الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخصوصية والهوية الثقافية

عزيز مشواط

2005 / 7 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تقدم الخصوصية في اغلب الحالات كإيديولوجية محركة لطبقة اجتماعية محددة بفعل نضالي انها تقدم في الغالب افقا اختزاليا للمستقبل يمكن من تحييد الفوضى و الغموض و تناقض الواقع الحالي و تدعو الى الفعل الجماعي و هومايمكن الفاعلين من تجريب ادوار اجتماعية تساعد على تجاوز الحساس بالقمع النفس الاجتماعي .و بهذا المعنى تتموقع الخصوصية في مجال البحث ليس فقط السوسيو سياسي و لكن النفس سياسي حيث التقاطع مع مفهوم الهوية الثقافية و التي سرعان ما تصبح العماد الاساس لايديولوجيته المحركة.
يمكن تقديم الاحساس بالانتما ء الى هوية ما باعتباره نظرة تفاؤلية لرغبة سيكو اجتماعية في العيش السعيد ورغبة في تحقيق كينونة متوافقة مع محيطها و ضامنة لامن داخلي ناتج عن اعتراف وقبول اجتماعي دون تحفظ في اطار سوسيو –ثقافي يمكن من فضاء موحد و متسامح للمشاركة الاجتماعية .إن هذه الرغبة في الوجود السعيد سيكو سوسيولوجيا يمكن أن تصبح مهددة بمناسبة ازمة ما او اختلال اقتصادي او سياسي حيث يظهر نوع من الوعي المتضخم حول الوضع المادي و الهوية الذاتية .ينبثق في هذه اللحظة هاجس عام حول الهوية الثقافية في الوقت الذي نصف فيه فعلا معينا بالخصوصية لنخلص الى القول بان الفراغ الاجتماعي ينتج عن فراغ اني بسبب ازمة ما.يبين النموذج التاريخي للكيبيك كيفية هيمنة بعض خصائص الهوية الثقافية لجماعة ما و كيفية انتشارها و هو ما يقود الى الملاحظات التالية :
-يتميز مفهوم الهوية الثقافية بعدم ثبات مكوناته مما يجعل من تعريفه امرا بالغ الصعوبة .
-تشكل الهوية الثقافية احد الابعاد الرئيسية للخصوصية. ويطرح هنا سؤال اساسي الا تثير الخصوصية نفسها سيرورة من الخلق و اعادة الخلق لهوية ثقافية جديدة عندما يتعلق الامر بهوية ثقافية متبناة و اكثر انتشارا .و هنا يمكن للنموذج الكيبيكي أن يقدم نموذجا للاضاءة .تعرف هوية هذا الاقليم حاليا مخاضا جديدا فعلى الرغم من مظاهر المحافظة الداخلية الا انه يقدم في الوقت الراهن نموذجا لهوية جديدة و جذرية .ان الكيبيكي يعتبر نفسه كامريكي شمالي يتحدث الفرنسية و يتوفر على خصوصية ثقافية ليست من قبيل ثقافة الاقلية كما انها ليست هوية مستلبة وتبعا لهذه الرؤية فان سيرورة تشكل الهوية الثقافية تبدو هنا كمرحلة من الجمعنة لبعض المعطيات التاريخية و الرمزية الدالة حيث تمثل حركة الاوكسيطان نموذجا اخر ذا اهمية بالغة.
تشكل الحالة الاوكسيطانية حاليا رد فعل اجتماعي ناتج عن ازمة مزدوجة ’ ازمة اقتصادية و ازمة المرور الى الحداثة ، مما يحرك توجها سوسيو ثقافيا غير متناغم في الغالب ضد الهيمنة السوسيو سياسية للمركز الباريسي و للمناطق الكبرى للشمال الفرنسيي . بحثا عن تأسيس فعله حول الهوية الثقافية لتوفير عناصرها التاريخية ، ونشرها اجتماعيا ، وإعطائها القوة الاديولوجية اللازمة . إن تاريخ " الاوكسطان " ان وجد لا زال يحتاج إلى التأسيس ، ولكن هناك شيئ لا يجب تناسيه وهو أن من إقليم تولوز إلى مرتفعات نيس ومن اقليم كاسون الى منخفض بير هناك حركية ماضية في التأسيس التدريجي ، يتعلق الأمرطبعا بالهوية الإكسطانية ، واذا كانت أسسها ليست واضحة لحد الان الا انها حاضرة وبقوة وتوجد أيضا كفعل اجتماعي متعدد وواضح . فهل ستصبح هذه الاكسطانية اخلاقا جديدة على عكس البينيات والأشكال الثقافية والتاريخية المقبولة التي تفتح آفاقا جديدة للفعل ؟ وهل ستصبح مجالا للمخيال ؟ ولم لا ما دام كل متغير اجتماعي لم يتأتى تشكيله رمزيا إلا عن طريق المتخيل . واي متخيل يعارض ان كان ذا دلالة ثقافية التي يتمظهر فيها ، إن المجتمعات اذا أرادت الاستمرارية محكوم عليها بالضرورة لتجديد نفسها و إبداع هويتها الثقافية باستمرار . إن مقاربة متزنة لحركة الاكسطان تبين بأن مشكلة الهوية الثقافية هي في قلب الاشكال ذاتها . إنها تتخذ توجهين كلاسيكيين :
-توجه يأخذ بعين الاعتبار العناصر الثقافية التاريخية في تأسيسه لهوية وتضامن أخلاقي جديدين ، ويمكن أن نتساءل أمام هذا النموذج الا يوجد إلى جانب المشكل الاقتصادي والإنتاجي مشكلة الخصوصية ذات البعد الانتروبولوجي حيث لا يمكن إهمال المتخيل و التقافي ؟ ان نشاط الأنا يتضمن ليس فقط تلبية الحاجات الاقتصادية الأساسية لكن كذلك تلبية الجوانب النفسية . فالإنسان يحتاج إلى هوية ثقافية تشبع وجوده السيكو- سوسيولوجي . يمكن اذن لهذه المشاركة في حركة الخصوصية ان تمكنه من الإحساس بالأمان داخل فعل يكتشف بواسطنه هوية جديدة . ولنا في التطور الراهن لحركة الاكسطان في سيرورة إعادة تشكيل هويتها الثقافية إجابة ممكنة لحاجة اجتماعية تهدف الى تعويض سوسيو- اقتصادي وتعويض لبعض المناطق المتوسطية في فرنساوالمصابة بأزمة اجتماعية حقيقية . إن الإنسان في حاجة إلى أمة حية و حساسة تعترف به و يتمكن من الانفتاح والمشاركة داخلها ، ، لهذا وبدون شك فإننا منذ بعض السنوات نلاحظ اعادة النظر في بعض انماط السلوك والرموز الايديولوجية السوسيو- سياسية التي كانت في طريق الانقراض. ان استعادة الماضي ليست استعادة خالصة وبسيطة ، إنه تأسيس لأشكال جديدة لأن أفعال الوجوده هي دائما أفعال للتأسيس بمعنى انها ذات ذات مفعول إيجابي .

ترجمة عزيز مشواط بقلم روبيو ميستري









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |