الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء9:

بشاراه أحمد

2014 / 3 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نواصل الرد على الإفتراءات التي يدعي فيها سامي الذيب أنَّه إكتشف، المئات من الأخطاء اللغوية والإنشائية، ثم إبتدع فرية أخرى سماها (خربطة) في القرآن، نافياً فن التقديم والتأخير في الأدب العربي، وقد أخرصناه بالأدلة والبراهين، وجئنا له بنماذج قليلة من فحول الشعراء الجاهليين. ليس ذلك فحسب، بل وقد سبق أن أعددنا موضوعاً كاملاً أسميناه (التقديم والتأخير – إن كنت تدري فتلك مصيبة) موجود بالرابط التالي: (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=407824)، أثبتنا من خلالها أن كل مناوراته وتخرصاته قد باءت بالفشل الذريع وهو الآن يقاسي الأمرين معاً.

ليست هذه فقط الإشكالية التي يعاني منها ويواجهها،، بل هناك ما هو أبشع منها وأنكى،، ألا وهو (زوال المصداقية والأمانة العلمية) بتأكيداته هو نفسه عن نفسه،، وهذه هي الخصلة القبيحة التي سنركز عليها هنا ليعلم القاري مع مَنْ يتعامل ولمن يستمع ويقرأ. لا أظن أن هناك ما يعيب الرجل أو الفرد أكثر من خصلة الكذب،، لأنها تتضمن وتحتضن كل الخصال القبيحة التي تقدح في الشخصية وتسقط ورقتها وتخبئ بريقها، وتعتم ظلامها.

فلنبدأ من حيث بدأ هو في مقالته هذه التي أوردها تحت عنوان (أخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 9)، فإذا به يدق آخر مسمار في نعش مصداقيته وأمانته العلمية بنفسه دون أن يتحسب لما يقول أو يفعل. وقد أشار إلى ما كتبه أحد المعلقين على مقاله (أخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 7)، الذي ناهضه كثيراً وحصره في زاوية ضيقة، ولكنه لجأ "كعادته" للتعويم والمراوغة والعبارات الجوفاء الفارغة المطاطية التي يحاول بها إيهام المتابع بأن عنده جواب ولكنه يكتفي بالتورية والترميز،،، وهذه أساليب تركها أهلها منذ زمن بعيد لأنها لم تعد تجدي نفعاً لأصحابها ومبتكريها وأبطالها.

فأخذ جزء من تعليق ذلك الشخص، وترك الباقي منه حتى بيرز "الفبركة" التي يريدها ليحوله من مهاجم عليه، إلى مؤيد له وراضخ إلى مفاهيمه ومقتنع بها، تماماً كما يفعل مع الآيات القرآنية،، فهو إما أن يأخذ آية من بين آيات مكملات لها في المعنى الخاص، دون المعنى العام للسورة، وإن بدى له أنها لن تخدم غرضه في التزوير أخذ جزء منها وأهمل الباقي على غرار (ويل للمصلين ...)، وله حينئذ الخيار بأن يأخذ صدرها أو وسطها أو عجزها، المهم أنه نص من القرآن – بهذا التحريف والتشويه – يستخدمه ليكون شاهداً على القرآن وليس شاهداً له، بنفس أسلوب الدعي زكريا بطرس. فلنتابع ما أكتسب فيما يلي:

أولاً: علق أخ كريم "مهذب" هو التاج أحمد،، على موضوع صاحبنا (أخطاء ... 7)، وقد كان محاوراً مقتنعاً بفكره وصدق مصدره، ويحاور بموضوعية ومنهجية مقدرة، وقد تعددت مداخلاته وحواراته بصبر، ولكن الطرف المقابل كان به (صم بكم عمي فهم لا يرجعون)، وسأثبت هذا الوصف حتى لا يحسبني الناس متحاملاً،، وقد بدأ تعليقاته من التعليق رقم 22، الذي سنورده مع باقي تعليقاته بالتتابع، ولكن قبل ذلك هناك تعليق آخر مهم جداً لشخص آخر، قد وضع النقاط على الحروف هو الأستاذ عبد الله اغونان وقد كان تعليقه مختصراً وشاملاً ومركزاً،، حيث قال في التعليق رقم 12: ( مادام الكاتب لايُقَدِّم الدليل والحجة اللغوية والنحوية فكل ما اعتبره من أخطاء مجرد خربطة، اذ في البلاغة والشعر والأمثال نجد بلاغة التقديم والتأخير. وفي القواعد نجد الخبر المقدم والمبتدأ المؤخر ونجد المفعول به الذي تقدم على فاعله لأسباب مذكورة. ثم قال: "الكاتب لاعلم له بالبلاغة وقواعد العربية وليس له مستوى ليتناول القران بالنقد").

فهذه خلاصة الخلاصة وحقيقة الحقائق، ولكنها غير كافية لأمثال هؤلاء ألمراوغين والمكذبين الذين قال الله فيهم في سورة الأنفال: (وَإِذَا تُتْلَىٰ-;- عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا « قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَٰ-;-ذَا إِنْ هَٰ-;-ذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ » 31)، (وَإِذْ قَالُوا « اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰ-;-ذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ » « أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ » 32)، فلا ينفع معهم إسلوب الإقناع والإقتناع، بل يجب إستخدامهم وإيصال الحقائق كاملة عبرهم لكل ألناس الذين يعشقونها ولا يريدون غيرها بديلاً.

كان حوار الأخ التاج طويلاً ومريراً مع هولاء المعاندين، وقد أعجبي فيه رباطة الجأش والملكة في ضبط النفس والتركيز على المضمون، على الرغم من المحاصرة الغريبة السمجة السخيفة التي إعتاد عليها زمرة صاحبنا، الذين إعتادوا نقل النصوص من كل حدب وصوب وحشرها وسط خطرفاتهم الفارغة ليصرفوا المحاور عن أصل الموضوع وتتويهه في الردود الجانبية التي لا علاقة لها بالموضوع،، فمثلاً أنت تناقش في موضوع (الأخطاء اللغوية المفتراة والخربطة)، فتجد ضحلاً يسألك عن مفردات أو آيات هو لم ولن يفهمها حتى لو عكف أمامها الدهر كله، لأنها محجوبةً عنه، فيقول لك مثلاً "ذو القرنين"، أو "العين الحمئة" أو "قسورة"، أو "بول الإبل"، "العاديات، والموريات،،، الخ) أو حتى الآية الكريمة المبينة المحكمة (كهيعص)، ظناً منهم بأن هذه المفردات العربية الفصيحة غير موجودة في المعاجم وليست مستخدمة في المعاملات العادية. فإن قال الأعمى "لا أرى"، هذا أمر طبيعين "أما أن يُكَذِّب المبصرين فيما يرونه أمامهم" فهذا هو السفه والعبط والخبل.

سأعرض الآن أبشع صورة للتدليس والخداع التي إعتادها صاحبنا، ولكن هذه المرة وثقها توثيقاً لا يمكنه إخفائه أو تغيير مساره، تبدأ القصة من وسطها كما يلي:

أولاً: بدأ الأستاذ التاج أحمد حواراته من التعليق رقم (22)، ثم واصل التعليق بالتتابع (23، 24، 25) إلى أن رد عليه الذيب بالتعليق رقم (26)، الذي تلته تعليقات أخرى من جماعته المؤيدة "بشيك على بياض"، ثم علق التاج تحت الرقم (29)، الذي إستشهد به صاحبنا في (موضوعه رقم9 أعلاه، الذي نحن بصدد الرد عليه حالياً). وذلك بعد أن أجرى عليه عمليته الجراحية المتعادة، ولكن الأخ التاج لم ينهِ الأمر عند هذا الحد "لشعوره بأنه على الحق"، لذا نراه قد إستمر في تتابع تعليقاته بالأرقام (34، 35 , 36).

ثانياً: قفذ صاحبنا إلى تعليق الأخ التاج رقم (29)، تاركاً وراءه أربعة تعليقات أساسية، لأنه وجد إمكانية إجراء العملية الجراحية في هذا التعليق وتحويره ليوهم الناس أنه من قول التاج ويدس عليه المفهوم الذي يريد هو أن يعكسه مستخدماً النص المنزوع من تعليق التاج ليحكم علمية التدليس وهذه ملكة في الغش لم يسبقه عليها أحد من قبل. وقد أتى بهذا الجزء من تعليق الأخ التاج، وبتر الباقي، لذا سنعرضه كما أورده في مقاله فيما يلي:

قال صاحبنا: ((-- علق احدهم على مقال سابق: "ليس من اوجه الاعجاز بتاتا خلو القرآن ... من الاخطاء اللغوية لان ذلك امر مفروغ منه ولا يرفع من قيمة اي نظم في تلك الحقبة لان هذا هو الامر الطبيعي الذي يخرج بالسليقة والسجية ويسير عليه الكبير والصغير والامي والقارئ. ولذلك لم يتحداهم القرآن بالخلو من الاخطاء اللغوية لان هذا كما اسلفت لا يثبت اعجازا ولكن تحداهم بان يأتوا بمثله سحرا وبيانا فعجزوا رغم تمكنهم من ناصية اللغة" (تعليق رقم 29 على مقال http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=404138) --)).

لاحظ،، أن الأخ التاح قصده واضح، وهو أن صحة القرآن من ناحية اللغة ليست محل نقاش، لأن البيئة التي نزل فيها القرآن لا يوجد فيها لحن أو أخطاء لغوية نهائياً لأن الكل فيها ليس لديه غير الفصحة، فليس هناك ما يجعل العربي ينطق أو يكتب غيرها. ولم يقصد بالطبع الفكرة التي يريد صاحبنا أن يروج لها ويدسها على الأخ التاج بأنه يتفهم أو يقبل أو يتوقع إحتمال وقوع أو وجود خطأ لغوي أو إنشائي في القرآن،، ولكن أنى له أن يمرر مثل هذه الفكرة الساذجة المضحكة التي تدل على التمحك وقلة الحيلة. نلحظ هذا الخبث في رده فيما يلي.

كان رده على هذه الجزئية "المزورة" من تعليق الأخ التاج بقوله ((-- جميل جميل. هل هذه بداية الوعي والرجوع للعقل؟ هل سيسمح إذن نشر كتب ومقالات في الدول العربية والإسلامية حول اخطاء القرآن دون تكفير ودون قتل؟ ومهما يكن الأمر، من الواضح أن المعلق يناقض ادعاء القرآن الذي يقول عن نفسه أنه "بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ" (47-26 : 195)، "لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ" (61-41 : 42)، "قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ" (59-39 : 28). ومهما يكن انا لست في سياق اثبات أن القرآن ليس من عند الله، لأن هذه المقولة غبية وسخيفة وبايخة.... فكل كتاب هو بالضرورة بشري... والقرآن بالذات ليس كتاب، بل كشكول مقطع الأوصال من تأليف حاخام يهودي مسطول. كل همي هو دراسة النص القرآني كأي كتاب بشري، تماما كما نفعل مع كتاب الف ليلة وليلة أو كتاب كليلة ودمنة --)) ... إلى هنا تنتهي مقدمته لموضوعه الجديد.

الآن سيكون تعليقنا على الذيب من شقين إثنين،، أولهما مناقشته حول تعليقات الأخ التاج الذي قال في مقدمته إنه علق على مقال سابق له،، وسيكون تعليقنا "علمياً" وفكرياً وموضوعياً ومنطقياً،،، والشق الثاني نضحد ونزهق فريته حول أخطاء القرآن المدعاة كما فعلنا مع مقالاته السابقة.

نقول له في الشق الأول وبالله التوفيق:
أولاً: لماذا تغاضيت عن تعليقات التاج، الأولى، وهي أساس مهم لأي رد أو تعليق على فكرته يصدر منك، علماً بأنه ناقش مواضيع مهمة للغاية، نعلم جيداً أنه لا قبل لك بها، وكان الأفضل لك أن تسكن عنها كما فعلت وتفعل مع مواضيع كثيرة سابقة غيرها.

ثانياً: لماذا لم تعرض تعليق الآخ التاج رقم (29) كاملاً، إن كنت تريد عرض النص كما هو أو البديل المنطقي والشفاف هو أن تلخص الفكرة "كاملة"، حتى يلم القاريء بأصل الموضوع ويربطه بتعليقاتك، على أية حال سأعرض الموضوع كاملاً لمناقشته معه ومعك على حد سواء، ولكن هذه الشظية من الكوب لا يمكن أن يطلق عليها كوباً وإنما قطعة من زجاج ذلك الكوب.

الأخ التاج أحمد في بداية تعليقه على موضوع صاحبنا (أخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 7
)، قال لهذا الدعي الآتي "تحديداً":
1. مقالك في منتهى الغرابة يا دكتور اذ يَعْتَبِر التقديم والتاخير خربطة .. « وهذا لم ولا يمكن ان يصدر عن متخصص في اللغة ولا من اديب ولا شاعر » ليس بسبب ما تسميه بالخصي والتخويف وما شابه ذلك بل « لِاَنَّ النَّظْمَ في الفُصْحَى كُلّه تَقْدِيْمٌ وتَاخِيْر» ويستحيل ان يتورط باحث في هذا الخطا الكبير.
2. هل يعقل يا دكتور « انك لم تطلع على دواوين اشعار العرب » فتدرك ما تكتنز به من تقديم وتاخير؟
3. الم تسمع بقول الاعشى في معلقته (ودع هريرة ان الركب مرتحل) اذ يقول
عُلِّقْتُهَا عَرَضَـاً، وَعَلَّقَـتْ رَجُـلَاً ** غَيْرِيْ وَعُلِّقَ أُخرَى غَيرَهَا الرَّجـلُ
!! اذن « من وجهة نظرك ان اعشى قيس قد خربط » وكان ينبغي ان يقول وعلق الرجل اخرى غيرها؟
4. وقصيدة المتنبي جَلَلاً كمَا بي فَلْيَكُ التّبْريحُ ** أغِذاءُ ذا الرّشإِ الأغَنّ الشّيحُ
ينبغي ان تصحح الى فليكن التبريح جللا كما بي !! « اعتقد يا دكتور ان اهتمامك باللغة وبلاغتها والشعر العربي القديم ليس كبيرا » و « انك تاخذ اللغة من الادب المعاصر والروائيين والشعر الحديث الذي لا يركز على البلاغة ويهتم بعلم المعاني اكثر من علم البيان » والا لما اعتبرت التقديم والتاخير خربطة فما اكثر يعج به النظم الفصيح.

لن أزيد أو أعلق على هذا الفكر المنضبط وهذا المحاججة العلمية والفكرية المحترمة الهادئة المفحمة حقيقةً، بل أتابع لأستمتع بهذا الأداء الرائع،، ولكن (ماذا يأخذ الريح من البلاط)؟

ثم واصل الأستاذ التاج أحمد في عرضه قائلاً،، وانظر الى شدة التاخير اين وضع (الضبع) في البيت المشهور (لا تحسبوا من قتلتم كان ذا رمق ** فليس تأكل إلا الميتة الضبعۥ-;-). مثل هذا الامر لن تجده في كتب الروايات والاخبار والفلسفة الخ وهي ما اعتقد انك تشربت ثقافتك اللغوية منها وتريد ان تجعل النظم الفصيح يسير على نفس الوتيرة .. لذا « عليك كباحث ان تتبحر في دواوين الشعر وكتب ايام العرب والادب الكلاسيكي » واعني به ادب الجاحظ والمبرد وليس ادب نجيب محفوظ.

ثم يقول له أيضاً مواصلاً محاصرته بمهنية: ((«لا ادري لماذا الخوض في معترك ليس من معتركات العصر وهو معترك الفصاحة والبلاغة » و « لماذا تكررون القول عن وجود اخطاء لغوية وانتم غير متخصصين اساسا في اللغة » هل هو هروب من التحدي المعاصر الذي يتحداكم به القرآن الكريم وهو الاعجاز العلمي؟؟ « ينبغي ان يكون هذا هو محور نقاشنا » فقد اثبت الجميع فقد انتهى عصر الفصاحة والبيان واثبت الجميع بما فيهم الكاتب والقراء وحتى امثالي ممن يدافعون اقول اننا جميعا قليلو الباع والفهم لاسرار الفصحى الا من رحم ربي)).

ويواصل الأستاذ التاج عرضه الشيق المفحم قائلاً له أيضاً: ((من الواضح « ان الامر انقلب الى تهجيص وهذر فصار كل يدلي بدلوه في مسالة التقديم والتاخير » والجميع غير متخصص ولا متبحر في اللغة « فانظروا الى حضرة الجهبذ امل مشرق » الذي يعترض على قوله تعالى (وما ارسلناك الا كافة للناس ...), ليزعم انها يجب ان تكون (وما ارسلناك الا للناس كافة).

هذا كل ما قاله الأستاذ التاج بهذا الهدوء الجم والرصانة المقدرة من شخص يعرف ماذا يقول ويثق فيما يقول. ولكن الشيء الذي لا أظنه غائب عنه أن كثير من المداخلات من مثل هؤلاء الناس تكون دائماً على سبيل التشويش، والتعجيز والسخرية، فإن راجعتها كلها لن تجد من بينها ما له علاقة مباشرة بالموضوع المطروح، وليس في سياق الإستفسار أو عرض وجهة النظر ولكنها تدور حول غاية واحدة هي التكذيب لا غير. لذا أقول له: دعهم يسألوا ما يروق لهم ونحن نرد على القراء بما عندنا، فإن إستفادوا منها كان ذلك خير وإن تولوا كفانا الله شرهم وكيدهم.

ماذا،، وكيف كان رد الذيب على هذا العرض من الأخ التاج؟؟؟
قال له حرفياً: ((-- اخي التاج أحمد،، بما اني لا ادعي العصمة، ولا يغيظني انتقاد الغير لما اكتب، ولا ابحث عن موافقتهم لكل ما اكتب، اريد منك جوابا: "بين السبعين خطأ المذكورة في مقالاتي السبعة حتى الآن، ما هي نسبة ما تعتبره خطأ وما لا تعتبره خطأ؟" ... اعرف جوابك، ولكن اريد ان أطمئن من كلامك. --))، هذا كل شيء ... فأدركت شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

تعليقنا على هذه الخربطة نقول له،، ما هي علاقة هذا الذي تعكه بالذي قاله الأخ التاج؟ وما هذا الوهم الذي يراودك ويلح عليك ويمنيك بالعصمة، وما دواعي إغاظتك أو إضحاكك في موضوع صارم كالذي يفنده أمامك الأستاذ التاج؟ لماذا الذي يسألك رأيك في بيت من الشعر ترد على بطريقة خلط السمنت بالرمال؟ هل هذا إفلاس علمي وفكري أم خبث في غير محله؟؟؟

ثم ماذا بعد يا أستاذ التاج أحمد؟؟؟ ... غلبتنا معاك،، ماذا تريد بعد ممن (لا يدعي العصمة ولا يغيظه الإنتقاد،، ثم يطلب منك أن تقيم له عملاً لم يقم به أصلاً؟؟؟)، المهم النسبة المئوية، إذ تكفيه حتى نسبة كسر من واحد %،،، على أية حال لا تشغل نفسك بهذا الموضوع، فقد قمنا سلفاً بالواجب وأعطيناه صفر% وهو لم يعترض على ذلك حتى الآن،، ونحن الآن يعمل إلى تفعيل هذه النسبة لتكون (تحت الصفر %) قريباً إن شاء الله تعالى. على أية حال،، دعنا نرى ماذا في جعبتك لصاحبنا هذا،، وماذا قلت زيادة على ما أفضت فيه؟؟؟

الآن سأركز على هذه التعليق تحديداً لأن صاحبنا حاول تزويره وتدويره وتجييره لصالحه بطريقة يندى لها الجبين من هذه التدني والإسفاف الذي يندر ملاقاته،، لذا سأقوم بترقيم النقاط التي أثارها الأخ التاج لمناقشتها كما قلت سابقاً حتى نكشف هذا الغطاء عن ما يخفيه من كوامن هذه الشخصية الفريدة.

لقد إستأنف الأخ التاج أحمد حديثه في التعليق رقم (27) قائلاً: تحياتي حضرة الدكتور سامي الذيب:
1. تعرف جوابي وهو « انني متاكد تماما انه لا يوجد اي خطا في القرآن »، و « لكنك لا تعرف لماذا اعتقد انه لا يوجد خطا لغوي في القرآن ».
2. انك يا دكتور « تظن ان نفينا نحن المسلمين للاخطاء اللغوية هو بسبب يقيني ان القرآن كلام الله » .. ولكن هذا اطلاقا ليس السبب.
3. « ان هذا الامر يمكن ان ينطبق على نفينا لوجود اخطاء علمية تعارض العلم الحديث » والسبب اننا مقتنعون ان كلام الله لا يعارض العلم.
4. ولكن « تاكدنا من خلو القرآن من الاخطاء اللغوية ليس له علاقة بتاتا بكونه كتاب سماوي او بشري » .. بل لانه ببساطة « قد ورد بلسان العرب في عصر الفصاحة والبيان ايا كان مصدره ».
5. « لماذا يحتوي القرآن على اخطاء لغوية يا دكتور حتى وان كان من تاليف بشر»؟؟ على العكس « الغريب هو ان يغلط مؤلف في جزيرة العرب لغويا »..
6. « انَّ العوام والاميين » في ذلك الزمان« فصحاء اللسان والبيان » فكيف بشخص يقرا ويكتب ويؤلف؟؟
7. اليس كلامكم مجافي للمنطق يا سادة ؟؟ ذلك (الحاخام اليهودي) من الواضح انه متضلع في لغة العرب للدرجة التي تجعله ينظم كتابا فهل يكون اقل من شعراء اليهود امثال كعب بن الاشرف والسموءل بن عادياء ؟ « اسمح لي يا دكتور هذا ليس بمنطق »

ترى كيف، وماذا كان رد سامي الذيب على الأستاذ التاج في تعليقه رقم (28)، بعد كل النقاط الرائعة من العرض للأمثلة والقرائن والبراهين؟؟؟ ... رغم ذلك،، رده كان مزهلاً ومفجعاً للغاية .... قال له بالحرف الواحد للتاج: ( شكرا على ردك،، ولكن هل هناك ضرورة للتعليق عليه؟ ..... لا اظن،، ولكن اترك للغير حق الرد عليك في صفحتي هذه ان شاؤوا) ..... هكذا، هذا فقط، لا غير،،، فأدركت شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام والنباح). ونتوقع لك إجابة سعيدة من ليلة قادمة مع السندبات البحري أو دليلة النصابة.

ولكن ... على الرغم من تجاهل صاحبنا للرد على الأخ التاج أحمد والتهرب منه بهذه الردود المضحكة، لم يزل التاج مصراً على تأكيد قناعاته الموثقة المقنعة فقال بنفس هدوئه السابق: (تحية ثانية حضرة الدكتور سامي الذيب،، مواصلة للتعليق السابق اقول:
1. انه « ليس من اوجه الاعجاز بتاتا خلو القرآن او اي نظم لغوي في ذلك العصر من الاخطاء اللغوية » لان ذلك امر مفروغ منه ولا يرفع من قيمة اي نظم في تلك الحقبة « لان هذا هو الامر الطبيعي الذي يخرج بالسليقة والسجية ويسير عليه الكبير والصغير والامي والقارئ ».
2. ولذلك لم يتحداهم القرآن بالخلو من الاخطاء اللغوية لان هذا كما اسلفت لا يثبت اعجازا ولكن « تحداهم بان ياتوا بمثله سحرا وبيانا » فعجزوا رغم تمكنهم من ناصية اللغة، ولكن بتنا نرى اليوم « من بعض المتثاقفين وممن لا يميزون بين السجع العادي وبين نظم القرآن المتفرد » من يزعم انه قد اتى بمثل القرآن واظنك تعرف بعضهم يا دكتور وقد قامت جوقة من حولهم من (المهللاتية) يصفقون لهم معجبين ومشيدين ببراعتهم وما درى المساكين « انهم يسجعون وينمقون كلاما عاديا خاليا من اي سحر او بلاغة او بيان » ولكن « هذا ما يتوقع في زمان كزماننا هذا ضعفت فيه العربية وقل الاهتمام بها وبفنونها ».

أما رد سليم الذيب قال فيه: ((كتب الأخ التاج احمد في تعليقه رقم 29 ليس من اوجه الاعجاز بتاتا خلو القرآن ... من الاخطاء اللغوية

وردي
--------
جميل جميل. هل هذه بداية الوعي والرجوع للعقل؟ هل سيسمح إذن نشر كتب ومقالات في الدول العربية والإسلامية حول اخطاء القرآن دون تكفير ودون قتل؟ ومهما يكن الأمر، من الواضح أن المعلق يناقض ادعاء القرآن الذي يقول عن نفسه أنه -بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ- (4726 : 195)، -لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ- (6141 : 42)، -قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ- (5939 : 28).
ومهما يكن انا لست في سياق اثبات أن القرآن ليس من عند الله، لأن هذه المقولة غبية وسخيفة وبايخة.... فكل كتاب هو بالضرورة بشري... والقرآن بالذات ليس كتاب، بل كشكول مقطع الأوصال من تأليف حاخام يهودي مسطول.
كل همي هو دراسة النص القرآني كأي كتاب بشري، تماما كما نفعل مع كتاب الف ليلة وليلة أو كتاب كليلة ودمنة.))، هذا كل شيء!!

هذا الرد يتضمن أبشع عملية تزوير رأيته في حياتي،، فقد قلب كل الموازين "عياناً بياناً" وعكس كل المفاهيم التي أبانها الأخ التاج، محاولاً خداع القاريء بأنه أخيراً إستطاع أن يغير مفهوم أحد الملسمين المحاورين له بمنهجية ثابتة ومؤثرة ولكن هذا يدل على القدر العالي من الغباء والسطحية. الآن ما قاله التاج حتى الآن وما يقابله من ردك عليه أمام القراء كما هو، فلك الآن أن تقنعهم بوجهة نظرك وتبريراتك التي لن تجدي نفعاً بعد أن تكشفت الحقائق أمامهم.

********************************************************

ثم ماذا بعد يا أستاذ التاج؟ إلى أين وصلت مع الذيب والأمل؟؟؟ ... لا شيء بالطبع، أليس كذلك؟؟؟ ولكنني أراك مواصلاً . رغم كل هذا المردود المؤسف بالنسبة لصاحبنا، أما بالنسبة لك فأعتقد أنك قد حققت الغاية التي ناضلت من أجلها. على أية حال فلنتابع خطاك لنرى ماذا بقي لك مع الذيب هذا.

واصل الأستاذ التاج أحمد في حواره غير المتكافيء إذ أنه كان دقيقاً في طرحه ومحدداً وواضحاً، ولكن بالمقابل إما تهرب أو مراوغة أو تخبط هنا وهناك كأن يسألك أحدهم "أين المشرق؟"، ثم يسألك في نفس الوقت "كم مقدار الوقود الذي يلزم المسبار الفضائي "بالملي لتر" ليقطع فرسخاً خارج الغلاف الجوي؟" ثم قبل أن تجاوبه يسألك "كم سن جدك العاشر عندما تزوج من جدتك، وأين قضوا شهر العسل؟"،،، وهكذا، هذا ليس تخريفاً وإنما أكثر قبولاً للعقل والمنطق من الأشياء التي يسأل عنها الأمل المشرق، وسيفاجأ عند الحديث على (كهيعس)، أنها قد تحتاج - في عرضها – إلى أكثر من جزء لكثافة ما تتضمنه من حقائق ومعلومات سيعرفها في حينها.

واصل التاج في تعليقاته قائلاً:
1. لست أفهم كيف تقول عني أنني أناقض القرآن في قوله أنه بلسان عربي مبين وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وذلك لأنني قلت ليس من أوجه الاعجاز خلو القرآن من الأخطاء اللغوية .. ما علاقة هذا بكونه أتى بلسان عربي مبين؟
2. مرة ثانية سوف أوضح مقصدي فما قصدته هو أنه ليس شيئا معجزا أن يخلو القرآن من الأخطاء اللغوية لأن هذا أمر مفروغ منه وهو الشيء الطبيعي لأي نظم تم في ذلك العصر .. عصر البلاغة والفصاحة ولكن الاعجاز يكون في أشياء أخرى,, فمثلا ليس منطقيا أن تمتدح معلقة امرئ القيس أو خطبة لقس بن ساعدة أو الامام علي مثلا بقولك انها خالية من الأخطاء اللغوية .. فالعوام والأميون في ذلك الزمان يخلو كلامهم من الأخطاء اللغوية فكيف بمن يتصدى للشعر والنثر والخطابة .. ولكنك تمتدح نظمهم بجذالة الألفاظ وسحر التراكيب وجمال التنسيق الخ.
3. وبالنسبة للقرآن أقول ليس ما يعلي قدره ويؤكد تنزله من عند الله هو مجرد خلوه من الأخطاء اللغوية .. ولكن اعجازه البياني والبلاغي والعلمي والرياضي هو ما يثبت ذلك أما الاصرار من قبلك على أنه توجد أخطاء لغوية في القرآن فهو أولا وقبل كل شيء يضر حضرتك. « اذ يثبت قلة معرفتك وضآلة المامك بالفصحى ».
4. وسوف أسأل حضرتك سؤالا بسيطا هل تعتقد أن كتاب كليلة ودمنة به أخطاء لغوية أم ليس به ؟ وهل تعتقد أن دواوين الأعشى والنابغة والخنساء تحوي أخطاء لغوية أم ليست تحوي .. ولا أعتقد أن جوابك سيخرج من احد الاحتمالات الآتية
ان قلت تحوي أخطاءا لأنها من نظم بشر نقول لك أخطأت ليس بها أي خطأ لغوي وبشريتها تجعلها تخطئ في أشياء كثيرة ولكن ليس من بينها اللغة التي كان يتنفسها صغيرهم وكبيرهم،
وان قلت لا تحوي فاذن ما تبرير ادعائك أن القرآن يحتوي أخطاءا لغوية حتى وان كان في نظرك بشريا ؟؟؟ فمن أولئك الشعراء الذين تنزههم عن الأخطاء من لا يعرف منهم كيف يكتب اسمه فهل تقارنه بمؤلف القرآن ؟؟!! فطرفة بن العبد صاحب المعلقة الشهيرة سلم بيده الرسالة التي تأمر بقتله !!

وان قلت بأنك لا تدري ان كان بها أم لا لأنك لم تدرسها فنقول لك اذن لست مؤهلا لغويا للبت في شأن الأخطاء اللغوية والأولى أن تترك الخبز لخبازه .. وأن يتحدث لنا عن الأخطاء متخصصون في النحو والبلاغة والقواعد ودارسون لدواوين العرب ممن يعيشون في المهجر بعيدا عن الاخصاء والاقصاء ولنر الى أين سيسير بنا النقاش
5. يقول السيد مشرق ان ورود بعض المفردات التي لم يعلم بها المعاصرون مثل كلمة (أبا) التي لم يعرف معناها سيدنا عمر وكلمة (قسورة) التي أنكرها أهل قريش مما يحسب على القرآن الكريم وهذا حكم ليس به أي منطق، فورود مفردات ذات صبغة تخصصية مثل (ابا) تتجاوز بيئة القوم الذين كانوا اهل تجارة لا علم لهم بالزراعة هي مما يحسب للقرآن وليس عليه. وورود كلمة أوشكت على الاندثار حينها مثل قسورة لأنها من المفردات القديمة لأهل اليمن هو مما يعلي شأن القرآن لغويا وليس العكس. فمن الواضح أن عدم معرفة سيدنا عمر للاب ليس بسبب اللغة بل لأن هذا مجال زراعة وهو وكل القرشيون أهل تمدن وتجارة فليس من الغريب ان يجهلها وهذا امر لا علاقة له باللغة بل بالتخصص .. فعلى سبيل المثال تجد من بين اهل القاهرة من يحاضر لك عن اللهجة المصرية ولكن تجده يجهل اسم مفردة تتعلق بالزراعة والفلاحة مثلا لأنه من أهل البندر فليس للأمر علاقة باللغة. وأضرب مثلا حيا بمفردة وردت في أغنية سياسية عندنا في السودان للراحل مصطفى سيد أحمد ألفها شاعرها في التسعينيات معارضا بها النظام الحالي وأقتطف منها (..... من الواسوق ابت تطلع .. من المدفع طلع خازوق .. خوازيق البلد زادت .. ) ومفردة الواسوق هذه كان يجهلها معظم أهل السودان كبيرهم وصغيرهم والكل حين سماعه الأغنية وقتها كان يتساءل عن ما هو الواسوق فهي آلة زراعية تقليدية يستعملها القلائل في رقعة جغرافية معينة وقد أوشكت على الاندثار بسبب التطور الحياتي. واليوم بسبب هذه الأغنية لم يعد حتى بين صغار التلاميذ في البنادر والمدن البعيدة عن الزراعة من يجهل الواسوق ولم يقل أحد ان أغنية مصطفى سيد أحمد خرقت العامية السودانية بل العكس يحسب لصاحبها سعة معرفته والمامه بالعامية السودانية. تماما كما اشتهرت بسبب القرآن مفردة القسورة كاسم من أسماء الأسد بعد أن أوشك ذلك الاسم على الاندثار وأضحى أكثر شهرة من بقية الأسماء الأخرى مثل الهزبر والضيغم والورد والرئبال. اذن ورود مفردات يجهلها أهل اللغة لأسباب معينة اما بسبب طبيعة التخصص أو بسبب ندرة الاستعمال وانحصاره في نطاق ضيق هي مما يحسب لناظم النظم وليس العكس.

هؤلاء هم أبناء القرآن وتلامذته،، يملكون الحجة وملكة البيان،، وعلى أية حال نحن لم نبدأ بعد. كلامك واضح ومفصل يا أخ التاج،، ولكن أنت تحاول أن يلج الجمل في سم الخياط، ولكن هيهات.

********************************************************

الآن نتناول المجموعة الثامنة، من الأخطاء اللغوية والإنشائية المفترة، والتي قال عنها إنها تدخل تحت بند التقديم والتأخير (الذي سلب لبه). فهو يقول: واشير هنا إلى أن تصحيح الخطأ مأخوذ من المصادر الإسلامية. ولا ندري ماذا يعني بهذه المصادر الإسلامية التي لا إسم لها ولا عنوان ولا مرجعية.

الخطأ المفترى 71:
قال تعالى في سورة غافر: (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ 28), قال صاحبنا بأنها آية مخربطة وترتيبها الصحيح: (وقال رجل مؤمن يكتم إيمانه من آل فرعون).

هذه صورة من المفارقات وسوء الفهم وعدم التفريق ما بين "الكتم" و "الإخفاء"، إذ مع الكتم، يستحيل أن يعرف أحد شيئاً عن "المكتوم" أياً كان، أما الإخفاء فيمكن أن يحدث عن البعض دون الآخرين، فالآية لم تقل "يخفي إيمانه من آل فرعون" كما إلتبس على صاحبنا هذا، وإنما قالت أن الرجل "يكتم إيمانه" عن الكل وليس من آل فرعون وحدهم،، فإن كان الأمر إخفاءاً لإنفضح أمره إن عاجلا أم آجلاً،، لذا الآية الكريمة تقول تحديداً:

كان الملأ من آل فرعون يأتمرون بموسى عليه السلام لقتله ثأراً للقبطي الذي قتله قبل أن يخرج من المدينة صوب مدين،، فحدث ما يلي:
1. (وَقَالَ رَجُلٌ ...), ولكن، من هو ذلك الرجل، وماذا قال؟
2. هو (... مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ ...), ولكن كيف كان حال هذا الرجل؟؟؟
3. حاله أنه كان (... يَكْتُمُ إِيمَانَهُ ...), ماذا قال هذا الرجل الذي كان يكتم إيمانه "مطلقاً"؟؟؟
4. قال (... أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ).
أما عن خربطة صاحبنا التي قال فيها: (وقال رجل مؤمن يكتم إيمانه من آل فرعون). تقول الآتي، وبالله التوفيق:
1. قال رجل،
2. حاله أنه كان (يكتم إيمانه من آل فرعون)، ولكن هذا ليس كتماً لأنه من آل فرعون فقط لذا التعبير الصحيح في هذه الحالية (يخفي إيمانه من آل فرعون) مع علم آخرين به, وهذا ليس مراد الآية وهذا يتعارض معى كلمة "يكتم"،
3. ماذا قال الرجل هذا؟، قال: (أتقتلون رجلاً...),
إذاً،، الآية مرادها أن الرجل من آل فرعون، وكان يكتم إيمانه عن غيره، وقال قولته....

*******************************************************
الخطأ المفترى 72:
قال تعالى في سورة غافر أيضاً: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ 58). فقال أبو جهل بأنها آية مخربطة وترتيبها الصحيح:
1. (وما يستوي الأعمى والبصير ولا الذين آمنوا وعملوا الصالحات والمسئُ )
2. ثم إدعى فرية أخرى قال فيها: ولكن يمكن ترتيبها بصورة أفضل للتوازي بين شقي المقارنة، هكذا: (وما يستوي الأعمى والبصير ولا المسيء والذين آمنوا وعملو الصالحات)،
3. ثم بعد أن عبث كل هذا العبث، ولم ترقه خربطتاه السابقتان، لذا قال، "ويلاحظ في هذه الآية عيب انشائي اذ انها تخلط بين المفرد والجمع. وكان من المفضل صياغة هذه الآية كما يلي: (وما يستوي الأعمى والبصير ولا المسيء والذي آمن وعمل الصالحات).

والله العظيم هذا الشخص تجسيد دقيق لقوله تعالى (كأنهم خشب مسندة)، ما هذا الخبل ايها المسطول، والله شيء يذهب اللب ويصيب بالغثيان والدوار،، لماذا كل هذا يا رجل لماذا تجعل من نفسك وكيانك وقوداً لتحرق به إنسانيتك وإحترامك بين الناس، وتحطم به ذاتك بهذه القسوة. أرحم نفسك قليلاً،، يا أخي (لسان الفتى نصف ونصف فؤاده * فلم تبق إلَّا صورة اللحم والدم). على أية حال، دعونا نرى ما أفسده هذا البلدوزر فيما يلي:

الآية الكريمة بإختصار شديد تتحدث عن أربع فئات من البشر، أجرى الله بينها مقابلة رائعة بين نقيضين، لإثبات التباين بين الطائفتين وأنهما لا يستويان أبدا:،
1. الطائفة الأولى تتكون من ركنين إثنين منها، هما يمثلان الخير المتمثل في (البصير) من جهة،، و (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) من الجهة الأخرى،
2. والطائفة الثانية تتكون أيضاً من ركنين آخرين، هما يمثلان الشر المتمثل في، (الأعمى) من جهة،، و (المسيءُ) من الجهة الأخرى،

وقد أكدت الآية الكريمة إستحالة أن يستوي (...الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ ...)، وأيضاً إستحالة أن يستوي المؤمنون مع المسيء. فقال تعالى في ذلك: (... وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ ...), فهذا أمر بديهي صورته هذه الآية الكريمة بهذا النسق الرائع وهذا البيان المعجز، فكيف يمكن أن يستوي أعمى "البصيرة"، الذي لا يرى آيات الله تعالى،، مع "البصير" الذي يرمز به لصاحب "البصيرة الحية"، ويتأثر بآيات الله حيث يراها ويحسها.

وبالمقابل كيف يمكن أن يستوي "الذين آمنوا وعملوا الصالحات" مع ذلك "المسيء" الذي لا أيمان له ولا أخلاق وأمانة وإلتزام. لذا جاءت الآية بهذا النسق من المقابلة بين النقيضين في محورين بآية واحدة محكمة مترابطة، هكذا: (وَمَا يَسْتَوِي - « الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ » وَ « الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ » - قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ 58).
لاحظ ورود حرف النفي "لا" قبل كلمة "المسيء"، المفردة في قوله تعالى: (... وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ « وَلَا الْمُسِيءُ » ...), فكان لا بد من ورودها لربط المفرد بالجمع، كأنما يقول (لا يمكن أن يَسْتَوِي المؤمنون الصالحون "كطائفة" ...... مع "الْمُسِيءُ"، أياً كان)، فهذا يعني أن أي مسيء لا يوهم نفسه بأن يقارنها بطائفة وجماعة ومجتمع المؤمنين الصالحين. لا يستوون.

ترى كيف تظهر الخربطة التي أوردها صاحبنا؟ ولماذا لم يلتزم بمعاييره ونفيه للتقديم والتأخير، في اللغة العربية. أما الخربطة فأتركها للقاريء فهو قادر على معرفة عطبها.
1. أولاً إبتدع عبارته الأولى التي قال فيها: (وما يستوي الأعمى والبصير ولا الذين آمنوا وعملوا الصالحات والمسئُ )، فلم تروقه هذه الخربطة،، فلاحت له فكرة أخرى غيرها،
2. ثم إدعى تلك الفرية الأخرى التي قال فيها: (ولكن يمكن ترتيبها بصورة أفضل للتوازي بين شقي المقارنة، هكذا: (وما يستوي الأعمى والبصير ولا المسيء والذين آمنوا وعملو الصالحات)، ثم بدى له أن يستشير "النرد"، الذي أشار إليه بتركيبة أخرى لعلها راقته،
3. لذا قال، "ويلاحظ في هذه الآية عيب انشائي اذ انها تخلط بين المفرد والجمع. وكان من المفضل صياغة هذه الآية كما يلي: (وما يستوي الأعمى والبصير ولا المسيء والذي آمن وعمل الصالحات).
هكذا حال وخطرفة المساطيل دائماً يتوهمون قصوراً وممالك وسط دخان سيكارتهم.

*****************************************************

الخطأ المفترى 73:
قال تعالى في سورة الزخرف: (وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰ-;-نِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ 33)، فإدعى صاحبنا بأن هذه آية مخربطة وترتيبها الصحيح مع تعديل، هكذا: (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لبيوت من يكفر بالرحمان سقفاً من فضة) ... والنتيجة الحتمية لذلك الهوس المزمن أنه قام بالخربطة التالية:
1. أخذ هذا الجزء من الآية الكريمة، من قوله تعالى: (... لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰ-;-نِ لِبُيُوتِهِمْ «سُقُفًا» مِّن فِضَّةٍ ...), توطئة للعبث بها كعادته،
2. خربطه وغيره بخراقته المعهودة، فأصبح نصاً ممسوخاً كهذا: (لجعلنا لبيوت من يكفر بالرحمان «سقفاً» من فضة)

ومع ذلك لم يستطع أن يتفادى في نصه المريض هذه التقديم والتأخير كما هو واضح فيهما معاً. إذاً هو شخص مدعي وليس له معايير، بل يكذب على القراء وكان المفروض أن يلتزم بما تعهد به وهو خلو نصوصه من التقديم والتأخير والأخطاء اللغوية والإنشائية، والمالحظ أنها ليست كذلك. إذن ما هو الصحيح الذي أتى به وما هي معاييره "إن وجدت"؟؟؟

الآيات التالية تبين أن الله تعالى مستغنِ عن الخلق كله، ولا يعني الكفر له شيئاً، لأنه لن يخسر شيئاً،، ولكنه لا يرضى لعباده الكفر،، فالكافر إذا أعطاه الله السموات والأرض كلها له بمفرده لن تغني عنه من الله شيئاً يوم القيامة ولن تفديه من عذاب الآخرة،، فكان يمكن أن يعطيه كل ترف الدنيا ورفاهيتها،، ولكن لرأفته بالناس ورحمته بهم، وهو يعلم حبهم للدنيا والمال، لولا ذلك، لأعطى الكافر كل ما يريده ويتمناه في الدنيا من ذهب وفضة وجاه وسلطان وترف (كالمحكوم عليه بالإعدام، فيحقق له جلاديه أمنيته بتقديم أشهى وجبة طعام يتمناها في ليلته الأخيرة قبل التنفيذ) وبالطبع لن تحقق له شيء رغم ما فيها من متعة وترف وتلذذ.

ولكن حتى لا يفتتن الآخرين بهذا العطاء المؤقت "الإستدراجي" فيصبح الكثيرون من السذج والأغبياء وقصيري البصر والبصيرة كفاراً مثلهم ليفوزوا بحطام الدنيا الزائل ومباهجها الزائفة القليلة، فيفقدوا نعيم الآخرة. لذا،، لم يفعل الله تعالى ذلك حفاظاً على إيمان المؤمن الذي يرجو الله واليوم الآخر، بتوفير الجو المناسب لبلوغه نهاية المشوار بسلام،، لذا قال: (وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً «لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰ-;-نِ» لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ 33). لأن الدنيا كلها لا تسوى شيئاً بالنسبة للآخرة. فكأنما يقول لهم "أكفروا" إن شئتم فأنتم الخاسرون ولن تضروا الله شيئاً، وما أنتم له بمعجزين.
قال تعالى في سورة الأعراف: (أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ « وَأَنْ عَسَىٰ-;- أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ » فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ 185)، (مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ « وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ » 186)، (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا « قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي » لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ « ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ » « لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً » يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ « وَلَٰ-;-كِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ » 187)، (قُل « لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ » وَ « لَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ » إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ 188)، صدق الله العظيم.

أهذا الإحكام المعجز، والتفصيل المبين "كشكول"؟ و "أوصال مقطع"؟؟ ... (وَلَٰ-;-كِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).

*******************************************************

الخطأ المفترى 74:
قال تعالى في سورة الأحقاف: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ « إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ » وَ « شَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ-;- مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ !!» - إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ10)، فإدعى صاحبنا أنها آية مخربطة وترتيبها الصحيح: (قل أرأيتم إن كان من عند الله وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن هو وكفرتم به وإستكبرتم).

كأنما الآية تقول للمشركين والكفار بكل وضوح، هناك من سبقكم من بني إسرائيل، نزل عليهم كتاباً من عند الله مثل كتابكم هذا، فآمن منهم من آمن وكفر من كفر، فعلمتم ما ألمَّ بالكافرين منهم، فكيف سيكون حالكم حينئذ إن شهد مؤمن من بني إسرائيل عليكم؟، فجاءت الآية الكريمة في صورة حوار فكري هاديء يعطي للمبلغين الفرصة للرجوع إلى أنفسهم والتفكير السليم هكذا:
1. كأنه قال لهم: أفرضوا أنَّ هذا القرآن كان من عند الله ومع ذلك كفرتم به، (قُلْ أَرَأَيْتُمْ « إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ » ...)، سواءاً أكان ذلك عن جهل أو عن عند، ليس ذلك فحسب، بل،
2. ولو فرضنا أن شاهداً من بني إسرائيل شهد على مثله (التوراة)، وكان قد آمن به قبلكم،، أما أنتم "فاستكبرتم" ورفضتم الإيمان (... وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ-;- مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ ...)، ،،، كيف سيكون حالكم يوم القيامة؟
على آية حال: (... إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ10)، وبالتالي فمن المؤكد أنكم أنتم الظالمون لأنفسهم إن إخترتم الكفر والإدبار، (ولن تبلغوا ضر الله تعالى فتضروه).

أما الخربطة التي أتيت بها فهي شاهد عليك أمام الناس كلهم: (قل أرأيتم إن كان من عند الله وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن هو وكفرتم به وإستكبرتم). فقط أود أن أذكر الناس إلى أنك قد تخليت عن معاييرك التي ألزمت نفسك بها وهي (الخطأ اللغوي والإنشائي، وهذا واضح للعيان في هذه العبارة المريضة)، بالإضافة إلى أنك شهدت على نفسك بالخربطة التي إبتدعتها بنفسك، لأنك لم تتفادى التقديم والتأخير وهذا النص المفترى شاهد على ذلك.

********************************************************

الخطأ المفترى 75:
قال تعالى في سورة الكهف: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ-;- عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا 1)، (قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا 2)، فإدعى صاحبنا المتجهبذ بأن الآيتان مخربطتان وأن ترتيبهما الصحيح ههكذا:
(الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا لينذر بأسا شديدا من لدنه).

أولاً: تحليل الآية من حيث التسلسل المنطقي للأحداث كما يلي:
1. بدأ بالحمد، قال: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ-;- عَبْدِهِ الْكِتَابَ ...),
2. بين لنبيه حال الكتاب الذي أنزله على عبده، قال فيه: (... وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا 1)،
3. ثم بين له مقدار وقيمة وفضل هذا الكتاب، قال عنه إنه: (قَيِّمًا ...),
4. ثم بين له الغرض من إنزاله عليه في الأساس، فقال له: (... « لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ » و « يُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ » ...),
5. ثم أخيراً حدد الجزاء الذي ينتظر هؤلاء المؤمنين، فقال مؤكداً (... أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا 2)،
هذا الإحكام التام والترابط المبهر بين الآيتين، ثم هذا التفصيل المعجز الذي لم يترك خلفه شيء من إبهام أو غموض أو تسويف ... أهذا كشكول وأوصال مقطعة،، وكتاب بشر؟؟؟

ثانياً: ومع كل هذا الإعجاز المغني،، فلننظر إلى روعة هاتان الآيتان من حيث اللغة والإنشاء، وذلك لمزيد من البيان والإبيان للنواحي الفنية اللغوية، وذلك:
(أ): بإعراب الآية الآولى لقوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ-;- عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا 1)،، هكذا:
الْحَمْدُ لِلَّهِ: ... "الحمد"، مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة،، و "لله"، جار ومجرور في محل رفع خبر المبتدأ،
الَّذِي أَنزَلَ: ... "الذي"، إسم موصول، مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ثاني، و "أنزل" فعل ماضي مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر نقديره "هو" يعود على لفظ الجلالة "الله"، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ الثاني،
عَلَىٰ-;- عَبْدِهِ: ... "على" حرف جر، و "عبد" إسم مجرور بحرف الجر وهو مضاف , والضمير "الهاء" مبني على الكسر في محل جر بالإضافة،
الْكِتَابَ: ... مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره،
وَلَمْ يَجْعَل: ... "الواو" حرف إستئناف، و "لم" حرف نفي وجزم وقلب، و "يجعل"، فعل مضارع مجزوم بحرف الجزم وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره "هو",
لَّهُ عِوَجًا : ... "له" جار ومجرور في محل نصب إسم "جعل"، و "عوجاً" خبر "جعل" منصوب بها وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

الآية محكمة، كما أنها خالية تماماً من أي تقديم أو تأخير،، وإن كان التقديم والتأخير لا يعبب النصوص، ولكن الملاحظة (لتأكيد التدليس والإفتراء على صاحبنا).

(ب): إعراب الآية الثانية، لقوله تعالى: (قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا 2)،
قَيِّمًا: ... صفة "الكتاب" منصوب بالفتحة الظاهرة،
لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا: ... "لينذر"، "اللام" حرف تعليل ونصب وإستقبال، و "ينذر" فعل مضارع منصوب بلام التعليل بالفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره "هو"، و "بأساً"، مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، و "شديداً"، صفة "بأس"، منصوب بالفتحة الظاهرة،
مِّن لَّدُنْهُ: ... "من" حرف جر، و "لدن"، إسم مجرور بحرف الجر، وهو مضاف والضمير "الهاء" مبني على الضم في محل جر بالإضافة،
وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ: ... "الواو" للإستئناف، و "يبشر" فعل مضارع منصوب بلام التعليل، بالفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره "هو"، و "المؤمنين" مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في الأسم المفرد.
الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ: ... "الذين" إسم موصول، مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، "يعملون" فعل مضارع مرفوع بثبوت النون – من الأفعال الخمسة – وواو الجماعة فاعل، و "الصالحات" مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الكسرة – جمع مؤنث سالم- ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ.
أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا: ... "أنَّ" حرف توكيد ونصب وإستقبال، و "لهم" جار ومجرور في محل رفع خبر "إن" مقدم، و "أجراً" إسم "إن" مؤخر، منصوب بالفتحة الظاهرة. و "حسناً" صفة "أجراً" منصوب بالفتحة الظاهرة.

الآية محكمة، كما أنها خالية تماماً من أي تقديم أو تأخير،، وإن كان التقديم والتأخير لا يعبب النصوص، ولكن ملاحظتنا هذه فقط (لتأكيد آخر على ألتدليس والإفتراء الذي جاء به صاحبنا).

********************************************************

الخطأ المفترى 76:
قال تعالى في سورة الأنبياء: (وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ 31)، أيضاً كعادته القبيحة، إدعى أنها آية مخربطة وأن ترتيبها الصحيح هكذا: (وجعلنا في الأرض رواسي ان تميد بهم وجعلنا فيها سبلاً فجاجاً.)، ثم بلغت به اللجاجة ذروتها فقال (ويلاحظ أن الآية في سورة نوح 71 : 20 جاءت بشكلها الصحيح: (لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا).

هذه بحق هي حالة طمس البصيرة مع وجود السمع والبصر، وهذه هي حقيقةً قوله تعالى في سورة فصلت: (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ « قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ » وَ « الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى » - أُولَٰ-;-ئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ 44). وقد إستخدم الله تعالى هذا الدعي إستخداماً كاملاً وهو مسلوب الإرادة وفاقد التحكم في حركاته وتصرفاته ليعمل بكل طاقته على "تصديق إعجاز القرآن الكريم" الذي يحاول هو ومن معه وخلفه من الطواغيت أن يحققوا عكس ما أراده الله تعالى ولكن هيهات. ألم يقل الله تعالى في محكم التنزيل في سورة فصلت: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا « فِي الْآفَاقِ » وَ « فِي أَنفُسِهِمْ » - حَتَّىٰ-;- يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ «« أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ-;- كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ؟؟؟»» 53)، («أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاءِ رَبِّهِمْ » « أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ » 54)،

دعونا الآن نناقش الآية الكريمة: (وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ 31)، لنبين إعجازها في تصوير مراده هو (لفت نظر الكفار إلى آية كونية أمام ناظريهم ليل نهار، ولكنهم لا يلتفتون إلى روعة إعدادها وبديع خلقها)، فقال بكل وضوح (إنه جعل فيها ظاهرتين آيتين رائعتين، بدونهما لا ولن تستقيم الحياة على ظهر الأرض:

أولاً: عدم وجود الجبال في الأرض، يجعلها غير مستقرة وثابتة ويمكن أن تتمايل بهم فتهلكهم، في أية لحظة لسرعة دورانها في مدارها ووسط المجموعة الشمسية التي هي عنصر من عناصرها، فوجود الجبال يعمل كالرواسي التي تثبت المراكب في مكانها بالشاطيء دون أن تجرفها الأمواج فتغرقها، لذا قال: (وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ ...)، فهذا أمر لا يحتاج إلى مزيد من البيان،

ثانياً: إن كانت كل الأرض سلسلة أو سلاسل من جبال متراصة متداخلة مترابطة، لَعَزَّ على الخلق التحرك فيها والتجول من مكان إلى آخر، وفي هذا قال: (... وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ)، فكان تقدير العزيز العليم، ورحمته بالخلق أن جعل فيها (فجاجاً) لا جبال فيها، عبارة عن طرق ممهدة مبسوطة يستطيعون المرور بها وسط الجبال بسهولة ويسر، ووضع لهم علامات في السماء قال عنها (وبالنجم هم يهتدون).

ثالثاً: إختلط الأمر على الدعي هذا فظن أن عبارة (فِجَاجًا سُبُلًا) خطأ، وأن الصحيح هو إدعائه وفريته هكذا: (سُبُلًا فِجَاجًا)، ولو أنه يفهم النصوص ويدرك البيان لأكفاه التعليل الذي جاء بعدها بقوله تعالى (لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ). فالمسألة التي عرضتها الآية غاية في الوضوح والموضوعية، تحليلها هكذا:
1. جعل الله الجبال رواسي للأرض، ولكن هذه الرواسي ستعيق حركة المخلوقات،
2. لذا، جعل فيها فجاجاً، ليس فيها مرتفعات من الجبال وقممها الشواهق،
3. الغاية من هذه الفجاج هي (لتكون سبلاً)، يطرقها الناس وغيرهم بسهولة ويسر،
4. الفائدة من هذه السبل أن جعلها الله لهم معالم (لعلهم يهتدون) بها إلى حيث يريدون تعمل تماماً كخارجة طريق واضحة وميسرة ومحكومة بعلامات السماء من نجوم وكواكب.

فإدعاء صاحبنا يدل على غيبة الحس البلاغي والقدرة الإدراكية الكافية لإستيعاب هذا الإحكام الرائع في البيان والبديع. وقد إزداد تخبطاً وإرتباكاً عندما حاول المقارنة بين هذه الآية الكريمة ذات المدلول الواضح، مع آية أخرى من سورة نوح وهي قوله تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا 19)، (لِّتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا 20)، فعندما شاهد عبارة (... سُبُلًا فِجَاجًا)، طاش لبه وسال لعابه وكشر عن أنيابه ظاناً أنه قد وصل أخيرا إلى ما يؤكد للناس أن بالقرآن أخطاء لغوية وإنشائية وتناقضات بين آياته في سور مختلفة، كما روج لذلك الدعي الغبي زكريا بطرس. فلم يجد بداً من أن عمل خربطة هنا وهناك ليمرر إدعاءه.

واضح أنه تساءل مع نفسه وبطانته التي عادةً ما تزيده خبالاً على ما هو عليه، فقال بضرورة وحدة الترتيب للكلمتين في الآيتين إما هذه للإثنين أو تلك، فما دام أنه وجد إختلاف لابد من أن يكون هناك خطأ، وهذا هو المرام في الاساس،،، نقول له إن هذا كلام الله تعالى خالقك وخالق كل شيء، وليس (لشهرزاد)، وقد إنتهينا من بيان إحكام الآية السابقة، الآن فلننظر إلى هذه الآيات الكريمة ماذا تقول؟ ولماذا كان لا بد من أن تختلف تماماً عن ما جاء بالآية السابقة:

أولاً: الآية الكريمة هنا تتحدث "تحديداً" عن الأرض من حيث إنبساطها وسهولها، لذا قال: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا)، فلا ذكر في الأساس للجبال، التي تكون عادة في السهول أوتاداً وليست رواسي المقصودة في الآية السابقة، التي تكون ما بينها فججاً وليست سهولاً،

ثانياً: الأرض المبسوطة ليست كلها صالحة للسلوك فيها، لطبيعتها من حيث الجفاف والتصحر والرمال المتحركة وخلوها من المرعى والماء،،، الخ، لذا كانت هناك نعمة جعلها الله تعالى للإنسان الجاحد فلم يشكره عليها ولم يلتفت إليها، لذا قال: (لِّتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا 20)،

ثالثاً: في الآية السابقة حين قال (فِجَاجًا سُبُلًا)، كانت الفجاج هي التي جُعِلَتْ، أما كلمة "سبلاً" هي تعليل وبيان لسبب جعل تلك الفجاج، فكأنما قال (لتكون هذه الفجاج "سبلاً") ... أما في الآية من سورة نوح التي تقول (سُبُلًا فِجَاجًا)،، المَجْعُولُ هنا هو "السُّبل" وليست الفجاج، أما كلمة "فجاجاً" هي صفة لتلك السبل. فشتان بين هذا وذاك وتلك،،، وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ. فلنقارن الآيات التي أشار إليها صاحبنا فيما يلي، لنتدبرها جنباً إلى جنب:

الأنبياء: (وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ 31)
نوح: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا 19)، (لِّتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا 20).

قتل تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ «« كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا »» وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ «« أَفَلَا يُؤْمِنُونَ »»)؟

صدق الله العظيم

********************************************************

الخطأ المفترى 77:
قال تعالى في سورة الأنبياء: (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰ-;-ذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ 97)، وكالعادة إدعى المتجهبذ أنها آية مخربطة و ظن أن ترتيبها الصحيح هكذا: (واقترب الوعد الحق فإذا هي ابصار الذين كفروا شاخصة)،

فلنر أولاً ماذا قالت الآية الكريمة، وماذا قصدت إخبارنا به فيما يلي:
أولاً: قال تعالى:
1. الواقع أن الناس الآن آمام الميزان، قال: (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ ...), بعد أن خرجوا من الأجداث سراعاً كأنهم إلى نصب يوفضون،، خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة،،
2. فوصف الله بدقة منتاهية كيف كان حال الكافرين عند وقوفهم وجهاً لوجه أمام جهنم وملائكة العذاب؟ فقال، مصوراً هذا المشهد الرهيب المفذع: (... فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا ...), وهم يرون أمامكم كل أنواع الهلع والرهبة عياناً بياناً، وقد حذروا منه قبل ذلك فلم يصدقوا الوعيد، فإذا بهم قياماً ينظرون،
3. وماذا كانت ردة الفعل عليهم بعد هذه المواجهة للواقع؟ قالوا: (يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰ-;-ذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ 97).

ثانياً: لماذا قال الله تعالى (... فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا)، ولم يقلها بتأخير كلمة "شاخصة"، هكذا: (فإذا هي ابصار الذين كفروا شاخصة)، كما إدعى أبو جهل؟ ... هناك عدة أسباب منطقية وموضوعية، نذكر منها ما يلي:
1. لعل الله هنا يريد أن يبرز الحالة التي عليها المعنيون قبل أن يذكر ويحدد من هم أصحابها والمعنيون بها، لأن المشهد المطلوب تصويره هو (الهلع مع المفاجأة)، فالمتدبر لهذه الآية، فإن أول ما يبلغه من الشعور حال هذه الأبصار الشاخصة الهلعة وهي تنظر إلى ما ينتظرها من شئم وعذاب وهوان. أما كونهم كافرين أو مشركين أو منافقين فهذا ليس في الصورة أساساً، لأنهم جميعاً سيردون النار.
2. في موضوعنا السابق بعنوان (التقديم والتأخير - إن كنت تدري فتلك مصيبة) على الرابط (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=407824)، قلنا إنَّ أسباب تقديم المسند إليه، هو لأن ذكره في التعبير يكون أهم من ذكر غيره فيه، وأن من دواعي ذلك (لتمكين الخبر في ذهن السامع، لأن المبتدأ فيه تشويقٌ إليه), ويكون ذلك (لتعجيل المسرة "البشارة" وألتفاؤل، أو المساءة، "النذارة" أو التطير).

ثالثاً: أما خربطة الدعي التي إفتراها بقوله: الصحيح (واقترب الوعد الحق فإذا هي ابصار الذين كفروا شاخصة)، هذا كلام مرسل سخيف يدور بين المساطيل في المقاهي أو على الأرصفة. والغريب في الأمر أنه دائماً ينسى معاييره التي يستخدمها في "تحريفه" وهي الأخطاء اللغوية والإنشائية ثم الخربطية،،، فلماذا إذن يقع دائماً فيها بهذا الشكل المؤسف المضحك؟؟؟

*******************************************************

الخطأ المفترى 78:
قال تعالى في سورة الأنبياء: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ 104),, فإدعى محارب طواحين الهواء بأنها آية مخربطة وظن أن ترتيبها الصحيح هو الخربطة والمسخ الذي إفتراه على الله كذباً هكذا:
(نعيد الخلق كما بدأنا أول خلق يوم نطوي السماء كطي السجل للكتاب).

ثم الأغرب والأعجب من هذه الفرية والمسخ هو تلك الملاحظة التي تصور ضحالة فكر هذا الأفاك، الذي لعله قد وقع في دائرة عقاب الله له على ذلك فكتب عليه اللجاجة والسفه، فأصبح اضحوكة للناس بهذا الفكر المريض،، أنظر إلى هذا السفه في قوله: (ويلاحظ أن عبارة "كطي السجل للكتاب" غير واضحة، وقد فسرها المنتخب: « كما تُطْوى الورقة فى الكتاب ». ولكن « قد تكون كلمة "لِلْكُتُبِ" دخيلة على القرآن اضيفت كتفسير لكلمة "السِّجِلِّ" ».

دعونا الآن من هذه الخطرفة وهذا السفه المركب،، ولنستفتي الآية الكريمة، عن مدلولها وما تريد أن توصله للعقلاء من الناس، فيما يلي:

تقول هذه الآية الكريمة إن السماء والارض الحاليتين لن تدوما لأن لهما يوم وأجل مسمى عند الله، في ذلك اليوم سيحدث الآتي:

أولاً: ستطوى كل سماء كما يطوي السجل (وهو كاتب المكتوب) كتابه "طياً"، ولكن ليس هناك واحدة فقط، بل سبع سموات طباقاً، وبالتالي فسيكون الطي لسبع سموات كطي سبعة كتب واحد فواحد وليس كتاباً واحداً فقط كما ظن صاحبنا، الذي فهم كلمة "كتاب" على أنها (ورق مجمع ومدبس مع بعضه بعضاً ككتاب "كليلة ودمنة" أو "الف ليلة وليلة"، ولم يدر بخلده أن الكتاب المقصود به هنا "المكتوب" كالرسالة على الورق أو الجلد كما في السابق، والسجل هو الشخص الذي يكتب ويسجل على هذا الكتاب ثم بعد فراغه منه يطويه ويربطه بخيط أو نحوه.
إذاً فمن البديهي أن يكون الطي لكتب عديدة، وليس لكتاب واحد كما يدعي صاحبنا المتجهبذ، وعليه جاء هذا الشق من الآية هكذا: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ...),
قال تعالى في سورة الزمر (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ « وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ » يَوْمَ الْقِيَامَةِ « وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ » سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ-;- عَمَّا يُشْرِكُونَ 67).

ثانياً: بعد الإنتهاء من الخلق الأول بسماواته وأراضيه وإزالتهما تماماً، يكون البديل عنها كلها خلق جديداً بديلاً لها،، وسيخلق الله خلقاً أخر كما خلق الخلق الأول فما أيسره عليه أن يعيده مرة أخرى،، وهذا ما أكده الشق الثاني من الآية الكريمة المحكمة، حيث قال: (... كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ...).

ثالثاً: في الشق الأخير منها، بين الله تعالى أن هذا السيناريون بهذا النسق والتتابع هو الذي سيحدث تماماً كما وصفه، لأنه ببساطة شديدة (أن هذا وعداً عليه، وما وعد الله فعل)، لذا قال: وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ 104),, فالله لا يخلف الميعاد. إذاً الآية بهذا الإحكام تكون هكذا:
(يَوْمَ 1« نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ » 2« كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ » 3« وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ» 104),,

الآن،، لنلهو قليلاً مع ما قالته شهرزاد في إفتراءاتها وخداعها لشهريار، قالت: (نعيد الخلق كما بدأنا أول خلق يوم نطوي السماء كطي السجل للكتاب)، فهو يقول بهذا الفرية الآتي:

أولاً: معنى ذلك،،، أن الله يعيد الخلق كما بدأ أول خلق، ولم يعلمنا ماذا حدث للخلق الأول من سموات وأراضين؟ ثم بعد ذلك يطوي السماء كطي السجل للكتاب ... زادك الله مما أعطاك.

ثانياً: لن يستطيع أحد – إذا أراد أن يمسخ نصاً – أن يفعل بأكثر مما فعل هذا الجاهل، فلعله الخبير الأوحد في البسيطة الذي وصلت ملكته في الخربطة الذروة دون منافس، علماً بأن نصه هذا فيه كل المآخذ التي يتحدث عنها (من أخطاء لغوية وإنشائية، وخربطة). ألم يقال لك من قبل (إن الله شديد المحال؟؟؟)، ولكنك إرتضيت لنفسك هذا، فلك ما سعيت له.

********************************************************

الخطأ المفترى 79:
قال تعالى في سورة المؤمنون: (« وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا » وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَٰ-;-ذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ 33), فإدعى صاحبنا أنها آية مخربطة وترتيبها الصحيح هكذا: (وقال الملأ الذين كفروا من قومه ...)، والغريب في الأمر أنه قارنها مع ما جاء بالآية 24 من السورة نفسها في قوله تعالى («فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ » مَا هَٰ-;-ذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَٰ-;-ذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ 24)

لنفهم الفرق بين الآيتين، علينا أن ننظر للآية التي قبلها لنعرف مدلولها وبالتالي يصبح من السهل معرفة الفرق الشاسع بين المدلولين، ثم نقف على روعة ودقة إحكام آيات القرآن الكريم وقدرته على إخراص كل معتدٍ أثيم يحاول أن يعبث بالنار فلا يكون حظه منها سوى الحرق والعذاب:

أولاً: قال تعالى عن قوم نوح عليه السلام: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ-;- قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰ-;-هٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ 23)، وقد كان قول نوح (لقومه كافة) ..... فاذا كانت ردة الفعل؟
1. الذين يبادرون بالرد والعناد والسخرية دائماً هم الكافرون المعاندون بطبعهم، لذا كان الرد منهم هكذا: (فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ ...), وهذا الجزء من الآية يحدد بدقة ما هي الفئة التي ردت، مبرءاً الآخرين عن هذا الرد، ولكن،، ماذا كان ردهم على نبيهم نوح؟
2. قالوا، محرضن الآخرين من قومه، لا تستمعوا إليه فهو ليس بأفضل منكم، بل: (... مَا هَٰ-;-ذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ ...), ولكن،، ما هو تبريرهم لهذا الإدعاء؟؟؟
3. تبريرهم هو قولهم للآخرين: (... وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَٰ-;-ذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ 24) سعياً لخداع الآخرين وإقناعهم بأنهم على حق وأنهم يسعون لمصلحتهم،
هذا هو الحال الذي صورته الآية الأولى التي وقف عندها صاحبنا،

ثانياً: فأنظر الآن إلى قوله تعالى: (ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ 31)، وذلك بعد أن أهلك الله قوم نوح ولم يبق منهم إلَّا ركاب السفينة ومن بقي من البشر فيها ثم أرسل الله منهم رسولاً بعد نوح، قال تعالى في ذلك: (فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰ-;-هٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ 32)، فكيف كانت ردة الفعل هذه المرة؟ فهل عبدوا الله تعالى وإتعظوا بما حدث لمن كان قبلهم؟؟ ... لنر ذلك فيما يلي:
1. أيضاً بادر الملأ من الكفرة الفاجرين الظالمين لغيرهم، (وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ ...), ولكن هل كل الملأ هم الذين قالو هذه المرة، أم بعضهم فقط؟؟؟
2. بالطبع كلهم هذه المرة، قال تعالى: (... الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ...), إذاً هؤلاء يختلفون تماماً عن ذلك الملأ من قوم نوح، فهولاء "تحديداً" كذبوا بلقاء الآخرة، مع أن الله قد أترفهم في الحياة الدنيا، ومع ذلك كفروا جميعاً،، ولكن ماذا قالوا للناس؟؟
3. قالوا نفس ما قاله أسلافهم تقريباً من حيث التشكيك لصرف الناس عنه: (... مَا هَٰ-;-ذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ 33).

ثالثاً: قول صاحبنا ومقارنته ما بين العبارتين في الآيتين إنما هو دليل على عدم الفهم وشدة الغفلة والتهور في إصدار الأحكام بهذه القدر من التساهل وعدم توخي الدقة في الطرح.
(فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ ...),، أنظر الفرق بين الآيتين، ومن المقصود بالملأ في كل منهما فيما يلي:

1. (« فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ » مَا هَٰ-;-ذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَٰ-;-ذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ 24)،، هنا القول صدر من: (الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ) فقط وليس كل قومه،

2. (« وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا » مَا هَٰ-;-ذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ 33), أما هنا، فالقول صدر من: (الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ) كلهم دون إستثناء.

********************************************************

الخطأ المفترى 80:
قال تعالى في سورة البقرة: (« ثُمَّ أَنتُمْ هَٰ-;-ؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ-;- تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ » - أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰ-;-لِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ-;- أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ 85)،

مع كل هذه الروعة في هذه الآية الكريمة المفصلة تفصيلاً معجزاً، أيضا لم تسلم من خبل هذا المهووس بدء الخربطة والسطل، فإدعى بأنها آية مخربطة، هكذا بمنتهى البساطة،، علماً بأنه لو قضى عمره كله في معالجتها لم يستطع أن يستوعبها، ولو إستوعبها لما كان موقفه منها بهذا الغباء. على أية حال فهو لا يخشى شيئاً، لأنه لا يؤمن بالله ولا بلقائه، (فماذا يهم الشاة بعد ذبحها؟). خلاصة القول، فما دام أنه أخذها في إعتباره ووضعها تحت مبضعه، فما أسهل الأمر عليه من أن يحرك كلمة من هنا وكلمة من هناك وعبارة هنا وأخرى هناك،، وفي النهاية يطلق عليا عبارته الخائبة المخزية المعهودة (خطأ،،، خربطة ... تصحيحه ...) وهكذا تنتهي المهمة.

وفي هذه الآية قال إن ترتيبها الصحيح هكذا: (ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من جيارهم وهو محرم عليكم إخراجهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم اسارى تفادوهم). هكذا كانت تعليمات وليه إبليس ففعل ما أملاه عليه دون أن يدري شيئاً عن كل ما سمع وكتب وقال. وفي النهاية كله عبث مساطيل وليس هناك من ضوابط أو محاسب أو مدقق خلف تلبيس إبليس.

فلنترك هذا السفه والخربطة والهلوسة جانباً ولنحلل هذه الآية الرائعة لنقف على دقة البيان وروعة الإبيان،، فيما يلي:

الآية التي تَجنَّى عليها هذا الدعي الجاهل، لا يمكن أخذها هكذا من بيئتها كأنها بند في قائمة أصول، حيثما تُحرك تبقى كما هي "أصلاً في مكان مختلف"،، لعل هذا المخبول قد صدق هوس إبليس في وجدانه بأن هذا القرآن كشكول وأوصال مقطعة،، وسنؤكد له ولغيره أن رأسه لم يبلغ سعة الكشكول، وأنه فاقد الأوصال والأوانص والكوارع أيضاً.

هذه الآية الكريمة قبلها عدة آيات يستحيل بترها من بينهم لأنها تحكي حال بني إسرائيل بعد حادثة ذبت البقرة التي حسبت عليهم مآخذ عديدة صورتها آيات قبل ذلك بهذه السورة العظيمة. ولأن القصة التالية مترابطة وتمثل محطة من محطات بني إسرائيل مع نبيهم موسى، وما لاقاه منهم، أراد الله تعالى أن يذكر النبي والمؤمنين الذين معه إستحالة نجاحهم في محاولاتهم مع تلك الأجيال المعاصرة لهم من بني إسرائيل،، لأن موسى غلبه ذلك معهم رغم أنه من أولي العزم من الرسل، وكذلك عيسى عليهما السلام فقال لهم محذراً،، لا تأملوا في بني إسرائيل كثيراً، وبرهن تلك الإستحالة بقوله لهم:
أولاً: أنت متفائلون كثيراً: (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ ...)؟؟ هذا مستحيل، ولا أمل فيه، تذكروا ما فعلوم مع نبيهم موسى نفسه ثم مع عيسى عليهما السلام:
1. (... وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ « يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ » مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ « وَهُمْ يَعْلَمُونَ »75 )،
2. (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا ...), نفاقاً وإستهذاءاً، (... وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ-;- بَعْضٍ قَالُوا « أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ ؟» أَفَلَا تَعْقِلُونَ؟؟ 76)؟،

ثانياً: قال لنبيه الكريم عنهم: (أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ 77)؟ ... هؤلاء جبلوا على الخداع فهم يؤلفون أشياء لم يأذن بها الله ثم يدعون بأنها من عند الله، علماً بأن من بينهم أميون يسهل عليهم خداعهم وتضليلهم، لذا قال لنبيه الكريم: (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ 78)، فهم لذلك لا يستطيعون أن يفرقوا بين الحق والباطل، وبين ما هو من عند الله وما هو من عند أنفسهم ومن تأليفهم "كما يفعل الذيب الآن"، لذا قال منذراً ومتوعداً: (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰ-;-ذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ ...), والغاية معروفة، وهي المتاجرة بالدين وشراء الذمم وبيع صكوك الغفران (حتى لو وزعوا الكتب المفتراة مجاناً) فالثمن مقبوض سلفاً ومضاعفاً،،، الخ، ليخدعوا البسطاء والفقراء والأميين، لذا قال: (... لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ 79 ). هذا جانب من حالهم وسلوكهم من قبل واليوم وغداً لن يتغير مهما حاولتم معهم.

ثالثاً: هؤلاء عندهم وهم متأصل فيهم، وعلى الرغم من الفظائع التي يرتكبونها إلَّا أنهم يظنون أنهم أبناء الله وأحباءه،، وأن الله لن يعذبهم بصفة خاصة، وحتى إن عذبهم في النار فلن يطول بهم المكث فيها فهي مجرد أيام معدودة ثم مصيرهم في النهاية إلى الجنة،، قال عنهم: (وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ...), فهذه قمة الوهم والغرور،، لذا قال الله لنبيه الكريم (... قُلْ « أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا ؟» فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ « أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ؟» 80).

فالمسألة ليست بهذه البساطة، والأمور ليست بالأماني وخداع النفس، بل هناك معايير وميزان، ستخضعون أنتم وغيركم له على حد سواء. فالذي كسب سيئة أو أحاطت به خطيئته وكتبت عليه ولم يغفرها الله له كان مصيره النار، وليس لأيام معدودات كما يتوهمون، بل سيكونون خالدين فيها أبداً،، لذا قال في ذلك: (بَلَىٰ-;- مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰ-;-ئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 81)، أنتم أم غيركم "إلَّا من رحم ربي"، أما بالمقابل، فمن آمن منكم أو من غيركم وعمل الصالحات، فأولئك أمرهم سيكون مختلفاً لأن جزاءهم سيكون الجنة ويكتب لهم فيها الخلود ، فليس هناك محاباة ولا "خيار وفقوس" عند الله، ولا يظلم الناس شيئاً، لذا قال: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰ-;-ئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 82).

رابعاً: كشف الله تعالى جانباً من مراوغة ومماحكة بني إسرائيل وعدم إلتزام كثير منهم بأوامر الله تعالى ونواهيه، وعدم مراعاتهم للميثاق وإلتزامهم بالعهود، قال تعالى لنبيه في ذلك مذكراً إياه بذلك: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ...) ..... فماذا كان هذا الميثاق؟؟؟:
1. (... لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ ...),
2. (... وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ...),
3. (... وَذِي الْقُرْبَىٰ-;- وَالْيَتَامَىٰ-;- وَالْمَسَاكِينِ ...)،
4. (... وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ...)،
5. (... وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ...),
6. (... وَآتُوا الزَّكَاةَ ...)، فماذا كانت النتيجة؟ وكيف كانت الإستجابة من أكثرهم؟؟؟
كانت النتيجة محبطة للغاية، قال لهم عنها: (... ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ 83)،

خامساً: هنا خاطبهم الله مباشرة مذكراً إياهم ماضيهم مع رسلهم، فقال لهم تذكروا: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ...) ..... فماذا كان الميثاق؟؟؟:
1. (... لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ ...)،
2. (... وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ...)،
(... ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ 84)، فماذا كانت النتيجة؟ وكيف كان موقفكم من الميثاق؟
فذكرهم بأنهم لم يلتزموا بذلك الميثاق بل خالفوا كل بنوده، قال: (« ثُمَّ أَنتُمْ هَٰ-;-ؤُلَاءِ ...):
3. من حيث سفك الدماء، فها أنتم تفعلونها: (... تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ ...)،
4. ومن حيث إخراجكم أنفسكم ها أنتم ذا تفعلونها: (... وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ-;- تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ » ...), فما الذي إلتزمتموه من ميثاقكم مع الله؟؟؟
فقال لهم مؤنباً موبخاً: (... أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ...)؟ ... ما هذا السفه؟
فبعد مخالفتكم لكل بنود ميثاق الله،، ما الذي تتوقعونه من الله؟ (... فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰ-;-لِكَ مِنكُمْ ...)؟؟ فليحكموا على أنفسكم بأنفسكم ... ماذا يستحقون؟
1. (... إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ...) ... وقد وقع عليهم هذا الخزي فيها وإنتهى أمرهم،
2. (... وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ-;- أَشَدِّ الْعَذَابِ ...) ... ولا شك في أنه في إنتظارهم،
(... وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ 85) ... وستعرفون حقيقة هذا الوعيد يوم البعث،،، فغدٍ لناظره قريب. والساعة قد جاء اشراطها.

أما هذه العبارة المخربطة: (ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم وهو محرم عليكم إخراجهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم اسارى تفادوهم). التي خربطها صاحبنا، لا تستحق مجرد الإلتفات إليها ناهيك عن التعليق. فقط أريد أن أهمس في أذن هذا الدعي فأقول له: أليس من العيب والعار والخزي أن (تَنْه عن خُلقٍ وتأتِ بمثلهِ! عَارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ)، فقط أنظر إلى هذا النص الذي إدعيته،،،، هل تستطيع أن تجزم بخلوه من الأخطاء (اللغوية والإنشائية؟)، وهل تنفي ورود تقديم أو تأخير فيه؟؟ فجوابك لا يهمنا إن كان سلباً أم إيجاباً، لأن تقييمك في الحالتين سيكون وبال عليك. حاول إن استطعت لذلك سبيلاً، ثم إرجع البصر كرتين ... وسترى بنفسك ما قصدناه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اطرقه
ألأمل ألمشرق ( 2014 / 4 / 3 - 12:29 )
لماذا لا تطرقه؟ اطرقه بدل التسلي بالتوافه فقد أجلت الرد على اين تقع عين حمئة والآن تؤجل الرد كيف تكون الجبال أوتاد.
المقال فعلا تافه ولا يستحق النقاش وسأقوله لك لماذا
عندما يتنطع كاتب مغيب مسحور بالوهم وقد اتخذ موقفا مسبقا من الموضوع الذي يريد تشريحه فان كل ما سيقوله سيكون تكرار ببغائي استمر 1500 سنة
من العار أنكم تستمرئون الكذب والتدليس رغم ان الأمور واضحة جدا


2 - نفث للأدخنة بدون تقديم تفسير واحد مقنع
ألأمل المشرق ( 2014 / 4 / 3 - 14:15 )
كل تفسيراتك نفث للأدخنة
71
فسرت ان الرجل مؤمن من آل فرعون كتم ايمانه عن الجميع انتهى
http://goo.gl/vVXBiL
التحرير والتنوير: ووصفه بأنه من آل فرعون صريح في أنه من القبط ولم يكن من بني إسرائيل خلافا لبعض المفسرين
القرطبي: واختلف هل كان إسرائيليا أو قبطيا
البغوي: اختلفوا في هذا المؤمن قال البعض انه قبطي وقال اخرون اسرائيلي
الطبري:اختلف أهل العلم في هذا الرجل المؤمن ، فقال بعضهم : كان من قوم فرعون ، غير أنه كان قد آمن بموسى ، وكان يسر إيمانه من فرعون وقومه خوفا على نفسه .
73
لم تشر للخبطة الواضحة (لجعلنا لبيوت من يكفر بالرحمن «سقفاً» من فضة) ورحت تفسر الآية وتنفث الأدخنة انظر الترجمة هنا وتوقف عن الشعوذة
http://quran.com/43
75
تقول
كما أنها خالية تماماً من أي تقديم أو تأخير.
البغوي والطبري وابن كثير :فيه تقديم وتأخير معناه : أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا
76
تفسيرك لخربطة (فجاجا سبلا) لا يقنع طفلا لاحظ الشعوذة هنا
http://goo.gl/EFxlN9


3 - الى صاحب اليراع المنافح المدافع عن الحق1
التاج أحمد ( 2014 / 4 / 4 - 10:28 )

لك خالص التحايا والتقدير أخي الكريم حضرة الأستاذ بشاراه , وأسأل العلي القدير أن يوفقك في مسيرتك في تنوير القراء ودفع الشبهات وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتك .. ومن الواضح أن ردودك الضافية قد جعلت أمثال السيد مشرق والسيد عبد العزى في صفحة الدكتور سامي الذيب يخرجون عن طورهم ويفلسوا ويتمادوا بالسباب

فقد غاظهم كثيرا أن يتم كشف تهافت مدعي الشبهات وهدم طوطمهم الذي يدورون في فلكه معظمين ومصورين للقراء أنه قد أتى بما لم تستطعه الأوائل .. وفي الحقيقة لم أعرف قبل اليوم أن لحضرتك صفحة خاصة لمقالات متنوعة وحافلة فأنا كثير الانقطاع عن النت بسبب ظروف العمل والتنقل في مناطق خلوية شبه خالية من السكان وبالتالي خارج التغطية من الشبكة العنكبوتية
وكنت أظن حضرتك مثلنا فقط من المعلقين فوجدت صفحة من بداية العام ذات مقالات ثرة في شتى المجالات ثقافية واجتماعية وتاريخية ولغوية تنبئ عن عظيم تضلع وسعة ثقافة واطلاع .. فلحضرتك عظيم التقدير والاحترام وأتمنى منك أن تستمر في مسيرتك المظفرة باذن الله وأسأله سبحانه أن يثيبك جزيل الثواب بكل كلمة تسطرها تفضح بها هراء المضللين وتدفع بها عن حمى الدين

يتبع
.


4 - الى صاحب اليراع المنافح المدافع عن الحق2
التاج أحمد ( 2014 / 4 / 4 - 10:33 )


وان التغيظ والسباب الذي يتقيؤه الأمل المشرق ومن سانده دليل على أن مبضعك قد فعل فعله بتوفيق الله .. ومذماتهم شهادة لك بأنك فاضل وهم الناقصون كما يقول المعري .. واعلم أنه لم يسلم من نقصانهم وبذاءتهم حتى بعض الاخوة الملحدين الذين اشتهروا بالانصاف والموضوعية مثل حضرة الأستاذ الرائع النبيل سامي لبيب الذي رغم لسانه العف وقلمه المهذب أشد منهم في الانتقاد للدين لو كانوا يعلمون وأقوى تحليلا من تحليلاتهم الهشة الضحلة وتهافتهم المضحك

واسمح لي حضرتك أن أجيب على نقطتين أثارهما السيد مشرق الأولى فيما يتعلق بالجبال وأستغرب من اعتراضه على كلام حضرتك الصحيح مئة بالمئة والذي يقرر حقيقة جيولوجية أضحت من المسلمات عندما تفضلت بالقول (عدم وجود الجبال في الأرض، يجعلها غير مستقرة وثابتة ويمكن أن تتمايل بهم فتهلكهم ) وهذا أمر صار مفروغا منه منذ منتصف القرن العشرين وأثبتته كل الدراسات الجيولوجية التي تختص باجراء الرصد والمسح الجيوفيزيائي بعدة وسائل أشهرها وسائل الرصد السيزمي يليها الجاذبي والمغناطيسي ثم الاستشعار عن بعد وغيرها من الوسائل .. ويمكن أن نعيد شرحها في عجالة للسيد مشرق ..يتبع

.


5 - الى صاحب اليراع المنافح المدافع عن الحق3
التاج أحمد ( 2014 / 4 / 4 - 10:37 )

أن القشرة الأرضية هي قشرة رقيقة نسبيا وليست كتلة متحدة تغلف الكوكب بل مقسمة الى عدة ألواح وصفائح سبع أو ثمان كبرى والبقية ألواح صغيرة .. وهذه الألواح القشرية كانت ستتعرض للاضطراب والانزياح مع الحركة الدورانية والسرعة الزاوية لكوكب الأرض لو لم تنغرس أجزاء من كل لوح داخل الطبقة الأسفل من القشرة وهذا ما تقوم به الجبال .. اذ تجمع كل المصادر على سمك القشرة تحت السلاسل الجبلية يفوق أضعاف سمكها في المناطق الأخرى وكذلك يفوق أضعاف أضعاف ما يظهر من ارتفاعها فوق السطح ما يجعل تشبيه الوتد هو أدق تشبيه لها ولينظر من يشاء الى هذا الرابط الذي ذكر أن سمك سلاسل الآنديز والهملايا تحت السطح يتجاوز السبعين كيلومترا .. وبالطبع كلنا يعلم أن ارتفاعها فوق السطح لا يتجاوز بضعة كيلومترات

http://www.antarctica.ac.uk/about_antarctica/geography/rock/earths_crust.php

وهو يتبع لل British Antarctic Survey

وأقتبس منه الآتي

The average thickness of the continental crust is about 40km, but beneath parts of the Andes and the Himalaya mountain ranges the crust is more than 70km thick

وترجمته .. يتبع

.


6 - الى صاحب اليراع المنافح المدافع عن الحق4
التاج أحمد ( 2014 / 4 / 4 - 10:39 )

السمك المتوسط للقشرة القارية حوالي 40 كلم ولكن تحت أجزاء من جبال الآنديز والهملايا يصل سمك القشرة الى أكثر من 70 كلم

وهنالك المركز الشهير يونايتد ستيتس جيولوجيكال سيرفي واختصاره USGS
نجده يضع عنوانا لأحد مقالاته

Mountains have thick crustal roots

الجبال تمتلك جذورا قشرية سميكة

كذلك هنالك النقطة الثانية وتتحدث عن رؤية ذي القرنين للشمس وهي تغرب في عين حمئة .. ولا أدري ما المشكلة معهم في ذلك .. وقد أثار هذه النقطة أحد الاخوة الملحدين في مقال للأستاذ سامي لبيب وقمت بالرد عليه أن الآية الكريمة قالت (( وجدها تغرب )) ولم تقل : وجدها تدخل أو تقل : وجدها تستقر .. والغروب هو معروف يعني غياب الشمس عن الأنظار فبما أن النص القرآني قال تغرب اذن يقصد تغيب عن الأنظار في نقطة الأفق التي هي في هذه الحالة عين حمئة فما المشكلة ؟ وبأي حق يفترضون افتراضهم الغريب هذا أن القرآن يقصد أن الشمس تدخل في عين حمئة وقد حاجج الأخ .. يتبع

.


7 - الى صاحب اليراع المنافح المدافع عن الحق5
التاج أحمد ( 2014 / 4 / 4 - 10:48 )

حاجج الأخ بقوله ان القرآن لم يقل :ذو القرنين رآها تدخل بل قال وجدها تدخل فاذن هو وجدها فعلا وليس مجرد رآها فأجبته بالقول كلامك صحيح هو وجدها فعلا .. ولكن وجدها تغرب أي تغيب عن أنظار المشاهد من ذلك المكان فما المشكلة

أخيرا أخي الكريم أتقدم لحضرتك بجزيل الشكر والامتنان لدفاعك عن مقالي وازالة اللبس والأخطاء وأسأل المولى جل وعلا أن يجزيك عني وعن المسلمين خير الجزاء .. وأتمنى لحضرتك دوام التوفيق والسداد واستمر يا أستاذ بشاراه في الدفع عن الاسلام وتنوير القراء بهذا الموقع المتمدن الراقي الذي ينتظر منه الكثير في الارتقاء بفكر الشباب وخلق جيل واع منفتح أيا كان توجهه يسهم في جلب التقدم والحرية والخير لعالمنا

وأحب أن أسأل سؤالا خاصا هل فعلا حضرتك من السودان كما فهمت من السيد مشرق .. وان كنت لا أعتقد فاسم بشاراه ليس معروفا عندنا بل نسمي بشارة وبشرى كما في بلاد الشام .. نسأل الله أن يديم الأخوة والمحبة بين جميع الأمة

تحياتي مجددا وامتناني أخي بشاراه .. جزاك الله خيرا


8 - ماجادلت جاهلا الا وغلبني...الامام الشافعي
عبد الله اغونان ( 2014 / 4 / 4 - 13:13 )

الأستاذ سامي الذيب جاهل باللغة بل ومكابر وغير أمين حتى في حججه ولايجيب عن الأسئلة التي تطرح عليه
عبثا مناقشته والحوار معه
المهم عنده هو الاشهار لكتبه


9 - هات صورة قمر صناعي لعين حمئة
ألأمل ألمشرق ( 2014 / 4 / 4 - 13:30 )
تاج، تدليس اللغة مثل رفع السماء بدون عمد ترونها او مثل وجدها تغيب في عين حمئة صارت شعوذات معروفة، كل يوم تقولون كلاما اخر لم يقله المفسرون وهكذا يخضع نفس النص لدجل الدجالين المعاصرين ويستمر جهلكم وارهابكم مدى الدهر
بما انك تتفزلك بالانجليزية، هات رابط ( غوغل ارض) او (غوغل مابس) او صورة قمر صناعي عليه سهم احمر يشير لموقع عين حمئة


10 - ان يديم المحبة بين جميع الأمة حتى لا يبقى احد ت 16
ألأمل ألمشرق ( 2014 / 4 / 4 - 13:46 )
اعذرني تاج، لا استطيع قراءة كل تعليقاتك، ولكن لفتتني جملة: ان يديم المحبة بين جميع الأمة
يديم معناها ان المحبة موجودة ويرجى لها الاستمرار والدوام
والأمة المقصودة هي أمة المسلمين سنة وشيعة في كل الأرض
والمطلوب من الجملة اذن من ربك هو ان تبقى المحبة الحالية الموجودة بين أفراد جميع الأمة الاسلامية وان تدوم مدى الدهر
لا يسعني الا ان اضم صوتي لصوتك برجاء دوام المحبة بالمفخخات وقطع الرؤوس بين امة محمد حتى لا يبقى منكم احد

اخر الافلام

.. الشقيران: الإخوان منبع العنف في العالم.. والتنظيم اخترع جماع


.. البابا فرانسيس يلقي التحية على قادة مجموعة السبع ودول أخرى خ




.. عضو مجلس الشعب الأعلى المحامي مختار نوح يروي تجربته في تنظيم


.. كل الزوايا - كيف نتعامل مع الأضحية وفكرة حقوق الحيوان؟.. الش




.. كل الزوايا - الشيخ بلال خضر عضو مركز الأزهر للفتوى يشرح بطري