الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبب تخلّف المسلمين برأي البروفسور محمدعبدالسلام صاحب جائزة نوبل في االفيزياء

رامان عبدالكريم العتيبي

2014 / 3 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


البروفيسور محمدعبد السلام هو عالم فيزياء مسلم - احمدي وهو الوحيد ( المسلم الوحيد ) الذي تمكّن من الحصول على جائزة نوبل بالفيزياء عام 1979 م - والتي تقاسمها شراكة مع زميله ستيفن وينبرغ المعروف بإلحاده و العالم الروسي-الامريكي ذو الاصول اليهودية " شيلدون جلاشو " عن أنجازاتهم في مجال التأثير الكهرومغناطيسي وعلاقته بالتآثر بين الجسيمات الأولية والقوى الضعيفة

يقول البروفسور عبد السلام في الإسلام والعلم :

" لاشك أن العلم أضعف ما يكون اليوم في المناطق الإسلامية وذلك مقارنة بمختلف الحضارات المعاصرة‏,‏ ولم يعد مقبولا إغفال ذلك أو الاستهانة به‏,‏ حيث أصبحت الحياة الكريمة للمجتمعات المعاصرة مرتبطة ارتباطا مباشرا بمدي قوتها العلمية والتكنولوجية
و إن الأصولية العقائدية بالاضافة إلي عدم وجود روح السماحة هما من أهم عوامل قتل مسيرة الازدهار في الإسلام‏.‏
فلعل من اهم شروط ازدهار العلم وتقدمه وجود تجمع عددي مناسب من العلماء يشكل مجتمعا علميا قادرا علي العمل في صفاء وهدوء وبدعم كامل من بنية تحتية حرّة تمده بما قد يحتاجه من اختبارات وتجارب وقراءات‏,‏ ويحتاج كذلك إلي التمتع بمطلق الحرية في إبداء الرأي في المناقشات المفتوحة وفي نقد الآراء الأخرى ‏,‏ وهذه المتطلبات غير متوافرة في اغلب المجتمعات الإسلامية المعاصرة
فالمنهج العلمي يوفر الأسلوب الوحيد لإعادة الحياة للعلم الحقيقي‏,‏ كذلك الحال بالنسبة للديمقراطية‏,‏ فالمنهج الديمقراطي هو الذي يعززها‏.‏"


العالم الاسلامي ليس قويّاً وموحّداً ككتلة متجانسة كما هي اغلب دول العالم الغربيّة الحديثة فهو منقسم ومختلف حضارياً
وعلى العرب الخليجيين الغارقين في الثراء الكبير أن يأخذوا على عاتقهم استثمار تلك الثروات في دعم بناء العلم بالمنطقة و لا زال بامكانهم فعل ذلك - لكنّهم لم يفعلوا - ولا حتى مع اشقّائهم المسلمين العرب

هناك مصر وايران وباكستان وماليزيا واللعراق ولبنان من الدول الاسلامية هم من اكبر المنتجين للكتابات العلميّة بالدول الاسلاميّة في السنوات الاخيرة لكن المعايير العلمية فيهم متواضعة بدرجة كبيرة باستثناء بعض المجالات الهندسية البسيطة

اصبحت ايران - بعد انتهاء حربها مع الغراق في موقف جيد لاستعادة تميّزها التاريخي للمسيرة العلمية في المنطقة وقد زرت ايران مؤخّراً و رأيت تعطّشاً لدى شبابها مدعوماً من الطائفة الشيعيّة ( الطائفة الوحيدة المتميّزة بتنظيمها _ شبه الكنسي - بالإسلام )
اما باكستان فهي بانتظار حاكم يتمتع بتوجهات نحو العلم والتكنولوجيا اما بنغلادش فلا تستطيع ان تفعل شيئاً في مجال العلم نظراً لفقرها الشديد اما باقي الدول الاسلامية فهي قليلة الوزن عدا تركيا التي تحاول التأهل لرغبتها بالإنضمام إلى اوروبا


ويضيف
ان عدم وجود نظام كهنوتي في الاسلام السني لم يساعد كثيرا بسبب ميل الأئمة لأستعمال سلاح التكفير ببراعة و ما كان على الحكام و الشعوب الا الاستماع و الاذعان لهم -
ويرى البروفسور أن العلاج في ايقاف سلاح التكفير و تقليله - كي لا يقضي على العلم والعلماء - يندرج بجزئين وهو يكمن في كهنة الدين
فالقسم اًّC3ول منهم يمكن السيطرة عليه بالمال عن طريق تشغيلهم بمعاملات الزواج والطلاق والمآتم حتّى لا يقومون بمضايقة غيرهم و إصدار فتاوى مزعجة
أما القسم الثاني فالمشكلة فيه روحانية تتعلق بفهمه الخاطىء للدين - كما يعتقد

ويضيف بالقول:
أن الاسلام ابتلي بأسوأ آفة دون الأديان جميعا في تاريخ البشرية ففي معظم البلدان الاسلامية توجد طوائف تكاد تكون أمية تماما لكن جرت العادة في الممارسة الفعلية أن يسندوا الى أنفسهم مكانة الكهنة.وهذه الشريحة هي المسؤولة عن اثارة الجماهير و الدهماء على مر التاريخ الاسلامي كذلك كانت مسؤولة عن الكبت و القمع في الاسلام الذي يتشابه مع ما حدث في بعض المجتمعات المسيحية بالعصور القديمة .

