الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الظاهر و المخفي و المؤجل

رمزي مبارك

2014 / 4 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أسرار ما يسمى بالمفكرين أو هكذا يبدو لي:إن كنت تقصد إساءة فهمه فتلك الكراهية السامية..إن أراد أن يبدو مفهوما فهو بالتأكيد ليس على ٱ-;-تصال كاف مع ذاته و لا يفهمها أو يتهرب من فهمها..إن قصد أن تكون كلماته واضحة فهو متلاعب ماكر و هو لا يشفق عليهم عكس ما يتصورون لكنه يرضي ضعفه بمحاولة عقلنة كل شيء ..إن كانت كلماته واضحة دون قصد منه فهو المفكر الحقيقي الذي يبسط و لا يعقد لكنه لم و لن يبلغ المراحل النهائية إذا واصل بهذه الطريقة..هناك نوع آخر يردد بينه و بين نفسه قائلا على لسان نيتشه "من الأفضل أن لا أحملهم كل الوزر الذي أحمله " ..ليس شفقة بأحد لكنها علامة من علامات النبل..لهذا السبب تحديدا فهم لا يحققون شيء مهما مما يطمح إليه الجميع..يولدون و يحترقون ثم يموتون في الظلام..و يا لها من رحلة رائعة

النهاية هي دائما بداية لشيء ما: خلاف الفئة الأكبر من البشرية البائسة التي تعيش على هامش الوجود..أسرى لوعي يزيف لهم ماضيهم و يغيبهم عن مواكبة و تقييم حاضرهم و نقده أو حتى القبض على لحظة واحدة والإحساس بها لأقصى درجة ممكنة.. فئة مغيبة تماما لا يمكنها أن تستشرف أو تبني مستقبلا عظيما لأنها لا تأخذ بأي شرط من شروط صنع الحضارات..تقابل هذه الأغلبية فئة أخرى تسعى في طلب حقائق الوجود و سبر أغوار النفوس..مقدار السعادة الأسطورية التي يختبرونها بعدد اللحظات التي يقبضون عليها تهون عليهم الصفعات و الطعنات التي يشعرون بها بل و يبحثون عنها ليزدادو عمقا و شراسة في مواجهة الحياة بضحكة ساخرة..أو العكس..غير أن بعضهم ينتهون بخلق بأوهام خاصة بهم تعينهم على حل مشاكل الحياة..لنعود لنقطة البداية من جديد..و يزداد رغم ذلك الفرق بين الفئتين الكبريين..فرق هائل للغاية لأن بؤس محاولة عقلنة اللامعقول هي الحقيقة الساطعة..ولأنهم عايشو ذلك البؤس و ٱ-;-قتنعو به فهنا يكمن الفارق المؤثر..لكن العالم قد أصبح غير مفهوم أكثر بالنسبة لهم..بصفة لا تطاق..و من هنا بالضبط يبدأ تاريخهم الحقيقي

وجهان لنفس العملة:ذلك الذي ينفق كل يومه في السخط على العالم و تأنيبهم لعدم ٱ-;-لتزامهم بالخط المرسوم سلفا..ذلك اللذي يجلدهم صباحا مساء لعدم ممارستهم لهوايته المفضلة في تأنيب الضمير و رثاء الذات..ذلك الذي يعبر عن خيبة أمله بتصوير عالم مثالي يلجأ إليه لمواساة نفسه..عالم لم و لن يتحقق على أرض الواقع..ذلك الذي يؤمن أنه لا يقوم سوى بنشر الخير العام و أن القدر قد ٱ-;-صطفاه للقيام بهذه المهمة..ذلك الذي يظن نفسه أسدا هو في الحقيقة لا يقوم سوى بجلد ذاته و لعن قدره و طمس كل ألوان العالم و تشويه بعض ألحانه..ليتحول ذلك الأسد بمرور الزمن لذئب عدمي لا يرحم يبدل أدوار الخير و الشر..الأفدح منه هو من يصر أن هذا هو النوع الوحيد للتحول و الغريب في الأمر أنه يشاركه نفس الأسباب في ٱ-;-ستنتاجه

هل عشاق ما يسمى بالحقيقة أقوياء فعلا؟: يقول غاستون باشلار "الحقيقة هي خطأ مصحح باستمرار"..لكن رغم فعالية هذا التعريف في مجابهة التحجر و الركود و الخمول الفكري ..فإن الإنسان شخص ضعيف لا يستطيع أن يعيش في مناخ الشك والارتياب أربعا وعشرين ساعة و لا يريحه إلا اليقين..و يمكن أن يجن في كثير من الأحيان..يبقى سلاح البشرية الأكثر تداولا في مواجهة الضياع والتيه والرعب مهما ٱ-;-دعى الكثير الصلابة و القوة هو "الذكريات"..الجميلة منها..حقيقية كانت أم مصطنعة..و إلا ماذا؟..و إلا سيبتلع نفسه تماما كما حصل لعقل جبار كعقل نيتشه..الإنسان الأعلى أو السوبر إنسان لا يمكن تطبيقه أبدا في الواقع..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح