الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في اللاهوت و حرية الإنسان

نضال الربضي

2014 / 3 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في اللاهوت و حرية الإنسان

اللاهوت هو قولبة يُقدِّمها الدين، هي مساحة مُحدَّدة بالتبليغ محدودة في المُحتوى، تحتوي "معارف" إلهية ليست كأي "معرفة" أو "حقيقة" أو "بُرهان" قابل للفحص و التأكد و القياس و إعادة الإنتاج و اختبار الأثر، و هذا الأخير يُفقد القالب اللاهوتي أي مصداقية يمكن الاعتماد عليها في قبول الدين كحقيقة واقعة تحكم الرؤيا إلى الواقع و ترسم شكل المستقبل و تُعيِّن سقف الطموح المعرفي و أبعاده الجُزئية الشَّارحة (إن جاز تسميتها بالمعارف و الشروحات) و تشريعاته المُتداخلة في شؤون الحياة و المُنظمة لها.

اللاهوت هو الكلام عن الغيبيات، عن خالق في عالم ٍ غائب، يتحرَّك كما شاء، ليصنع َ ما شاء، فَيـُنتج َ "الخلق َ" و "إدارة َالخلق" في العالم الملموس، فتتحرك البشر و المخلوقات و الكواكب و النجوم ُ بإرادته، دون أن نتمكن من قياس الإرادة أو الاستدلال ِ عليها، أو الربط بين المشيئة و كينونتها المُرادة، و المُتحققة بفعل المُريد و بين الأثر الناتج عنها.

اللاهوت هو إِخبار ٌ عن عالم ٍ غائب غير مرئي غير موجود معي، غير صادر من عندي، من كياني، من طبيعتي، غير مُتصل معي، غير مُرتبط بي، غير مُؤثر علي، لكنه في الحِكاية و كل ِّالحكايا المُرتبطة بأولى تلك الحكايات، هو سبب وجودي، و علَّة ُ استدامته، و المسؤول عن استمراره و الضامن لبقائه، و المصدر الذي منه خرج و إليه يعود.

في حكايا اللاهوت، الإنسان موجود بقدرة الواجد، و هو خاضع ٌ لِـ "حقائق" ذاك الواجد، ساع ٍ إليه، عابِد ٌ قانـِت ٌ يمتاز ُ بمساحة ٍ من الإرادة و عقل ٍ مُمَيــّـِز و فِعل ٍ حياتي ٍّ يستدعي حُكمَ الواجد عليه بالقبول تتبعه المُكافأة، أو بالرفض ِ يتبعه العقاب، فهي حُرِّية ُ العبد الذي لـَه ُ أن يرد ِ الماء بدلو ٍ أو دلوين، يختار طريقه أن يمضي من وسط ِ المضارب بين الناس أو من الدرب الأبعد ِ مُلتفا ً حولها حيث ُ لا ضجيج، لكنه عند الظهيرة سيُسأل ُ عن الماء الذي في الزير، بدلو ٍ أتى به أو بدلوين، سالكا ً ما بين المضارب ِ أو من حولها، سيان.

في حكايا اللاهوت حكاية ُ الواجد الأول الذي رسم دائرة الكينونات ثم شاءها فخرجت منه، ثم حدد صفاتها و خصائصها و طبيعتها و ما يـُـتوقع منها، و ما يريدها أن تفعل، و ما يريدها ألا تفعل، و كيف يجب أن تمضي في الحياة، بم تؤمن، و بم تكفر، و كيف و بم تُفكِّر، و أشكال تفاعلاتها الحياتية، تلك الحكاية ُ الأولى التي منها القانون العُرفي غير المكتوب، و بإلهامها القانون ُ الدستوري المكتوب، و بسطوتها و إكسير ِ عبقها الساحر المتغلغل في النفس يلتحم ُ الأفراد ُ بعلاقَة ٍ غير مرئية لكن محسوسة هي ذات ُ إدراكهم للواقع و رؤيتهم لماهيته و ذات ُ قانونه و نظامِه و قيمه و أعرافه.

في اللاهوت لا مكان للإنسان، المكان ُ فقط للغيبي غير المرئي، للحكايا القديمة القادمة من التاريخ، من المقبرة، من جُثث الرجال و النساء، و سير البشر المُندثرة، من آهات ِ المسحوقين َ تحت خيول الفاتحين، من دماء المذبوحين بالسيف، من جنون ِ سدنة الكنائس و المساجد و من قسوة ِ أحكامهم و تحريماتهم، من وقاحَة ِ احتقارهم الفظ و الوضيع للإنسان و الحب و الحياة و زخم ِ الوجود و انطلاق ِ الكينونة الحياتية.

المقبرة هي قلبُ الدين،هي صوت ُ دعوته. الخوف ُ هُبوبه الناري يقتحم ُالقلوب، حجرُه الثقيل ُ على العقول، انسيابُ كثافتِه ِ المُعطلة للحياة، لصوتِ الحرية، لانعتاق المُشتاق ِ من مساحَة ِ "حقائقه" المحدودة، من ضيق تعصبه و رفضه لكل ما هو من خارج دائرته الضيقة، تلك الدائرة التي يُحكى أن فيها كلُّ شئ لكنها لا تحتوي مما تقدمه الحياة ُ أي شئ.

الدعوة إلى الدين هي الدعوة ُ إلى القبر، إلى الدخول ِ فيما دخل فيه الأموات ُ السابقون، إلى جماجِم الرجال المُبلغين، و صدور القديسين و القديسات و الأولياء و التابعين و الصالحين و الأئمة و المُشرعين، هي الدعوة إلى لجم الحياة، تحديد ما هو غير قابل للتحديد، هي الضرب ُبالثبات لكل ما هو ديناميكي و تفاعلي و إنتاجي، هي النتائج العارفة ُ بِـ و المُعرِّفـَةُ لـِ الظروف غير المُدرَكة و غير القابلة للإدارك و المعرفة، هي ضعف القزم الخائف أمام جبروت العملاق الذي يتجاوزه بقوة ٍ و سرعة ٍ لا مثيل لهما، فيتصور َ الأول أن أثر العبور ِ هو العبور ُ ذاتُه و أن الإرتماء َ داخل َ مساحة ِ أثر قدم العملاق هو إحاطة ٌ بشموليتِه ِ و دلف ٌ إلى أسرارِه و فهم ٌ كامل ٌ له يستتبع ُ الحديث عنه و التبليغ َ عن مروره و الوعد بامتلاك ِ ذات ِ جبروتِه و تسير كل ِّ ما يختص بِه لخدمة الأقزام ِو المؤمنين بفوقية التَّقزُّم.

الحياة ُ في الدين هي الحياة ُ في المائت، في المُنتهي، هي الموت ُ الذي يحيا، و الحياة ُ التي تموت، و العجزُ عن الانطلاق نحو استكمال ِ المُمكن، العجزُ عن الامتلاء من المُستطاع ِ أن يكون. هي الوقوف ُ بين يدي الأصفاد، و السجود للأقفال، و القيدُ العنيفُ الجائر ُ للنفس المانع ُ من الارتقاء ِ الأفقي نحو الإنسان ِ الآخر، نحو شَبَع ِ الإنسانية، نحو اكتفاء القلب ِ بالقلوب و النفس بالنفوس و الإنسان بالبشر و الحياة ِ بطبيعتها و الصخب ِ الإنساني بانسياب كينونة الحياة ِ داخل نفسها، لا في مساحة ِ اللاهوت ِ الذي أتى من المقبرة ِ و من توابيت ِ و أكفان ِ الأنبياء و المُبلغين و التابعين و الأولياء و الصالحين و القديسين و القديسات.

صوت ُ الدين ِ هو صدى اختبارِ نفس الإنسان البدائي ِ المُنشق ِّ بالتطور ِ عن شُركائِه ِ في رُتبة الأوليات، تعبير ٌ عن توق ٍ أعظم حي، مُشتاق، مُنعتق، ديناميكي، تم َّ تأطيرُه في عصور ٍ سحيقة بهدف الإخبار ِ عن لا محدوديته، فكان َ المحدود المعرفي المخلوط بالإدراك المتشوه منهجا ً خاطئا ً أفسد التصور و البناء و الهيكل و الشكل، و تلقفته السلطتان السياسية ُ و الاقتصادية و جعلتا منه المُعتقد و الاعتقاد َ و السبب و العلة و القانون و التشريع و الحُكم و الخصم َالمُختَصـِم و القاضي معا ً، و استبدلت َ بالصدى الاختباري الأول و بالتوق الأعظم و بالشوق الأكبر ذاك الصوت الديني المائت و تلك الحكايا القادمة َ من القبر، و رمت تلك َ الجيفة َ الميتة في نفق ِ الزمن ِ يتوارثها كلُّ من خرج من رحم الحياة ِ الأول.

إن الحياة َ في الحياة، بملئ الإنسانية، بدون اللاهوت، بغير تشريع ِ صوت المُبلغين و قصصهم و نصوصهم هو المَحيا الذي لا ممات فيه، لأنه استمرار الواحد الإنساني على محدودية ِ سني عمره في المُتواصِل الإنساني ِ الماضي بلا انقطاع طالما بقي جنس البشر. إنه المَحيا الذي لا يحتويه موت، هو صوت ُ الإنسانية ِ نحو إدراك ذاتها الكائنة في كينونة ِ الوجود ِ نفسها، هو إدراك ُ العلاقة ِ مع الحياة و تحدِيدُ أبعادها و مداها بعين الطبيعة، و قوة الماهية ِ الإنسانية ِ الأصيلة ِ القادمة ِ من البشري نفسه و من وجوده و من عقله و من إداركه، بُغية َ "الحياة" اليوم و الآن و هنا، لا بُغية قضاء السنين ِ للموت للحياة في مكان آخر، إنها الحياة ُ في الممكن، في المُستطاع، في الطموح، في الإنطلاق، في المرغوب، في الحب، نحو امتلاء النفس، و شبع الكينونة، لبناء الإنسان، لتعمير المجتمع، لضمان المستقبل الصحي لنا، لأطفالنا، لمجتمعاتنا، لدولنا، لكوكبنا الأرضي.

إن الحياة َ في الحياة ِ نفسها هي "المحيا" لأنها استقبال ُ الحياة ِ كما هي، بكل ما فيها، و التشريع ُ البشري ُّ الإنساني ُّ في المجتمعات ِ بما يتناسب مع الحاجات و الظروف و الأوقات، بما يعبِّر ُ عن الجغرافيا المكانية، عن الزمن الحالِّ، عن الإنسان ِ الفاعل، عن الإنسان المُؤَثِّر في البيئة، المُتأثِّر ِ بها، بما هو ترجمة حقيقة للواقع، للوجود، لرغبة المجتمع، لاحتياجاتِه، لما هو تحقيق ُ للمُستطاعات و المُمكنات و اللاتي من شأنهن َّ الارتقاء ُ بالنوع و حملُه نحو آفاق ٍ جديدة و انطلاقات ٍ ديناميكية تحقيقية لكل تأكيدات ِ ماهيَّة ِ ذاتِه البشرية الجامعة.

إن الانعتاق َ من اللاهوت هو استرداد ُ حرية ِ الإنسان المسلوبة، هي عكس ٌ لعملية التشويهِ الإدراكي ِ للواقع حتى يستعيد َ الإنسانُ قدرته على "أن يُدرك" الأشياء َ كما هي، أن ينزع َ الجلد المُشوَّه عن وجهِهِ حتى يظهر من تحتُه ُ منظرُه ُ الحقيقيُّ الجميل، أن يُعود َ عقلُهُ طازجا ً صحيَّا ً قادرا ً أن يستقبل َ الحياة َ و الحقيقة َ و التنوع َ كما هم، بالضبط كما هم.

معا ً نحو الحب، معا ً نحو الإنسان!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استاذ نضال الربضي المحترم
امال طعمه ( 2014 / 3 / 17 - 12:06 )
في اللاهوت لا مكان للإنسان، المكان ُ فقط للغيبي غير المرئي، للحكايا القديمة القادمة من التاريخ، من المقبرة، من جُثث الرجال و النساء، و سير البشر المُندثرة، من آهات ِ المسحوقين َ تحت خيول الفاتحين، من دماء المذبوحين بالسيف، من جنون ِ سدنة الكنائس و المساجد و من قسوة ِ أحكامهم و تحريماتهم، من وقاحَة ِ احتقارهم الفظ و الوضيع للإنسان و الحب و الحياة و زخم ِ الوجود و انطلاق ِ الكينونة الحياتية

انتهي الاقتباس ..اختلف معك في هذه الرؤية يا استاذ على فكرة رؤيتك هنا تذكرني بكتاب قرأت جزء منه وهو يتحدث عن الانسانئية اي الاهتمام فقط بالانسان كأنسان من دون منظور الاله
تحياتي


2 - إلى الأستاذة آمال طعمة
نضال الربضي ( 2014 / 3 / 17 - 13:01 )
تحية طيبة أستاذة آمال،

يُبرز المقال تحليلا ً نفسيا ً لجذر المعتقد اللاهوتي، و تبياناً لأصول منابع التشريع، و يُبين كيف أن اللاهوتيات و ما يتعلق بها و على الرغم من كونها غيبية إلا أن تريد أن ترسم شكل الواقع المرئي الملموس غير الغيبي.

و يُبرز أيضا ً تعارض ديناميكية الحياة مع ثبات العقائد و التشريعات، لأن الديناميكية هي حاضر و مستقبل بينما العقيدة و التشريع هما ماضي يقذف بنفسه إلى الحاضر و المستقبل.

بقليل من التأمل و الكثير من الرغبة بالانفتاح على التفسيرات غير المُتحيزة للاهوت نستطيع أن نكتشف محدودية العرض الديني أمام اتساع الأفق الإنساني.

أحترم وجة نظرك و أهلا ً بك دوما ً.


3 - اللاهوت أفسد الأسطورة وحياتنا معها عزيزى نضال
سامى لبيب ( 2014 / 3 / 17 - 15:28 )
جميلة هى رؤيتك وتحليلك عزيزى نضال لأضيف ان اللاهوت افسد جماليات الأسطورة وأفسد الحياة معها فأنا أرى الاساطير إبداع فنى من الإنسان القديم يجب ان تكون هكذا ولاتخرج من هذا الإطار فكما كنا ومازلنا نستمتع بقصص الجزيرة المسحورة والتنين والسندباد وغيرها من القصص الخيالية سواء اكانت قديمة او حديثة من إنتاج السينما الأمريكية لنتعاطى مع فن يُطلق عليه- فن الفنتازيا-بدون أن يخرج عنه كونه فن يداعب الخيال ليأتى اللاهوت محاولا أن يجعل الفكر والخيال الأسطورى واقع وحضور ليؤسس لوجود الخرافة ويجعل للفنتازيا كلمة فى حياتنا.
لعلمك عزيزى نضال الإيمان فى البدايات لم يخرج عن حالة تصديقية للأسطورة بدون أن توضع تحت مجهر العقل إما لبساطة التفكير البشرى حينها أو هى بالفعل تعبيرات عن حاجات نفسية ترسم ذاتها فى أسطورة لذا أدرك بعض رجال الكهنوت أن الأسطورة لن تعيش كفكر مع نهج العقل فلابد أن تدركها العقول النابهة ليحاولون فذلكة الفكرة الأسطورية وتعليقها فى السماء بعيدا عن الإدراك ومنحها اللامحدودية حتى تتنزه عن الوجود المادى ولكن ماذا يفعلون امام كم هائل من مفردات الفكرة التى تغرز ارجلها فى الارض
تحياتى لك ولفكرك


