاعي: (العلم ما جاء به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فما كان غير ذلك فليس بعلم) فضل علم السلف على علم الخلف: ص59
وقال شيخ الإسلام: (لكن جماع الخير أن يستعين بالله سبحانه في تلقي العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه هو الذي يستحق أن يسمى علماً، وما سواه إما أن يكون علما فلا يكون نافعاً، وإما أن لا يكون علماً وإن سمي به، ولئن كان علماً نافعاً فلا بد أن يكون في ميراث محمد صلى الله عليه وسلم ما يغني عنه مما هو مثله وخير منه) المجموع: 10/664.
وقال ابن رجب: (فالعلم النافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم معانيها، والتقيد بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعيهم في معاني القرآن والحديث... في ذلك غاية لمن عقل، وشغل لمن بالعلم النافع اشتغل) السابق: ص63.
وقال الشافعي:
كل العلوم سوى القرآن مشغلة إلا الحديث وإلا الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال؛ حدثنا وما سوى ذاك وسواس الشياطين
وقال ابن القيم:
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هم أولو العرفان
هذا كان موقف رجال الدين في تلك الايام و لو تم لهم لقاموا بمنع الطب و الكيمياء و الفلسفة و غيرها و الادلة على ذلك ستأتي
فما فعله المأمون من الاهتمام بالترجمة و العلم مخالف لروح الاسلام التي تنبذ جميع العلوم الا العلوم الشرعية و ما فعله الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ، فإنه لما فتحت فارس وجد المسلمون فيها كتباً كثيرة، فاستشاروا عمر فيها، فأمرهم بإحراقها، وقال قولته العظيمة: (إن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منه، وإن يكن ضلالاً فقد كفاناه الله)، فأحرقت كلها أو طرحت في الماء، فهؤلاء قدوتكم، بلاد فارس التي اشتهر بها علوم الطب و الكيمياء و الفلك و الفلسفة في ذلك الوقت بل و تتلمذ عدد من العرب فيها مثل الحارث بن كلدة يقوم عمر ابن الخطاب قدوة السنة بحرق جميع هذه العلوم و المعارف و هذا تاريخكم الحقيقي
و نكمل اراء رجال الدين المسلمين بالفلسفة
قال ابن الصلاح: (الفلسفة رأس السفه والانحلال، ومادة الحيرة والضلال، ومثار الزيغ والزندقة، ومن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة المؤيدة بالحجج الظاهرة، والبراهين الباهرة، ومن تلبّس به علماً وتعليماً قارنه الخذلان والحرقان، واستحوذ عليه الشيطان، وأي فنٍ أخزى منْ فنٍ يعمي صاحبه - أظلم قلبه - عن نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم... وليس الاشتغال بتعليمه وتعلمه مما أباحه الشارع، ولا استباحه أحد من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين، والسلف الصالحين، وسائر من يقتدى به من أعلام الأئمة وسادتها، وأركان الأمة وقادتها، قد برّأ الله الجميع من معرّة ذلك وأوناسه، وطهرهم من أوضاره) [12] اهـ.
وقال ابن القيم: (فالزندقة والإلحاد عند هؤلاء جزء من مسمى الفلسفة أو شرط... فلا مبدأ عندهم ولا معاد ولا صانع ولا نبوة ولا كتب نزلت من السماء تكلم الله بها، ولا ملائكة تنزلت بالوحي من الله سبحانه، فدين اليهود والنصارى بعد النسخ والتبديل خير وأهون من دين هؤلاء) [13] اهـ.
وقال شيخ الإسلام : (والفلاسفة هم الذين أفسدوا أهل الملل قبلنا مللهم وتواريخهم) [14].
وقال: (كان هؤلاء المتفلسفة إنما راجوا على أبعد الناس عن العقل والدين، كالقرامطة والباطنية الذين ركّبوا مذهبهم من فلسفة اليونان ودين المجوس وأظهروا الرفض، وإنما ينفقون في دولة جاهلية بعيدة عن الإيمان، إما كفاراً أو منافقين، كما نفق مَنْ نفق منهم على المنافقين الملاحدة) [15] اهـ.
وقال ابن القيم في نونيته:
والفيلسوف وذا الرسول لديهم متفاوتان وما هما عدلان [16]
أما الرسول ففيلسوف عوامهم والفيلسوف نبي ذي البرهان
والحق عندهم ففيما قاله اتباع صاحب منطق اليونان
ومضى على هذي المقالة أمة خلف ابن سينا فاغتروا بلبان
منهم نصير الكفر في أصحابه الناصرين لملة الشيطان
إخوان إبليس اللعين وجنده لا مرحباً لعساكر الشيطان
-) الفلسفة القديمة تحتوي على سبعة علوم، هي على ترتيبهم: المنطق ثم الارتماطيقي - علم العدد - ثم الهندسة ثم الهيئة - علم الفلك والنجوم - ثم الموسيقى ثم الطبيعيات ثم الإلهيات، ولكل واحدٍ فروع، وانظر لتفصيل وشرح هذه العلوم؛ "مقدمة ابن خلدون": ص478 وما بعدها.