ويضيف
" المسلمون لم يستطيعوا تقديم نقد حقيقي لمسار العلم الحديث لأنشغالهم بالتلفيق فقط " فلا يوجد ما يسمى بالعلم الاسلامي كما لايوجد علم هندي لو يهودي و لا كونفوشيوسي و لا مسيحي أما الباحثون الذين باشروا هذا العلم فعليهم أن يخجلوا مما كتبوا باسم هذا العلم




المصدر:

كتاب " الإسلام والعلم - الأصولية الدينيّة ومعركة العقلانيّة " - برويز بيود - ترجمة محمود خيال / ص 13.. 17 /








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 3 / 23 - 20:45 )
- نرى هنا ظلم من الكاتب تجاه المسلمين , و كأن حياة المسلمين همجيه!... و هذا كلام غير صحيح , الحقيقه هي : أنه كان للمسلمين حضاره كبيره , نهضت على أنهيارها الحضارة الغربيه , راجع :
http://ar.wikipedia.org/wiki/العصر_الذهبي_للإسلام
- هل المسيحيين أو اليهود أو الملحدين -الموجودين- في البلاد الإسلاميه متطورون؟... الآن , نريد من الكاتب إعطائنا (اسماء الملحدين أو المسيحيين العرب) من أرباب العلم؟ .
- الكاتب يرى أن القرآن و السنه هو سبب تأخر المسلمين , حسناً , الكاتب لا يتبع لا القرآن و لا السنه , السؤال : ما هي إنجازات الكاتب العلميه , بما أنه عربي؟ .


2 - الى العبد
صافى الجوابري ( 2014 / 3 / 24 - 02:35 )
كما اوضح المقال اوالكاتب فالدول العربية والاسلامية لا تمتلك المراكز العلمية الكافية التي ترقى لتأهيل العلماء والمبدعين فيها بسبب ابتلاءها بوباء وسرطان التخلف الفكري والجهل و الغباء والاجرام - الاسلام

لكن بالرغم من تلك الكارثة التي تعم الدول المصابة به نجد ان المبدعين العرب سواء كانوا مسلمين ام غير مسلمين ممن استطاعوا الخروج من بلدانهم الاصليّة الاسلامية المتخلفة ابدعوا بالدول المتقدمة علميا والتي تمتلك جميع المؤهلات لاظهار ابداعهم
وواضح جدا ولا يخفى على صاحب اقل عقل أن المشكلة ليست بالعرق العربي او المنطقة العربيّة - المشكلة هي بالاسلام نفسه
حسب المعادلة
اغلبية مسلمة = مجتمع جاهل متخلّف

لست عنصرياً على الاطلاق لكن ساستثني بهذي المعادلة / المجموعة السمراء - السوداء - مع الاحترام الكبير لها / لكن كي لا يكون كلامي منتقد فالمجتمعتات السوداء سواء بافريقيا ام بأمريكا الجنوبية هم شعوب غير متحضّرة


3 - الى العبد 2 - بعد اذن الكاتب المحترم
صافى الجوابري ( 2014 / 3 / 24 - 02:40 )
وساذكر هنا بعض العرب - من الغير مسلمين - المبدعين:

بيتر مدور /نوبل بالطب/ - لبناني مسيحي
الياس جيمس خورى / نوبل بالكيمياء/ - لبناني مسيحي
عادا يونات /نوبل بالكيمياء/ - عربية من اصل فلسطيني يهودي


البروفسور الطبيب مجدي يعقوب / مبتدع وطبيب حاصل على اعلى الاوسمة العلمية ببريطانيا /

عدا هؤلاء النخبة في المجال العلمي فالمتميّزون الباقين والمرشحون لنيل جوائز نوبل فيهم اكثر بكثير من هؤلاء
البعض منهم
https://ar.wikipedia.org/wiki/ملحق:قائمة_مشاهير_المسيحيين_العرب

أما بالمجالات الادبيّة والفنيّة فبالرغم من قلّة عددهم هم يكتسحون شاشات التلفزة ومراكز الإعلام

اخر الافلام

.. دار الإفتاء تعلن الخميس أول أيام شهر ذى القعدة


.. كل يوم - الكاتبة هند الضاوي: ‏لولا ما حدث في 7 أكتوبر..كنا س




.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر


.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا




.. مداخلة خاصة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت