الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحاجز المنيع

غازي صابر

2014 / 4 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



في كتابه الرائع اللامنتمي يكتب الروائي والكاتب والناقد كولن ولسن عن بدايات التحول الإنساني في أوربا من التدين والإيمان بالأساطير والفنتازيا الى العلم وحقائقه الملموسه .الكتاب في مجمله يتتبع بدايات الفكر الوجودي ويبدأ من بدايات بحث الإنسان عن الأله ومن بدايات الفلسفه الى ظهور الأفكار العلميه والتطبيقيه ويتوقف عند الرموز الذين كان لهم دوراً بارزاً في تصحيح بوصلة الإنسان المعرفيه لإكتشاف حقيقة الكون وما عليه من مخلوقات .
فالكلدانيون كانوا اول من لاحظ نظام الكواكب ، والمصريون اخترعواعلم الهندسه والحثيون وجدوا طريقة صهر الحديد اما الاغريقيون فقد قفزوا قفزات واسعة فأوجدوا العلم والفلسفه ، لكن تبقى نقطة الإنطلاق التي إرتكز عليها تطور العلم والحياة لعالمنا المعاصر بعد ارسطو بألفي سنه تماماً وكانت من صنع رجال ستةهم : كوبرنيكوس وتيكوبراه وكبلر وغاليلو وهجين ونيوتن وهذا الاخير يتربع كأعظم وجه في تأريخ الفكر الإنساني .
منذ اقدم العصور كان المسّلم به هو ان الله لم يرد من الانسان معرفة الشئ الكثير فماذا تعني خرافات بروميثيوس أو أدم وحواء . كان الانسان مخلوقاً ضعيفاً وكانت علاقته بالله علاقة الكلب بسيده ثم فجأة تعلم الكلب كيفية إستعمال فنون سيده بل ان السيد قد إختفى كلية من عالمه وعندنا من الاسباب ما يدعونا للإعتقاد بانه ميت .
يغرس الواحد منا إصبعه في التربه فيعرف الأرض التي ينتمي إليها من الرائحه التي يشمها وإغرس أنا إصبعي في الوجود فينم عبيره عن اللاشئ فأين أنا ؟ ومن أنا وكيف جئت هنا؟ وما هذا الشئ المسمى بالعالم وكيف وصلت اليه ؟ لماذا لم إسأل ولماذا لم اؤهل لاتطبع بطرقه وعاداته بل قُذفت الى جوعه وكأنما إشتريت من خاطف ملعون أو من تاجرأرواح؟ وكيف اصبحت مهتماً به ؟ أوليس امراً طوعياً ؟ واذا كنت مرغماًعلى تمثيل دور فيه فأين هو المخرج بودّي لو اراه ـ ـ !
هذه الكلمات التي كتبها كيركغارد في روايته المسماة (مراجعه) كانت بداية الفلسفه الوجوديه ، فهي تعبير لسؤال أساسي : الإله مات ولكن الانسان لم يمت ولهذا اصبح ملحداً . ان صمت التفوق العقلي والحاجه الشديده لخلق دين للانسان الحديث لايزالان الامر الاهم . ممكن القول الخشب لاحبيبات فيه وان الحياة لامعنى لها والإنسان عاطفة غير ذات قيمه كما قال سارتر.
هذا المنتج الأدبي والعلمي لكولن كان في القرن الماضي وقد تطور العلم وخطى خطوات واسعه في عالم الخلق والمعرفه وأثبت الإنسان إنه أهل للمسؤليه في العيش على هذه الأرض وهو يبحث في عوالم الكون والمجهول وفي الأرض ويخلق معارف جديده للحياة الإنسانيه والتعايش بين البشر مهما إختلفت الوانهم ورؤاهم حول الوجود الكوني والبحث المستمر عن مفردة قديمه إسمها الخالق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار اعتداءات المستوطنين اليهود على الحافلات المحملة بالم


.. كل يوم - اليهود قبل 48.. شتات بلا وطن واستيطان بلا حق




.. الأردن في مرمى تهديدات إيران وحماس والإخوان | #التاسعة


.. د. جمال شقرة أستاذ التاريخ المعاصر والحديث:كانت هناك مقترحات




.. الأردن في مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد سيادته عبر-الإخوان