الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البراءة من الاعتداء للإدانة بالقتل

مزوار محمد سعيد

2014 / 3 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع





البراءة من الاعتداء للإدانة بالقتل

"أنا ملحد" عبارة خرجت من فمي، في وقت غضب، و أثناء إحدى لحظات التشويش من أحد المحسوبين على الفلسفة، بينما هي لا تمثل أعماقي بالطبع. و بالتالي جال في دائرة معارفي السفلى دافع ضروريّ للعودة و مراجعة بعض المواقف. خاصة تلك التي تأتي بعفوية، و دون سابق إنذار.

"... أما من يتحينون الفرص لإحباط العزائم و التشكيكـ في كل ما هو جميل، و يعتبرون أنفسهم أوصياء علينا، و بدونهم لن نحقق شيئا، فيجب أن يعلموا بأن لا قيمة لهم من دون الجزائر..."
(حفيظ دراجي، لا ملاك و لا شيطان، الشروق للإعلام و النشر – الجزائر، الطبعة الأولى، سنة 2012، ص32.)

أنا و الذي يحبّ إلى درجة الجنون كلمة "أنـا"، مواطن جزائري، حسب ما يقتضيه دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، ديني هو الإسلام، و لساني عربي حسب ما ورد في نص القوانين الجزائرية، بينما إستراتيجيات حياتي هي تختلف على حسب الظروف و الوضعيات.
أعود إلى كلمة الإلحاد، و التي أقصد بها عدم الانتماء إلى أيّ من الديانات و نكران وجود الخالق/المخلوق، الإله و العابد له، و بالتالي هي كلمة تجعل من الموصوف بها في قائمة المغضوب عنهم أو الضالين. كما هو متعارف عليه في أدبيات المسلمين، دون أن أنسى تلك المصطلحات الأخرى مثل: الكفار، أعداء الله...
ما كنتُ أقصده يومها: هو أنني ملحد، لكن ضمن دائرة الفلسفة، حيث أنّ الداخل إلى المخبر الفلسفي، ذاك الحريص على الوقوف على بعد مسافات متساوية من جميع الأفكار هو ملحد. ليس بالمعنى الديني كما يذهب إليه ضعاف الأنفس، و إنما له معنى أعمق. أنا ملحد عندما أواجه أفكارا بشرية، و مواقف شخصية تصدر عن أناس غير معصومين، لكنهم يستشهدون بأقوال الأنبياء، أو الكتب المقدسة من أجل إعطاء القداسة لأفكارهم. أنا ملحد عندما يستعمل المنافق آيات الكتب المقدسة من أجل دغدغة مشاعر المتلقين لهذه الأفكار التي تخدم مصالحه الضيقة عبر منفذ الدين. أنا ملحد عندما يتحوّل الرأي القابل للاهتزاز في المجمّع الفلسفي إلى وحي من السماء يصعب خرقه، و بالتالي توضع المصداقية في دائرة غير مشروعة. أنا ملحد عندما يستعمل البعض الدين من أجل التأثير لصالحهم على البشر المؤمنين بواسطة المقدس كغلاف للمدنّس. أنا ملحد عندما تُقتل الأرواح باسم كتاب الله الذي يُتلى على مناظر الذبح و أكل الأكباد البشرية. أنا ملحد عندما تُستعمل الآيات لإعطاء المشروعية من أجل عبودية "النساء" و اغتصاب الأطفال. أنا ملحد عندما يصبح الدين بين أيدي السفهاء الذين ارتدوا عمائم العلماء. أنا ملحد عندما أرى السياسي يبرر طموحه للوصول إلى مقعد الحكم باسم الدين، و كأنه يملك مفاتيح الجنة. أنا ملحد عندما أرى أحد زملائي –أكرمكم الله- أثناء نقاش فلسفي يُهينني بحجة دينية، و كأنّ حوادث ابن رشد و ابن حزم الأندلسيان تتكرر في مطلع القرن الواحد و العشرين، مع الأسف!!
من أجل كلّ هذه الأسباب: أنا ملحد. بينما أجد نفسي مدفوعا للرد على من قلدني في تصرفاتي، و في أسلوب تدخلاتي، و حتى وصل به المقام إلى مناقشة شخصي في حضرة المقام الفلسفي بالقناع الديني!
الدين هو بريء، براءة كاملة في خطابه المطلق من أفعال و تصرفات البشر، و أنا عندما أدخل المبنى الأكاديمي أصبح أكاديميا، ليس تشريفا لي، و إنما احتراما لعقول الشرفاء من زملائي، و حرصي على التوثيق هو نابع من حرصي على الصدق، فأنا اليوم أشهد بعض الدجالين الكاذبين، و هم يستعملون كل الوسائل من أجل البروز في صور ليست صورهم العميقة، حيث سماهم تشي غفارا بـ: الجبناء، و سماهم الجزائريون بـ: الحركى، و سماهم المسلمون بـ: المنافقين، و سماهم المسيحيون على اختلاف أناجيلهم بـ: المذنبين، و سماهم جورج دبليو بوش بـ: محور الشر، و سماهم آية الله خامنئي بـ: الشياطين، و سماهم نبي الإسلام عليه الصلاة و السلام بـ: "... لا يعلمون..."، و سماهم اليهود بـ: الغليوم، بينما أنا أسميهم بـ: المتطفلين، هؤلاء الذين يشبهون مصاصي الدماء، لا يقتاتون سوى من عروق الأحياء "السادة"، لأن الفكر و الفلسفة بالنسبة للأمم بمثابة الدماء بالنسبة للأجساد. فهم يسرقون الأفكار و ينسبوها إلى أنفسهم، يقلدونها في حياتهم لكن تحت عناوين أسمائهم، بينما أصحابها يُهمشون من قِبلهم، و كما يقول المثل الأيرلندي: " الحمار يبدوا جميلا جدا في ثوب الحصان"، في حين أنا أفضل كلمة "البغل" لأن الحمار نسبه شريف.
و كما قال صدام حسين رحمه الله في وصف هذه الفئة:
لا تأسفن على غدر الزمان لطالما... رقصت على جثث الأسود كلاب
لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها...تبقى الأسود أسود والكلاب كلاب
تبقى الأسود مخيفة في أسرها... حتى وإن نبحت عليها كلاب

أنا لست نبيا و لا ملاكا، أنا لست محايدا، كما أنني عنصري و عصبي و شرير، و قد أقترب من الجنون في أكثر من مرة، و بالتالي: أنا هنا أعبّر عما أراه من رؤيا، و هذا ما يجعلني متميزا في طرح القضايا على شقيْن: أحدهما ذاتي، و الآخر موضوعي، في مجال يتزامن فيه الجد بالهزل، فأنا لا أقول شكرا سوى لمن يستحق، و أنا حر في مواقفي، إذ لا يمكن لأيّ قوة في هذه الحياة أن تجعلني أسكت، لأنني ولدت حرا كما جاء في نص حقوق الإنسان، و الذي وقعت عليه الجزائر منذ زمن بعيد.... أقفلت القضية.
ملاحظة:
السيّد: مزوار محمد سعيد يملك من الشجاعة ما يخوله أن يمتلك حقوق هذه الأفكار كاملة، كما أنه يتحمل كامل المسؤولية. لأنه يعتبر أنّ أفكاره أغلى من أثمانها. كما أنّ هذا العمل هو منشور على الشبكة العالمية الإنترنيت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل


.. القوات الروسية تعلن سيطرتها على قرية -أوتشيرتين- في منطقة دو




.. الاحتلال يهدم مسجد الدعوة ويجبر الغزيين على الصلاة في الخلاء


.. كتائب القسام تقصف تحشدات جيش الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم




.. وزير المالية الإسرائيلي: إبرام صفقة استسلام تنهي الحرب سيكو