الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلمَة الأخلاقية

مزوار محمد سعيد

2014 / 4 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع





أسطوانة أفندي: هي العبارة المشهورة في الشام و الحجاز التي تعبر عن الشخص الذي يطيل الحديث دون أن يفصح عن آرائه و مواقفه، إنها لغة شعبية تتخذ من الأفراد ملاجئ خطيرة، فهي نوع من المراوغة، أو خطة احتيال مطبقة، و يمكن القول أنها لغة الوجهيْن بعملة صلبة تتخذ الكثير من الوضعيات أمام الوجوه المختلفة.
انتهى زمن المعجزات و أدوار الأبطال، على الرغم من أنّ العالم الثالث لا يزال يغرق في الإيمان بغير الموجودات، و هذا ما يترك الكثير من الفرص للمتملقين الحاملين لشعارات بلا جدوى، هي شعارات للجذب و الإبهار، على شاكلة القصص و الروايات.
من العجيب! أن أشهد أمامي من لا يزال يؤمن بالمخلصين، الأخلاق المثالية، في زمن التقدير و النسبية، لا أحد كامل، لكن الكمال غاية البشر، و لا أحد بإمكانه الأخذ بمزايا العالمين، لكن هناك منتهى للتركيب و التحليل و الاستنتاج.
الرباط الذي يلحّ عليه الأغلبية من أنّ الإنسان يحتاج إلى مرشد، قدوة، خيط واصل ينقذه من الضلال هو العالم الأوّل، ذلك الذي يسري في عروق الطفولة، و هو من نتائج البراءة، لكن في غير هذا الموقع، و مع تقدم العمر و تتالي الأحداث، فإنّ العالم يتغيّر، و المصاعد تتبدّل، و تنقلب البراءة إلى سذاجة مقززة في زمن غير الزمن.
ما أجمل العالم عندما يدرك البشر بأنهم بشر، لأن الكثير منهم يوهمون أنفسهم بأنهم آلهة، أو أبطال على طريقة باتمان و سوبرمان و غيرهم.... تبا للسذاجة.
الشوق إلى الجاه بلا رحمة، و الطريق إلى الذي يسمى نجاحا هو آخر قلاع الظلم، و من يعرف ذاته يستطيع إكمال المسير بلا كلفة، لكن هنا ألتزم بأنّ لا مكانة بلا كلفة، سوى لدا البعض، كلفة معنوية من عقاب المجتمع لأبنائه المخلصين بصدق، و كلفة مادية من ضياع الجزاء عند ارتمائه في السلّة التي لا تناسب الظرف.
كم شددتً على أنّ اللسان قد يحل الكثير من الألغاز، لأنّ الصورة ليست هي الصورة، و لأنّ الظاهر ليس هو الحق، و كلّ ما يجري هو تمثيلية بائسة أخرجها القَدَر، ليغشّ بها النائمين على وسائد العقول.
ما من شك بأنّ الشك هو باب الزلزال الذي يهدم الوهم، و هذا لا يدركه سوى الضمير اليقظ، و في عتمة الشمس هناك جانب مظلم، فكم هو بسيط عندما تؤمن بالراحة، لكن من الصعب جدا أن ترتاح بالإيمان.
تلك الشجرة الممتدة على جوانب الطريق هي علامة على قرب الكشف، لكن من يكشف عن الكشف؟ اللغة تدخل الكثير من السذج الجحيم بالطريقة السهلة، غير أنّ الجحيم هو الجحيم، مهما كان جميلا فالنتيجة هي متشابهة.
الأخلاق في نفس الكفة مع الأديان، هي سبيل مقنع للنائمة عقولهم من أجل تسليم هيبتهم لبعض المتملقين، و بالتالي عندما تختلط الأحكام، يصبح من السلاسة أن يوصف السيف بالمتخلق، فيهوي على الرقاب التي لا تعترف بالأخلاق، أخلاق بشرية قاتلة.

في كل لحظة تذوب المبادئ
المبادئ الجماعية لها صيغة استغلالية
الاستغلال أبشع بالتراضي

إنقاذ البشرية من الشرور هي لعبة لا تنطلي على العقل الذي يعمل، هي حجة لمن يحب الوصول إلى الزعامة عن طريق المغالطة، و بما أنّ البيئة البشرية تلتزم بالأخذ بالجاهز، فإنّ من الجاهزات هناك أيضا العناوين الأخلاقية، تلك التي تغطي الجانب المظلم من الطبيعة البشرية، ليتكوّن في آخر المطاف، مظهر لشخصية كاريزمية (على طريقة ماكس فيبر)، توضح أنّ العالم المثالي مختزل فيها، فتصدقها الأغلبية الواهمة، و عندما يستيقظ أحدهم خوفا عليهم من مصيرهم الجميل ظاهرا و عفن باطنا، يصبح من واجباتهم الأخلاقية إقصاءه و العبث به، و غالبا ما تُنسب إليه كل النعوت القبيحة، فقط لأنه اكتشف بأنّ اله الأخلاق، و ممثله الشرعي بين البشر هو عنوان للاستغلال بعد التخدير، تخدير المعنويات، من أجل امتلاك الأرواح و تسخيرها لغايات ترتدي أقنعة ملونة.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: القيادي اليميني المتطرف إريك زمور يتعرض للرشق بالبيض


.. وفد أمني إسرائيلي يزور واشنطن قريبا لبحث العملية العسكرية ال




.. شبكة الجزيرة تندد بقرار إسرائيل إغلاق مكاتبها وتصفه بأنه - ف


.. وزير الدفاع الإسرائيلي: حركة حماس لا تنوي التوصل إلى اتفاق م




.. حماس تعلن مسؤوليتها عن هجوم قرب معبر -كرم أبو سالم- وتقول إن