الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العراقي

سيف عدنان ارحيم القيسي

2014 / 4 / 10
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العراقي


د. سيف عدنان ارحيم القيسي



تاريخ النشر 09/04/2014 05:59 PM

الحلقة الاولى
في الماضي تفاوتت تقديرات أبي وأمي في تقدير سنوات عمري وقتها كانوا يحسبونها بحسب بيادر زرع ذلك العام أو حسب ظاهرة تقع في تلك السنة ليدونوا بها تاريخ الولادة وهو كان متعارفاً كثيراً في تلك المرحلة لانعدام تدوين المواليد في القرى والأرياف.
يتبين اني كنت قد ولدت عام 1 /7/ 1924م، ولمجهولية تأريخ ميلاد اكثر العراقيين،فقد عدّ اول من تموز يوم لتاريخ ولادتي.
فهو من عائلة فلاحية معدمة كان والده محمد أحمد عبدالله يعمل فلاحا بأجرة يومية،. والذي ينحدر من المناطق الكردية المحاذية لمدينة اربيل والتي تعرف بقرية بيركوت، ووالدته سوسن محمود التي نزحت من مناطق وان وباش قلعة، أي كانت من كوردستان الشمالية من تركيا، فوصلت قاطعة مساحات شاسعة لوحدها في اواخر الحرب العالمية الاولى (1914-1918م)،لظروف خاصة بعائلة والدتي مما اضطرها للنزوح فوصلت الى اطراف اربيل. وفي قرية بيركوت اقترنت بأبي، وقتها لم يكن لها احد في الجانب العراقي.
ان قرية بيركوت القريبة من مدينة اربيل آنذاك والتي اصبحت الآن جزء من المدينة، كانت نفسها محل ولادتي،ولكنه يجهل سنوات الطفولة التي عاشها في تلك القرية،وفرضت عليه ظروف معيشة والده الانتقال من قرية الى أخرى بحثاً عن العمل،ولا يمكن نسيان كيف كانوا يضعوني وأنا صغير في احدى جهتي الخرج عند النقل.
وبالرغم من شظف العيش الذي عشناه كانت لدى أمي رغبة كبيرة في التعلم وأرسلتني بدورها الى الدراسة مبكراً،ربما كان هذا بسبب كون ابيها (ملا) فأحببت ان اكون معلماً، كنت صغيراً حينما أخذتني امي الى مدينة اربيل، تاركة بيت أبي والى الأبد حيث ان ابي كان قد تزوج من امرأة اخرى والذي سبب لها صدمة أخرى في حياتها.
فأصبحت أعيش مع امي لوحدنا ،على الرغم ان اهل ابي وأهل زوجته الجديدة كانوا يحترمونها كثيراً،الا ان هذا لم يهدئ من روع أمي، ولم يقلل من احمالها الثقيلة بكونها كانت وحيدة، أنا ايضاً لازمتني غربة أمي و وحدتها، إذ أثرت بيّ تلك الخلافات التي لا أرى ضرورة لذكرها هنا،وبالرغم من ذلك فإنا ارتبطت بأمي كثيراً بالرغم من وجود أبي فأنا أبن أمي قبل أن أكون أبن أبي.
وبعد ترك والدته لبيت زوجها بدأت تعمل في مدينة اربيل، وأنا كنت أتعلم القرآن في مسجد أبو بكر الصديق، بمدة قصيرة درست الفقه في قرى بيرزين وشاويس وبحركه، آخر مرحلة لدراستي الفقه كانت في قرية بحركه.
وفي الظروف التي ترتبت علينا من شظف العيش تركت دراسة الفقه عائداً الى مدينة اربيل، وقبل أن يصل الى درجة دينية معينه فقراءته اقتصرت ثلاث او اربع كتب فقط،وعندما عاد الى مدينة اربيل من اجل العمل يذكر ذلك بأنه كان يذهب لمكان تجمع العمال"لكنهم ولصغر سني لم يكونوا يأخذونني للعمل"،كان عمره آنذاك يناهز الرابعة عشر،أي في عام 1937-1938م.
وبالرغم من تلك الظروف التي مر بها برفقة والدته حث بعض الناس والدته على أرسالة الى المدرسة،وكانت والدته حين ذاك تعمل في البيوت من أجل الحصول على لقمة العيش،وبواسطة هؤلاء الناس سجل عزيز محمد في المدرسة، ولكونه تعلم القراءة والكتابة كما يشير هو بذلك قد تعلمت"ضرب زيد عمراً وضعوني في الصف الثالث الابتدائي مباشرة"، بعد اكمال الابتدائية بدأ يدور في فكره بدراسة الصناعة أو دار المعلمين الريفية، لكنه لم يوفق في ذلك،بسبب كبر سنه ويصف محاولته تلك"اذ كان عليَّ ان أصغر عمري عامين ولم اتمكن من ذلك على الرغم من سهولة الأمر”.
بعد تخرجه من الدراسة الابتدائية بقى لفترة معينة دون عمل، وتمكن من ايجاد وظيفة في دائرة التموين والداخلية بمؤازرة بعض الأصدقاء،حيث بقى يعمل في تلك الدائرة ثلاث سنوات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 1000 وفاة في الحج .. والسعودية تؤكد أنها لم تقصر • ف


.. الحوثي يكشف عن سلاح جديد.. والقوة الأوروبية في البحر الأحمر




.. النووي الروسي.. سلاح بوتين ضد الغرب | #التاسعة


.. مخاوف من انزلاق المنطقة إلى صراع إقليمي يمتد بين البحرين الأ




.. نشرة إيجاز - استقالة أعلى مسؤول أمريكي مكلف بملف غزة