4 - اللاهوت
nasha ( 2014 / 3 / 18 - 03:37 )
الاستاذ العزيز نضال/ هنالك مستويات تفكير وفهم عديدة ، ان لم يكن كل انسان له تفكيره الخاص ، يختلف كما يختلف شكله الخارجي عن الاخرين.
لا يمكن ان تتطابق وجهة نضرك ــــ مثلا ـــــــ مع اي انسان اخر مئة بالمئة
الدين ادب اسطوري وواقعي ولا يخلو من الفلسفة و المنطق، فلا ضير من تفسير هذا الادب و تشكيله حسب عقل اللاهوتيين ، وكما تعلم في كثير من الناس لهم ميول في هذا الاتجاه.
وحتى الطقوس التي لا تعجب قسم من الناس فهي ايضا نتاج مسرحي او موسيقي اذا نضرت لها من زاوية اخرى فهي تراث جميل يشجع على الالتزام بالقيم الانسانية. ولا تنسى معظم الموسيقى و فنون العماره كانت بالاصل دينية. المشكلة تكمن في فرض هذه الممارسات وليس وجودها
لان وجودها هو نتاج العقل البشري، وحالها حال اي فكر اجتماعي غير ديني. مشكلتنا نحن الذين ولدنا في المجتمعات الاسلامية هي تاثرنا بالتراث الاسلامي الذي شوه صورة جميع الافكار التي في عقولنا.
انا اعيش في الغرب و الاحظ ان المجتمع يختلف تماما ، هنا انت حر في اي معتقد تعيشه او تمارسه بدون اي عوائق بشرط عدم كسر القانون. ولذلك لا احد يعترض على اي فكر مهما كان .
تحياتي لك استاذ نضال


5 - إلى الأستاذ سامي لبيب
نضال الربضي ( 2014 / 3 / 18 - 06:34 )
تحية طيبة أستاذ سامي و يسعدني حضورك العذب!

أتفق مع رؤيتك للأسطورة، و هي واحدة ضمن مدارس تُعنى بتفسيرها، لكن الثابت أنه في كل الحالات تم إنشاء الأديان حول هذه الأساطير ثم استغلالها كأداة للسلطة.

مفردات الأسطورة المادية كما تفضلت هي المعضلة الحقيقية في الدفاع عنها، فهي التي تُبطل حجة المدافعين على الرغم من محاولة التفسير الرمزي، لأنه عندها تصبح الأسطورة رموزا ً تعبيرية عن فعل غيبي غير إنساني، و هذا الأخير لا يمكن الاستدلال عليه، و بالتالي يصبح الخيار: الإيمان به دون أسئلة، أو تركه.

أي نعود دائما ً إلى: الإيمان.

و هذا هو جوهر أي دين، و عاموده الأساسي و قوته.

الأديان تطلب الإيمان و -نختم الليله على كده، و مش عايزين شوشرة و لا نكد و لا قلبة دماغ - هذه رسالتها.

يبقى منها الجانب الأخلاقي و المعاملاتي، و هما ما يميز دينا ً عن آخر، و هذان الجانبان ضروريان للبشر في الدول النامية أو الفقيرة فقط، و هي دول بدائية (أو شبه) لا تدعم دساتيرها حقوق الإنسان، و ليس فيها مؤسسات قانونية و نقابات عمالية ضامنة للحقوق، أما في الغرب فهذا الجانب غير ضروري.

أهلا ً بك دوما ً.


6 - إلى الأستاذ Nasha
نضال الربضي ( 2014 / 3 / 18 - 06:44 )
تحية طيبة أستاذ ناشا و أهلا ً بك،

أتفق معك في رؤيتك للأسطورة أيضا ً كما اتفقت مع الأستاذ سامي الذي قدمها من باب الأدب و من باب الحاجات النفسية، فلقد قدمتها أنت من الباب الأول ثم أضفت َ ثالثا ً و هو باب تدعيم القيم البشرية، و هذا أيضا ً صحيح.

و لقد ذهبت َ أيضا ً إلى حيث ذهب هو، فأنت تتفق معه على ضرورة وجودها، و على جماله، و على استغلالها اللاحق.

أجد أنني أيضا ً من هواة الأساطير و أفكر فيها كثيرا ً لأنها بالنسبة لي مدخل لفهم الإنسان الأول أنثروبولوجيا ً، مدخل لفهم حاله عند انفصاله عن أسلافه من رتبة الأوليات و دخوله إلى فضاء الوعي و الإدراكي الذكي Sapience مُنتقلا ً من حيز الوعي الحسي المحدود Sentience.

يسعدني حضورك دوما ً.


7 - الاستاذ نضال المحترم
امال طعمه ( 2014 / 3 / 18 - 08:59 )
الحكايا والاساطير تعبر عن واقع الانسان ،واقع خوفه ،خوفه من المجهول قد تكون تلك الاساطير صحيحة لانها تعبر عن حالة في وقت ما وظرف ما كل نتاج البشر الفكري يطوف في بحر الشوق الى المعرفة والحقيقة اذا كنت تتحدث عن الدين بالذات كشرائع او طقوس فأقول لك نعم ان الدين بهذه الحالة يحد من تحرر الانسان ولكن ايضا يحد من روحانيته بنظري انا اعتبر تلك الطقوس بالذات والشرائع جزء من التاريخ او التقليد لا اتنازع معها لكن هي لا تقيدني سوى ربما برباط التعلق النفسي ليس الا او انها جزء من موروثنا الثقافي والروحي بالنسبة لنا المسيحين ،هنالك مثلا اشخاص يؤمنون حرفيا بقيامة المسيح وهناك من يؤمن بها كعبره وكل يتصرف على اساس رؤيته ولكن بالمجمل تلك العقائد الاساسية لا تؤثر على تحرر الانسان اما الطقوس والشرائع فأعتقد انها مرحلية ومتأثرة بزمنها ،سير القديسين مليئة بالمبالغات ربما ولكنها اكيد تحتوي على ما يفيد مثلا تعطي نوع من الصبر فعندما يقارن الانسان بشكل عام ظروفه الصعبة مع ظروف القديسين تجد انها ليست بذي قيمة ليس العبرة في حقيقية القصة بل فيما نفهمه منها وسلامي لك وللجميع


8 - مبدع ورائع
samialmohami ( 2014 / 3 / 18 - 11:20 )
انت يا استاذ نضال كما عودتنا في كل مقالاتك مبدع صادق تترجم ما يدور في نفسك من افكار و تصورات وادراكات وانا شخصيا لا اجد نفسي الا مؤيدا لك بكل ما تناولته بهذاالمقال دمت عزيزي على طريق التنوير سلامي لك و للجميع واضم صوتي الى صوتك واقول معا نحو الحب معا نحو الانسان


9 - إلى الأستاذة آمال طعمة
نضال الربضي ( 2014 / 3 / 19 - 06:02 )
تحية طيبة في بداية نهار ٍ جديد أستاذة آمال،

في تفسير الأسطورة مدارس كثيرة، و قد لخصتها يوما ً في ردي على الأستاذ عباس علي تحت هذا الرابط:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=389584

الدين كما وصفتيه غير مؤذي فهو روحانيات تساعد الإنسان في حياته و المهم العِبرة المُعاشة، نعم أؤيدك ِ في هذا، لكن هذا يعني أيضا ً أنه لا شأن له بتنظيم حياة الناس على مستوى الجماعة أو الدولة، و يستتبع هذا الفهم (فهمي أنا) علمنة المناهج، المؤسسات، الإدارات، الدولة.

و هذا ما يجب أن يحصل في بلداننا العربية حتى نتخلص من الكراهية، و العنف، و الإقصاء، و انعدام الإنتاج.

يسعدني حضورك ِ دائما ً.


10 - إلى الأستاذ samialmohami
نضال الربضي ( 2014 / 3 / 19 - 06:05 )
تحية طيبة أستاذ سامي،

تسعدني كلماتك َ الجميلة الطيبة، و أتمنى منك و ممن يجدون صدى هذه الكلمات فيما يدور بداخلهم أن يعيشوا هذا الحب في البيت، في العمل، في الشارع، مع الأصدقاء، و مع الجميع، و أن ينشروا هذا الفكر بحكمة و محبة و بتقارب مع الآخر حتى نستطيع أن نمضي نحو المستقبل.

أهلا ً بك دوما ً.

اخر الافلام

.. مرشحون لخلافة نصرالله | الأخبار


.. -مقتل حسن نصر الله لن يوقف مشروع الحزب وسيستمرفي المواجهة -




.. الشارع الإيراني يعيش صدمة اغتيال حسن نصر الله


.. لبنان: مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلي




.. المنطقة لن تذهب إلى تصعيد شامل بعد مقتل حسن نصر الله