[12] الفتاوى: ص70.
[13] إغاثة اللهفان: 2/595.
[14] المجموع: 5/140.
[15] المجموع: 9/176.
[16] يعني: متساويتان.
و رايهم بالكيمياء
قال شيخ الإسلام : (وحقيقة الكيمياء إنما هي تشبيه المخلوق، وهو باطل في العقل، والله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، فهو سبحانه لم يخلق شيئاً يقدر العباد أن يصنعوا مثل ما خلق... وأهل الكيمياء من أعظم الناس غشاً ولهذا لا يظهرون للناس إذا عاملوهم إن هذا من الكيمياء... فجماهير من يطلب الكيمياء لا يصل إلى المصنوع الذي هو مغشوش باطل طبعاً، محرم شرعاً بل هم يطلبون الباطل الحرام... ولم يكن في أهل الكيمياء أحد من الأنبياء ولا من علماء الدين ولا من مشايخ المسلمين، ولا من الصحابة ولا من التابعيين لهم بإحسان وأقدم من يحكى عنه شيء في الكيمياء خالد بن يزيد بن معاوية وليس هو ممن يقتدي به المسلمون في دينهم ولا يرجعون إلى رأيه... وأما جابر ابن حيان؛ صاحب المصنفات المشهورة عن الكيماوية فمجهول لا يعرف، وليس له ذكر بين أهل العلم ولا بين أهل الدين) [19] اهـ.
ثم قال: (والكيمياء أشد تحريماً من الربا) [20].
وقال: (إن الكيمياء لم يعملها رجل له في الأمة لسان صدقٍ، ولا عالم متبع، ولا شيخ يقتدى به ولا ملك عادل، ولا وزير ناصح، وإنما يفعلها شيخ ضال مضل).
ثم قال: (وأيضاً فإن فضلاء أهل الكيمياء يضمون إليها الذي يسمى "السيمياء"، وهو السحر... فإنك تجد "السيمياء" التي هي من السحر كثيراً ما تقترن بالكيمياء، ومعلوم بالاضطرار من دين الإسلام أن السحر أعظم المحرمات، فإذا كانت تقترن به كثيراً، ولا تقترن بأهل العلم والإيمان بل هي من أعمال أهل الكفر والفسوق والعصيان) اهـ.
وقد قال الذهبي في "مسائل طلب العلم وأقسامه": (فصل: ومن العلوم المحرمة: علم السحر والكيمياء والسيمياء والشعبذة والتنجيم، والرمل وبعضها كفر صراح) [21] اهـ.
وقد نعت ابن خلدون في مقدمته [22]؛ الكيميائيين بأنهم يشتغلون بالسحر والطلسمات، وأنكر هذا العلم وأبطله.
[19] المجموع: 29/398، وما بعدها.
[20] المجموع: 29/378.
[21] ص 214.
[22] ص 496، وما بعدها.
و رايهم بالفلك
وفي الحديث: (من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد).
قال ابن رجب: (فعلم تأثير النجوم محرم، والعمل بمقتضاه كالتقرب إلى النجوم وتقريب القرابين لها كفر، وأما علم التسيير فإذا تعلم منه ما يحتاج إليه للاهتداء ومعرفته القبلة والطريق كان جائزاً عند الجمهور، وما زاد عليه فلا حاجة إليه وهو يشغل عما هو أهم منه وربما أدى التدقيق فيه إلى إساءة الظن بمحاريب المسلمين، في أمصارهم كما وقع ذلك كثيراً من أهل هذا العلم قديماً وحديثاً وذلك يفضي إلى اعتقاد خطأ الصحابة والتابعين في صلاتهم في كثير من الأمصار، وهو باطل، وقد أنكر الإمام أحمد الاستدلال بالجدي، وقال: "إنما ورد؛ ما بين المشرق والمغرب قبلة") [23] اهـ.
وقال شيخ الإسلام: (إن النجوم نوعان، حساب وأحكام، فأما الحساب؛ فهو معرفة أقدار الأفلاك والكواكب، وصفاته ومقادير حركاتها وما يتبع ذلك، فهذا في الأصل علم صحيح لا ريب فيه كمعرفة الأرض وصنعتها ونحو ذلك، لكن جمهور التدقيق فيه، كثير التعب قليل الفائدة، كالعالم مثلاً بمقادير الدقائق والثواني والثوالث في حركات السبعة المتحيرة... أما الأحكام؛ فهي من جنس السحر...) [24] اهـ [25].
فإذا وعيت ما مضى، فاعلم أن جميع علماء الفَلَكِ المسلمين الذين يفاخر بهم المُحَدثون - فيما أعلم - إنما هم منجمون كهان، كالخوارزمي وابن البناء والطوسي وآل شاكر والمجريطي وغيرهم - عافانا الله وإياكم مما ابتلاهم به -
[23] فضل علم السلف: ص35.
[24] المجموع: 35/181.
[25] انظر فتح المجيد: ص316 وما بعدها، الزواجر:2/109.
و رايهم بفن العمارة
فقد روى البخاري وغيره عن خباب رضي الله عنه مرفوعاً: (إن المسلم ليؤجر في كل شيء ينفعه، إلا في شيء يجعله في هذا التراب).
قال ابن حجر : (وقد ورد في ذم البناء صريحاً ما أخرج ابن أبي الدنيا من رواية عمارة بن عامر: "إذا رفع الرجل بناءً فوق سبعة أذرع نودي: يا فاسق إلى أين؟"، وفي سنده ضعف مع كونه موقوفاً، وفي ذم البناء مطلقاً حديث خباب يرفعه قال: "يؤجر الرجل في نفقته كلها إلا التراب"، أو قال: "البناء"، أخرجه الترمذي وصححه، وأخرج له شاهداً عن أنس بلفظ: "إلا البناء، فلا خير فيه"، وللطبراني من حديث جابر يرفعه قال: "إذا أراد الله بعبدٍ شراً، خضَّر له في اللبن والطين حتى يبني"، ومعنى "خضّر"؛ حسّن، وزناً ومعنى... الخ ما قال رحمه الله تعالى) [26] اهـ.
ولكثرة الأحاديث التي تذم البناء ورفعه؛ كان المحدِّثون تعالى يعقدون أبواباً عن البناء وما ورد فيه.
لذلك فإن عمر لما اختط الكوفة أمرهم ببناء بيوتهم من قَصَب، فلما وقَع فيها الحريق، استأذنوه في بنائها بالحجارة، فقال: (افعلوا، ولا يزيدنّ أحد على ثلاثة أبيات، ولا تطاولوا في البنيان، والزموا السنة تلزمكم الدولة).
[26] فتح الباري: 11/95.
افيدعي المسلمين بعد قول عمر ان قصور غرناطة و قرطبة و غيرها هي اسلامية، الا يعقل المسلمين ان الاجداد لم يتقدموا الا بعد ما ابتعدوا عن النصوص و فكر رجال الدين ؟
و الان نأتي للادعاء الثاني الكاذب الا و هو ان العلماء اللادينيين مثل الرازي و ابن سينا و الفارابي و ابن رشد و جابر ابن حيان و غيرهم مسلمين و هم من الاسلام براء
فالرازي قد الف كتب في مهاجمة الانبياء مثل مخارق الانبياء و نقض الاديان
اما ابن سينا فكان يقول ان العالم ازلي و ان الله لا يعلم الجزيئيات و انكر الحساب
اما جابر ابن حيان فقد اعتقد بالتولد الذاتي، و اذا كنت لا تعرف بالتولد الذاتي فاذهب الى اقرب رجل دين و قل له انك تؤمن بالتولد الذاتي حتى يكفرك و يقطع عنقك
طبعا قام المسلمون بحرق اغلب كتب هؤلاء العلماء فيما بعد و سنوضح السبب، و هذا هو ما قاله رجال الدين المسلمون عنهم:
يتبع...
سوف أذكر في هذا الفصل قائمة بأشهر العلماء، الذين يهيج المعاصرون بمدحهم والثناء على خلائقهم وذكر فضائلهم، وأذكر ما قاله أئمة الإسلام فيهم وفي عقائدهم، وقد تركت منهم أكثر مما ذكرت، لأن القصد التنبيه لا الحصر، وقد رتبتهم على حسب الوفاة.
ابن المقفع - عبد الله بن المقفع - [ت: 145 هـ]:
كان مجوسياً فأسلم، وعرّب كثيراً من كتب الفلاسفة، وكان يتهم بالزندقة.
لذلك قال المهدي رحمه الله تعالى: (ما وجدت كتاب زندقة إلا وأصله ابن المقفع) [27].
جابر ابن حيان [ت: 200 هـ]:
أولاً: إن وجود جابر هذا مشكوك فيه.
لذلك ذكر الزركلي في "الأعلام" في الحاشية على ترجمته [28]: (إن حياته كانت غامضة، وأنكر بعض الكتاب وجوده).
وذكر أن ابن النديم أثبت وجوده ورد على منكريه، وابن النديم هذا ليس بثقة - كما سيأتي إن شاء الله -
ومما يؤيد عدم وجوده ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله: (وأما جابر بن حيان صاحب المصنفات المشهورة عند الكيماوية؛ فمجهول لا يعرف، وليس له ذكر بين أهل العلم والدين) [29] اهـ.
ثانياً: ولو أثبتنا وجوده، فإنما نثبت ساحراً من كبار السّحرة في هذه الملة، اشتغل بالكيمياء والسّيمياء والسّحر والطلسمات، وهو أول من نقل كتب السّحر والطّلسمات - كما ذكره ابن خلدون [30] -
الخوارزمي - محمد بن موسى الخوارزمي - [ت: 232 هـ]:
وهو المشهور باختراع "الجبر والمقابلة"، وكان سبب ذلك - كما قاله هو - المساعدة في حل مسائل الإرث، وقد ردّ عليه شيخ الإسلام ذلك العلم؛ بأنه وإن كان صحيحاً إلا أن العلوم الشّرعية مستغنية عنه وعن غيره [31].
والمقصود هنا؛ إن الخوارزمي هذا كان من كبار المنجّمين في عصر المأمون والمعتصم الواثق، وكان بالإضافة إلى ذلك من كبار مَنْ ترجم كتب اليونان وغيرهم إلى العربية [32].
الجاحظ - عمرو بن بحر - [ت: 255 هـ]:
من أئمة المعتزلة، تنسب إليه "فرقة الجاحظية"، كان شنيع المنظر، سيء المخبر، رديء الاعتقاد، تنسب إليه البدع والضّلالات، وربما جاز به بعضهم إلى الانحلال، حتى قيل: (يا ويح من كفّره الجاحط).
حكى الخطيب بسنده؛ أنه كان لا يصلي، ورمي بالزّندقة، وقال بعض المعلماء عنه: (كان كذاباً على الله وعلى رسوله وعلى الناس) [33].
ابن شاكر - محمد بن موسى بن شاكر - [ت: 259 هـ]:
فيلسوف، موسيقي، منجّم، من الذين ترجموا كتب اليونان، وأبوه موسى بن شاكر، وأخواه أحمد والحسن؛ منجمون فلاسفة أيضاً [34].
الكندي - يعقوب بن اسحاق - [ت: 260 هـ]:
فيلسوف، من أوائل الفلاسفة الإسلاميين، منجّم ضال، متهم في دينه كإخوانه الفلاسفة، بلغ من ضلاله أنه حاول معارضة القرآن بكلامه [35].
عباس بن فرناس [ت: 274 هـ]:
فيلسوف، موسيقي، مغنٍ، منجّم، نسب إليه السّحر والكيمياء، وكثر عليه الطّعن في دينه، واتهم في عقيدته، وكان بالإضافة إلى ذلك شاعراً بذيئاً في شعره مولعاً بالغناء والمُوسيقى [36].
ثابت بن قرة [ت: 288 هـ]:
صابئ، كافر، فيلسوف، ملحد، منجّم، وهو وابنه إبراهيم بن ثابت وحفيده ثابت بن سنان؛ ماتوا على ضلالهم.
قال الذهبي رحمه الله تعالى: (ولهم عقب صابئة، فابن قرة هو أصل الصابئة المتجددة بالعراق، فتنبه الأمر) [37].
اليعقوبي - أحمد بن اسحاق - [ت: 292 هـ]:
رافضي، معتزلي، ***ح رائحة الرّفض والاعتزال من تاريخه المشهور، ولذلك طبعته الرّافضة بالنجف [38].
الرازي - محمد بن زكريا الطبيب - [ت: 313 هـ]:
من كبار الزّنادقة الملاحدة، يقول بالقدماء الخمسة الموافق لمذهب الحرانيين الصابئة - وهي الرّب والنفس والمادة والدّهر والفضاء - وهو يفوق كفر الفلاسفة القائلين بقدم الأفلاك، وصنّف في مذهبه هذا ونصره، وزندقته مشهورة [39] - نعوذ بالله من ذلك -
البثّاني - محمد بن جابر الحراني الصابئ - [ت: 317 هـ]:
كان صابئاً.
قال الذهبي: (فكأنه أسلم).
فيلسوفاً، منجّماً [40].
الفارابي - محمد بن محمد بن طرخان - [ت: 339 هـ]:
من أكبر الفلاسفة، وأشدهم إلحاداً وإعراضاً، كان يفضّل الفيلسوف على النبي، ويقول بقدم العالم، ويكذّب الأنبياء، وله في ذلك مقالات في انكار البعث والسّمعيات، وكان ابن سينا على إلحاده خير منه، نسأل الله السّلامة والعافية [41].
المسعودي - علي بن الحسين - [ت: 346 هـ]:
كان معتزلياً، شيعياً.
قال شيخ الإسلام عن كتابه "مروج الذهب": (وفي تاريخ المسعودي من الأكاذيب ما لا يحصيه إلا الله تعالى، فكيف يوثق في كتاب قد عرف بكثرة الكذب؟) [42] اهـ.
المجريطي - مسلمة بن أحمد - [ت: 398 هـ]:
فيلسوف، كبير السّحرة في الأندلس، بارع في السّيمياء والكيمياء، وسائر علوم الفلاسفة، نقل كتب السّحر والطّلاسم إلى العربية، وألف فيها "رتبة الحكيم" و "غاية الحكيم"، وهي في تعليم السّحر والعياذ بالله، {وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}، نسأل الله السلامة [43].
مسكويه - محمد بن أحمد - [ت: 421 هـ]:
كان مجوسياً، فأسلم، وتفلسف، وصحب ابن العميد الضّال، وخدم بني بويه الرّافضة، واشتغل بالكيمياء فافتتن بها [44].
ابن سينا - الحسين بن عبد الله - [ت: 428 هـ]:
إمام الملاحدة، فلسفي النحلة، ضال مضل، من القرامطة الباطنية، كان هو وأبوه من دعاة الإسماعيلية، كافر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم بالآخر [45].
مساوئ لو قسمن على الغواني لما أمهرن إلا بالطلاق
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
أو ذلك المخدوع حامل راية الـ إلحاد ذاك خليفة الشيطان
أعني ابن سينا ذلك المحلول من أديان أهل الأرض ذا الكفرانِ
ابن الهيثم - محمد بن الحسن بن الهيثم - [ت: 430 هـ]:
من الملاحدة الخارجين عن دين الإسلام، من أقران ابن سينا علماً وسفهاً وإلحاداً وضلالاً، كان في دولة العبيديين الزنادقة، كان كأمثاله من الفلاسفة يقول بقدم العالم وغيره من الكفريات [46].
ابن النديم - محمد بن اسحاق - [ت: 438 هـ]:
رافضي، معتزلي، غير موثوق به.
قال ابن حجر: (ومصنفه "فهرست العلماء" ينادي على مَنْ صنفه بالاعتزال والزيع، نسأل الله السلامة) [47] اهـ.
المعرّي - أبو العلاء أحمد بن عبد الله - [ت: 449 هـ]:
المشهور بالزّندقة على طريقة البراهمة الفلاسفة، وفي أشعاره ما يدل على زندقته وانحلاله من الدين.
ذكر ابن الجوزي أنه رأى له كتاباً سماه "الفصول والغايات في معارضة الصور والآيات"، على حروف المعجم، وقبائحه كثيرة.
قال القحطاني رحمه الله تعالى:
تعسَ العميُّ أبو العلاء فإنه قد كان مجموعاً له العَمَيانِ [48]
ابن باجه - أبو بكر بن الصائغ، محمد بن يحيى - [ت: 533 هـ]:
فيلسوف كأقرانه، له إلحاديات، يعتبر من أقران الفارابي وابن سينا في الأندلس، من تلاميذه ابن رشد، وبسبب عقيدته حاربه المسلمون هو وتلميذه ابن رشد [49].
الأدريسي - محمد بن محمد - [ت: 560 هـ]:
كان خادماً لملك النّصارى في صقليه بعد أن أخرجوا المسلمين منها، وكفى لؤماً وضلالاً.
وفي الحديث: (أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين).
ابن طفيل - محمد بن عبد الملك - [ت: 581 هـ]:
من ملاحدة الفلاسفة والصّوفية، له الرّسالة المشهُورة "حي ابن يقظان"، يقول بقدم العالم وغير ذلك من أقوال الملاحدة [50].
ابن رشد الحفيد - محمد بن أحمد بن محمد [51] - [ت: 595 هـ]:
فيلسوف، ضال، ملحد، يقول بأن الأنبياء يخيلون للناس خلاف الواقع، ويقول بقدم العالم وينكر البعث، وحاول التوفيق بين الشريعة وفلسفة أرسطو في كتابيه "فصل المقال" و "مناهج الملة"، وهو في موافقته لأرسطو وتعظيمه له ولشيعته؛ أعظم من موافقة ابن سينا وتعظيمه له، وقد انتصر للفلاسفة الملاحدة في "تهافت التهافت"، ويعتبر من باطنية الفلاسفة، والحادياته مشهورة، نسأل الله السلامة [52].
ابن جبير - محمد بن أحمد - [ت: 614 هـ]:
صاحب الرّحلة المعروفة بـ "رحلة ابن جبير"، ويظهر من رحلته تلك تقديسه للقبور والمشاهد الشّركية، وتعظيمه للصّخور والأحجار، واعتقاده بالبدع والخرافات وغيرها كثير [53].
الطوسي - نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن - [ت: 672 هـ]:
نصير الكفر والشّرك والإلحاد، فيلسوف، ملحد، ضال مضل، كان وزيراً لهولاكو وهو الذي أشار عليه بقتل الخليفة والمسلمين واستبقاء الفلاسفة والملحدين، حاول أن يجعل كتاب "الإشارات" لابن سينا بدلاً من القرآن، وفتح مدارس للتّنجيم والفلسفة، وإلحاده عظيم، نسأل الله العافية.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
وكذا أتى الطوسي بالحرب الصر يح بصارم منه وسل لسانِ
عَمَرَ المدارس للفلاسفة الألى كفروا بدين الله والقرآنِ
وأتى إلى أوقات أهل الدين ينقلها إليهم فعل ذي أضغانِ
وأراد تحويل "الإشارات" التي هي لابن سينا موضع الفرقانِ
وأراد تمويل الشريعة بالنواميس التي كانت لدى اليونان
لكنه علم - اللعين - بأن هذا ليس في المقدور والإمكانِ
إلا إذا قتل الخليفة والقضاة وسائر الفقهاء في البلدانِ [54]
ابن البناء - أحمد بن محمد - [ت: 721 هـ]:
شيخ المغرب في الفلسفة والتّنجيم والسّحر والسّيمياء [55].
ابن بطوطة - محمد بن عبد الله - [ت: 779 هـ]:
الصّوفي، القبوري، الخرافي، الكذّاب، كان جل اهتماماته في رحلته المشهورة؛ زيارة القبور والمبيت في الأضرحة، وذكر الخرافات التي يسمونها "كرامات" وزيارة مشاهد الشرك والوثنية، ودعائه أصحاب القبور وحضور السماعات ومجالس اللهو، وذكر الأحاديث الموضوعة في فضائل بعض البقاع، وتقديسه للأشخاص، والافتراء على العلماء الأعلام، وغير ذلك [56].
[27] انظر سير أعلام النبلاء: 6/208، البداية والنهاية: 10/96، لسان الميزان: 3/449.
[28] الأعلام: 2/103.
[29] مجموع الفتاوى: 29/374.
[30] المصدر السابق، وانظر مقدمة ابن خلدون: ص496 - 497.
[31] انظر مجموع الفتاوى: 9/214 - 215.
[32] انظر تاريخ ابن جرير: 11/24، البداية والنهاية: 10/308، عيون الإنباء في طبقات الأطباء: ص483، حاشية1.
[33] انظر البداية والنهاية: 11/19، لسان الميزان: 4/409.
[34] انظر الأعلام: 7/117، عيون الإنباء: ص283.
[35] انظر لسان الميزان: 6/373، مقدمة ابن خلدون: 331، مجموع الفتاوى: 9/186.
[36] انظر المغرب في حلي المغرب: 1/333، المقتبس من أنباء أهل الأندلس: ص 279 وما بعدها، نفح الطيب: 4/348، الأعلام: 3/264، ومما يدل على رداءة عقله أيضاً محاولته تقليد الطيور في طيرانها؟!
[37] انظر المنتظم: 6/29، سير أعلام النبلاء: 13/485، البداية والنهاية: 11/85.
[38] من دراسة قمت بها لتاريخه المشهور "تاريخ اليعقوبي".
[39] انظر في بيان مذهبه ونقضه؛ مجموع الفتاوى: 6/304 – 309، مع منهاج السنة: 1/209 وما بعدها، وانظر أيضاً المجموع: 4/114، والمنهاج: 1/353، 2/279، ودرء التعارض: 9/346.
[40] انظر سير أعلام النبلاء: 14/518.
[41] انظر على سبيل المثال؛ الفتاوى 2/86، 4/99، 11/57، 572، وغيرها، وانظر درء التعارض في كثير من المواضع، وانظر أيضاً إغاثة اللهفان: 2/601 وما بعدها، و البداية والنهاية: 11/224، والمنقذ من الضلال: ص98، وكثير من المواضع في نونية ابن القيم، وغيرها من كتب أهل العلم.
[42] انظر منهاج السنة: 4/84، سير أعلام النبلاء: 15/569، لسان الميزان: 4/258.
[43] انظر مقدمة ابن خلدون: 496، 504، 513.
[44] انظر تاريخ الفلاسفة المسلمين: 304 وما بعدها.
[45] انظر سير أعلام النبلاء: 1/531 - 539، إغاثة اللهفان: 2/595 وما بعدها، البداية والنهاية: 12/42 -43، فتاوى ابن الصلاح: 69، نونية ابن القيم: 14، 30، 43، 49، 160، 186 وغيرها، ومجموع الفتاوى: 2/85، 9/133، 228، 17/571، 32/223، 35/133، وأكثر درء التعارض، رد عليه وعلى الفلاسفة، وكذلك المنهاج، وانظر المنقذ من الضلال: ص98، وغيرها من الكتب.
[46] انظر فتاوى شيخ الإسلام: 35/135، وانظر درء التعارض: 2/281، وانظر ما كتبه من الحاديات في مذكراته - وهو في آخر عمره، نسأل الله الثبات - في تاريخ الفلاسفة: ص270.
[47] انظر لسان الميزان: 5/83.
[48] انظر المنتظم: 8/148، البداية والنهاية: 12/72 – 76، وقد نقل كثيراً من أشعاره الإلحادية، لسان الميزان: 1/218، نونية القحطاني: 49.
[49] انظر عيون الأنباء: 515 وما بعدها، تاريخ الفلاسفة: 79 وما بعدها.
[50] انظر درء التعارض: 1/11، 6/56.
[51] تنبيه: ابن رشد الحفيد غير الجد، فالجد؛ محمد بن أحمد بن رشد [ت: 520 هـ]، قاضي الجماعة بقرطبة من أعيان المالكية، له "المقدمات" و "البيان والتحصيل"، أثنى عليه الذهبي وغيره [السير: 19/501].
[52] انظر درء التعارض: 1/11 - 127 - 152، 6/210، 237، 242، 8/181، 234 وغيرها، و منهاج السنة: 1/356 وغيرها، وفي عدة مواضع من الفتاوى، و سير أعلام النبلاء: 21/307، و تاريخ الفلاسفة: ص120 وما بعدها.
[53] تلخيص لدراسة أعددتها عن رحلته المشهورة بـ "اعتبار الناسك في ذكر الآثار الكريمة والمناسك"، وهو على علاته أفضل من ابن بطوطة في كثير من الأمور، منها أن تعظيم المشاهد والقبور لم يستغرق رحلته كان بطوطة، ومنها عفته عن سماع الأغاني والملاهي وحضور مجالسها ورؤية النساء والأكل بأواني الذهب وعدم استجدائه للسلاطين، بخلاف ابن بطوطة في ذلك كله.
[54] انظر إغاثة اللهفان: 2/601 وما بعدها، درء التعارض: 5/67 - 6/78 - 10/44 وما بعدها 590، الفتاوى: 2/92 - 93 وما بعدها، البداية والنهاية: 13/267 وغيرها.
[55] انظر مقدمة ابن خلدون: ص115 وما بعدها.
[56] تلخيص لدراسة أعددتها عن رحلته، وسبب نعتي له بأنه "كذّاب"، لأنه كذب كذباً فاضحاً على شيخ الإسلام رحمه الله تعالى وهو أنه رآه ينزل من المنبر ويقول؛ "إن نزول الله إلى السماء الدنيا كنزولي هذا"، وهو يذكر أنه قد دخل دمشق في رمضان من سنة 726 هـ، وشيخ الإسلام في ذلك الوقت مسجون في القلعة منذ شعبان، وهذا دليل على افترائه عليه.
بعض الشبهات التي يطرحها المسلمون
أن هؤلاء العلماء وإن كانوا ملاحدة، إنما برعوا في علومهم، لأن بيئتهم بيئة إسلامية علمية صحيحة، هيّأت لهم المناخ المناسب لل***ق العلمي، فلنا علومهم، وعليهم إلحادهم.
الجواب:
اولا: إن هذه العلوم أصلاً - بصرف النّظر عن علمائها - لا تمت إلى الإسلام بصلة - كما سبق بيانه - فتسقط هذه الشبهة جملة وتفصيلاً.
ثانيا: السنة ليس لهم اي علاقة بهذه العلوم ففالخوارزمي وآل شاكر؛ ظهروا في دولة المأمون المُعتزلي، وابن سينا وابن الهيثم؛ ظهرا في دولة العبيديين الزّنادقة، والفارابي؛ ظهر في دولة الحمدانيين الرّافضية، ومسكويه؛ في دولة البوبهيين الرّافضية، وابن رشد؛ في أول دولة الموحدين الأشعرية المُهديّة، وهكذا، و لا تنسوا ان شيوخكم يكفرون جميع هذه الملل، اذن لا يحق لكم حتى الفخر بانجازات هذه الدول
الان، السبب الحقيقي لتخلفكم،
بعد ان قام الحكام في ذلك الوقت بالابتعاد عن شريعتكم و ترك اخذ النصائح من كهنة الاسلام، قام رجال الدين المسلمين بعمل حيلة يستعملونها حتى اليوم، الا و هي الذهاب للعامة من الناس ثم عمل فيلم هندي و بكاء و نحيب و وا اسلاماااه ، ( مثل ما حصل مع حموة كاشغري المسكين )، فيتأثر اغلب الشعب الذي هو جاهل بالاساس بكلام رجال الدين المسلمين و يتبعونهم، فبعد ان عمل رجال الدين المسلمين هذه الحيلة راى الحكام ان الشعوب العربية تتبع رجل الدين كما تقول و لا تعمل عقلها و اصبح رجل الدين المسلم خطر على الدولة نفسها فللاسف و للاسف و للاسف لاننا ما زلنا ندفع ثمن ذلك الى اليوم، رضخ الحكام لرجال الدين و اصبحوا يستمعون لهم، النتيجة مصيبة ما زلنا نعيش اثارها الى اليوم، و نضرب مثلا بابن رشد، هذا الرجل العظيم و الفيلسوف الكبير و الفلكي البارع الذي كان هو و غيره ينطلقون في الاتجاه الصحيح في تنوير الاندلس و لكن ماذا حدث بعدما استمع الحكام و رضخ لرجال الدين المسلمين، كان في عهد ابن طفيل عزيزا مكرما و كان طبيبه و قاضي قرطبة، اما بعد ما لعب رجال الدين لعبتهم اتى بعده حكام اثروا الجهل و التخلف على العلم و النور فقام ابي يعقوب يوسف بعدما قام كهنة الاسلام مشكورين بتكفيره و مطالبة قتله ( كما هي عادتهم ) قام بابعاده و نفيه، و من حينها و نحن في انحطاط شكرا لرجال الدين المسلمين
الجدير بالذكر انه العكس حدث في اوروبا، لاول مرة فهم الاوروبيون ان اتباع رجال الدين لا ياتي معه الا الخراب و الدمار، و العصور الظلام في اوروبا خير دليل، فخلعوا رداء التخلف و الجهل و توقفوا عن اتباع كهنة المسيحية و اثروا العلم و العقل على النقل ثم تقدموا، و مما يدعوا للاسف و الاسى انه في نفس الوقت الذي كانت تحرق فيه كتب علمائنا اللادينيين في بلاد العرب، ترجم الاوروبيون هذه العلوم و نقلوها و تطوروا و تقدموا، فاسسوا المدرسة الرشدية التي تعتبر النور الحقيقي الذي تعيشه امريكا و العالم اليوم حيث انه المدرسة الرشدية كانت نقطو انطلاق العلمانية الاوروبية و الامريكية اليوم و يقول
جورج سارتون أبو تاريخ العلوم ما يلي:
" ترجع عظمة ابن رشد إلى الضجة الهائلة التي أحدثها في عقول الرجال لعدة قرون. وقد يصل تاريخ الرشدية إلى نهاية القرن السادس عشر الميلادي، وهي فترة من أربعة قرون تستحق أن يطلق عليها العصور الوسطى، حيث أنها كانت تعد بمثابة مرحلة انتقالية حقيقية بين الأساليب القديمة والحديثة.
^ George Sarton, Introduction to the History of Science
(cf. Prof. Hamed A. Ead, Averroes As A Physician)
احتراما لابن رشد:
وكانعكاس للاحترام الذي كان يكنه العلماء الأوروبيون لإبن رشد في العصور الوسطى فقد ورد اسمه في الكوميديا الإلهية لدانتي في قسم الجحيم (الأنشودة الرابعة: 142) مع الفلاسفة العظماء الذين ماتوا قبل المسيحية أو الذين لم يعمدوا بحسب وصف دانتي.
واستلهاماً لهذا البيت من الأنشودة فقد جسدها المصور الإيطالي رافاييل في لوحته "مدرسة أثينا" ومصوراً بها ابن رشد وهو يرتدي العمامة العربية وينظر منتبهاً من خلف العالم الرياضي اليوناني فيثاغورث.
هذا هو ما حدث ايها الاخوة و هكذا ضاع المجد الاسلامي بعد ان اثر المسلمون ان يتبعوا بجهل شيوخ الاسلام و تركوا العلماء و الفلاسفة اللادينيين و ما زالوا يتخبطون في مستنقع الجهل، و بعدما فهم الاوروبيون ان ما وراء رجال الدين الا المصائب تركوهم و اتجهوا للعلماء و المفكرين اللادينيين الذين ساهموا بتطوير اوروبا بعد ان كدنا نطور العالم الاسلامي لولا اضهاد المسلمين لنا
منقول بتصرف
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - لكل حصان كبوة!
فهد لعنزي ـ السعودية
(
2014 / 3 / 11 - 15:55
)
الاخ سامي المنصوري المحترم. اعذرك لان لكل حصان كبوة كما يقال. انت تقول عندما فتح عمر بن الخطاب فارس احرق كتبها والسؤال هل هو فاتح ام غازي؟؟. هو يا اخي غازي وليس فاتح. وانا اوؤكد لو ان فارس بقت على مجوسيتها لاصبحت في مصاف الدول العظمى.الا ترى تعسف بعض المسلمين السنة بتسميتها الدولة المجوسية مع انها تشهد الشهادتين وتؤمن باحكام الاسلام الا انها تعتنق المذهب الشيعي الاثاعشري وكان المذاهب الاخرى طريق معبد بلا اشواك وفي الحقيقة كما يقول المثل (اختك مثلك).
دمت مشعلا للتنوير.
2 - فهد لعنزي ـ السعودية
سامي المنصوري
(
2014 / 3 / 11 - 18:21
)
الاخ فهد لعنزي السعوديه اشكرك لمتابعه والدقه والتصويب
نعم اقصد عمر بن الخطاب فتح بلاد فارس غازياُ
3 - تعقيب
صافي
(
2014 / 3 / 12 - 00:04
)
يقول الاخ الكاتب:
على الرغم من وقوف رجال الدين المسلمين ضد العلوم / علوم المأمون / على العكس مما يدعيه رجال الدين اليوم
اتركك مع هذا الفديو لتغيّر نظرتك في هذا
https://youtu.be/3WFyI6gvyBM
وهاذ الرابط
http://islamqa.info/ar/88184
4 - مؤسس الاسلام
على سالم
(
2014 / 3 / 12 - 02:21
)
يعتبر الحبيب المصطفى هو مؤسس الاسلام الاجرامى ,الغريب والعجيب ان الرجل بدا حياته لص ورئيس عصابه وقاتل ومؤسس للسطو المسلح الا انه دخل التاريخ من اوسخ ابوابه ,القدسيه التى يتمتع بها هذا الافاق الدموى يجب ان تكون محل دراسه مركزه ودراسه عميقه ,انها قدسيه تراكميه حدثت عبر القرون والذى اصل وساعد فى هذه الكارثه هو جهل وسطحيه وغباء وبلاهه القوم وسذاجتهم
5 - التوراة والانجيل والقرأن كتب بشريه
سامي المنصوري
(
2014 / 3 / 12 - 07:41
)
تعليق علي سالم
اشكرك للمرور ولا داعي لاستخدام كلمات بديئه ضد محمد او عيس او موسى نحن هنا للتنوير لا للارهاب الديني
تعليق صافي
اذا كنت وهابي غقائدي لا داعي للقراءه والتعليق لاننا هنا للتنوير فقط لا للارهاب الديني
المقال مجمع ابحاث كثيره وللتنوير فقط وللمعرفه
6 - رد
صافي الجوابري
(
2014 / 3 / 21 - 05:15
)
لا يا اخ انا من اشد محاربي دين البلاهة العقلية هنا
انا قصدت ان اثبت لك ان العلماء المسلمين اليوم لا زالوا يستنكرون دراسة العلوم!!