الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رداً على تصريح المرشد العام لإخوان مصر حول مقتل السفير المصري

أديب حسن محمد

2005 / 7 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا أدري إلى متى سيستمر الخطاب الديني الكلاسيكي في تقليد سياسة النعامة التي تدفن رأسها في الرمل متصورة أنها قد تخلصت من الأخطار المحدقة بها،فالسيد محمد مهدي عاكف لا يختلف عن تلك النعامة شيئاً لا بل إنه يزيد عليها باستغباء الناس وكأنه يتحدث إلى جمهور من الحشاشين المخدرين وليس إلى أناس يلاحقون الحقيقة في زمن انتشار المعلومات وفي زمن الفضائيات والانترنت.
لقد أطل علينا السيد المرشد بتصريح مضحك جداً حول اغتيال السفير المصري في العراق،ومصدر النكتة البايخة في تصريح المرشد هي أنه يدين ويشجب ويستنكر اغتيال السفير المصري وإلى هنا يبدو الأمر عادياً ومقبولاً ولا يخرج عن إطار النفاق أو التقية ولكنه ـ لا فض فوه ـ
يسترسل بعد ذلك فيضيف:نحن لا نعلم بالطبع من يقف وراء هذه الجريمة البشعة؟؟؟؟؟
والله إن الجريمة البشعة هي أن يتعامى رئيس أكبر الحركات الإسلامية في مصر عن دود الخل الذي هو منه وفيه
وعيب أن يتعامى السيد المرشد عن مئات المجازر التي أعلن الزرقاوي وجماعته مسؤوليتهم عنها جهاراً نهاراً إن كان بالصور التي تصور إعدام الناس وذبحهم كالنعاج،أو عن طريق البيانات الانترنيتية،أو حتى عن طريق التسجيلات الصوتية،ونسأل السيد المرشد هنا فلنفترض أن تنظيم الزرقاوي ليس مسؤولاً عن هذه الجريمة لماذا لم يصدر أي بيان يدين هذه الجريمة ويعلن عدم مسؤوليته عنها؟؟لا بل إن أغلب المجازر التي تحصل بحق المسلمين العراقيين الآمنين لا تلقى أي استنكار من هيئة علماء المسلمين التي تمثل الغطاء اللوجيستي العراقي للتكفيريين والظلاميين الذي يحفون الشوارب ويطلقون اللحى وينكحون ما شاؤوا من النساء مثنى وثلاثاً ورباع.
إن تصريحات السيد المرشد تثير القرف والاشمئزاز وتدل على أن العقلية الدينية السلفية ما زالت تدور في فتاوي القرون الهجرية الأولى،وبسبب من هذا النهج فقد خرج الناس من دين الله أفواجاً وذلك كثمرة طبيعية لهذا الخطاب الأعرج الذي ما زالت تتكئ عليه التنظيمات السلفية التي تهتم بلحن الكلام وبالصراخ أكثر من اهتمامها بالانسان الذي كرمه الخالق بقوله:ولقد كرمنا بني آدم.
فهل من تكريم بني آدم أن نرسل له السيارات المفخخة الغبية التي لا تميز بين طفل وامرأة وشيخ،وهل من تكريم بني آدم أن نذبح رجلاً يقول لا إله إلا الله؟؟وهل من تكريم بني آدم أن نوزع صكوك التكفير على قاعدة الولاء والبراء على من نشاء ثم نذبحهم دون أية شفقة؟؟
أعتقد أن السيد المرشد كان سيغير رأيه لو جرحت إصبع بنته في إحدى مجازر السيارات المفخخة،أو لو اختطف هو شخصياً ووضعت السكين على رقبته؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال


.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا




.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي