الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نفهم الايمان؟

أحمد القبانجي

2014 / 4 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قالوا وقلنا:..............

يقول القرآن:( ربنا انا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان آمنوا بربكم فآمنا..)-آل عمران 193

أقول: المفهوم من هذه الآية يتعارض مع كلام علماء الدين من لزوم الايمان على اساس الدليل والحجة,فالآية صريحة في ان هؤلاء المؤمنين استجابوا لنداء الايمان بمجرد ان سمعوا مناديا يناديهم ويطلبهم منهم الايمان بالله دون مطالبته بالدليل والحجة.. هنا لابد من بيان معنى الايمان وهل انه عبارة عن التصديق بمجموعة من العقائد الدينية المقترنة بالحجة والدليل كما يقول علماء الكلام,وحينئذ تكون الاية ناقصة لانها لا تتضمن أية اشارة للمطالبة بالدليل.او ان الايمان عبارة عن سماع صوت الحق في القلب والانجذاب الروحي اليه كما يقول العرفاء,وهذا يعني ان كل شخص يتمتع بوحي باطني ويجد في نفسه دافعا نحو طلب الحق والكمال والخير ولكنه لا يجد الطريق له,وعمل الانبياء كان مجرد الاشارة للطريق مثل علامات المرور في الطرق العامة,فحينئذ تكون الآية صحيحة ولا تحتاج الى تأويل او تقدير,ويكون المعنى ان المؤمنين سمعوا النبي ينادينهم للايمان فكأنهم وجدوا ضالتهم ووجدوا ان هذا النداء يتوافق مع وجدانهم فسارعوا للايمان به..

ولتوضيح رأي العرفاء هذا ينبغي القول ان القضية الاساسية للاديان هي الايمان بالله لا وجود الله نفسه,اي ربط الانسان بالله لا اثبات وجود الله والمعاد والنبوة وما الى ذلك من معتقدات دينية,لأن المشركين -كما يصرح القرآن- كانوا يؤمنون بوجود الله ولكنهم يرتبطون روحيا مع الاصنام,ومن شأن الايمان بوجود قوة غيبية تمثل الحق المطلق والكمال المطلق اخراج الانسان من سجن الانا وكسر قيود الانانية والنفعية التي تكبل عقله وارادته الخيرة وتعيقه عن الحركة باتجاه الكمال المعنوي والاخلاقي والخروج الى رحاب الانسانية.. ولكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه هو: لماذا لم ينفع هذا الايمان لدى المتدينين في ايصالهم الى الكمال الاخلاقي والمعنوي, اي لماذا لم يحقق هذا الايمان الغاية منه بحيث ادى الى اعراض الكثير من الناس وبخاصة المثقفين عنه؟

الحقيقة ان المسؤول الاول والاخير عن الظاهرة المحزنة هم علماء الاسلام ورجال الدين الذين حرفوا معنى الايمان من دعوة وجدانية الى الخير والانسانية والانعتاق من الذات الانانية, الى لزوم التصديق بمعتقدات ذهنية من وجود الله والآخرة والنبوة ومجموعة من الاحكام والتشريعات التي يجب الالتزام بها في حركة الحياة كشرط للنجاة من النار ودخول الجنة, وكان لهذا الانحراف تأثيره الخطير والمدمر في حياة المسلمين,لأن تحويل الايمان القلبي الى عقائد يفقد الانسان دافعه الوجداني نحو الكمال المعنوي وتكون العقائد الذهنية والاحكام الشرعية هي المحرك له بدل الوجدان,وبما ان الانا موجودة في الذهن فيسهل عليها اصطياد هذه العقائد والاحكام الدينية والاستيلاء عليها وتسخيرها لصالحها فلا يستطيع المرء بعدها سلوك الطريق نحو الله بل يتحول الدين الى سلاح فعال لتكريس الانا والانانية والنفعية في الفرد والمجتمع,وطبيعي عندما يشاهد المثقفون هذا الاستخدام البغيض للدين يتبرؤون منه ومن كل شئ يرتبط به بل يفقدون الانجذاب القلبي لله ويسلكون سبيل الالحاد لانهم تصوروا ان الله هو الاعتقاد بوجود الله في الذهن الذي يفتقد الى مبررات عقلية قوية لا سماع صوت الحق والحقيقة في القلب والانجذاب نحو الخير والانسانية في الوجدان.

