الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموت في التيه...¨سقط جورج حاوي شهيدا..

حسن عماشا

2005 / 7 / 6
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


كنا مع كل شهيد يسقط إبان الحرب الأهلية، سواء على محاور الزواريب في الداخل، أو في مقابل القوى المرتبطة بالمشروع الغربي – الصهيوني ، في الداخل أيضا، أو في مواجهة مع الاحتلال في الجنوب. نتقبل الموت الذي هو الثمن المفروض أن ندفعه لتحقيق غايتنا في الحرية و التحرر الوطني. خصوصا وأننا نواجه عدوا لا يحل التناقض معه إلا بالنفي لنا أو له. لكن أن يموت أحدنا اغتيالا! - وليس أي أحد، انه> الرمز لتراث من النضال الطويل- في الوقت الذي تخلى فيه عن كل عدته السابقة (الحزب،الثورة،السلاح)!!.



وتتزاحم الأسئلة في الأذهان ، لماذا يغتال جورج حاوي الآن؟ من هو القاتل؟ وما هو الهدف من وراء اغتياله؟. لم يكن جزءا عضويا من الاصطفافات السياسية التي قامت قبل وبعد الانتخابات النيابية. ولم يكن عقبة أمام أي منها، وبالمقابل لم يأتي اغتياله خارج سياق الأحداث التي تعصف بلبنان - هذا البلد الصغير في المنطقة - منذ أن وضعته الولايات المتحدة على رأس أولوياتها بعد الغزو العسكري للعراق.



لكن حاوي ، كان رمزا للتيه الذي تتخبط فيه كتلة اجتماعية تنتشر في الوطن من أقصاه إلى أقصاه عابرة للطوائف والمناطق. يتنازع عليها والنطق باسمها، ثلة انحرفت عن تراثها الفكري – السياسي – النضالي. لتندمج مع بقايا مشروع، سلخ لبنان عن قضايا أمته وإلحاقه بالمشروع الأمريكي – الغربي الجديد <<الشرق الأوسط الكبير>>. وتتمتع بدينامية عالية وتملك إمكانات وتحالفات تمكنها من ضخ المفاهيم الانتهازية باسم الواقعية والتجديد. وأخرى تمسك بالشرعية الحزبية، وتتسم بالإفلاس الفكري والعجز النضالي والخفة السياسية.



القاعدة العريضة لهذه الكتلة، أثبتت في كل المحطات أن ثوابتها الوطنية وجذورها المغروسة عميقا في التاريخ الكفاحي لشعبنا امتن و اصلب من تلويها الانحرافات أو تشوهها المفاهيم المسقطة عليها من بنيانها العلوي. رغم ما لحق بها من قهر واستبعاد واستغلال .



غير أننا في هذه المرحلة وبالنظر إلى التحديات التي تواجه شعبنا وامتنا وفي مقدمتها الغزو الأمريكي – الغربي لبلادنا والذي يستهدف فضلا عن السيطرة على مواردنا. إعادة صياغة نسيجنا الاجتماعي وتحويلنا إلى قبائل وعشائر متنازعة فيما بينها. ومجتمعاتنا هشة تفتقر إلى المناعة بفعل سيطرة شرائح طفيلية تمكنت دائما من إعادة إنتاج نفسها. نتيجة تخلف القوى التي تقدم نفسها بديلا عن القوى السائدة أولا. وإذا نجح شعبنا في لبنان من تحقيق إنجازا تاريخيا تمثل بتحقيق الانتصار على العدو الصهيوني بالاستناد إلى الموروث التاريخي. فانه اليوم مهددا بسبب عدم تكامل العملية الثورية لتشمل الأبعاد السياسية – الاقتصادية – الاجتماعية. وافتقار الفكر الموروث، رغم كفاحيته العالية، إلى الأدوات المفهومية التي تمكنه من إيجاد الحلول للمعضلات التكتيكية و الاستراتيجية التي تمليها طبيعة العصر.



فهل نستمر بالتيه الذي نعيش فيه؟ والموت المجاني. أم ننجرف إلى مستنقع<< اليسار>> الانتهازي الملتحق باليمين الطائفي الانعزالي؟!!.



أم نشق طريقنا الجديد ونحن نملك اكثر بكثير من أسلافنا الذين استرشدوا بالتراث الذي ننتمي إليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني