الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية العودة إلى الحداثة

عبدالله خليفة

2014 / 3 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



تراوحت الحركة الشيعية السياسية بين اتجاهين هما اتجاه هدم الأنظمة واتجاه تطويرها، من دون وجود فواصل ومعالم بينهما، فتداخلت الخطوط واضطربت السياسات.
هناك منطقة ضبابية أو غبشية بسبب مجمل الإيديولوجيات السياسية التي ظهرت في عالم ديني محافظ.
باعتبارها جزءٌا من تطور الاثني عشرية المستقلة، ونتاج حزب الدعوة في زمن غياب الإمام وغياب الجمهورية الإيرانية، بحثت عن تطورات للطائفة، كجزءٍ من وعي الجماعة الوارثة لمنظومة أهل البيت الدينية الثقافية الكبيرة، في إحدى تجلياتها الكثيرة، والتي عاشتْ كلها في ربوع المركزين الشيعيين في إيران والعراق، اللذين دخلا العصرَ الحديث بأشكالٍ سياسية اجتماعية مختلفة، اعتمدتْ على تطورِ كل من البلدين في مساره الخاص، وعلى مدى قدرة مركزه السياسي على استيعاب التراث وتكييفه مع العصر وخلق تجربة وطنية تحديثية متماسكة متطورة.
كان جلب تجربة جماعة الدعوة إلى البحرين وهي في مخاض التحول الغائم من كونها حزباً عراقياً إلى كونها حزباً مرتبطاً بالسياسة الإيرانية لحد عدم الاستقلال العراقي الوطني، يعبرُ عن عدم قدراتِ القيادات البحرينية أو العراقية على هضم التراث الشيعي وتسييسه طبقاً للحداثة والديمقراطية.
وهو أمرٌ ليس خاصا بهؤلاء السياسيين المذهبيين الشيعة ولكنه ينطبق على مجمل الحركات السياسية المذهبية الوارثة للإسلام وهي في حيرتها واضطرابها بين الموروث والعصر، فهي تكتفي بالنقل وأخذ ما هو متوارث وطافح ومبسط من المذهب، وتحريكه في عالم السياسة المعاصرة، كتحريك العبادات للدعايات السياسية.
فتحويلُ العبادات والموروثات عامة إلى أحداث ومظاهرات سياسية يدل على صعوبات العمل السياسي في بلدان بلا حريات، كما يدل على عدم وجود مؤسسات ديمقراطية تؤدي الى تطور الوعي النظري السياسي، واستقلاله عن الدين عامة.
المؤمنون سياسيون أو عامة يعيشون على مستوى واحد من الفهم، وهو ما جعل الحركات السياسية تختلط بالعامة، ولا تفترق عنها في قدراتها السياسية والفكرية.
إن المراكز السياسية المالية في إيران والجزيرة العربية بدأت تهيمنُ على الحركات السياسية المذهبية وخاصة بعد الثروة النفطية، خارج الجزيرة وإيران وداخلهما، وكان لا بد أن يتجلى هنا الصراع السني الشيعي بالضرورة من نتاج جذور هذه الحركات بشكل طبيعي لأن المراكز والظاهرات التي تفرزها أو تقودها هي في دائرة العاميات والسطوح غير قادرة على تمييز السياسي عن الديني العبادي، وخلق استقلالية للمؤسسات السياسية عن نظيراتها العبادية الدينية.
إن المراكز الأقوى سياسياً ومالياً هي التي تقود وتؤثر على غيرها، ولهذا نجد أن المركز الإيراني هو الذي يهيمن على العراق وعلى الجماعات الشيعية في العالم الإسلامي.
مثلما أن المراكز السياسية والمالية السنية في الجزيرة العربية هي التي بدأت تؤثر وتلحق القوى السياسية المذهبية السنية في العالم العربي، كما حدث لبعض الأحزاب السلفية والإخوانية في مصر التي حين تقوت وغدت عالمية فككت صلاتها بالجزيرة العربية وطرحت مشروعاً تحويلياً دولياً.
هل سوف تنتج الظاهرة الرئاسية الجديدة الإيرانية تحولا سياسيا نوعيا باتجاه تحرك الفئات الوسطى لنشوء حياة ديمقراطية وتآخ مع الدول العربية؟
ما هو سبب هذه الذبذبة السياسية الجديدة والانفتاح على بعض الدول العربية فهل سيتمخض عن ذلك سياسة مختلفة عن سياسة العداء؟
يبدو أن حركة عليا سطحية لترتيب الوضع الداخلي وسحبه من قرب البركان الاجتماعي الذي يتنامى داخلياً، فالمدن الإيرانية ذات التراث العصري لن تستمر طويلاً في هذا الإلحاق القسري بالريف المحافظ قواه الدينية والعسكرية.
يفترض من المفكرين والحركات السياسية المسؤولة ذات النظر البعيد رسم عوالم مختلفة للطوائف تربطها بالحداثة والتحول الديمقراطي وكون العودة الى العصر القديم ليست ممكنة وأن تكوين دولة عالمية لم يعد ممكناً بل ضرورة وجود المجموعات السياسية المتعاونة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يغنون رفقة المتطرف الإسرائيلي يهودا غليك في البلدة


.. ناريندرا مودي... زعيم هندوسي في هند علمانية -اختاره الله للق




.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: فترة الصوم المقدس هي فترة الخزي


.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: السيد المسيح جه نور للعالم




.. عدد العائلات المسيحية في مدينة الرقة السورية كان يقدر بنحو 8