ويترتب على ما تقدم من الانحراف في معنى الايمان عدة امور,أهمها:
1)ان الايمان بمعنى العقائد الذهنية بوجود الله والآخرة والنبوة والشريعة يسهل سرقتها من قبل الانا واستغلالها لصالحها كما تقدم,اما الايمان بمعنى الحب والانجذاب نحو الحق فهو أمر وجودي لا ذهني فلا تستطيع الانا السيطرة عليه واستغلاله.

2)ان الايمان بمعنى العقائد يدعو الانسان الى الحصرية في الحق وأن الحق يتمثل في هذه المعتقدات فقط وما عداها باطل,ويترتب على ذلك الطائفية والكراهية لاتباع الاديان والمذاهب الاخرى, اما الايمان بمعنى الانجذاب القلبي نحو الله فيفتح المجال للتعددية والقول بأن الطرق الى الله بعدد انفاس الخلائق.

3)التركيز على الطقوس والعبادات في التدين من النوع العقدي بينما يتم التركيز على الاخلاق في التدين الوجداني.
ويتفرع من هذه الامور مسائل عدة من شأنها ايجاد تغيير كلي في حياة الفرد.. فانظر ايها المؤمن مع من تقف, وأي طريق تسلك؟............. والرأي اليكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدين
ماجدة منصور ( 2014 / 4 / 1 - 09:33 )
الدين يتعارض مع الضمير و الأخلاق..و لن نؤمن حتى نعرف أين تقع عين حمأة!!!0
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان..يتفوق في رقيه و تحضره و إنسانيته على جميع التشريعات و العقائد الدينية0
حيث يوجد الدين..تتكاثر الجرائم لا بل تشتد و تقوى و أخطر أنواع المجرمين هم الذين يفقسون من عباءة الأديان.0
أن أكون مؤمنة..يعني أن أكون ممسوحة العقل و القلب فنحن نعاني كثيرا في قبول الحقائق العلمية فما بالك بإيمان أهبل لا يرتكز إلا على كتب مقدسة(ما بعرف ليش مقدسة)0
تحياتي.


2 - الفرق بيننا نحن لانكذب ولا نخترع الجواب!
حميد كركوكي {صيادي} ( 2014 / 4 / 1 - 10:01 )
نحن الملحدين لدينا الشجاعة للقول بأننا لا نعلم سر الكون لحد الآن، نحن نستعمل العلم من أجل التقصي والبحث عن الحقيقة، لكن أنتم المعتقدون والمؤمنين إخترعتم كذبة، وهم ، تلفيق ، شخصية خرافية إسمه( الله، خدا، خودا، يزدان، ياوه، رب ، گاد إلخ ) ولكن من خلق الله هذا كيف خلق نفسه بنفسه؟ حجة سخيفة وكذبة كبيرة
لماذا لا تجاوب يا ماكنة آل -السعود- أغونان لهذا السؤآل من أين أتى إلاهك ؟ هل صنع نفسه بنفسه؟ كيف ذلك؟ عيب عليك ما عندك جواب لأختراعك الوهمي( الله ) ولذلك أنا جدا مرتاح بدون هذه البدعة{ الله } الوهمية ، إذا وجدته أبصق عليه لأنه قاسي القلب الذي يجوع الأطفال في أفريقا من دون إثم إرتكبوه!
عيب مو كافي التملق لشيوخ الپترول المخنثين! نحن نعلم بعدم معرفتنا لسر الكون ولكن لانخلق وهما وتلفيقا ليست لدينا الجواب له! نحن لا نكذب هذه الفرق بيننا وبينكم أنتم المؤمنين، إن الله لا يحل مشاكل البشرية وإنما البشرية سوف يحل مشكلة الله عن قريب ونضعه مع أشقائه سيزيف، سانتى كلاذ، أولمپ، اللات، المنات، والعزى في متحف الفكر الإنساني!


3 - القران نص واحد منسجم لااية واحدة
عبد الله اغونان ( 2014 / 4 / 1 - 22:05 )

ايات الدعوة الى العقل والتدبر في خلق السماوات والأرض كثيرة تتكرر
أفلاينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الأرض كيف سطحت
يتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك

وغيرها كثير من الايات
انتقاء اية واحدة كمن ينتقي جملة من هذا المقال ويبتسرها من السياق
لوكان العرفاء يعرفون الله لما نزلت كتب وأرسلت رسل ليس هناك واحد من العرفاء استطاع التأثير في الناس كما فعل الرسل


4 - لأن الأنبياء والرسل هم أذكى
كركوكيHamid Sayadi ( 2014 / 4 / 2 - 03:46 )
أذكى من الخرفان أناذاك و التواصل الإجتماعي كانت صعبة وكذلك الدين هي وسيلة الطبقة الحاكمة لتسير الغنم والماعز {مجاميع البشر الأمية و الغير ذكية}بذلك كذابين من ذات مصالح يتملقون للملك ويحمقون البشرية الساذجة و خاصة أفريقيا والعرب وغرب آسيا پآكستان أفغانستان إيران ياليت لو قرأت فقط كتابا واحدا ل أنگلز {The Origin of the family, Private property, And the State FREDRECIK ENGELS
اما اذا تخاف زعزعة فكرك البرجوازي لا تحاول ذلك يا المعجب ب هاهزنبرگ!! والسلام لمن ناضل من أجل الحقيقة وعدم الكذب!! ث


5 - الايمان لايحتاج لصوت خارجي بل للعقل فقط
مروان سعيد ( 2014 / 4 / 2 - 21:16 )
تحية كبيرة لشيخنا الموقر احمد القابنجي وتحية للجميع
ان كل عقال ينظر الى نفسه يعرف بانه هناك صانع ذكي وضع العينين بمكان تقدر رؤية بزاوية 180 درجة ووضعت العينين بمكان مناسب مئة بالمئة لم توضع مثلا بالبطن او واحدة بالبطن وواحدة باعلى الراس
وعلى المتفزلكين بعدم وجود صانع او خالق ليقدموا برهانهم كيف صنع البشر
نحن مع نظرية التطور ولكن ليس بالشكل الحالي والا لرائينا التمساح تطور افضل من البشر وهو بحاجة ليدين يمسك بهم فريسته ليقطعها او لشاهدناه منتصبا على قدميه وهو من الدينصورات اي اقدم من البشر بملايين السنين
وادرس عمل الاذنين صنعت بتعاريج دقيقة يقدر الانسان تحديد اتجاه الصوت اما الحيوان مثلا الارنب يحتاج لاادارة اذنيه ليعرف الاتجاه
ومثل هذه الامثلة كثيرة منها اليدي الارجل والخلية وبرمجتها والتي منها يستنسخ انسان كامل وهي لاترى بالعين
اما عن الاديان هي صناعة بشرية مجرد حركات وصلوات وتقاليد منها الوثني ومنها مخترع
وبالمختصر الرب يريد علاقة روحية لايوجد فيها فلسفة ولالف ودوران يريد قلبنا ومحبتنا ونحن بحاجة له وهو بحاجة لنا اي للانسان العاقل ولهذا خلقنا
وتحيتي للجميع


6 - مروان من خلق الله؟
حميد كركوكي ( 2014 / 4 / 3 - 07:34 )
كن صريحا من خلق هذا الوهم لتحميقنا يادرويش! بدون لف ودورنا لا تقل لي لا تفكر في خلقه اذا لا افكر إذن انا حمار مثل عبد الله اغونان

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال