الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله و إبليس يتصارعون و نحن من يدفع الثمن الجزء الثاني

علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)

2014 / 4 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد أن تطرقنا في الجزء الأول لبعض الأمور منها منزلة إبليس كذلك سبب العصيان أعود إلى سؤالي البدائي لماذا لم ينهي الله أمر ابليس كما فعل مع بقيت الملائكة. يروي ابن كثير في تفسير سورة الحجر ( قد روى ابن جرير هاهنا أثرا غريبا عجيبا من حديث شبيب بن بشر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما خلق الله الملائكة قال : إني خالق بشرا من طين ، فإذا سويته فاسجدوا له ، قالوا : لا نفعل ، فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم ، ثم خلق ملائكة فقال لهم مثل ذلك [ فقالوا : لا نفعل ، فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم . ثم خلق ملائكة أخرى فقال : إني خالق بشرا من طين ، فإذا أنا خلقته فاسجدوا له فأبوا ، فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم . ثم خلق ملائكة فقال : إني خالق بشرا من طين ، فإذا أنا خلقته فاسجدوا له ] قالوا سمعنا وأطعنا ، إلا إبليس كان من الكافرين الأولين ) إذا صح هذا الحديث لماذا لم يفعل الله نفس الشيء مع إبليس يحرقه وينتج لنا إبليس جديد مطيع كما هيه الملائكة ؟ لماذا اصر الله في تكرار خلق الملائكة ولم يصير على خلق إبليس ؟! هناك أمرا لا أفهمه من هذ القصة كيف لرب عظيم يملك نار أعدها آلاف السنين لا يمتثل لأمره ملائكة لا يملكون عقل بمستوى العقل البشري؟!!! أليس إنهم مسلوبي الغريزة؟! هكذا وصفتهم الديانات ، ما السبب الذي يمنع الله من عدم تكرار خلق إبليس ...ولماذا لم يقتله ليريح الناس ويريح نفسه بدل أن يخلق جنة ونار ,عقاب, موت ,حساب ويوم قيامة و ما غيرها من الأشياء الزائدة وسببها إبليس . لو طرحنا فكرة استمرارية إبليس في الحياة على العقل البشري ، و أكيد هو جانب متواضع أمام الفكر الإلهي ،نرى نحن البشر الابتعاد عن مسبب الألم و المشكل أفضل وسيلة للعيش أي إن هناك شيء يجلب لنا الصداع و الألم ,,, نبتعد عنه !!و الله هو الأخر من باب أفضل أن يبعد نفسه و يبعدنا عن الشقاء و التعب و يجعلنا نحيا حياة سليمة ..
هناك جنبه استنتاجيه في هذا المعترك ، إن آيات الصراع الإلهي, الأدمي , الابليسي و الملائكي تشير إلى عدم معرفة الله في علم الغيب فلو صدق ما قاله ابن كثير في حرق الله للملائكة ,ا يدل على إن الله خلقهم و هو لا يعرف سرائرهم و لا يعلم محيط ردود أفعالهم !كذلك لا يعلم إن ادم سوف يأكل من شجرة التفاح أم لا و لا يعلم إن إبليس يسجد أم لا ولا يعلم حتى في اعتراض الملائكة على هذا الأمر!! لو يعلم لما وضع نفسه في مواقف تجعله في مأزق أمام ادم و الملائكة ، إن تجاوز إبليس هو المحفز الاول لمعصية ادم ،، من البديهيات أن يعصي ادم ربه لأنه شاهد إبليس من قبل. كذلك لم يكن له عقاب فعلي ، من هذا نستطيع الاستدلال على عدم معرفة الله في علم الغيب المطلق و يصبح الله محدود العلم الغيبي أي إن الله لا يعلم ما يخفيه المخلوق ولا يعلم تصرفاته ولا يتنبأ بها حتى ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا .. رغم اختلاف القول في تفسير هذ الآية وغيرها لاسيما بعد ما ذهبوا في سند لنعلم أي نحن نعلم الفترة . لكن أجد السياق واضح جدا و لا يحتاج إلى تفسير استنادا لما جاء في تفسير هذه الآية علم الله في الغيب ليس مطلق بل هو يعلم غيبيات محدودة منها يوم القيامة يعلم ما يدور من حركات في الكون يعلم متى يثور البركان مثلا و متى نموت واين مكانه !!! المهم ليس موضوعنا هذا .. تنويه.... ليس أنا من قال في محدودية علم الله في الغيب هناك بعض المفسرين من يقول بذلك .. أنا بريء من هذا ، أعود إلى إبليس .لان حديثي عنه لا يصدر فتوى تكفير أو فتوى قتل
من هذا كله أعود إلى الإنسان الضحية الوحيدة في هذا الصراع الدائر بين الله و أحد مخلوقاته ,يتشاجرون يتخاصمون يتفقون أمرهم وشأنهم بينهم ما الداعي من وجودنا في هذه الدائرة ندفع ثمن شيء ليس لنا به ناقه أو جمل هذا يقول لأقعدن لهم و اغويهم و ذاك يقول لن تقدر على عبادي .قصة محملة في المراهنات و المهاترات نجد إبليس يتكبر على خالقه وكانه يقول له أنا أمسك يدك وانت لا تستطيع أن تعمل معي شيء و في المقابل الله يطرد مخلوقه و يتعامل معه بصيغة المخلوق لا صيغة خالق أي إن الله يتنازل عن مكانه من أجل أن يتحدث مع مخلوقه و في المقابل إبليس يستمر في تكبره وعنجهيته محمل الامور كلها على الله ويقول إنت السبب.!! الغريب في الأمر الرد الإلهي جاء بصيغة ضعيفة جدا و مجرد من العقوبات الصارمة فلو أقمنا مقارنه بين عقاب قوم لوط وصالح وبين غرق فرعون وقومه من جهة وبين الرد الالهي للشيطان نجده لا شيء !! هذا يثير عدد من الشكوك لدى قارئ القصة القرآنية احدها يذكرني في موقف أميركا تجاه روسيا في جزيرة القرم مجرد وعود و عقوبات ، كذلك الله هنا مع الفارق في التشبيه لم يتخذ وعود وعقوبات حقيقيه مع إبليس سوى الانتقام منه في بني البشر . و من دواعي سرور إبليس أن يحمل المسؤولية غيره ويبقى هو بعيد عن العقاب . الأمر ببساطة أشبه في حلبة نزال الله وابليس يتفرجون على البشر وهم يتصارعون و الكل يقدم توجيهاته ومن يتبع مدربه يفوز ،،

استنتاجات تشير إن قصة إبليس ليست واقعية

1 _إن الله يقول في كتابه نحن نقص عليك أحسن القصص ولم يقل نحن نقص عليك أصدق القصص لا بل أشار إلى شيء يحمل في طياته أكثر من وجه ! لكن الهدف في النهاية العبرة و الموعظة ، فمن هنا أقول إن قصة إبليس ليست واقعية بل تصويرية تحمل في طياتها تفسير بسيط ومفهوم ضيق لسبب الخلق و الخليقة ، أما حصرها وسردها بكذا شكل سببه صغر وضحالة حجم المتلقي في ذلك الوقت لذلك جاء الخطاب القرآني بهذا المستوى
2 _لو اتفقنا على صدق الحادثة نرى إن إبليس أقوى من الله لهذا عصاه وتحداه ، لربما يقول البعض الأنسان أيضا يعصي الله ويتحداه وهذا لا يدل على القوة ،، نجيب إذا كان ما ذكر كله صادق فان إبليس هو من يسيطر على البشر و الفعل فعله لا فعل الإنسان وبهذا التحدي يبقى قائم بفضل قوة إبليس وتأثيره
3 _إن هذ القصة تظهر ضعف تأثيرات الرب على عباده أي إن قوة إبليس أكثر من قوة الله في التأثير على البشر لهذا تجد الأنسان كثير الذنوب .و من هذا الباب نستطيع أن نحتج على الله بالقول إنك لا تملك تثير قوي على بني البشر وحجتك معهم غير نافعه لهذا أصبح واجب سقوط العقاب لعدم قوة الحجة وهذا دليل أخر تظهره لنا القصة يعود على ضعف الله لا على قوته ،،

4_ حكمة وعدالة الله تمنعه من أن يحمل البشر خطأ إبليس كذلك خطأ آدم ، ليس من المنطقي أن يعاقب الله الخليقة لفعل ادم وينزلهم في الأرض لهذا السبب وكما أسلفنا هي صوره إيضاح في ذلك الوقت
5 _من صفات الله الذاتية الغير معلله هي الخلق أي إن الله يخلق بغير حساب وقد ذكرها في مواضع عدة في القران أي بمعنى أوسع إن الله صاحب القوة العظمى ولا يحتاج من إبليس أو الملائكة أو البشر لأن يثبتوا له ذلك في طاعته من عدمها . ولا يحتاج أن يأمر إبليس و الملائكة في السجود لأدم . ودليلنا على ذلك هو حياتنا اليومية نحن نعصي الله في كل يوم و هذا لا يغير في الله شيء أي إن الله لا يحتاج لنا في الإثبات
6_ إن التمعن في البلاغة والفكر القرآني والدقة البلاغية الجميلة وحجم القوانين والنصوص التشريعية تدل على إمكانية مؤلف هذا الكتاب وهذه دالة بسيطة تنفي حقيقة هذه القصة والعديد من القصص الأخرى .أنا لم اقل إن الله كاذب في قوله !! لا بل أقول إن العقل البشري يستمتع في استلام المعلومة على شكل هو يفهمه لا على الشكل الذي يفهمه الله لهذا جاء القرآن مخاطب الإنسان في حدود علمه و إن نظام القصص المستخدم فيه زاده سهولة .من السهل أن تقرأ قصه أو أكثر وتترك القرآن لتعود لقراءته بعد عام إلا إنك لا تحتاج لان تعيده من البداية لتحصل على المعلومة وهذا فن جميل في سرد الأحداث

المغزى من هذه القصة هو إشارة تكريم الله إلى البشر ، أي يقول آنت أكبر منزله لدي من جميع مخلوقاتي لهذا جعلتهم يسجدون لك و أنا اختص بهذه الصفة لنفسي وكرمتك بها و اعطيك مهمة الخلافة في الأرض أي تكن وريث عليها . لتعمل ما يعمله الرب من بناء و خلق و إعمار ، إني جاعل في الأرض خليفة ،، أي إن جاعل بها من يخلفني . أما عن الشيطان فهو إشارة إلى النفس الإمارة في السوء ,الأنسان يعاني في ذاته من أمرين أحدهما صالح و الاخر طالح ويشير الله إلى ذلك في قوله ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ، لهذا أجد إن قصة إبليس هيه مجرد قصة مفادها إن الله طلب من مخلوقاته ليسجدوا لك أي ليقدروك ويعظموك لعلو منزلتك وبهذا أصبح من الواجب أن تتحمل مسئولية العقل و تتجه نحو ما يجعلك ترتقي وتسموا بنفسك لتكن خليفته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيخ الطائفة العلوية للعربية: سنسلم سلاحنا للأجهزة الأمنية


.. البابا فرنسيس والرئيس الفلسطيني يلتقيان في الفاتيكان: دعوات




.. سيرة ليو فرانك، اليهودي الوحيد الذي تم إعدامه شنقًا في الولا


.. مشاهد تظهر تجول وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في المسجد ا




.. ماذا تقول الأقليات الدينية وما مخاوفهم بعد سقوط نظام الأسد ف