الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الدين أخلاقي ؟

عصام شكري

2014 / 3 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدين في جوهره يعتبر ان البشر "اشياء" يتعلق مصيرها بقرار تعسفي لاله لا يمتلك اي منطق لتصرفاته. يتم قتل البشر باوامر الهية، او التلاعب بمصيرهم او عقابهم بشكل جماعي خارق القسوة او حتى افناءهم برمشة عين، كما في فيضان او زلزال او حرب طاحنة، او في حالة مجتمعنا التعسة بسيارة انتحاري مجرم في سوق او شارع عام !.

دجالو الاديان والافاقون مسممي عقول الشباب والاطفال والمتجاوزين على النساء يبررون القسوة والوحشية المفرطة للاله بالحكمة الخفية التي لا يصلها الا الراسخون في العلم !. الكل يعجز عن فهم كيف يقرر الاله قتل اطفال جوعا او حرق اجسادهم ببراميل البارود شديدة الانفجار او تقطيع اوصالهم بسيارة اسلامي مستعجل للوصول الى موعد في الجنة؟!. الاله الغفور الرحيم هو العارف بالطبع. ولاطائل من السؤال او الفهم. يمكنه الايعاز لقوى الطبيعة بالانقضاض على ملايين من البشر ليميتهم جوعا بالجفاف او قتل مئات الالاف بالايدز، او حصر الثروة بيد اقلية من القتلة وقطاع الطرق ورؤساء الميليشيات والعصابات، او اغراق سواحل جنوب شرق اسيا باعصار تسونامي. حكمة الهية. لا تسأل. اما الدجالين فبامكانهم التفسير طبعا. فالايدز عقاب المثليين الجنسيين وتسونامي لان الناس ظلت طريق "المخلص" وانتشرت الرذيلة بينهم، ودمار العراق يفسر على انه نقمة من نفاق الشعب العراقي وموالاته لكل حاكم كما يرون. وهكذا دواليك. فللدمار تفسير ناقم وحاقد على البشر. هل ثمة اخلاقية في هكذا كذب وتلفيق؟

ليس لدى الدين ونظريته للبشر سوى القتل والانتقام والعقوبة والرجم والغضب والتخطئة للاخرين ونشر الرعب والقمع والكبت والتخويف من العقاب، اما من الاله نفسه، او من وكلاءه الحصريين على الارض المضرجة بدماء الضحايا. البشر بنظر الدين، خطاء ومقترف للذنوب ومجاميع كفرة ظالة وبشر تافه و"اقوام لا يفقهون"، شاذين ومنحلين، وناقصي عقول، اما الاله فهو معصوم عن الخطأ وكل من يخالفه يسحق بقسوة ووحشية. هذه هي اخلاقية الدين التي يتبجحون بها. بكل صلف ووقاحة يتحدى الدين ورجاله النزاهة والصدق وحقائق العلم وكل فكر عقلاني، يلغون تأريخ البشرية بجرة قلم، بينما يرمون كل مدافع عن كرامة الانسان بتهم الانحراف والانحلال والظلال.

كلما ابرزت جانب من انسانيتك، من كونك بشري، كلما اعجبت بعمل فني، او بهرت باكتشاف علمي، او سحرت بجاذبية فتاة او امرأة او غمرت باحساس الحب والعاطفة، او اعجبت بشخصية، كلما طربت لموسيقى او أخذت بجمال لوحة او قصيدة شعر او رواية، فانت متهم بالانحراف، بالفساد والنكران واللا اخلاقية، بالاهتمام بالماديات ونسيان الاله وبانك غير خاضع ما يكفي ولا تفكر في عاقبتك في الاخرة. ان هذا التحقير لكل ما هو انساني هو في الواقع جوهر اللا اخلاقية الدينية.

آن للانسانيين والاخلاقيين ان يقفوا بوجه هذه اللا اخلاقية. ولنتذكر دائما هذه الحقيقة: نحن، البشر، من صنعنا الالهة، ونحن، البشر، من يقرر خروجها، من رؤوسنا، مشاعرنا، ومن انسانينا.
---------------------------
العلمانية ستوفر لنا امكانية، امكانية لاسقاط هذا الصلف والتعجرف وكره كل ما هو انساني من حياتنا، من استرجاع انسانية الانسان، استرجاع الاخلاقية الانسانية من لا اخلاقية الدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سادية
بلبل عبد النهد ( 2014 / 3 / 31 - 15:53 )
لا احد يدري لماذا لا يطرح االمتدينون بما يسمى الديانات السماوية لماذا اختار الاههم فقط منطقة الشرق الاوسط ليمارس فيها ساديته هل سكان هذه المنطقة هم وحدهم المعنيين باموره


2 - عجبا’
د/ سالم محمد , , دكتوراه فى تاريخ مصر ( 2014 / 3 / 31 - 16:52 )
شكرا للكاتب
فى مصر تخرج طالبات جامعة الازهر يطالبن بعودة الفاشيين الاخوان
الاخوان الذين اعلنوا على الملأ سعيهم لتطبيق الشريعة
تلك الشريعة التى سحقت انسانية المراة و اذلتها و حولتها الى مجرد فرج و رحم
و سمحت للرجل ان ينكح ( ما ) و ليس (من ) شاء من النساء
يكفى فقط ان تفكرن ( الطالبات ) لماذا إستخدم ابن آمنة (ما ) بدلا من ( من )
انه يتعامل معهن كاشياء و ككم مهمل لا نفع منه سوى الفرج و الرحم
انهن يدافعن عن جلادهن
عجبا’ لامة ضحكت من جهلها الامم


3 - د سالم محمد
بلبل عبد النهد ( 2014 / 3 / 31 - 20:27 )
لو ان المراة المسلمة تزيل غشاوة الايمان عن اعينها لاكتشفت ان الدين الاسلامي يقارنها بالغائط ذا جاء احدكم من الغائط او لامستم النساء معناه ان الغائط وملامسة النساء متساويان


4 - عمل عبثي لاطائل منه
حميد خنجي ( 2014 / 4 / 2 - 08:14 )
عزيزي الكاتب
قد تكون أدرى مني ، كونك سياسي محترف، أن الدين أو الأديان عامة تسود في المجتمع البشري ليس فقط بسبب أخلاقي أولظروف ذاتية - دعوية- فحسب!.. ولكنها موجودة لأسباب موضوعية، كونها ظاهرة تاريخية طويلة الأمد
لذلك بإعتقادي أن مهاجمة الدين بشكل مباشر، أي مهاجمة إعتقادات الأغلبية من السكان، في بلد مثل العراق، هوعمل عبثي لاطائل منه ولايثمر عن فائدة مرجوة، للقوى الطليعية أو حتى الديمقرطية .. بل أن هذه المجابهات مع الدين تعمل على عزل القوى الثورية عن الجماهير، أكثر فأكثر!..إن الدين لاينهي بمقارعات ومناقشات ولا تذهب من أفئدة البسطاء، بمقالات نقدية أخلاقية أوأخلاقية مضادة ! إن الدين سيتراجع تدريجيا - من نفسه- في المرحلة الإشتراكية- الإنتقالية- وتنتهي في المجتمع اللاطبقي واللاسلطوي!.. أي بعد أن ينتفي الأساس المادي/ الموضوعي ،الموكون عليه ، في المجتمعات! أعرف أن هذا الرأي لا ينسجم مع المعتقدات السياسية والتكتيك الحاد، لليسار المتطرف / المنعزل !..بل أنكم تنظرون لمثل هذه الآرء بخفة وتؤطرونها في باب مجاملة الدين والانهزام السياسي
تحياتي

اخر الافلام

.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني


.. مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح




.. يهود أمريكا: نحن مرعوبون من إدارة بايدن في دعم إسرائيل