الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافات إسلامية: كتب المسلمين تفضح تفاهة القرآن ولغوه وتناقضاته وأخطاءه - ج5

مالك بارودي

2014 / 4 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خرافات إسلامية: كتب المسلمين تفضح تفاهة القرآن ولغوه وتناقضاته وأخطاءه - ج5

-----------------
(يمكنكم الإطلاع على بقيّة مقالاتي على المدوّنة: http://utopia-666.over-blog.com )
-----------------

في "تفسير القرآن العظيم" المعروف بتفسير إبن كثير وفي شرح الآية الأولى من سورة الأحزاب، نقرأ: "سورة الأحزاب وهي مدنية. قال عبد الله بن الإمام أحمد: حدّثنا خلف بن هشام: حدثنا حمّاد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن زرّ قال: قال لي أبي بن كعب: كأين تقرأ سورة الأحزاب؟ أو كأين تعدّها؟ قال: قلت: ثلاثا وسبعين آية، فقال: قطّ، لقد رأيتها وإنها لتعادل سورة البقرة".
وفي تفسير "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي بخصوص سورة الأحزاب، نقرأ: "مدنية في قول جميعهم. نزلت في المنافقين وإيذائهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطعنهم فيه وفي مناكحته وغيرها. وهي ثلاث وسبعون آية. وكانت هذه السّورة تعدل سورة البقرة. وكانت فيها آية الرجم: (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم)؛ ذكره أبو بكر الأنباري عن أُبيّ بن كعب. وهذا يحمله أهل العلم على أن الله تعالى رفع من الأحزاب إليه ما يزيد على ما في أيدينا، وأن آية الرجم رُفع لفظها. وقد حدّثنا أحمد بن الهيثم بن خالد قال حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال حدّثنا ابن أبي مريم عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة قالت: كانت سورة الأحزاب تعدل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مائتي آية، فلمّا كُتِبَ المصحف لم يُقْدَرْ منها إلّا على ما هي الآن. قال أبو بكر: فمعنى هذا من قول أمّ المؤمنين عائشة: أن الله تعالى رفع إليه من سورة الأحزاب ما يزيد على ما عندنا.
قلت: هذا وجه من وجوه النّسخ، وقد تقدّم في "البقرة" القول فيه مستوفى والحمد لله. وروى زرّ قال: قال لي أُبيّ بن كعب: كم تعدّون سورة الأحزاب؟ قلت ثلاثا وسبعين آية؛ قال: فوالذي يحلف به أُبيّ بن كعب إن كانت لتعدل سورة البقرة أو أطول، ولقد قرأنا منها آية الرّجم: الشّيخ والشّيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة نكالا من الله والله عزيز حكيم. أراد أُبيّ أنّ ذلك من جملة ما نُسخ من القرآن. وأما ما يُحكى من أنّ تلك الزّيادة كانت في صحيفة في بيت عائشة فأكلتها الدّاجن فمن تأليف الملاحدة والرّوافض."
لن نُركّز كثيرا على مسألة إن كانت سورة الأحزاب في طول سورة البقرة، فأمر ضياع الكثير من الآيات ثابت في المراجع الإسلاميّة ولا ينفع أن يُتّهم الملحدون أو الرّوافض بأنّهم إختلقوا تلك الحكايات مثلما يفعل هنا القرطبي دفاعا عن خرافة أنّ القرآن محفوظ... فهذه الإتّهامات لا يُصدّقها إلاّ من لم يطّلع على كتب الأحاديث والتّفاسير الزّاخرة بالأدلّة على أنّ القرآن لم يكن محفوظا وضاع منه الكثير ووقع تحريفه في عهد محمّد بن آمنة وزاد تحريفه بعد موته. لكنّنا سنُركّز على مسألة شائكة وهي: هل كانت آية الرّجم موجودة فعلا بهذا اللّفظ الذي ذكره أُبيّ بن كعب في حياة محمّد بن آمنة؟ وهل كانت آية فاعلة؟ وما سبب عدم وجودها اليوم في المصاحف؟ هل نُسخت فعلا أم أنّ "علماء المسلمين" إخترعوا حكاية نسخها لتبرير ضياعها من قرآنهم ولتتواصل خرافة القرآن المحفوظ؟
في صحيح البخاري (كتاب المحاربين من أهل الكُفر والرّدّة، باب رجم الحبلى في الزّنا إذا أحصنت) نقرأ حديثا طويلا عن عبد العزيز بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس يقول فيه عمر بن الخطّاب ما يلي: " فكان مما أنزل الله آية الرجم، فقرأناها وعقلناها ووعيناها، رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيضلُّوا بترك فريضة أنزلها الله، والرجم في كتاب الله حقّ على من زنى إذا أحصن من الرّجال والنّساء، إذا قامت البيِّنة، أو كان الحبل أو الاعتراف".
وفي نفس الكتاب، في "باب رجم المحصن"، نقرأ ثلاثة أحاديث. أوّلها: "حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا سلمة بن كهيل قال: سمعت الشعبي يحدث، عن علي رضي الله عنه، حين رجم المرأة يوم الجمعة، وقال: قد رجمتها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم". أمّا الحديث الثّاني فيقول: "حدثني إسحق: حدثنا خالد، عن الشيباني: سألت عبد الله بن أبي أوفى: هل رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قلت: قبل سورة النور أم بعد؟ قال: لا أدري". وأمّا الثالث، فقد أتى كما يلي: "حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن ابن شهاب قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله الأنصاري: أن رجلاً من أسلم، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثه أنه قد زنى، فشهد على نفسه أربع شهادات، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجم، وكان قد أحصن." (صحيح البخاري، كتاب المحاربين من أهل الكُفر والرّدّة، باب رجم المحصن)
ونقرأ في صحيح البخاري أيضا: "حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن الزُهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال عمر: لقد خشيت أن يطول بالناس زمان، حتى يقول قائل: لا نجد الرجم في كتاب الله، فيضلُّوا بترك فريضة أنزلها الله، ألا وإن الرجم حق على من زنى وقد أحصن، إذا قامت البيِّنة، أو كان الحمل أو الإعتراف - قال سفيان: كذا حفظت - ألا وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده". (كتاب المحاربين من أهل الكُفر والرّدّة، باب الإعتراف بالزّنا)
ونجد في صحيح مسلم أدلّة أخرى من الأحاديث التي أوردها. فهذا حديث يقول: "حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى قالا حدثنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه سمع عبد الله بن عباس يقول قال عمر بن الخطاب وهو جالس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلناها فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الإعتراف". (كتاب الحدود، باب رجم الثيّب في الزّنا)
إذن، فآية الرّجم كانت موجودة في زمن محمّد بن آمنة ورجم بها هو وصحابته وأتباعه وذلك بإعتراف عمر بن الخطّاب في زمن خلافته. ولم يقُل عُمر أنّها آية منسوخة، بل قال: "فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله وإن الرجم في كتاب الله"... فهل يريد القرطبي أن يُقنعنا أنّ الآية منسوخة (والنّسخ لو كان صحيحا لحدث في حياة محمّد بن آمنة) وعمر بن الخطّاب، ثاني الخلفاء الرّاشدين، لم يكن يعرف بأنّها منسوخة؟ إذن، نحن أمام أكذوبة مفضوحة أتانا بها القرطبي للتّغطية على مشكلة فقدان آية الرّجم (والآيات الأخرى الضّائعة) من القرآن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام سلوك حضري وليس ايديلوجية مفبركة
الحسن لشهاب ( 2014 / 4 / 10 - 19:20 )
ردا عن الاخ المحترم الدي قال ان الدفاع عن الاسلام سخافة ،او ربما يريد ان يقول ان الاسلام دين الرعاة ،وان تعاليم الديانة غير مجدية بالنفع في تربية الاجيال،وكانه متأثرا بمقولة الدين افيون الشعوب،و الحقيقة ان الاسلام بريئ من كل هده الاتهامات ،بل كون المسلمون يعيشون ازمة ثقافية بامتياز،والتي تتضح من خلال النفاق الاجتماعي الناتج عن السلوكات الهمجية التي يمارسها المسلمون عن اخوانهم،بدئا من الاحتقار التي تمارسه فئات اجتماعية بحكم موقعها القوي بالسلطة او الجاه او المال،عن غيرها من المستضعيف ،مرورا بعدم تكافئ الفرص بين جميع الطبقات الاجتماعية ووصولا الى الفساد بكل انواعه ،ولكن هدا لا يعني ان الاسلام جاء بما يفيد او ما يوجه هده العقلية،لارتكاب هده الحماقات بل، هي ازمة ثقافية بكل المقاييس افرزتها منظومة تعليمية فاسدة ،انتجتها حكامة منتخبة من طرف عقلية لها نفس الطموحات ،و تنهج نفس الطرق لتحقيق غاياتها المنحصرة بين ارتفاع الرصيد ،السلطة المستدامة خوفا عن المناصب ،و الجاه ،والبحث عن اماكن دافئة بين لوبيات قوية تحميها من العقاب،لانها مستعدة في اي لحظة لممارسة الفساد و الظلم على ابناء الشعب الاحرار.

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت




.. 78-Al-Aanaam


.. نشر خريطة تظهر أهداف محتملة في إيران قد تضربها إسرائيل بينها




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف الكريوت شمال