الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله و إبليس يتصارعون و نحن من يدفع الثمن الجزء الأول

علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)

2014 / 3 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إبليس أو طاووس الملائكة و غيرها ا لعديد من التسميات الاسلامية رغم اختلافهم في تحديد جنسه ونوعه!! بعضهم من قال إنه من الملائكة استنادا إلى قوله تعالى فسجد الملائكة كلهم أجمعون ( 30 ) إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين) سورة الحجر و منهم من راح يقول في الاستثناء حيث قال الطبري في تفسير سورة الحجر [ ص: 24 ] الاستثناء من الجنس غير الجنس الصحيح عند الشافعي ، حتى لو قال : لفلان علي دينار إلا ثوبا ، أو عشرة أثواب إلا قفيز حنطة ، وما جانس ذلك كان مقبولا. أما إبليس فيقول أنا مخلوق من نار و من الجن , ليس من الملائكة كما قال الله فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ سورة الكهف المهم هذا ليس بحثنا لكن من الواجب أن نتطرق له من أجل الايضاح
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ-;- وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ
إبليس أقوى من الله هكذا يبين لنا الصراع الدائر بينه و بين ربه حول اختلافه في قضية السجود لأدم. ما أريد ان أتطرق له بعض الاشكاليات الدائرة في عقلي عن هذه الحادثة وغرابتها في تحمل الأنسان ازر هذا الصراع ، يقول إبليس لن أسجد لبشر خلقته من صلصال و أنا مخلوق من نار ! نستشف من أرادت إبليس في استخدام نظام المفاضلة ليظهر إلى الله معلومة لربما كانت غائبه عن ذهنه أو إن الله لم يعرفها و إبليس على دراية وعلم بها! .فلو صدق الفرض الاخير فانه يفتح لنا باب أخر من أبواب الشك ! حيث يدل على معرفة إبليس بالعلوم أكثر من معرفة الله بها وهذا مناف للمنطق ومناف لحكمة الخلق ، في شكل بسيط الخالق أكثر علم من المخلوق , لكن في المقابل استخدام إبليس لمذهب القياس لا أعتقد إنه جاء من فراغ لابد أن تكن هناك قاعدة يستند عليها قبل أن يقول كلمته أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ، لا أدري على ماذا استدل إبليس في هذ المقولة لاسيما هناك ما يقابلها في السياق وجاء متقارب في الطرح ألا وهو قول الملائكة في سورة البقرة عن خلق الأنسان . قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَك.!!! من هذا السياق القرآني يظهر لنا إشارات متشابهة بين الطرح الابليسي و الملائكي حيث الاعتراض على مبدأ التميز نحن أحسن من البشر لماذا نسجد لهم لا بل ذهب الملائكة أكثر من ذلك معترضين على الخلق من أساسه وكأنهم يريدون أن يصححوا المعلومات الإلهية أو يوضحوا له بعض الأشياء الغافل عنها حتى جاء الرد في طرد إبليس و إيضاح الله إلى الملائكة بأنه يعلم ما لا يعلمون
الأمر الأخر إن الله أمهل إبليس على حساب الأنسان و أعطاه فرصة الاستمرارية في المعصية قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ*وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ*قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ*قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ*إِلَى يَومِ الْوَقْتِ المعلوم . هنا طرد الله إبليس قبل أن يطلب منه الاطالة في عمره ليوم الدين و من بعدها تعهد أن يغوي البشر قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ.، المبهم في هذا الحديث هو الية الحوار الدائر وكأنما هناك شخصان متحاوران وجه لوجه .أي إن إبليس لا يحتاج إلى واسطة للحديث مع الله!! و تعليلنا في هذا هو علو منزلة إبليس لربما تعلوا منزلة الأنبياء ، إذا كان حبيب الله محمد لا يستطيع رؤية ربه فكيف لإبليس أن يراه ويجادله ، هذا يدل أولا على منزلة إبليس وثانيا يدل على قوة وشجاعة هذا المخلوق المجادل في حضرت الرب ، اليوم إذا دخل احدنا على ملك أو رجل ذي سلطان لا يستطيع جداله خوفا من عواقب الأمور فكيف إذا كان الله ؟؟! و لنقل إنها حدثت بالفعل السؤال الأخر من أين جاء ابليس بمثل هكذا قوة لكي يتحدى الله في عرشه ويرد له طلب أمام جميع الخلائق في ذلك الوقت . أعود أدراجي سالفة إلى الإغواء لنأخذ بعض أراء المفسرين. يقول الحسين بن مسعود في كتابه تفسير البغوي الجزء الرابع ص 381 ، ( قال رب بما أغويتني ) أضللتني . وقيل : خيبتني من رحمتك انتهى, أما محمد الطاهر ابن عاشور في كتابه التحرير والتنوير الجزء الخمس عشر ص ٥-;-٠-;- قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين الباء في بما أغويتني للسببية ، و ( ما ) موصولة ، أي : بسبب إغوائك إياي ، أي : بسبب أن خلقتني غاويا فسأغوي الناس انتهى, أما إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي في كتابه تفسير ابن كثير في الجزء الرابع تفسير سورة الحجر يقول تعالى مخبرا عن إبليس وتمرده وعتوه أنه قال للرب : ( بما أغويتني ) قال بعضهم : أقسم بإغواء الله له انتهى .. يقول إبليس بما اغويتني سوف اغويهم عن عبادتك . هنا حمل إبليس الفعل من بدايته حتى نهايته على الله بقوله بما أَغْوَيْتَنِي . أي إن المسؤول عن إغواء إبليس الله وليس إبليس نفسه . أليس غريب هذا التداخل من هو المذنب هنا . أمر أخر لماذا سمح الله لإبليس أن يستمر في عمله هذا إلى يوم يبعثون, إن هذا الكلام مناف إلى ما جاء الله به في كتابه في مواضع عدة منها ما يختص في ذات الله وهو العدل, إن الله عادل فكيف يسمح عدله أن يسلط إبليس على البشر وهو يعلم بضعف الإنسان و ضعف أدوات المقاومة لديه أمام الرغبات و أمام معترك الحياة لهذا من واجب الله و عدله أن يرفض طلب إبليس , أما المنافي الأخر هو الحكمة إن الله حكيم فكيف لحكيم يترك فاسد بين صالحين؟! إن سبب القتل والدمار و الانتهاكات في المنهج الديني مصدرها إبليس و الأداة هو الأنسان ،فكيف لحكيم يعطي فاسد ما يريد ،أما في النص القرآني كل نفس بما كسبت رهينه . ونفس إبليس رهينة بفعلتها لهذا و جب العقاب على إبليس ولم يجب العقاب على البشر أما كل نفس بما كسبت رهينه لا تنطبق على البشر لسبب بسيط, أنهم ليسوا منفردين بأنفسهم الشيطان بها شريك فكيف لحكيم عادل يسمح لنفس اخرى تسري في الأنسان و ترميه إلى التهلكة ومن ثم يعود كي يعاقبها على هذا الفعل ؟!! أنا اليوم لست مجرد في العمل هناك روح من الله وروح من إبليس يتصارعان في داخلي و في النهاية ينتصر من هو أقوى. وهذا يدل على إن نفسي رهينة ما عمله الله أو إبليس و أنا ليس لي مقدرة . وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. و الفجور و التقوى إشارة إلى نفس إبليس و نفس الله,, هناك أية قرانيه تقول وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى ۚ-;- . إذا كان إبليس من ارتكب الفعل السيئ صار من واجب على صاحب القول أن يبدأها بنفسه و هو أن يمنع إبليس من الاستمرارية في الخطأ ، من الواجب أن يبدأ الله في نفسه أول و من ثم إلى البشر .....يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مداخلة
شاكر شكور ( 2014 / 3 / 28 - 04:22 )
تحياتي للأستاذ علي الأعرجي ، الحقيقة ان قصة رفض ابليس السجود لآدم هي مجرد اسطورة نجدها نصا في كتاب اساطير اليهود التي كانت متداولة قبل الأسلام وقد قام العالم اليهودي لويس جنزبرج بتجميعها ثم ترجمها الى العربية المترجم حسن حمدي السماحي وهي مجرد خرافة اخذها محمد ليملئ بها صفحات قرآنه لأنه كان يعلم ان البدو لن يدققوا من بعده خاصة وأنه قتل وطرد اليهود وكانوا هم الشهود الوحيدين على هذه الأساطير لذلك ترى ان القصة فيها مآخذ كثيرة منها كيف عرف الملائكة بأن آدم سيفسد في الأرض وكيف عرفوا انه سيُخلَق من طين هذا إضافة الى ان القصة الحقيقية لطرد ابليس لم تكن بسبب رفضه للسجود الى آدم بل بسبب كبريائه ليصبح اعلى من رتبة الله ، اما قولك (إن الله عادل فكيف يسمح عدله أن يسلط إبليس على البشر) الحقيقة نجد ان إله القرآن في بعض الآيات يقوم بنفس اعمال ابليس فمثلا في سورة المائدة يقول إله القرآن وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة نجد آية اخرى في نفس السورة عمل مماثل لأبليس تقول إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فلا يمكن التمييز بينهما ، اكرر تحياتي


2 - متناقضات
بلبل عبد النهد ( 2014 / 3 / 28 - 09:10 )
ولا تزر وازرة وزر اخرى هذا كلام الله لكنه يتناقض مع نفسه فما دنبنا نحن اذا كان ادم هو الذي ادنب اليس هذا تناقض تم كيف كانت الملائكة تعلم ان الانسان سيكون فيه دم قبل حتى ان يخلقه الله عندما قالوا له اتجعل فيها من يسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك المسرحية غير محبوكة وفيها العديد من الثغور والعيوب لكن المؤمن الذي على عيونه غشاوة الايمان لا يراها

اخر الافلام

.. اتهامات بالإلحاد والفوضى.. ما قصة مؤسسة -تكوين-؟


.. مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف




.. تعمير-لقاء مع القس تادرس رياض مفوض قداسة البابا على كاتدرائي


.. الموت.. ما الذي نفكر فيه في الأيام التي تسبق خروج الروح؟




.. تعمير -القس تادرس رياض يوضح تفاصيل كاتدرائية ميلاد المسيح من