الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافات إسلامية: كتب المسلمين تفضح تفاهة القرآن ولغوه وتناقضاته وأخطاءه - ج4

مالك بارودي

2014 / 4 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خرافات إسلامية: كتب المسلمين تفضح تفاهة القرآن ولغوه وتناقضاته وأخطاءه - ج4

-----------------
(يمكنكم الإطلاع على بقيّة مقالاتي على المدوّنة: http://utopia-666.over-blog.com )
-----------------

يقول كاتب القرآن في سورة الحديد: "الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ" (الآية 24).
في "الجامع لأحكام القرآن" المعروف بتفسير القرطبي وفي شرح هذه الآية، نقرأ: "وقراءة العامة {بِالْبُخْلِ} بضمّ الباء وسكون الخاء. وقرأ أنس وعبيد بن عمير ويحيى بن يعمر ومجاهد وحميد وابن محيصن وحمزة والكسائي {بِالْبَخَل} بفتحتين وهي لغة الأنصار. وقرأ أبو العالية وابن السميقع {بالبَخْلِ} بفتح الباء وإسكان الخاء. وعن نصر بن عاصم {بِالْبُخُلِ} بضمّتين وكلها لغات مشهورة. وقد تقدّم الفرق بين البخل والشّحّ في آخر {آل عمران}. وقرأ نافع وابن عامر {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} بغير {هُوَ}. والباقون {هُوَ الْغَنِيُّ} على أن يكون فصلا. ويجوز أن يكون مبتدأ و{الْغَنِيُّ} خبره والجملة خبر إن. ومن حذفها فالأحسن أن يكون فصلا، لأن حذف الفصل أسهل من حذف المبتدأ."
وقال الطبري في "جامع البيان في تأويل القرآن" :"واختلفت القرّاء في قراءة قوله: (فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)، فقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة (فإنَّ اللهَ الغَنِيُّ) بحذف "هو" من الكلام، وكذلك ذلك في مصاحفهم بغير "هو"، وقرأته عامة قرّاء الكوفة (فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)، بإثبات هو في القراءة، وكذلك "هو" في مصاحفهم. والصواب من القول أنهما قراءتان معروفتان، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب."
وفي تفسير "فتح القدير"، يقول الشّوكاني: "قرأ الجمهور: بِالْبُخْلِ بضم وَسُكُونِ الْخَاءِ. وَقَرَأَ أَنَسٌ وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ وَيَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ وَمُجَاهِدٌ وَحُمَيْدٌ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ بِفَتْحَتَيْنِ، وَهِيَ لُغَةُ الْأَنْصَارِ. وقرأ أبو العالية وابن السّميقع بِفَتْحِ الْبَاءِ وَإِسْكَانِ الْخَاءِ. وَقَرَأَ نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ بِضَمِّهِمَا، وَكُلُّهَا لُغَاتٌ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ أَيْ: وَمَنْ يُعْرِضْ عن الإنفاق فإن الله غنيّ مَحْمُودٌ عِنْدَ خَلْقِهِ لَا يَضُرُّهُ ذَلِكَ. قَرَأَ الجمهور هو الغني بإثبات ضمير الفصل. قرأ نافع وابن عامر فإن الله الغني الحميد بِحَذْفِ الضَّمِيرِ."
وفي تفسيره "معالم التّنزيل"، يقول البغوي: "قرأ أهل المدينة والشام: (فإن الله الغني) بإسقاط "هو" وكذلك هو في مصاحفهم."
وفي كتاب "المقنع في رسم مصاحف الأمصار" لأبي عمرو الدّاني، نقرأ: "وفي الحديد في مصاحف أهل الشام «وكل وعد الله الحسنى» بالرفع وفي سائر المصاحف «وكلا» بالنّصب وفيها مصاحف أهل المدينة والشام «فإنّ الله الغنيّ الحميد» بغير «هو» وفي سائر المصاحف «هو الغني» بزيادة «هو»." (المقنع في رسم مصاحف الأمصار، باب ذكر ما اختلفت فيه مصاحف أهل الحجاز والعراق والشام المنتسخة من الإمام بالزيادة والنقصان)
ونختم بما ورد في "كتاب المصاحف" للسّجستاني: "حدّثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود، حدّثنا يونس بن حبيب، عن قتيبة بن مهران، حدّثنا إسماعيل بن جعفر وسليمان بن مسلم بن جمّاز الزّهري قالا: سمعنا خالد بن أياس بن صخر بن أبي الجهم يذكر أنّه قرأ مصحف عثمان بن عفّان رضي الله عنه، فوجد فيه ممّا يُخالف مصاحف أهل المدينة إثني عشر حرفًا، منها البقرة (س 2 – آ 132) «ووصّى بها إبراهيم» بغير ألف، وفي آل عمران (س 3 – آ 133) «وسارعوا إلى مغفرة» بالواو، وفي المائد (س 5 – آ 53) «ويقولُ الذين آمنوا» بواو، وفيها أيضا (آ 54) «من يرتدّ منكم» بدال واحدة، وفي براءة (س 9 – آ 107) «والذين إتّخذوا مسجدا» بواو، وفي الكهف (س 18 – آ 36) «لأجدنّ خيرا منها منقلباً» واحد، وفي الشّعراء (س 26 – آ 217) «وتوكّل على العزيز» بالواو، وفي المؤمن (س 40 – آ 26) «أو أن يُظهَرَ»، وفي الشّورى (س 42 – آ 30) «فبما كَسَبَتْ» بالفاء، وفي الزّخرف (س 43 – آ 71) «وفيها ما تشتهي الأنفُسُ» بغير هاء، وفي الحديد (س 57 – آ 24) «فإنّ الله هُو الغني الحميد» بهو، وفي الشّمس وضحاها (س 91 – آ 15) «ولا يخاف عُقباها» بالواو". (كتاب المصاحف، ج 2، باب المصاحف العثمانيّة، فصل الإمام الذي كتب منه عثمان رضي الله عنه المصاحف وهو مصحفه)
ومن يعود إلى "الرّوايات" و"القراءات" سيكتشف بسهولة إختلافات كثيرة لا يُنكره إلاّ جاهل أو منافق. وهذا جرد لما يوجد في تسعٍ من الرّوايات التي أمكنني الإطّلاع عليها بخصوص الآية 24 من سورة الحديد:
في رواية هشام عن إبن عامر: "الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ".
وفي رواية الدّوري عن الكسائي: "الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبَخَلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ".
وفي رواية حفص عن عاصم: "الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ".
وفي رواية شُعبة عن عاصم: "الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ".
وفي رواية خلّاد عن حمزة: "الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبَخَلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ".
وفي رواية قالون عن نافع: "الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ".
وفي رواية ورش عن نافع: "الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَامُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ".
وفي رواية قنبل عن إبن كثير: "الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ".
وفي رواية السّوسي عن أبي عمرو: "الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَامُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُّوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ".
هل رأيتم هذا الكمّ الهائل من الإختلافات بين القرّاء في هذه الآية البسيطة وحدها؟ ثمّ يأتينا من يزعم أنّ القرآن محفوظ من طرف إله محمّد بن آمنة وأنّه لم يتغيّر ولا يتغيّر... فهل الآية 24 من سورة الحديد المكتوبة في اللّوح المحفوظ الخرافي الذي يحدّثوننا عنه فيها الضّمير "هو" أم لا؟ ومن يستطيع الجزم في هذا الأمر وهو لم ير هذا اللّوح المزعوم ولا تفحّص المدوّن فيه ليقارنه بما لديه من رسم؟ وبما أنّه من المستحيل أن يكون هذا الضّمير موجودا وغير موجود في نفس الوقت، فسواء رجّحنا كفّة وجود الضّمير أو عدم وجوده، فهذا يعني أنّ هناك قراءات صحيحة موافقة لما هو في اللّوح المحفوظ وقراءات خاطئة لا توافق ما جاء فيه، ووجود هذه القراءات الخاطئة في حدّ ذاته ونشرها في مصاحف يتلوها المسلمون ويتعبّدون بها هو دليل على أنّ القرآن محرّف. وبما أنّه لا يمكن لأيّ شخص أن يطّلع على النّسخة الأصليّة الخرافيّة المكتوبة على اللّوح المحفوظ، فلا أحد يستطيع أن يجزم بأنّ قراءة نافع هي الصّحيحة أو أن يُثبت أنّ القراءات الأخرى خاطئة... ففي إنعدام وجود دليل واضح وملموس وفي ظلّ تعدّد الإختلافات، تُصبح كلّ المصاحف محرّفة إلى أن يأتي ما يخالف ذلك... ولن يأتي ما يخالف ذلك، بطبيعة الحال... لذلك إستنبط المسلمون خرافة الأحرف السّبعة، التي لا يعرفها أحد ولا يستطيع أن يفسّرها أو يأتي بأمثلة عنها، وخرافة القراءات السّبع، في محاولة يائسة وبائسة لتغطية الحقيقة الواضحة في إختلاف المصاحف وتناقض معانيها وكلماتها إلى درجة لا يمكن أن يتخيّلها عقل.
وقد جمعني بأحد المسلمين ذات مرّة نقاش حول هذه الآية الفضيحة من سورة الحديد، فأتى بكلّ الخرافات التي ذكرتها سابقا عن الأحرف السّبعة والقراءات وتواترها وإجماع "العلماء" على صحّتها لتبرير تصرّف القرّاء في النّصّ القرآني بالحذف أو الزّيادة في لفظ "هو"، وكانت آخر تبريراته أنّ وجود هذا اللّفظ أو عدم وجوده لا يؤثّر على الفهم ولا يشوّه المعنى أو يقلبه، وبذلك لا يمكن أن نعتبره تحريفا. لم أستغرب كثيرا من هذا التّبرير، فالمسلم تعلّم المراوغة من شيوخه ومن قرآنه نفسه، فلا عجب أن يراوغ هو أيضا، خاصّة وأنّه "يُدافع عن كتاب ربّه"، كما يعتقد. فكان بيننا حول هذه النّقطة نقاش بدأته بالسؤال التّالي: "أنت تقول أنّ وجود اللّفظ «هو» أو عدم وجوده لا يؤثّر في المعنى. حسنا، أوافقك في هذا الأمر. لكن هل تقبلُ أن أحذف من الآية الأولى من سورة الإخلاص لفظ «قُلْ» لتُصبح الآية «هو الله أحد»؟" فأجابني: "لا يمكن أن تحذف الكلمة؟" فأجبته: "لكن المعنى لا يتغيّر. فلا فرق بين «قُل هو الله أحد» و«هو الله أحد». في الحالتين هناك شهادة بوحدانيّة ربّك. فأنا لم أجعل ربّك إثنين أو ثلاثة ولم أنفِ وحدانيّته عندما حذفت كلمة «قُلْ». ثمّ أنّ الأمر المضمّن في اللّفظ المحذوف حاصل بطبيعته بما أنّك تقرأ قرآنك. وبما أنّ القراءة في حذّ ذاتها قول فلا حاجة لنا إذن بقول «قُلْ»". فردّ عليّ قائلا: "لا يمكنك تحريف الآية..." فأجبته: "إذن، أنت تعترف بأنّ حذفي لكلمة «قُلْ» تحريف، لأنّ التّحريف يكون بالزّيادة أو بالنّقصان أو بتغيّر الرّسم أو المعنى، إلخ. إذن، كلامك هذا هو أحسن إعتراف على أنّ الآية 24 من سورة الحديد فيها تحريف. وبما أنّك لا تعرف هل لفظ «هو» موجود في اللّوح المحفوظ الوهمي الذي تؤمن به أم لا، فتُهمة التّحريف تطال النّسختين، المتضمّنة للضّمير «هو» والخالية منه أيضا."









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 4 / 9 - 23:19 )
تم التعليق في خانة الفيس بوك , تحت مُعرّف (أبو بدر الراوي) , و السبب : سعة مساحة الكتابة .

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت




.. 78-Al-Aanaam


.. نشر خريطة تظهر أهداف محتملة في إيران قد تضربها إسرائيل بينها




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف الكريوت شمال