الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زملائى فى اليسار ,جلبتم لنا العار ؟؟

حسن مدبولى

2014 / 3 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كانت الاحلام كبيرة للغاية ,بعد انتصار الثورة ( ثورة 25 يناير) الثورة قامت بالاساس من اجل اذالة وسحق الفاسدين ,و محاكمة مغتصبى السلطة ,وتسييد ارادة الشعب وجعلها هى العليا ,الثورة قامت من اجل اعادة استقلال مصر ,وانهاء مرحلة الارتهان لدى الخارج الغربى الاستعمارى ,الثورة قامت من اجل الحفاظ على هوية وثقافة الشعب المصرى , واقامة دولة مدنية حقيقية تسير على خطى دول العالم المتحضر المتمدن , ,الثورة قامت من اجل تحقيق كل ذلك ,واختار الشعب ,(أصاب أم اخطأ ليس هذا موضوعنا) اختار الشعب الطريق الديموقراطى عبر صناديق الانتخابات لكى يدشن دولته الجديدة االتى يأملها ,ويستعيد ارادته المغتصبة منذ عشرات السنين , لم يرضى الكثيرون عن نتائج الاقتراعات الخمس التى جرت بعد الثورة , ونحن منهم ,لكن كان من الضرورى الحفاظ على التجربة , وعلى الدولة فى ذات الوقت ,وكان من الضرورى التصدى لعملية استبدال دولة مبارك ,بدولة دينية ,لكن ابدا لم يكن ضروريا ولا هامشيا ان يقوم البعض (بضرب الكورسى فى الكلوب) لكى تخلص الليلة وينهدم المعبد على من فيه ,ويساهم فى انهاء احلام الشعب المصرى وتوقه الى الحرية والديموقراطية والدولة المدنية ,,,

سيذكر التاريخ بكل اسف ,ان كافة الرموز اليسارية المصرية ,ومنهم من تحالف مع الاخوان ودخل مجلس الشعب على قوائمهم الانتخابية ,ومنهم من كان يدعى انه مفكر استراتيجى فى شئون الحركات الاسلامية وكان دائم الدفاع عن تحركات وايديولوجيات الكثير من تلك الحركات ,(ومنهم بالتأكيد من كان يحمل لواء الاقصاء السياسى والفكرى والثقافى والتراثى بل والجسدى ,وكان يفضل التعامل مع نظام مبارك الفاسد ,على ان يجلس فى اجتماع على طاولة يوجد فيها اسلامى واحد) ,سيذكر التاريخ بكل اسف ان الاغلبية العظمى من تلك الرموز اليسارية لم تحافظ على ثورة المصريين ,ولم تناضل فى الطريق الصحيح ,وتحالفت مع رموز الفساد من اجل اسقاط التجربة الديموقراطية ,لا لشىء سوى كراهية تيار سياسى لا يروق لهم ؟

خرج اليسار المصرى من المولد الثورى ,بخفى حنين ,بعد أن ساهم بنصيب الاسد فى تغطية العورة الارتدادية الرجعية , انتهت المسألة بنتاائج عكسية ,اذ اكتسب بعض الاسلاميين بعض من التعاطف , بينما ازدادت درجة الكراهية والامتعاض من مواقف اليسار خصوصا ,وتعمق الازدراء للتيارات العلمانية بوجه عام ,وبدا وكأن عبد الرحمن الابنودى كان مشتاقا لاعادة تجربته المريرة التى كتب فى اعقابها " أنظر لا تمثال اتنصب ,ولا بهية الحرة لبست القصب ,انت السبب انت السبب " محدثا عبد الناصر عن اسباب الفشل الاستراتيجى لثورة 23 يوليو ؟ ومعقبا على ماسبق ان كتبه صلاح جاهين حول انشاء تمثال واوبرا فى كل قرية مصرية بفضل ثورية " ناصر" ومن الملاحظ ان اغلب الرموز اليسارية التى دشنت وعمقت فشل ثورة 25 يناير كانت رموزا ناصريةقومية نظرت بارتياب الى الربيع العربى منذ البداية ,وكانت تتعاطف مع بشار الاسد ومعمر القذافى ؟

انتهى الربيع المصرى ,رغم بداية موسم الربيع وقت كتابة هذا المقال , سيكتفى اليسار المصرى بعد الانتخابات الجديدة ببعض المقاعد هنا او هناك,وسيتلألأ بعضهم على شاشات الفضائيات المشبوهة ,وستتخم حسابات آخرين وتمتلىء بالاموال الحرام , , بينما سينزوى المشروع الثورى الديموقراطى الحقيقى ,وسيزداد الفقراء فقرا,وستنتهى احلام وآمال ملايين الشباب المكافحين الى سراب ,وستضيع دماء الشهداء هدرا مهدورا ,قدامنا تلاتين اربعين سنة كمان على ما تتغير الاجيال والافكار ,,اقول قولى هذا بالرغم من وجود عناصر يسارية شابة محترمة تتفاعل مع الشاعر وتتعرض للمتاعب لمواقفها الثورية التى تستهدف حماية ارادة الاغلبية الكاسحة من الشعب المصرى ,وعلى رأسها حركة شباب الاشتراكيين الثوريين المحترمة ,التى لولاها لانتهى اليسار المصرى الى الابد بفضل رموز يسارية شاخت وترهلت فكريا وعمريا وجلبت لمصر وللعالم العربى العار ,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي