الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوات حفظ الأخلاق

واصف شنون

2014 / 3 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتفنن الحاكمون في العراق وأصحابهم من الجيران في اللعب المكشوف والباطني بمقدرات هذا البلد الذي لم يعرف السلام لا في الواقع ولا في الأساطير ، ورغم أن تاريخه شهد العشرات من الويلات والفترات المظلمة في العصر الحديث والعصور السابقة ، إلا أن الكثيرين يقرّون أن فترته الراهنة هي الأحلك والأكثر ظلاما ، فالإرهاب وشقيقه الفساد هما سلاطين العراق منذ عام 2003 ، وكما يقول العراقيون (واحد يرفع ....والثاني يكبس ) ...!!
*****
قبل أسابيع إنشغل العراقيون بداعش في صحراء العراق الغربية وبعدها بقانون التقاعد الذي أعده البرلمان العراقي لمنح امتيازات (خيالية ) لأعضائه ، وقرأنا وسمعنا احتجاجات هنا وهناك وتنكرات وإدعاءات ووطنيات عبر الفضائيات التي لاتعد ولا تحصى ، ثم تم نسيان ذلك ، لأن الناس إنشغلت بقوانين نكاح الصغيرت المخصوص للشيعة الجعفرية والذي حدد عمر بلوغ الزوجة بـ (9) أعوام فقط للأنثى و(15 ) عاما للذكر ، بالإضافة الى تشريع الإغتصاب الجنسي اليومي للزوجة ،وقبل أن تهدأ عواصف هذه القوانين التي تم إدانتها من قبل المدافعين عن حقوق الإنسان والطفولة محلياً وعالمياً ، أعلنت الحكومة العراقية أنها بصدد تأسيس قسم (شرطة المحافظة على الأخلاق ) ..!! .
******
ماهي الأخلاق ؟
هي مجموعة من التقاليد والأعراف والسلوكيات والمبادىء التي لايمكن حصرها ضمن نظام أخلاقي معين واحد ، وهي تختلف حسب المجتمعات والمجموعات البشرية والمكونات الأثنية والأديان والمؤسسات المجتمعية ...الخ
يعني من الصعوبة تحديدها في إطار واحد أو رصفها في لائحة تصنيفات خاصة في المجتمعات والبلدان التي لم تعرف الإستقرار ، وبكل بساطة يمكن أن نرى لافتة كبيرة أمام قصر تقول ( هذا من فضل ربي ) وصاحب القصر سارق وقاتل ومنحرف ، كذلك سمعنا وقرأنا الكثير من الأمثال الشعبية المجتمعية التي تسخر من الأخلاق العامة المتعارف عليها في مجتمع واحدي وليس متعدد ، فالأخلاقيات الواقعية تبتعد نهائيا عن الأخلاقيات الفلسفية ، فكيف تكون هناك شرطة لضبطها في العراق ؟
*****
الشرطة بمفهومها القانوني هي سلطة تطبيق القوانين السارية المفعول أو النافذة المتفق عليها من عدة جهات ، لذلك نجد شرطة للنجدة وشرطة قضائية وشرطة اقتصادية وشرطة مكافحة الفساد وشرطة مكافحة الجريمة والمخدارات وشرطة للمرور وشرطة نهرية وشرطة بحرية وشرطة محلية وشرطة اتحادية وشرطة دولية وشرطة انترنيت وشرطة مكافحة الإرهاب وشرطة مكافحة العنف المنزلي وشرطة مكافحة الإعتداء على الأطفال ...الخ
الحكومة العراقية تناست كل هذه الأنواع من (الشرطة ) وقررت إنشاء قسم ( شرطة المحافظة على الأخلاق ) في بلد ممزق طائفيا وعشائريا وفاشل اقتصاديا واجتماعيا ، شرطة تعتمد الدين كإطار محدد للأخلاق ، مع العلم أن كل تجارب شرطة الأخلاق الحميدة فشلت في كل البلدان بما فيها السيدة مالكة العراق الجمهورية الإسلامية في ايران ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأخ عبد الله خلف أبو بدر
جلال البحراني ( 2014 / 3 / 13 - 10:06 )
الأخ عبد الله خلف أبو بدر
عندما ذهب الأوربيون البيض للإسكيمو سكان أمريكا الشمالية، عرضوا عليهم صورة جيشين متقابلين كل منهم يحمل الأسلحة من سيوف و خناجر لقتل الأخر
الإسكيمو لم يفهموا ما تعني الحرب ، و لماذا؟ سألوا التبيض لماذا يريد بشر قتل بشر أخر،، لم يفهوا ذلك أبدا
مفردة الحرب لا توجد في لغتهم،، هذه أخلاقهم
إقرأ هذا الموضوع
http://answers.yahoo.com/question/index?qid=20120708154345AAv6ifZ
لكننا نرى أن الحرب جزء من أخلاقيات الأديان
فكيف تفسر ذلك؟
في الهند تلبس النساء الساري الذي يكشف عن البطن و الظهر، الهنود لا يرون مشكلة في ذلك و لا يشعرون برغبة جنسية تجاه النساء هكذا،، في البحرين دبي عمان، نرى نساء هنديات يلبسن الساري و لا يثير هذا شهواتنا
في السعودية لو رأيت امرأة بالشارع هكذا ماذا يحصل؟
فكيف لا تكون الأخلاق نسبية؟

اخر الافلام

.. المسلمون في الهند يؤدون صلاة عيد الأضحى


.. عواطف الأسدي: رجال الدين مرتبطون بالنظام ويستفيدون منه




.. المسلمون في النرويج يؤدون صلاة عيد الأضحى المبارك


.. هل الأديان والأساطير موجودة في داخلنا قبل ظهورها في الواقع ؟




.. الأب الروحي لـAI جيفري هنتون يحذر: الذكاء الاصطناعي سيتغلب ع