الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة ’’تِلميذ’’ إلى رئيس الحكومة المغربية!

أسامة مساوي

2014 / 4 / 4
المجتمع المدني


اليوم وبينما أُناقش مع تلامذي في الفصل طبيعة السلطة السياسية وتحديدا نظرية ’’مونتيسكيو’’ في الفصل بين السلط الثلاث : التشريعية, التنفيدية, القضائية.. تأسيسا لنظام الحُكم الديمقراطي من خلال كتابه روح القوانين, تدخَّل تلميذ وطرح قضية زعزعت التلاميذ بأكملهم للدرجة التي لاحت خيبة أمل كبيرة على مُحياهم.

قال: أخيرا أُدين المهندس المغربي’’عبد المجيد الويز’’ بالسجن لمدة شهر موقوفة التنفيذ
بتهمة إفشاء السر المهني.
و ’’السر هنا هو وثيقتان الأولى مُوقَّعة من طرف وزير المَالية السابق صلاح الدين مزوار-حزب الأحرار- يمنح من خلالها 90 ألف درهم من أموال الشعب المغربي ك ’’بريم’’ للخازن العام للمملكة المغربية نور الدين بن سودة...أما الوثيقة الثانية فهي وثيقة موقعة من بن سودة يمنح من خلالها بريما قدره 80 ألف درهم من أموال دافعي الضرائب لصلاح الدين مزوار سنة 2012.
يعني يتراشقون بأموال الشعب المغربي كل شهر ولا من يحاسبهم!

والمشكل يا أستاذ هو أن السلطة القضائية التي يُلِحُّ مونتيسكيو على إستقلاليتها ...بدل أن تُسائل الجناة ومجرمي الأموال هؤلاء فهي -بدل ذلك- قامت بمعاقبة المُواطن الصالح الذي أراد لأموال المغاربية أن لا تُنهب!

عاقبت هذه السلطة القضائية المُبَلِّغ بالفساد بتهمة هُلامية إسمها إفشاء السر المهني.هل هذا سر مهني أم فضح للفساد؟

إذن هل يمكن الحديث عن إستقلالية القضاء أو السلطات عن بعضها البعض في المغرب؟ يتساءل التلميذ.

تلميذة أخرى تتدخل وتتساءل وماذا فعلت الحكومة بخصوص هذا الملف من حيث هي سلطة تنفيدية من إختصاصاتها تحريك المساطر القانونية في هذا الباب والعمل على تطبيق القانون؟

يجيبها تلميذ من الخلف وهو يبتسم هازئا : لقد أكرمت صلاح الدين مزوار من جديد ومنحته حقيبة وزارة الخارجية في ’’حكومة الربيع العربي الجديدة’’ باش يخرج داك الفليسات لي جماع للخارج.أما بن سودة فظل في مكانه في إهانة رمزية-مادية جماعية كبرى لكافة المغاربة الشرفاء.

يتدخل تلميذ كان قد تكلف بالبحث في هذا الباب قائلا : إن الفصل 27 من الدستور المغربي الحالي يصرح قائلا: ’’للمواطنين والمواطنات حق الحصول على المعلومة الموجودة في حوزة الإدارة العمومية والمؤسسات المنتخبة والهيئات المكلفة بمهام المرفق العام,لا يمكن تقييد الحق في المعلومة إلا بمقتضى القانون وبهدف حماية كل ما يتعلق بالدفاع الوطني وحماية أمن الدولة الداخلي والخارجي والحياة الخاصة للأفراد’’
ثم يضيف :لا يبدو أنه توفر شرط واحد في هذه الحالة يحول دون حقنا في الحصول على هذه المعلومة-الفضيحة ولا أظن أن المهندس الشريف الويز قد هدد أمن الوطن أو حياة فرد بتسريبه لهذه الوثيقة.

يضيف تلميذ آخر مستشهدا بمقال من جريدة أخبار اليوم قائلا: لقد حدد ظهير 23 أبريل 1975 وضعية أعضاء الحكومة,وحدد الأجور والتعويضات التي يتقاضونهابشكل حصير مضبوط بحيث لم يترك مجالا إضافيا للحصول على أي تعويض مالي ومنافع مادية.
كما حدد مرسوم 19 يناير 1976 نظام التعويصات المرتبطة بمزاولة المهام العليا في مختلف الوزارات وشدد على عدم جواز الإستفادة من أي راتب خصوصي آخر,كيفما كان نوعه...فعلى أي أساس استفاد مزوار من 8 ملاين شهريا من أموال المغاربة وابن سودة من 9 مليون من أموال الشعب؟

تقول تلميذة: لنفترض أن المهندس أفشى السر المهني وحكمنا عليه بشهر موقوف التنفيد...أما الذين سرقوا أموال المغاربة لمدة 5 سنوات في واضحة النهار؟هل هذه دولة حق وعدالة؟ ألهذا صوَّت المغاربة لقيادة هذه الحكومة التي رفعت شعار محاربة الفساد؟ لقد أفقدونا الثقة في هذا الوطن...هل هذه هي القِيم التي سيُكتب لها أن تحكم هذا الوطن؟

أنا شخصيا وجدت أن مواقف التلاميذ وتحليلاتهم منطقية,فقد نُقَدر التَّحالفات السياسية لدواعي مرتبطة بحساسية المرحلة,لكن أن نُعاقب الشرفاء ونُكرم خونة الأمانة فهذا صعب للغاية صعب ومؤلم جدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يراجع موقع الرأي موضوع - ويحمان حفظ قضية مزوار
عبد الله اغونان ( 2014 / 4 / 4 - 23:25 )

هذه رسالتك يا أستاذ وليست رسالة تلاميذ أو لنقل انك أنت من يدفعهم ليقولوا ما تريده
أصبح الاحتماء بالتلاميذ هواية
تلاميذ مساكين صفحة بيضاء قد تؤثر فيهم وعند استاذ التربية الاسلامية تقع لهم خلخلة
في المخ والأفكار. جل وأغلب التلاميذ ليس لهم هذا الربط بين منتسكيو وما يقع مالم تدفعهم أنت لذلك دفعا.فأنت تمثل العلمانية والمعارضة في المدرسة.
لاشك أنك تعرف ماوقع جيدا في بريمات مزوار وبنسودة اذ بعد خروج الوثيقتين الى الصحافة قام وزير العدل والحريات مصطفى الرميد بأمر من رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران بتسليم الملف الى الوكيل العام بمحكنة الاستئناف بالرباط وأمر الوكيل العام مرتين بفتح تحقيق وتقدمت 15 هيئة حقوقية بشكايات
لكن تم حفظ القضية ودفن الملف بل حتى المعارضة انذاك لم تطالب بفتح التحقيق
لاتقل للتلاميذ نصف الحقيقة فقد يكتشفون ما اكتشفته يوما ما أن أستاذ الفلسفة ليس أستاذ بل مؤطرا حزبيا لأفكار انتهت الان صلاحيتها

يراجع موقع الرأي
alraiy.com
الموضوع
ويحمان حفظ قضية مزوار وبنسودة مؤشر لغياب ارادة الاصلاح

اخر الافلام

.. لحظة اعتقال الشرطة الأمريكية طلابا مؤيدين للفلسطينيين في جام


.. مراسل الجزيرة يرصد معاناة النازحين مع ارتفاع درجات الحرارة ف




.. اعتقال مرشحة رئاسية في أميركا لمشاركتها في تظاهرة مؤيدة لغزة


.. بالحبر الجديد | نتنياهو يخشى مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة ال




.. فعالية للترفيه عن الأطفال النازحين في رفح