الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السعادة والرضا بين الإسلام والمسيحية

شريف عشري

2014 / 3 / 31
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



منذ ان كنت طفلا وأنا مشغول بتلك القضية ...قضية السعادة والإحساس بالرضا والاشباع والفرح .... فعندما كنت طفلا كنت دائمات أناجى الله وأطلب منه أنه يلبي كل رغباتي متى دخلت الجنة .. فكان من ضمن مطالبي ان أحظى بكم وافر من أعداد مجلات ميكي ماوس ..وان اسكن فى كوخ محاط بحديقة بها أشجار لفواكه كثيرة ... وان أربى وأرعى جميع أنواع الحيوانات والطيور التي اعشقها وعلى رأسها الكلاب والقطط والدجاج ! كما طلبت منه أن يوفر لي براميل شاي بحليب وصناديق بسكويت لانى كنت أحب آكل بسكويت مع الشاي بحليب ! ...وكان مجرد تفكيري في تلك الأمور يبعث فى نفسي كم غريب من السعادة مجرد التفكير والحلم بهذه الرغبات ..فما بالك بالحقيقة عندما اذهب للجنة .... وتطور فكرى وتغير مفهوم الرضا والسعادة لدي عندما دخلت في طور المراهقة فتبدلت أحلامي من مجلات ميكي لمجلات الجنس والبورنو ...ومن تربية حيوانات الى أن أحاط بكل صنوف النساء الأبيض منها والأسود.. ومن أشجار الفاكهة لجميع أنواع اللحوم والمقبلات والسلطات ! وظللت اطلب من الله ان يحقق لى أماني فى الجنة خصوصا تلك التى لم استطع تحقيقها فى الدنيا بسبب قصر ذات اليد ! ....والسؤال هنا لماذا ارتبطت السعادة عندي دائما بالأمور المادية ..لماذا اقتصرت فقط على أكل وشرب ونكاح ...والإجابة بسيطة وهى أننى كنت دائما افكر فى حدود النطاق التفكيرى المسموح به لى من واقع العقيدة الإسلامية التى ولدت عليها ... فمفهوم السعادة فى الاسلام دائما وابدا مرتبط بالمادة ..مرتبط بأنهار من خمر ولبن وعسل ...مرتبط بنهر الكوثر والحور العين ذوات الصدور المنتصبة والولدان المخلدون لمن يحب نكاح الولدان( طبعا أنا مش بحبه أبدا ) ...مرتبط بخمر لذة للشاربين ..مرتبط بمسكن أهل الجنة الذى يأخذ شكل الؤلؤة المجوفة ...مرتبط بأي شىء يرغبه الإنسان ولم يحقق إشباعه الكامل منه فى الدنيا ..فالإشباع مؤجل للآخرة عندما يدخل الجنة ...ولربما هذا هو الحافز الذي دفع بمحمد في أن يقنع به العقليات الصحراوية المحاطة بالرمال والصخور من كل ناحية ... هم أناس غاية فكرهم نكاح وأكل وشرب ..أناس اعتادوا على الإغارة على من حولهم من القبائل وكسب رزقهم بتلك الطريقة ...أناس بعيدون كل البعد عن الزراعة والصناعة ...وقريبون كل القرب من الفتوحات والغزوات والاستعمار ! ...كان لابد لمحمد إتباع أسلوب الترهيب بالنار والجحيم وعذاب القبر تارة وأسلوب الترغيب بالحور والخمر والغلمان والفواكه تارة أخرى ... هذا هو المدخل وتلك هى الطريقة العبقرية التى استطاع بها محمد اقناع من حوله من عقول صحراوية بماهية مايدعو اليه ...وإقناعهم اكثر بمشاركته فى مشروعه الاستعماري والتضحية بأرواحهم اى بأغلى ما يملكون فقط لكسب الجنة وبذلك يستبدلون حياتهم الصحراوية القاسية بحياة الترفيه والنعيم فى الجنة ...حيث اللون الأخضر الذى هو لون أرض الجنة و الذى يفتقدوه كثيرا عوضا عن لون الرمال الصفر الذي ملوا منه !
وتركيبا على ما سبق مازال يراودني سؤال هام ...إذا كان هذا هو الحال بالنسبة لبيئة صحراوية مؤهلة عقليا ونفسيا بان تستوعب تعاليم هذا الدين ( الذي يضعها بين مطرقة الترهيب وسندان الترغيب ) فكيف بنا نحن المصريون الذين يعيشون فى بيئة زراعية ويتوافر لديهم نهر النيل بكل خيره من ثورة زراعية وحيوانية بل ويتوافر على الحدود بحار تنطوي على ثروة سمكية لا تحصي ! ...كيف بنا أن نتقبل مثل هذا الفكر الصحراوي الذي لم يأت لنا بأي جديد بالنسبة لمفهوم السعادة ..فالأشجار موجودة والفاكهة والنساء و كذلك النهر ...فما الجديد إذن ؟
جملة القول لما سبق ... وهى النتيجة التي توصلت لها أخيرا بعد مرور سنين طويلة في التفكير فى تلك القضية ... وهى أن السعادة أمر نسبي ...مرتبط بالمكان والزمان ... فإذا ما كان المكان هو أرض الخطية والزمان هو حياتنا على تلك الأرض فان طبيعتنا بالتأكيد هى التي تحدد معني السعادة والرضا والإشباع ...وهذا المعني بالتأكيد مرتبط بإشباع مطالب هذا الجسد من أكل وشرب ونكاح ...أما عندما ننتقل للسماء وتتغير طبيعتنا البشرية وأجسادنا الزائلة إلى طبيعة وأجساد ممجدة فمن الطبيعي جدا هنا ان يتغير مفهوم السعادة بل ويتغير الاحساس بالسعادة نفسها فما كان يرضينا فى حياتنا الدنيوية ليس بالضرورة أبدا أن يرضينا في حياتنا الأبدية ...السبب بسيط وهو تغير طبيعتنا من طبيعة بشرية قابلة للموت الجسدي يلزمها إشباع عاطفي وغريزي لكافة متطلباتها - حتى تستمر فى الحياة لأجل مسمي - إلى طبيعة ممجدة غير قابلة للموت بل تحيا حياة أبدية وتنطوي على خصائص وسمات مغايرة تماما لتلك التي كانت عليها سابقا . وهذا ما يجعل مفهوم السعادة والإحساس بالرضا مختلف كل الاختلاف من حيث الطبيعيتين ..فما يشبع الجسد فاني ومحدود أما مايشبع الروح والأمجاد السماوية فهو أبدى وغير محدود ولا يمكن وصفه على المقاييس الدنيوية بل أننا جميعا ننتظر لكي نتذوق طعمه ونشم أريجه ريثما نصعد جميعا للسماء ...آمين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - واضح اخ شريف انك عابر
بشارة ( 2014 / 3 / 31 - 20:49 )
هل انا غلطان؟
انت فهمت مسألة ((جسدانية الاسلام)) وهذه احد عشرات البراهين على انه لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
ان كنت تنصرت وانتصرت وعبرت من ظلمة الاسلام الى نور المسيح فلا بد انك عرفت افتراءات القران على المسيحيين (ومبروك عليك الخلاص)ء
فاما ان كاتب القران يجهل العقيدة المسيحية واما انه تعمد الخطأ, لامر ما في نفس يعقوب كما افترى على اليهود بعزير الذي لم يسمعوا به من قبل , وهذا برهان اخر على ان القران ليس من عند الله حتما ان لم يكن من عند ابليس احتمالا

سلامه يكون معك

اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار