الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجتمع مريض علاجه ابعاده عن مصدر مرضه

سامي كاب
(Ss)

2014 / 3 / 14
المجتمع المدني


يحكمون على مظهري لا على جوهري
من هواياتي ومن عاداتي اليومية ومن برنامج حياتي الثابت ممارسة الرياضة يوميا بمعدل ست ساعات منها ثلاث ساعات صباحا وثلاث ساعات مساء وهذا الروتين معتاد عليه مذ كان عمري عشر سنوات وما زلت لحد الان
ومن خلال خبرتي بالتعامل مع الرياضة التي تشتمل الركض والمشي وتمارين اللياقة والسباحة والنشاطات المختلفة كان يزعجني شعر جسدي بشكل يتعارض مع الحالة اللائقة والصحية والمريحة اثناء ممارسة الرياضة خصوصا بعد الاجهاد وتصبب العرق وارتفاع حرارة الجو كون شعر جسدي كثيف وخشن ومتجعد فهو يوخز جسدي كالابر ويمنع مساحة كبيرة من جسدي من الهواء والشمس والمطر والاستفادة من اجواء الطبيعة حيث ممارسة رياضتي كلها بالهواء الطلق بالطبيعة لغرض الاستفادة من الشمس والهواء والمطر ومحتويات الاجواء الطبيعية من عناصر منتشرة بها كالروائح واريج الزهور
كما وان شعر جسدي يسبب لي الحكة والتسحيج وتسلخ الطبقة الجلدية الخارجية خصوصا تحت الابطين وبين الفخذين بعد الركض او المشي لمسافات طويلة او ممارسة رياضة شاقة بالصيف مما يضعف طاقتي ويقلل رغبتي ويسبب لي الالم والانزعاج
هذا بالاضافة الى ان مظهر جسدي عندما انظر له بالمرآة اجده بشعا منفرا لا ارتاح له نفسيا
كل هذه الامور ومعاناتي اليومية بسبب شعري دفعتني لان اجري بحثا علميا عن فوائد وجود الشعر او عدم وجوده على جسم الرجل وبعد الاضطلاع على عدة كتب ومصادر ومجلات ودراسات وابحاث في هذا الصدد وبعد معرفة الكثير من المعلومات قمت بالمقارنة والمطابقة والاستنتاج من خلال تجربتي الطويلة في هذا المجال وخلصت للمعلومات التالية :-
1- ان وجود الشعر او عدم وجوده على جسد الرجل مسألة خاصة تندرج في اطار الحريات الشخصية وهي حالة موضوعية تهم صاحبها وهو الذي يقررها بشكل مجرد عن الاخلاق والقيم والمفاهيم الاجتماعية السائدة في المحيط الاجتماعي
والمسالة هنا تخضع للمفهوم العلمي والمنطق الحياتي الواقعي القائم والفلسفة الذاتية في ادارة الشؤون الشخصية
2- شعر الجسد ويشمل هذا شعر الرأس والوجه يعمل على تجميع شحنات الطاقة الجسدية السطحية على راس الشعر فتتبدد الطاقة بالهواء سدى دون استفادة الجسد منها مما يضعف طاقة الجسد وهذا ينعكس على الشخص بالاحساس بالضعف والاحباط والاعياء وقلة الحيلة والانهيار العام امام ممارسة جهد عالي
كما وان تركيز الطاقة على راس كل شعرة يحرم مساحة الجسد المحيطة بالشعرة من الاستفادة من الطاقة لان هذه الطاقة السطحية تنتقل كيماويا الى داخل الجسد لاستخدامها في عمليات الايض والعمليات الحيوية المختلفة لكافة الخلايا والاعضاء وكذلك تستخدم في بذل الجهد مثل الرياضة او الاعمال اليومية وفي حال نقصها من خلال تبديدها عن طريق الشعر فان ذلك يؤدي الى ضعف خلايا الجسد وتقليل عمرها وعدم امكانية تجديد الخلايا الميتة فتضعف العمليات الحيوية بشكل عام ويضعف جهاز المناعة فتظهر اعراض التعب والارهاق بشكل غير عادي وتظهر آلام المفاصل والصداع واوجاع المعدة والدوخة وهبوط ضغط الدم وغيرها الكثير من الامراض العرضية التي تؤدي لضعف الحركة والانتاج ومواصلة الحياة بالشكل الطبيعي السليم
3- ان علم الطاقة الجسدية يقول بان طاقة الجسد تنتشر على سطح الجسد من الخارج على شكل الكترونات كهربية وتتركز في مراكز منتشرة على الجسد بشكل طبيعي منتظم لكل مركز كمية محددة من الطاقة يقوم بتوزيعها على منطقة محددة من الجسد بنظام زمني وكمي حسبما يتطلب جراء نوع العمليات الحيوية والحركية والجهود الحاصلة والمطلوبة من الجسد داخليا وخارجيا وتنتقل هذه الطاقة للداخل بفعل كيماوي ( تبادل شحنة ايونية ) تقوم بها المعادن الموجودة في خلايا الجسد وفي الدم
هذه الطاقة الجسدية يقوم بتنظيمها الماء المنسكب على الجسد والسائب بشكل طبيعي تحت تأثير الجاذبية الارضية اثناء الاستحمام او ماء البحر او البركة اثناء السباحة
كما ان الهواء الملامس لسطح الجسد يقوم ايضا بهذه المهمة ولكن بدرجة اقل من الماء
وتكون عملية تنظيم الطاقة على سطح الجسد فاعلة بطريقة امثل كلما كان الجسد املسا خاليا من اية عوائق وهنا يكون الشعر من اهم العوائق امام الماء او الهواء لاعادة توزيع الطاقة وتنظيمها حيث يمنع الشعر جريان الماء بشكله الطبيعي وحسب الانسيابية الطبيعية بفعل الجاذبية الارضية ليغطي الماء كافة الخلايا السطحية للجسد
وفي حالة عدم انتظام الطاقة على الجسد اي وجودها بكميات غير طبيعية على مراكز الجسد المختلفة او خلاياه فان هذا يؤدي الى اعتلال الجسد وضعف قدراته والتسبب له بالعلل والامراض وقصر العمر والحيلولة دون ممارسة حياة طبيعية ومنها ممارسة النشاط الرياضي
4- معروف علميا بان جسم الانسان بحاجة للتعرض يوميا للشمس والهواء عدة ساعات وخصوصا لمن يمارس الرياضة كي يجدد طاقته المستهلكة ويتخلص من السموم الجسدية المفرزة من خلال العرق ولكي لا يحس بالتعب والاعياء نتيجة نقص الاكسجين او الضوء او عناصر الطبيعة المختلفة المنتشرة بالارض وبالهواء وبالماء وبالمزروعات
وعليه فان سطح الجسد يمثل البوابة الصحية لدخول عناصر الطبيعة اليه فكلما كان نظيفا ومكشوفا دون اعاقات كان دخول ما يحتاجه من عناصر سهلا وكافيا
وقد وجد بان الشعر المنتشر على الجسد يمنع هذا الحدث كونه يغطي مساحة كبيرة من الجسد فيبقى الجسد محسا بالتعب والارهاق دونما مبرر
5- ان الشعر يستهلك ربع الغذاء الذي يتناوله الانسان من بروتين ومعادن
وبهذا فان عدم وجود الشعر يوفر هذه الكمية من الغذاء لخلايا الجسد واعضائه المختلفة فيزداد قوة وصلابة وطاقة وحيوية وعمرا
6- ان منظر الشعر على الجسد منفر ومزعج ويعطي احساسا بعدم الاستحسان بل ويسبب الكآبة لصاحبه وللناظر له لان وجود الشعر بغزارته وكثافته وطوله مرتبط بنسب هرمونات السعادة في الدم فكلما زاد الشعر قلت هذه الهرمونات كما ان منظر الشعر للناظر يوحي بالخوف مما يزيد من هرمون الادرنالين ويقلل هرموني الميلانين والسيروتونين
7- ان وجود الشعر على سطح الجسد يرفع حرارة الجسد عن المعدل الطبيعي بمقدار ثلاث الى خمس درجات اما شعر الراس فيرفع حرارة جلدة الراس بمقدار سبع درجات ومعروف طبيا بان ارتفاع الحرارة يتسبب في توسيع الشعيرات الدموية مما يقلل ضغط الدم السطحي فيؤدي ذلك الى قلة الغذاء والاكسجين للخلايا السطحية فتشيخ بسرعة وتقل كفاءتها الحيوية وتنعدم نضارة سطح الجسد وجاذبيته
كما ان ارتفاع حرارة الجسد تضعف الحواس وتضعف الخلايا العصبية فيقل اداؤها ويتشوش عملها
ويؤدي ارتفاع الحرارة ايضا الى تلف الانسجة الضامة نتيجة الالتهابات المتكررة
ويكون الجلد الحار بيئة مناسبة لنمو البكتيريا والفيروسات والفطريات المسببة للامراض
هذا بالاضافة للاحساس بالاعياء والتعب وضيق التنفس حالة القيام باي جهد ولو بسيط
8- ازالة الشعر عن جسد الرجل تحسسه بالجمال مما يعزز الثقة في نفسه ويجدد احساسه بذاته فيتالق ويتغير نفسيا نحو الايجاب ويرتقي وجدانيا فترتقي شخصيته ويتغير سلوكه بشكل ايجابي خلاق ( الجمال الخارجي يخلق جمالا داخليا )
9- ازالة شعر الرجل تعتبر تجربة جريئة وتغييرا لنمطية ظاهرية لمظهر الرجل وشخصيته وفي كل تجربة تكمن حالة جديدة حياتية تضفي رصيدا معرفيا جديدا وذخرا حضاريا جديدا يساهم في انتاج وصناعة شخصية اجتماعية افضل وحياة افضل
10- ان مفهوم الجمال في الوقت المعاصر عند الانسان المتمدن اصبح يشمل الرجل كما المرأة فمنظر الجسم الجميل سواء للرجل او للمرأة يعكس احساسا ذاتيا وعموميا بالسعادة والمتعة والثقة بالنفس والتألق وكما تفتخر وتعتز المراة في جمال جسدها فان الرجل كذلك ولم لا كونه انسان له احاسيس ومشاعر وغير مختلف عن المراة في شيء سوى بالوظيفة الجنسية ؟
فالجمال هو جمال الانسان بشكل عام يعكس مدى تقدمه وتطوره وتمدنه ورقيه
//////////
هذا وبعد معرفتي واستخلاصي الى اهم المعلومات الواردة اعلاه قررت ان ازيل شعر جسدي كاملا من راسي حتى اسفل قدمي كما تزيل شعرها النساء
فقد حلقت راسي بالشفرة وقلعت شعر جسدي وكالعادة فانني احلق وجهي يوميا
وبهذا فانني ارتحت كليا من المعاناة اليومية التي كنت اعانيها من غرز الشعر في جسدي ومن رائحة جسدي العفنة التي لا تختفي رغم الاستحمام القوي وتخلصت من الاحساس بالكآبة من منظر جسدي المنفر البشع واحسست بالثقة بالنفس والتالق والارتياح
احسست بان حملا ثقيلا كان على جسدي ونفضته فاصبح جسدي خفيفا اركض ضعف المسافة اليومية المعتادة دون اي تعب واصبحت امارس الرياضة بشهية اكبر واقبال شديد وضعف الوقت والجهد السابق
بعد ازالة شعر جسدي اصبحت رائحة جسدي زاكية واختفت العفونة واللزوجة وبقايا الدهن والافرازات الغير مرغوبة عن جسدي كما وانني عدت طفلا صغيرا
احس الان بحيوية ونشاط وانطلاق وتالق واقبال وخفة ورشاقة وفقدت كل احساس بالتعب والاعياء والارهاق وضيق التنفس والم الركب والظهر والمفاصل والصداع انني الان احس بالسعادة والانتعاش والقوة واللياقة العالية
وجدت بفضل الخبرة والتجربة ان شعر الرجل مرض بحد ذاته بل مصدر لكثير من الامراض العضوية والنفسية والعصبية ومن قبيل العلم والمنطق ادعو كل رجل ان يتخلص من شعره
/////////////
النقطة المهمة هنا والتي من اجلها استطردت في ذكر الاسباب العلمية والمنطقية التي جعلتني ازيل شعر جسدي هي ردة فعل الناس من حولي ورأيهم في شخصي بعدما شاهدوني اركض بلباس الشورت والشباح كالعادة ولكن بجسم محفوف من الشعر
لقد تغيرت نظرة المجتمع لي بشكل عام وخصوصا الاصدقاء والمعارف والاقارب نحو السلبية وكانني اقترفت جرما كبيرا او كانني عملت منكرا متخطيا بفعلي كل حدود الاخلاق والقيم الانسانية القويمة
ان اخلاقي وقيمي واعمالي وشخصيتي بكل تكوينها ورصيدي الاجتماعي الرصين من الحب والتسامح والاخلاق العالية والسلوك المتحضر الراقي ومركزي الاجتماعي والمهني وعلاقاتي الاجتماعية الايجابية كل هذا لم يشفع لي بان اقوم بعمل خاص بي يندرج في اطار حريتي الشخصية وبما تمليه وتتطلبه ظروفي الحياتية الموضوعية مثل ازالة شعر ساقي او يدي
هذا يعطي انطباعا عن ان المجتمع بغالبيته محكوم لطريقة فكرية بعيدة عن العلم والمنطق السليم
مجتمع يحتكم للمظهر لا للجوهر ولا يوجد له اسس اخلاقية قيمية ذات منطق علمي انتاجي بناء
مجتمع غيبي التفكير واهم خيالي لا يستعمل طبقات وعيه العليا في تناول الامور الحياتية ولا يستند للمعلومة الحاصلة بطريقة البحث العلمي والمنطق الرياضي المادي الجدلي
مجتمع يفتقد للعلم والمعرفة العصرية البناءة الفاعلة ويفتقد للخبرة الحياتية الغنية بالمعلومة الانتاجية الابداعية ويفتقد للتربية والتاسيس النموذجي الطبيعي للحياة البشرية
مجتمعنا المجتمع العربي يفتقد للقانون والدستور والحياة المدنية
وفي هذا الواقع الاجتماعي تفتقد الخصوصية وتصادر الحرية الشخصية وتنقلب المفاهيم العلمية الى قرارات ديماغوجية وقوانين غيبية واوهام شخصية قاصرة مشوهة تغير حقيقة الحياة الطبيعة وتسمم اجواءها
كوني غيرت مظهري بازالة شعر صدري وساقي ويدي فانني اصبحت شاذا ومنحرفا واصبحت لا استحق الحياة ومنبوذا بل ذهب الموضوع حتى تعرضي للتعدي اللفظي والجسدي والمضايقات النفسية
انني ازلت شعر جسدي كما لو انني قتلت نصف المجتمع الاسلامي او هدمت الكعبة او احرقت القرآن في الساحة العامة
ان مجتمعا يبني علاقاته بهذه العقلية وبهذه الثقافة وبهذه التربية ويبني احكامه ويتخذ قرارته بهذه الطريقة وعلى هذه الشاكلة لا يمكن ان يصلح امره وان يتطور ويتحضر اللا اذا تم نسف اسسه التربوية وتم هدم بنائه الثقافي وتم تدمير عقيدته تلك مصد ر قوانينه وانظمته وتشريعاته او تعطيلها وتحييدها من حياته
المشكلة الاساسية تكمن بالعقيدة الاسلامية التي هي اساس الثقافة وطريقة التفكير والسلوك ( العقيدة الاسلامية عقيدة غيبية بعيدة عن ملامسة الواقع والتعامل مع الحقائق باسلوب علمي ومنطقي ايجابي بناء )
وبهذا فان انتاجها يكون مجتمعا مريضا بالجملة وعلاجه يكون بابعاده عن مصدر المرض ومنعه من مزاولته في شؤون حياته





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


اخر الافلام

.. كل يوم - مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة: نسعى لتسل

.. مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة: الوضع كارثي ومؤلم




.. مندوب جامعة الدول العربية: الجانب الأمريكي لا يريد أي دور لل

.. كل يوم - مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة : جويتريش




.. كل يوم - مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة:أمريكا بدأ