الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوباني غراد

مصطفى بالي

2014 / 3 / 27
القضية الكردية


بين بلاغة البندقية لحظة تجليها بأغاني عشاق و عاشقات الحياة و بين عَيَّ البلاغات و البيانات لحظة تجليها الحبري ثمة بون واسع شاسع،إنه البَوْنُ الذي يفصل بين دم مهراق و كأس لبن دهاق،الأول يسكبه أحمرا قانيا ليرسم خطوطه الحمراء بينما الثاني يتباكى على لبنه الذي اختلط بدم الأول محملا إياه مسؤولية حرمانه من كأسه.
في كوباني و بينما أبناء سهل سروج و أحفاد دوريشي عبدي ونسل ابراهيم الخليل يمسكون جمرات النار ليلقوها في وجه الرصاص الغادر و يردوا بها السيوف المثلومة المسلطة على الرقاب ثمة كائنات هلامية لا لون لها،لا شكل لها،لا حلم و لا خيال لها،ينقون هنا و هناك،في قنوات الردح،وعلى الصفحات الصفراء،بعضهم يتباكى و بعضهم يدعي التباكي بينما أغلبهم نزع وشاح الحياء عن وجهه و راح يبشرنا (بالموت و الثبور و عظائم الأمور إن لم نعد إلى رشدنا و استمر عنادنا عن سواء سبيله)و الأفضل الأصدق فيهم راح يبكي فعلا لكنه كما قالت أم عبدالله آخر أمراء الأندلس في لحظة يأس و قنوط(أبكِ كالنساء على ملك لم تحفظه كالرجال).
المتباكون يستخدمون كلمات ما زال فهمهم السطحي الساذج الباعث على الشفقة قاصراً على إيقاظهم من غفوتهم و يهمس في آذانهم الطرشاء أن هذه الكلمات أصبحت من ركام الثورة و لم تعد ذات قيمة في بورصات التداول،( ائتلااااااااااااااااف .،جلسسسسسسسة.، طارئ و بحث.، حصار إرهاب .،عنق زجاجة زجاجة؟؟؟؟كوباني.، وعفرين،حصار حلب،نظام،كردستان.،أمم .،ومونديال كرة القدم.،رسول و قرآن،و حبة حلب و لاشمانيا، لا وهناك قلم أيضا بالموضوع،و كاك و كوفية بلون أحمر و حكي كبير،و بياااااااااان استنكااااار).
فطاحل السياسة و الثقافة هؤلاء عندما تواجههم بأن كل هذا الهراء لا قيمة فعلية له تماما ككيس من أوراق البنكنوت المسحوبة من التداول وامتلاكها لا يعني مطلقا أنك أصبحت من رؤوس الأموال يتهموننا بالجنون،بضيق الأفق، بـ و بـ، وبـ ،
في الظروف المجنونة أيها السادة نحتاج لكثير من الجنون المُرَوَّض بالعقل لكي نتجاوز محنة عواصف الجنون،(تعقلكم)هو الخبل الذي يودي بالمهالك و يجعلنا كعبدالله الصغير الباكي(ليس كنسائنا لأن كوباني محمية بقوة و إرادة نسائها الصامدات)،إننا و نحن في كوباني غراد الصمود،على بعد طلقة من موتنا،و على مرمى حجر من سيوف مُشَهَّرة في وجوهنا،نحتاج جنوننا هذا و نحتاج صمتكم أنتم،لا نطلب منكم المستحيل،فقط اصمتوا كأضعف الإيمان،صموا آذانكم لكي لا تسمعوا بأخبار موتنا في خنادقنا،يد على الكتاب و يد على الزناد،لا لشيء فقط لكي لا تجشموا أنفسكم عناء رثائنا في قصائدكم العاهرة،نطلب منكم ولو لمرة واحدة أن تعرفوا أن لكل مقام مقال و من يتكلم بجبهة متعفرة بتراب الخنادق لن يمتلك الوقت الكافي ليتكلم منمقا كمن يجلس في بهو فسيح على أرائك وثيرة،بالتأكيد سيكون فجاً في كلماته،فالفرق كبير بين قطرات مطر تهطل على حقل ربيعي و بين قطرات مطر تهطل على صفيح من نار وسط أزيز الرصاص.
في كوباني غراد ستنتصر إرادة المرأة الحرة جنبا إلى جنب مع إرادة الرجل المتحرر و سيأتي الربيع بكل دفقه و ما البيان الصادر عن أحرارها إلا لنزع ورقة التوت الأخيرة عن العورات المفضوحة أصلا
لسنا ضعفاء أيها السادة نحن أقوياء لدرجة لا يصلها خيالكم و تصوركم العقيم
كوباني غراد تنتصر و ترسم الحدود الحمراء بلون الدم القاني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة