الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجديد الخطاب الدينى ( 4 )

عبدالحليم محمد عبدالحليم

2014 / 4 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذه هى المقالة الرابعة التى أكتبها تحت عنوان " تجديد الخطاب الدينى " ، وفى المقالات السابقة تحدثت عن أهمية وضرورة تجديد الخطاب الدينى ، وقمت بالرد على رافضى التجديد ، وأبرزت سلبيات الخطاب الدينى المعاصر ، وفى هذه المقالة – وإتماما للفائدة – أذكر بعض الآليات التى أراها خطوة فى طريقنا نحو خطاب دينى وسطى مستنير ، وأغلب هذه الآليات يتعلق بخطبة الجمعة ، لأنها كانت ولا تزال المصدر الأهم للخطاب الدينى ، ومن هذه الآليات أذكر :

( 1 ) السمت والمظهر :
تظهر أهمية ظهور الداعية بمظهر وهيئة حسنة فى أن مظهر الداعية هو أول ما يواجه المدعوين، فأول ما ينطبع في الذهن شكل الداعية، حيث إن هيئة الداعية وجمال مظهره تجذب المدعوين؛ لأن النفوس جبلت على حب الجمال والمظهر الحسن .، والله جميل يحب الجمال ، والحمد لله عندنا الزى الذى نعتز به وهو زى الأزهر الشريف ، فلو حرصنا عليه لكان هذا أول تغيير لصورة الإمام فى الأذهان ،وحتما ستتابع بعدها آليات التصحيح .
.( 2 ) توحيد الموضوع :
أقصد به موضوع خطبة الجمعة ، وهذا مطلب طالما تمنيناه ، والحمد لله قد تحقق على يد معالى الوزير الحالى ، فهذا لاشك أمر مهم جدا فى تطوير الخطاب الدينى ، لقد كان الأمر جد سئ ونحن نرى هذا الإمام يتحدث عن بر الوالدين ، وبعده بخمسين متر آخر يتحدث عن الموت ، وبعده بخمسين متر من يتحدث عن اليتيم و......قس على ذلك ، فيحدث تشتت للأذهان وينتج عنه ثقافة مبعثرة ركيكة ، أما توحيد الخطبة فلا شك سيثرى الثقافة العامة للمجتمع ككل ، ولا سيما إن كان الموضوع معاصرا كما سنرى فيما بعد .
( 3 ) قصر الخطبة :
ما أعظمك يا سيدى يا رسول الله ، أوتى جوامع الكلم ، كان لا يطيل فيمل ولا يوجز فيخل ، كان يقصر الخطبة ويطيل الصلاة ، والأمر المسلم به أن قصر الخطبة يجعل الرواد يحضرون مبكرا وينتبهون للموضوع ، أما إذا اعتادوا من الإمام الإطالة – كأغلب الأئمة اليوم – فإنهم لن يحضروا إلا قبيل الصلاة مباشرة ، والواقع خير شاهد على هذا ، ولكم كان قرار وزارة الأوقاف بتحديد زمن الخطبة قرارا عظيما وجديرا بالثناء .
( 4 ) إرتباط الموضوع بالواقع :
وهذه من أهم وأبرز آليات التجديد ، أن يربط الإمام خطبته بالواقع المعاصر ، فتكون موضوعاته أكثر إيجابية وأشد وقعا فى نفوس الناس ، ولا شك أن القرار الأخير للوزارة بتحديد عنوان الموضوع المقترح من أبرز خطوات التجديد ، لاسيما والوزارة تحرص على موضوعات شديدة الأهمية لتناولها دعويا كتطوير العشوائيات ودور الشباب فى بناء الوطن وقيمة الأمل والعمل ، والمحافظة على البيئة وغيرها . بصدق أقول : إن توحيد الموضوع مع تحديد وقت الخطبة مع ارتباط الموضوع بالواقع ينجز لنا أكثر من خمسين بالمائة من الخطاب الدينى العصرى المنشود .
( 5 ) تجنب الموضوعات الخلافية :
فلا يغيب عن عاقل ما نتج عن إثارة الموضوعات الخلافية فى المساجد من بغضاء وشحناء ، المسجد يجمع الجميع ، فعلى العاقل اللبيب ألا يثير أى موضوع جدلى سيضيع الوقت ويستهلك الجهد ويحدث شق الصف .
( 6 ) القراءة والاطلاع :
فلن يصل أى داعية لقلوب الناس إلا بقدر علمه والتزامه ، وهذا لن يتأتى من فراغ ، بل بالقراءة والبحث والاطلاع ، عندها سيزيد علمه ، وتعم فوائده ، فيكون خطابه أشد وقعا فى النفوس .
( 7 ) الفصل بين الدعوة والسياسة :
لا يخفى علينا ما خلفه المزج بين الدعوة والسياسة من تخلف الخطاب الدينى ، ولذا يجب الفصل بين الدعوة والسياسة ، فالعمل الدعوى لا ينبغى أن يختلط بالعمل السياسى ، لماذا ؟ لأن المسجد يجمع والسياسة تفرق ، فكيف يلتقيان !!!!!!!!!!! .
( 8 ) تشجيع البحث العلمى ودعمه :
وهذه الآلية مرتبطة بنقطة القراءة والاطلاع ، فالجمود والركود الذى أصاب الخطاب الدينى ناتج عن الاكتفاء ببعض المعلومات المبعثرة التى نتناقلها جيلا بعد جيل ، ولن يتجدد الخطاب الدينى بدون تشجيع البحث العلمى ودعمه ماديا ومعنويا .
( 9 ) الدورات التدريبية للأئمة :
وهذه من الأهمية بمكان ذكرها كآلية وركيزة لتطوير الخطاب الدينى ، فتنمية الإمام ودعمه وتزويده بالكتب وحضور المحاضرات لاشك سيثرى فكره ، ويقوى عنده ملكة البحث ومداومة الاطلاع ، والحمد لله أن هذه الدورات من الأمور الضرورية التى ينبغى لأى إمام أن يحصل عليها فى وزارة الأوقاف .
( 10 ) تحقيق مبدأ الثواب والعقاب :
إن تشجيع الأئمة على تطوير أنفسهم لا بد أن يقابله دعم للمجتهدين وعقاب للمتقوقعين فى الماضى ، أزعم أن الأئمة لو وجدوا تمييزا على أساس التفوق والإبداع لتغير الوضع للأحسن ، ولتحقق التجديد للخطاب الدينى .
هذا ما وفقنى الله لكتابته ، أسأل الله التوفيق والسداد للجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال