الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل كان النبي محمد ثائرا كما يدعي بعض المثقفين أم لم يكن

سعد كريم مهدي

2014 / 3 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



وصف شخصيه النبي محمد داخل المجتمع الإسلامي الذي تحكمه سلطه الثقافة الدينية ينقسم الى وصفين الوصف الأول هو الذي يعتمده عامه الناس من السوقة سواء كانوا متدينين متشددين أو متدينين بالفطرة وهذه الطبقة من الناس تصف النبي محمد على انه سيد الكائنات وحبيب الله وما الى ذلك من أوصاف التي لا هدف منها سوى الغلو في التقديس ولا تعتمد على مقياس حقيقي لهذه الشخصية لذلك لا نعتمد على هذه الطبقة في وصف شخصيه النبي في وصف شخصيه النبي محمد اما الطبقة الثانية وهي طبقه المثقفين وكتاب هذا المجتمع الإسلامي فأنهم حالوا ان لا ينزلقوا منزلق ألعامه وينقادوا الى صفه التقديس في وصف الشخصية لذلك وصفوا النبي محمد على انه ثائر على القيم الفاسدة التي تحم مجتمعه وصاحب دعوه اصطلاحيه غايتها إحداث نهضة اجتماعيه في مجتمعه البدوي ولأجل ذلك قاد دعوته الدينية في سبيل الوصول الى هذه النهضة الاجتماعية لذلك هو استحق لقب ثائر وقائد لثوره , وهذا الوصف لشخصيه النبي محمد هو الذي نريد ان نناقشه وقبل ان نناقشه نحتاج ان نعرف كيف تتشكل شخصيه الثائر الذي يستطيع ان يقود ثوره

الثائر هو الشخص الذي يتحسس الآم ومعانات المجتمع الذي يعيش فيه ويدخل في مرحله نكران الذات وتبدأ رغباته وحاجاته وغرائزه تتلاشى لتحل محلها رغبات وحاجات مجتمعه وان اي سلوك يسلكه الثائر يصب في مصلحه تحقيق هذه الرغبات والحاجات ألعامه عندها يبدأ بامتلاك الصفات الثورية التي تؤهله لقياده ثورته وان ثوره الثائر لا تقصر على مجال واحد في الحياة وإنما تشمل مختلف مجالات الحياة ألاقتصاديه والاجتماعية والفكرية , ان غياب رغبات وحاجت وغرائز الثائر الشخصية تجعله شخص مفلس ماديا وغني فكريا لأنه يوجه قصارى جهده للبحث عن المعرفه الفكرية التي تساعده في قياده ثورته ومعنى ذلك ان الثائر لا يهتم بالكسب المادي وإنما يهتم بالكسب المعرفي هذه هي أهم صفات الثائر وإذا أردنا ان نعتبر النبي محمد ثائرا علينا ان نخضع سلوكه لهذه المعاير وهي التي تخبرنا فيما اذا كان ثائرا أو لم يكن ولا يسعنا هنا نستذكر كل سيرته وسلوكه الذاتي وسنكتفي بذكر ثلاث حوادث استقينها من كتاب الشخصية المحمدية للشاعر معروف الرصافي كي توضح لنا سلوكه المالي والمادي والاجتماعي والفكري لنقارنها بشخصيه الثائر .

1) السلوك المتعلق بالجانب المالي

حصرت السير الموارد المالية الخاصة للنبي محمد في الصفي والهدية والفيء والصفي هي حصته من الغنائم التي يغموها من غزواتهم ومقدارها خمس المال الذي يغنموه اما الفيء فهو المال المادي والعيني الذي يأخذونه صلحا بلا حرب ولا قتال وهذا المال اختصه به لنفسه فان شاء ان يعطي منه وان شاء لا يفعل أضافه الى الهدايا التي يتلقها من مختلف قبائل الجزيرة العربية وكانت قيمها كبيره ايظا هذه هي الموارد الخاص به شخصيا وبالتأكيد تكون له حصة ايظا في المال العام من الجزية أو الزكاة من هذه الأموال التي كسبها بسبب تبنيه لعقيدته الدينية جعلته من الأثرياء نتيجة الأموال التي تكدست لديه وجعلته يملك من العبيد الذين ذكرتهم السير (36 ) عبدا وهما كل من ( زيد ابن حارثه وأبو رافع وثوبان وأبو كبشه و شقران و رباح ويسار و كركرة و مدعم وسفينة وانسيه وافلح وعبيده و طهمان و ذكوان وحنين و سندر و فضالة و أبو واقد و قسام و أبو عسيب و أبو مويهيه و مابور اما عبيده من النساء أو ما يطلق عليهم إماؤه فهم كل من سلمى و ميمونة بنت سعد و خضيرة و رضوى و ديشحه و أم ضمير و ميمونة بنت أبي عسيب وريحانه و أم أيمن و أميمه وسيرين ) واكتفي بذلك ولا أريد ان اسرد المزيد من المال المادي والعيني الذي جباه من وراء العقيدة الدينية الذي يوضح بان النبي محمد سخر حاجات ورغبات الناس لخدمه رغباته وحاجاته وغرائزه الخاصة عكس بالتام ما يحصل مع الثائر .


2) السلوك المتعلق بالجانب الاجتماعي

ابتعادا عن الإطالة سوف اسرد قصه واحده سردها أصحاب السير عن سلوك النبي محمد الاجتماعي وهذه القصة تخص شكه بمواقعه زوجته ماريه لعبده مابور وسلوكه الاجتماعي الذي تصرف به وتقول القصة ( ان العبد مابور كان يأوي الى ماريه ويأتي إليها بالماء والحطب عندما كانت حامل بولده إبراهيم واتهم بعض الناس مابور بمواقعه ماريه فعندما بلغ ذلك النبي محمد بعث عليا ليقتله فقال له علي يا رسول الله اقتله أو أرى فيه رأي ؟ فقال بل ترى رأيك فيه فذهب إليه فإذا هو في ركي يتبرد فقال له علي اخرج فناوله يده فأخرجه فإذا هو محبوب اي عاجز جنسيا أو كما يقال ( خصي ) فكف عنه ورجع الى النبي فاخبره بذلك ) وإذا أردنا ان نفسر السلوك الاجتماعي للنبي محمد نجد فيه عده جوانب الجانب الأول هو ان سلوك النبي محمد في هذا الحادثة لا يختلف عن سلوك اي بدوي متخلف تحصل معه نفس الحادثة ومعنى ذلك انه لم يسعى لتغير العقلية الاجتماعية المتخلفة وهذا عكس ما يفعله الثائر الذي يسعى من ثورته الى تغير الواقع الاجتماعي اما الجانب الثاني فنجده اندفع لخبر سمعه أو لشك حصل عنده ان يقتل إنسان مثله وهذا ما يخالفه الثائر لان الثائر في ثورته يسعى لحماية الانسان وليس لقتله لأسباب شخصيه تافهة اما الجانب الثالث فنجد النبي محمد اندفع بسلوكه الى العبد مابور ولم يندفع بسلوكه الى زوجته ماري لأنه لا يريد خسارة متعته الجنسية معها وهذا يعني ان غريزته الجنسية اغلي من حياه إنسان وهذا ما ينافي صفات الثائر

3) السلوك المتعلق بالجانب الفكري

ان المنطق الذي جاء به النبي محمد لا يخرج عن مفهوم العقائد الدينية ومفرده العقائد هي العقيد والعقيدة هي مصدر للفعل يعتقد ومعنى ذلك العقيدة الدينية هي مجرد اعتقاد تقبل ألصح مثلما تقبل الخطأ ومع ذلك سوف نعتبرها ضرب من ضروب الفكر ونناقشها فهذه العقيدة جاءت بمفهوم الإله الواحد وهو فكر ليس بجديد بل امتداد للعقائد الدينية ومنها اليهودية والمسيحية حسب ما تضمنته عقيدة الإسلام الدينية التي جاء بها النبي محمد ويفترض ان يقبل النبي محمد بما ورد في هذه العقائد الدينية لكن النبي محمد كان يرفض ذلك لسبب سوف نوضحه لاحقا بعد سرد هذه القصة التي سردتها كتب السير وتقول (( جاء عمر ابن الخطاب الى رسول فقال يا رسول الله إني مررت بأخ لي من بني قريظة فكتب لي جوامع من التوراة ألا اعرضها عليك ؟ فتغير وجه رسول الله وضجر من كلامه وشعر بذلك عمر وقال له رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا , فسري عن رسول الله وقال , والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه لضللتم إنكم حظي من الأمم وانأ حظكم من النبيين )) توضح لنا هذه القصة ان النبي محمد لا يقبل ان يعجب أتباعه بأي منطق ديني حتى لو كان هذا المنطق خارج من نفس منطقه الديني لذلك تذمر من عمر واستدرك ذلك عمر وبادره بما يريد النبي محمد عندما قال له رضينا بالله ربا وبالإسلام ديننا وبمحمد رسولا ووجدنا أجابه النبي محمد التي تقطع الطريق على عمر كي لا يعجب بالديانة اليهودية حين قال له لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه لضللتم ومعنى ذلك ان النبي محمد لم يكن يريد ان يغذي عقول أتباعه وعي لمنطق أو فكر ديني أو غير ديني وإنما أراد ان يطيعوه طاعة عمياء ويقبلون بما يملئ عليهم لذلك وجدناه قد طوعهم على التبرك ببصاقه والتبرك بشرب دم حجامته والتبرك بشعر رأسه وابتدراهم وضوءه وبالطبع مثل هذا السلوك يمقته الثوار ويثورون عليه ومن المستحيل ان يكون جزء من صفاتهم .
مما تقدم نجد ان النبي محمد لا يمتلك اي صفه من صفات الثوار وان ما يروج له بعض المثقفون العرب من كون النبي محمد كان ثائرا فهم واهمون ومنطقهم هذا لا يختلف عن منطق التقديس الذي يتبعه السوقة من ألعامه والاختلاف الوحيد هو ان كلامهم مثقف ومنمق لكن مضمونه مضمون ألعامه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
شاكر شكور ( 2014 / 3 / 22 - 22:51 )
لقد اصبت فعلا يا أخ سعد في تعريفك وتحليلك لشخصية الثائر وخاصة في صفة نكران الذات وعدم الأستفادة المادية والجسدية من دعوة الثائرالنزيه ، الحقيقة إن اجبار الناس على الأعتراف بشخص ما بأنه رسول من عند الله ومن اعترف بذلك عُصِمتْ دمائه هذا وحده يكفي لبطلان صفة الثائر على ذلك الشخص بل ذلك الشخص يجب ان يصنف على انه إرهابي خطير وليس ثائرا جاء لتحسين وتطوير المجتمع نحو الأحسن ، محمد قضى على الحرية الدينية والديمقراطية التي كانت منتشرة في المجتمع المكي فالتنوع العبادي كان موجود كالأحناف وأهل الكتاب وعبادي الأوثان والملحدين وغيرهم وهذه النماذج موجودة الى يومنا هذا فما الذي فعله محمد كثائر في تغيير مجتمع مكة ؟؟ الحقيقة ان القرآن المكي لأنه مترجم من لغات متنوعة كالآرامية لذلك لم تظهر فيه السيرة الشخصية لمحمد ولكن القرآن المديني الذي الّفه محمد والصحابة وكذلك ما ورد في السيرة النبوية كشفت شخصية محمد النفعية كالقضايا الجنسية والمادية التي هي بعيدة كل البعد عن صفات الثائر النزيه ، تحياتي ومودتي


2 - مقال ممتاز.
أحمد حسن البغدادي. ( 2014 / 3 / 23 - 01:03 )
تحية أستاذ سعد كريم.
شكرا ً على هذا المقال، لوقف دجل بعض الكتاب بقولهم إن محمد ثائرا ً، لا أعرف كيف يكون قطاع طرق وزير نساء وقاتل ثائرا ً، برتبة جيفارا وغاندي ونيلسون مانديلا.

ولدي ملاحظة حول قصة ولده إبراهيم،
فلو كان إبنه فعلا ً، فلماذا لايعرفه أغلب المسلمين الحاليين؟
ولماذا لانعرف أي شئ عن حياته ومماته؟
ولماذا لا يسمي المسلمون ذريته بالسادة، كما يسمي الشيعة ذرية فاطمة بنت محمد بالسادة؟

أتعرفون لماذا؟

لأن إبراهيم كان أسودا ً لايشبه محمد، بل يشبه مابور، وإختلقوا قصة علي رآه خصيا ً كي يخرج محمد بالوجه الأبيض، بالضبط كقصة إختلاق آية الأفك لتبرئة عائشة من صفوان إبن المعطل.

لذلك دفنت حياة إبراهيم تماما ً بعد وفاة محمد، ولم تذكر له أي سيرة، مثله مثل أولاد محمد الآخرين، القاسم، وعبد الله، و أولاد محمد من خديجة.

بنات محمد من خديجة؛

أم كلثوم ورقية، زوجتا عثمان بن عفان.

زينب، تزوجت ابْن خَالَتِهَا أَبُو العَاصِ إبن هالة بنت خويلد؛ لَها بنت إسمها أُمَامَةَ.

فاطمة، زوجة علي بن أبي طالب، وهي الوحدة المقدسة.

تحياتي...

اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah