الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى الشيوخ والمراجع: أين انتم ؟!!

محمود جابر

2014 / 3 / 28
المجتمع المدني


رسالة الى الشيوخ والمراجع:
أين انتم ؟!!
السادة المحترمون الاجلاء الفضلاء ورثة العلم وورثة الانبياء حفاظ كتاب الله الكريم وحديثه رسوله الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد .


ابعث اليكم برسالتى وانا واحد من قرابة "مليارى مسلم" مما يعظموكم ويجل قدركم ويحفظ فى قلبه محبة لكم جميعا سواء كنت فى مكاتب تحفيظ القرآن او دراسة العلم الشريف فى الازهر الشريف وفى ديار الفتيا او فى حوزات العلم .. سواء كنت فضيلتكم من شيوخنا او من مراجعنا او من حملة كتاب الله ..... ايها العلماء الاجلاء ...
سادتى الاجلاء فى الصومال جوعا .... وفى العراق قتلى وفى سورية مجازر وفى اليمن نزاع وفى ..... وفى ... وفى طرفى المعادلة هنا وهناك – للاسف – مسلمين ...
كيف ذلك وانا اعلم وتعلمون ان الله تعالى قال فى كتابه فى وصف نبيه صلوات الله عليه وآله وصحبه الميامين : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح 29).؟!!
كيف ذلك وانتم اعلم
ان الله وصى المسلمين بالاعتصام بحبل الله تعالى وحذرهم من الفرقة والتناحر وقال (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ-;---;-- وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ-;---;-- شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ-;---;-- كَذَٰ-;---;--لِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ال عمران 103. ؟!!
الإسلام الحنيف جاء ليربط المسلمين جميعًا برباط هو أوثق الروابط ، وهو رباط الأخوة التي تزول معها جميع الفوارق من نسب عريق ، ومال وفير ، وعلم كثير، وجاه عريض ، إلى غير ذلك مما درج الناس على اعتباره من المميزات والفوارق بين الناس.
ولقــد كــان من فضل الله ـ سبحانه وتعالى ـ على الأمة الإسلامية أن يسر لها طريــق الوحدة الكاملة ، والرابطة القوية ، والتجمع الهائل ، بما أرسل لها من رسـول رحيــم، وبما أعطاها من كتاب كريم ، وبما كلفها من عقيدة ، فكانـت أخوة المسلمين فوق كل الحواجز الجنسية ، والعرقية ، والقومية، والحزبيـة، والسيــــاسيــــة.
هــذه الأخوة ربطت بين المسلمين، ووحدت صفوفهم ، وجعلتهم أمة واحدة، لهــا شأنهــا واعتبارهـــا.
أن الأخلاق السامية ، والمبادئ القويمة ، التي جاء بها الإسلام ، وأمر المسلمين أن يتخلقوا بها، كلها تعمل ـ من قريب أو من بعيد ـ على وحدة المسلمين وتنمية مشاعر الأخوة بينهم .
ونحن نذكر من ذلك بعض الأخلاق والمبادئ الإسلامية التي هي ألصق ما تكون بوحدة المسلمين ، والتي تؤدى إلى ذلك أداء مباشرًا .. ومن ذلك:
إن الإسلام قد أمر المسلمين بالتحاب ، والتزاور ، قال تعالى (أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ - الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلاَ يَنقُضُونَ المِيثَاقَ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ ) سورة الرعــد 19-21
وقال تعالى : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ") سورة التوبة 71
بعضهم أولياء بعض ، قلوبهم متحدة في التواد والتحاب والتعاطف، وولاية المؤمنين والمؤمنات بعضهم لبعض في هذه الآية. نعم الولاية فهي ولاية النصرة ، وولاية الأخوة والمودة.
إن طبيعة المؤمن هي طبيعة الأمة المؤمنة ، طبيعة الوحدة ، وطبيعة التكافل، وطبيعة التضامن. ولكنه التضامن في تحقيق الخير ، ودفع الشر ، وذلك يحتاج إلى الولاية والتضامن والتعاون.
من هنا: تقف الأمة صفا واحدًا ، لا تدخل بينها عوامل الفرقة ، وحيثما وجدت الفرقة في الجماعة المؤمنة ، فثمة ولابد عنصر غريب عن طبيعتها ، هو غرض أو مرض يمنع السمة الأولى ويدفعها ، السمة التي يقررها العليم الخبير .
ولا يكون لهم هوى غير أمر الله ، وأمر رسوله ، ولا يكون لهم دستور إلا شريعة الله ورسوله ولا يكون لهم منهج إلا دين الله ورسوله ، ولا يكون لهم الخيرة إذا قضى الله ورسوله .
وبذلك يوحدون نهجهم ، ويوحدون هدفهم ، ويوحدون طريقتهم، فلا تتفرق بهم السبل ، عن الطريق الواحد الواصل المستقيم .
وعن معاذ بن جبل ـ رضى الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله يقول : قال الله تبارك وتعالى : (وجبت محبتى للمتحابين في ، وللمتجالسين في، وللمتزاورين في وللمتباذلين في).
ومن ذلك : إصلاح ذات البين ، فهو الذي يرأب الصدع ويلم الشمل، ويجمع المتفرقين ، ولذلك أمر به الإسلام في محيط الأسرة الصغيرة والكبيرة .
وممـــا جاء عاما وشاملا لوجوب الإصلاح بين الناس على العموم قوله تعالـــى: (لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) سورة النســــاء آيــة: 114
فالإصلاح عام في الدماء والأموال والأعراض ، وفي كل شىء يقع التداعى فيه والاختلاف بين الناس ، وفي كل كلام يراد به وجه الله تعالى.
وقال (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) سورة الأنفال آيــة: 1 أى : اتقوا الله في أموركم واصلحوا فيما بينكم ولا تظلموا ، ولا تخاصموا ولا تشاجروا.
واتقوا الله في الاختلاف والتخاصم ، وكونوا متحدين ، متأخين في الله ، وأصلحوا أحوالكم حتى تكون أحوال ألفة ، ومحبة واتفاق وهي الحال والصلة التي تربط بعضكم ببعض وهي : رابطة الإسلام ، وإصلاحها يكون بالوفاق والتعاون والمواساة وترك الأثرة والتفرق
وقد أمر الله المسلمين في الكتاب والسنة بإصلاح ذات البين ، فهو واجب شرعاً تتوقف عليه قوة الأمة وعزتها ومنعتها ، وتحفظ به وحدتهـــا
قــال تعالى (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ) سورة الحجرات آيـــة: 9
فهذه الآية : قد أوجبت اجتماع المسلمين على بذل الجهد في سبيل الإصلاح بين الفريقين المتنازعين والمتقابلين والمتقاتلين.
وهذه قاعدة تشريعية عملية لصيانة المجتمع المؤمن من الخصام والتفكك ومن النزوات والاندفاعات ، تأتى تعقيبا على تبين خبر الفاسق ، وعدم العجلة والاندفاع وراء الحمية والحماسة ، قبل التثبت والاستيقان ، وسواء أكان نزول هذه الآية بسبب حادث معين ـ كما ذكرت الروايات ـ أم كان تشريعا لتلافي مثل هذه الحالة ، فهو يمثل قاعدة عامة محكمة ، لصيانة الجماعة الإسلامية من التفكك والتفرق ، ثم لإقرار الحق والعدل والصلاح.
وإذا كان هذا شأن القرآن الكريم في الدعوة إلى الإصلاح بين المسلمين ، حفاظا على الوحدة الإسلامية ، فإن السنة النبوية جاءت كذلك ترغب الناس في إصلاح ذات البين ، وفي قبول الصلح ، وفي إقامة العثرات ، وقبول الاعتذارات.
عن أبى الدرداء ـ رضى الله عنه ـ قال : قال ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ ) قالوا : بلى ، قال: ( إصلاح ذات البين. فإن فساد ذات البين هي الحالقة )
وقــال تعالى : (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) ســـورة الأنفال 46
وقال تعالى : (وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ســــورة آل عمران آية: 105 فالله ينهي هذه الأمة أن يكونوا كالأمم الماضية في افتراقهم واختلافهم وتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع قيام الحجة عليهم.
وقال صلى الله عليه وآله : " ولا ترجعــوا بعدى كفارا يضــرب بعضــكم رقاب بعض".
وهكذا تتضافر آيات القرآن الكريم ، وأحاديث السنة المطهرة على أن الشقاق والتفرق والتنازع وأمثالها ، إنما هي : صفات للكافرين والضالين، فلا يجوز أن تكون صفات للمؤمنين بحال، لأن مقتضى الإيمان الحق ، هو الوحدة الجامعة.
وإذا حدث واتصف المسلمون بهذه الصفات، فليعلموا أنهم قد حادوا عن طريق الإيمان، وجانبوا تعاليم الإسلام ، وأن عليهم أن يسارعوا بالرجوع إلى مقتضيات إيمانهم ، وتعاليم دينهــم.
أن الإسلام - ايها السادة العلماء والشيوخ والمراجع "كما علمتمونا" - جاء ليجمع القلب إلى القلب: ويضم الصف إلى الصف ، مستهدفا إقامة كيان موحد ، ومتقيا عوامل الفرقة والضعف ، وأسباب الفشل والهزيمة ، ليكون لهذا المجتمع الموحد : القدرة على تحقيق الغايات السامية ، والمقاصد النبيلة ، والأهداف الصالحة من عبادة الله وإعلاء كلمته ، وإقامة الحق ، وفعل الخير.

فى الختام أقول لفضيلتكم ولسماحتكم ولجنابكم ..... يتامى المسلمين لا يجدون عائلا ولا طعاما والثكالى مطروحين فى الشوارع ورجالنا متخاصمون واموالنا نهبا لغيرنا ..... ربما يتخاصم أهل السياسة لمصالحهم ولكن ما العذر فى خصامكم وفرقتكم وانتم أهل العلم وزهاد الحياة ؟!!

سادتى ومشايخى وعلمائنا الاجلاء : متى اراكم مجتمعين جميعا فى بيت الله الحرام او مسجد رسول الله او الازهر الشريف او فى النجف الاشرف او فى قم ؟!!
ارجو لكل من يقرأ هذه الرسالة ان يبلغها لشيخه او مرجعه أو للناس واعلمو انكم جميع محاسبون على الخصومة، محاسبون على الدماء، محاسبون على الجوعى والثكالى واليتامى .... فافعل ما تقدر عليه ......













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر