الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحالفات بين مؤسسات المجتمع المدني

محمد حسين علي المعاضيدي

2005 / 7 / 8
المجتمع المدني


(( التحالف بين مؤسسات المجتمع المدني هو مظلة جماعية تتكون من عدد من هذه المنظمات المستقلة وتعمل معا على موضوع أو مواضيع مشتركة لتحقيق أهداف عامة لها فوائدها في بناء المجتمع )) وان هذا التعريف ليس قاعدة لا حياد عنها أو أن عدمها قد يفشل عمل هذه المنظمات.. فبالا مكان تكوين أو تشكيل تحالفات على أساس مؤقت استجابة لظرف طارئ أو موضوع هام..إلا إن الحالفات على أساس دائم بهدف إرساء سبل التعاون المشترك والمشاركة فله عدة مسميات مثل – الشبكات – اللجان – الهيئات – الروابط – الاتحاد – المظلة – المجلس وغيرها من المسميات إلا إن هذا الأمر ليس هو المهم وما يعنينا هنا هو التقاء المنظمات تحت أي اسم لتكوين مجموعة قوية لها تأثيرها في الواقع العام السياسي والاجتماعي.. ويعتمد نجاح أو فشل مثل هذه التشكيلات إن لم نقل التحالف بقدر كبير جدا على نفس المنظمات المشتركة فيه وكيفية التكوين أو التراكيب.. فللتحالفات طرق عدة لبنائها وتركيبها وطرق العمل فيها ومن الضروري جدا تحديد أهداف ووسائل عمل أو تكتيكات للتحالف الذي تحاول أي من المنظمات أن تقوم ببنائه 0
ومن هنا فان على أية منظمة من منظمات المجتمع المدني أن تنظر أولا فيما إذا كان التحالف ضروريا لتحقيق أهدافها.. ونحن نرى من جهتنا أن الحالفات ضرورية جدا في إنجاح عمل هذه المؤسسات ولكن نوعية وشكل هذا التحالف أو ذاك قد يكون أو يكوّن العكس من ذلك لذا فأن الاختيار ضروري جدا وفهم الاستراتيجيات وعمل الحالفات ونوعيتها مهم أيضا في أنجاح عمل هذه التكوينات وان ترى المنظمة باعتقاد راسخ لايقبل الشك أن هذا التحالف ضروري لتحقيق أهدافها ورسالتها المرسومة لها 0
لذلك فان تشكيل التحالف يتميز بعدة ميزات .. منها تعزيز القدرة والجهد والاستخدام الفاعل للموارد والطاقات وهذا يتأتى من خلال تجنب تكرار الجهود والسماح للجماعات من أن تتعلم من بعضها، كما انها تنمي العلاقات بين الكثير من المنظمات المختلفة 00 واحيانا يكون التحالف غير ضروري وفي العديد من الاحوال خصوصا عندما يكون بوسع المنظمة أن تجند حلفاء لها دون الحاجة الى بنية منفصلة وهذا يتطلب ايضا جهدا لكنه اقل من بناء تحالف قوي .. وفي الوقت نفسه فان هذا الأمر يحقق فرص معينة لتدعيم جهد أي منظمة عند اختيارها لهذا الطريق شريطة توفر القدرة والقابلية لأنها تظل حرة من أية علاقات رسمية مع جهات أخرى يمكن أن تنافسها في ممارسة مختلف الأنشطة أو قد تضعف فعاليتها..
وبعض التحالفات تتصف بأنها غير ضرورية للقيام بمهمة معينة ويمكن أن تكون ذات فعل عكسي ولواحذنا مثالا فان الحكومة الكندية اعتقدت ذات مرة أن المؤسسات الخيرية العاملة فيها كثيرة جدا فقررت اجبارها على تكوين تحالفات فيما بينها لتجنب تكرار العمل .. وهذه فكرة خاطئة حيث أدركت الحكومة الكندية على الفور أن العديد من هذه المنظمات التي حاولت اجبارها على التحالف ذات مصالح متضاربة واساليب عمل ونظم مختلفة مع عدم توفر الرغبة لدى هذه المنظمات في العمل المشترك .. وسابقا قامت هذه المنظمات بالتحالف والعمل معا استجابة لازمة أو تهديد لكل مصالحها .. وفي النهاية فشل برنامج أو قرار الحكومة الكندية في تكوين تلك التحالفات وهذا يعود اساسا الى انها لم تؤخذ بنظر الاعتبار حاجات تلك المنظمات وطرق عملها واساليبها.
وجوابا على سؤال يطرح نفسه :هل هناك حاجة لبناء تحالف والانضمام اليه ؟ فلابد لنا من النظر الى مميزات هذه التحالفات وعيوبها وترجيح الكفة بين هاتين الناحيتين وصولا الى تحقيق سبل وطرق واليات تخدم عمل مؤسسات المجتمع المدني في بناء وتطوير مجتمعا مدنيا حرا ديمقراطيا محميا قانونيا بما له وما عليه .ومن السلبيات التي ممكن ان تطرأ على قيام التحالفات دون وجود دراسات واليات ناجحة.. فأنه يمكن أن ياخذ التحالف الوقت والقضايا المركزية إذا لم يكن من اهم اولويات المنظمة المشتركة فيه واذا كان الجهد وتكلفته اكبر من النفع في تحقيق الاهداف والاستراتيجيات فقد تفضل المنظمة في مثل هذه الحالة العمل لوحدها 0قد تتطلب التحالفات تنازلات كثيرة جدا حيث تحتاج اليات التحالف الى موافقة الاعضاء عليها .. وعادة تتطلب الموافقة قدرا كبيرا من التنازلات لجعل كل طرف يشعر بالارتياح .. وغالبا يعني التنازل وسيلة لايجاد ارضية أو قاعدة مشتركة بين أعضاء التحالف وان سياسات ومواقف التحالف تتجه اغلب الاحيان نحو الاعتدال .. فأذا تبنت مجموعة نظرة قوية نحو قضية ما فربما تصاب بالاحباط من الموقف المعتدل للتحالف تجاه تلك القضية.ويمكن للقوى غير المتوازنة بين المنظمات أن تخلق اجواءا من التوتر فالفروقات في الخبرة والقدرة والحجم والعمل مشكلات داخلية فليس الكل على قدم المساواة ..
أن أغلب المنظمات الفردية لاتحصل على الثناء أو تكاد أن تنصهر بين مجموعة منظمات التحالف فان كل النشاطات تحمل اسم التحالف وهذا يعني ضياع جهد المنظمة التي قد تكون لها مشاركة فاعلة في ذلك واحيانا يكون من غير الممكن اساسا تقديم الثناء للمنظمات المنفردة فمن غير المعقول وضع اسم عدة اشخاص منتمين من خلال منظماتهم للتحالف على ملصق صغير أو جهد بسيط .كذلك فانه من خلال التحالف يمكن أن تنشأ مشاكل سياسية فلكل منظمة سمعة سواء كانت موجبة أو سالبة مستقلة كانت ام تابعة وهنا يمكن أن تتحول النظرة الاجتماعية للمؤسسات المستقلة التي تعمل مع جماعة سياسية على أساس انها تضحي باستقلاليتها .. والجدير بالذكر هنا هو من يقف وراء هذا الجهد ؟ والمهمات الملقاة على عاتق افراد التحالف وعموما فان أشتراك منظمات على قدر كاف من التنوع يمنح التحالف سمة المحايدة ..
ولابد من القول ان التأسيسات الاجتماعية الحديثة العهد يجب ان تميل ميلا كاملا نحو اقامة التحالفات وما شابهها لانها توحد الكلمة والجهد والعمل وتمنع تكرار العمل واضاعة الجهد وان العيوب يمكن معالجتها فالهدف اكبر من ذلك وان البحث عن الذات ومحاولة ايجاد الفرص الشخصية يخلق وضعا مأساويا فالمنافسات غير الشريفة والمهاترات تحوّل الموضوع برمته الى حالة شخصية فردية تبحث عن وضع جيد ومؤثر لمنظمة واحدة على حساب أية جهة وفي هذا اضاعة للوقت والجهد وخلق حالة من التشتت والتشرذم .. وهذا لايعني ايضا تشكيل تحالفات واهية ضعيفة وليكن هدفنا بناء مجتمعنا فالبشر قبل الحجر وان مجتمعنا العراقي خصوصا بحاجة ماسة الى عمل مؤسساته المجتمعية بشكل فاعل وقوي لانه عانى ماعانى من الظلم والجور .. وأن لايعتبر أي احد أو جهة معينة أن الوضع الحالي أو مانسميه بالازمة الحالية هو الفرصة السانحة والمواتية لايجاد مكان مرموق أو منفعة كبرى لنفسه أو لمجموعة تعمل معه وليكن مجتمعنا وبلدنا هو الهدف الاول والاخير في كل مانحاول تقديمه من عمل أو جهد أو كلمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان.. طوابير من النازحين في انتظار المساعدات بولاية القض


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة تبا




.. مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع لدراسة رد حماس على مقترح صفقة تب


.. حرب غزة: لا تقدّم في مفاوضات الهدنة.. حماس تتمسك بشروطها ونت




.. مظاهرات في تونس لإجلاء الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين