الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ما هي الروح
سامي المنصوري
2014 / 3 / 15العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ما هي الروح
في الواقع إن كل الديانات بآلهتها وأنصاف آلهتها وأنبيائها ومسحائها وقديسيها خلقها خيال البشر الساذج في العصور البائدة. وبالتالي فسماء الديانات ليست سوى سراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ولم يجد الله عنده. في ظل الأفكار الدينية يجد الإنسان نفسه مدفوعا تحت تأثير الجهل للغوص في "سرداب" مظلم لا نهاية له ولا بصيص من الضوء فيه. وعوضاً عن تقديم إجابات حقيقية يتم دغدغة الحواس والمشاعر بإجابات "مقولبة" ومعدة سلفاً، مع ضرب المنطق بعرض الحائط. مفهوم الروح ينطبق عليه ما ينطبق على معظم منتجات الدين، ولهذا نرفضه جملة وتفصيلا. فالقول بوجود الروح هو إجابة لطيفة ومريحة ولكنها غير منطقية بالمرة. فالتصور الحالي للروح لا يفسر الكثير والكثير من الملاحظات والمشاهدات التي يجب عليه أن يقدم تفسيراً لها لو أراد له أصحابه أن يستمر ويصمد في مواجهة التراكم المعرفي الإنساني. بالإضافة للإجابة عن كل التساؤلات المتعلقة بالروح وطبيعتها وما إلى ذلك.
كيف يمكن أن نقتنع بوجود شيء غير مادي وفي نفس الوقت نقتنع بقدرته على "التواجد" في مكان ما!! فبغض النظر عن استحالة وجود شيء غير مادي في فكرتنا الحالية عن الوجود، إلا أن تواجد الروح في مكان محدد مرتبطة بجسد محدد يجعل لها صفات مادية لا تنكر؟! فأين وكيف يمكن لشيء غير مادي أن يوجد في حيز مادي؟ بالإضافة إلى أن اتصالها المفترض بالجسد وتأثيرها عليه يجعل لها تواجد مادي صرف، يُتيح تناولها ودراستها!!
هل تنشأ الروح في الجنين من خارج الرحم أو البويضة أم تنتقل إليه ميكانيكياً مع الخلايا التناسلية؟! فلو أنها جاءت من "الخارج"، فمن أين بالتحديد؟ وهل الجنين يكون غير حي قبل وصولها إليه؟!!! وإذا كان حي فما فائدتها إذاً؟ وإذا كانت الروح تنتقل مع الخلايا التناسلية (البويضة والحيوان المنوي) فهي مادية إذاً، لا بل يمكن دراستها بقوانين الانعزال المندلي كذلك!!!
نعرف كذلك أن أنسجة الجسد المختلفة لا تموت في وقت واحد بل في توالي، وهذا يجعلنا نسأل هل لكل نسيج في الجسد روح؟! وهل الروح تقبل التجزيء؟! وفي حالة نقل عضو من شخص لآخر هل تنتقل الروح مع العضو المنقول أم لا!! وكيف تظل هذه الأعضاء المنقولة حية بالرغم من وفاة أصحابها؟ هل يحق لنا أن نقول أن بعض الأرواح لها عمر أطول من عمر صاحبها؟ (لأن جزء منها استمر في الحياة بعد وفاته!).
من المشكلات التي تنتج عن فكرة الروح أيضاً مفارقة زرع الأعضاء الصناعية في الأجساد الحية. كيف نفهم – في ظل فكرة الروح – استبدال عضو حي (القلب مثلاً) بآله ميكانيكية معدنية تؤدي وظيفته. وكأنه من الممكن الاستغناء عن نسيج حي يحتوي على ثمة "روح" ما، وكذلك إمكانية زراعة الأنسجة في المعمل، هل تنتقل الروح إلى مزرعة الخلايا مثلاً؟! أم أن هذه الأنسجة "حية" بدون "روح"؟! وإذا كانت "حية" بسبب وجود "قطعة ما" من "الروح" بها، فكيف نفسر إمكانية إطالة عمر هذا النسيج بالتبريد؟ هل الروح تتأثر بالتبريد؟!
الأسئلة كثيرة والتناقضات أكثر فيما يخص فكرة الروح مما يجعل المؤمنين بالجوهر السحري اللامادي المسمى "الروح" في موقف ضعيف للغاية وعليهم مراجعة تصوراتهم بجدية. فمن غير المقبول منطقياً التمسك بتصور خاطئ لمجرد أن: "إنا وجدنا آباءنا علي أمه و إنا علي آثارهم مهتدون". أما المعتقدون في ظواهر خارقة وإمكانيات للتواصل مع الأرواح وتسخيرها لخدمة البشر وما إلى ذلك، فأنهم لا يشكلون مشكلة حقيقية أو جادة للعقل، ومن الأفضل عدم الاهتمام بتجاربهم الروحية في ضوء الوضع الحالي للعلم وإلى أن يعدوا لأنفسهم منهجا نظرياً جديراً بدراسته ونقده.
منقول من المصدر
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الناخبون العرب واليهود.. هل يغيرون نتيجة الانتخابات الآميركي
.. الرياض تستضيف اجتماعا لدعم حل الدولتين وتعلن عن قمة عربية إس
.. إقامة حفل تخريج لجنود الاحتلال عند حائط البراق بمحيط المسجد
.. 119-Al-Aanaam
.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تكبح قدرات الاحتلال