الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تلويث الدين بالسياسة

طيب تيزيني

2014 / 3 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل توجد علاقة ضرورية بين الإخوان المسلمين والإرهاب؟ يتصل السؤال المطروح هنا بثلاث مرجعيات هي الإسلام والإرهاب والمسائل المطروحة في العِقد الثاني من القرن الثالث عشر. إنه تركيب يكتسب شرعيته من واقع الحال القائم، بين عناصر هذا التركيب الثلاثة. وحين يواجه المرء هذا التركيب بعناصره المذكورة يبرز مفهوم «النصّ» جنباً إلى جنب مع مفهومين آخرين هما «البِنية» و«القراءة» ونحن هنا، كي نتابع عناصر الموقف، نجد أنفسنا مضطرين إلى الكشف عن العوامل الكامنة وراء الرغبة في الاتصال بالإسلام، سواء جاء هذا الاتصال مباشرة عن طريق النص الديني الأول (القرآن الكريم)، أو عن طريق النصوص الأخرى التي تصنع، مجتمعة ما يُدعى «تاريخ الإسلام» في شتى صيغه الكتابية وبأي من اللغات التي قدم فيها منذ الإسلام الباكر مثل الفارسية والتركية والأندلسية، إضافة إلى لغات قديمة وحديثة وراهنة.

أما النقطة المحورية التي تظهر في الإشكالية التي نبحث عنها ها هنا، فتتمثل في ما وراء استخدام الإسلام بمثابته استراتيجية أو تكتيكاً أو أهدافاً إن ما وراء ذلك إنما هو ثنائية المصلحي والمعرفي. وغالباً ما يتغلب المصلحي على المعرفي. والمهم في ذلك هو الكامن في تلك الثنائية الجدلية: المصالح بكل تشكلاتها ودلالاتها، والمعارف بما يدخل فيها من معارف تكوينية ومن مصالح تسويفية. وضروري أن نضيف إلى ذلك تلك العوامل الداخلية والأخرى الخارجية، التي تسهم في الإجابة على أسئلته وتوجهاته ورغباته، وغالباً بالمقارنة مع مواقف وتوجهات إسلامية. بهذا الجهد، نكون قد أكدنا على النسبي والطارئ كما على الأكثر من النسبي وعلى ما ينظر إليه ثابتاً. نحن إذن هنا أمام التاريخ والبشر متحركين مفتوحين، وكذلك ثابتين في ما يفصح عن هوياتهم المباشرة.


ولقد كان لـ «القراءات» المتعددة للقرآن بل للتأكيد عليها، دور في أنسنة النص القرآني وتقريبه من مصالح الناس وأفهامهم. وهذا بدوره أسهم في إنتاج وبلورة نمط من الفهم القرآني المفتوح وفق جدلية المعارف والمصالح وفي سياقات تاريخية يمكن اكتشافها: إن تاريخية النص القرآني تجد مسوغها في كونها استجابة للواقع المعيشي والمتغير، أي لواقع البشر المتحول ثابتاً عبر كونه يرجع إلى التاريخ وللثابت متحولاً عبر كونه قائماً على التخطي والتجاوز.

إن وجود قراءات متعددة للإسلام نصّاً وتاريخاً وراهناً من شأن - خصوصاً في أتون ما يمر به الوطن الصغير والوطن الكبير-، يحمل في ثناياها الكثير من المفاهيم والمصطلحات والحدود، فإن حديثاً عن إسلام إرهابي، يغدو غير ذي معنى، وكذلك الحديث عن «إرهاب إسلامي»، فالتوافق بين المطلق نسبياً والنسبي مطلقاً وضمن كون المقصد من ذلك هو سعادة البشر، التي لا يمكن أن تكون فعلية إلا إذا قام ذينك المطلق والنسبي على المحايثة بينهما أولاً، وإلا إذا انطلق من أن تلك السعادة إنما هي ذات بعد واقعي متوافر في المجتمع البشري هذا أو ذاك، كما أراد العزّ بن عبد السلام، في حينه أن يعلن، وثمة مسوغ آخر لذلك المطلب يقوم على المحافظة على ما يراه البعض ضرورياً وحاسماً، وهو رفض القول بإمكانية تحول المطلق إلى نسبي متغير. وهذا ما يدعوه البعض «تلويث الدين» بمتغيرات السياسة وألاعيبها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لآول مرة اراك لا تفصح
صباح كنجي ( 2014 / 3 / 25 - 08:15 )
اتابع كتاباتك من أربعة عقود قبل ان اتعرف عليك بشكل مباشر في دمشق .. لأول مرة اراك تدور وتناور بلغة دغلية مترددة فيها الكثير من الارباك وعدم الوضوح لا تريد ان تقترب من جوهر الموضوع.. كأنك خائف ومتردد من اكتشاف او قول الحقيقة في مسألة العلاقة بين الدين والسياسة والتوظيف السياسي للدين.. ناهيك عن العلاقة التاريخية بين نصوص الدين والإرهاب ..هذه العلاقة التي نشأت وكونت وشائجها في رحم السماء والقت ما ينبثق منه من ولادات على الأرض .. انه النص .. النص الديني يا عزيزي طيب من ينتج هذا الذي تجنبت ذكره في مقالك الذي حاولت فيه تجنب النظر للحقيقة المذبوحة بسيف الدين .. انظر بتركيز سترى سيف الدين ملطخاً بقطرات الدم من اول كلمة ورد في ذلك الكتاب الذي يتباهى بالقول اقرأ باسم ربك.. كأنني اسمعها اذبح باسم ربك.. هذا سر العلاقة بين الدين والإرهاب.. يا عزيزي طيب
صباح كنجي


2 - لم أفهم شيئا
رشيد ( 2014 / 3 / 25 - 10:49 )
حاولت لكنني لم أفهم شيئا ؟ ؟ في هذا المقال.


3 - استاذي الفاضل
جان نصار ( 2014 / 3 / 26 - 11:10 )
بالفعل حاولت ان لفهم مقالك لكني لم انجح اذا كان هناك ترجمه للموضوع يمكن ان يكون افضل او كتابة مقال جديد يوضح ويفسر المقصود من هذا المقال.
اوافق مع ما جاء في التعليقين السابقين لاني بالفعل متابعك وهذه اول مره اعترف اني جاهل وغر متمكن من اللغه العربيه

اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah