الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكزة سريعة على هامش الحراك النقابي المطلبي في بيروت

وليم نصار
مؤلف موسيقي ومغني سياسي

(William Nassar)

2014 / 4 / 10
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


صحيح .. أنا مع التحرك النقابي المطلبي ... ومع تطويره وتجذيره لبتوسع ويصبح حراكا لاسقاط النظام اللبناني المهتريء ... ولاسقاط رموز الطوائف ... وبالتالي إسقاط الطوائف وزعمائها ... مقابل إقامة لبنان ديمقراطي علماني مستقل حر ... ذو نظام مدني..

والآن .. بعد ذهاب السكرة أتت الفكرة ..
أن يقتصر الحديث عن الرواتب .. وأن يقتصر التركيز على أصحاب العقارات ... فهذا أمر لا بد من إعادة النظر به ...

كشيوعيين .. علينا إعادة النظر في مفهوم الطبقات .. وفي مفهوم الحقد الطبقي .. علينا التماشي مع العصر ... فهؤلاء الملاكون الصغار ليسوا الوحش الذي يراكم ثروته على حساب كد وعرق العمال وصغار الكسبة ..

التشتت الفكري الذي ظهر على السطح وبوضوح البارحة، في ردات الفعل على التحرك .. حتى من قبل شيوعيين متخصصين في الاقتصاد .. يدعو إلى الشفقة والتساؤل إلى أي مدى نستحق أن نسمى شيوعيين.
ردات فعل وتصريحات .. وكتابات .. ومواقف .. أقل ما يقال فيها .. أنها تجسيد حي للبحث والتشخيص الذي كتبه الرفيق فلاديمير إيليتش أوليانوف لينين وأسماه “مرض اليسار الطفولي” …

أن نتمسك بنفس شعارات كومونة باريس السيئة الذكر … ونفس مباديء وأطروحات وشعارات الثورة البلشفية … هو أمر يدعو للغثيان الفكري والتقيؤ “الثوري” …
عندما لا نستطيع أن نرى جوهر وأساس المشكلة المطلبية والمعيشية في وطننا لبنان .. ونعجز عن المطالبة باستئصال أساس المرض الذي نعاني منه .. يصبح لزاما إعادة النظر في كل ما ندعو إليه …

المهمة الأساس التي تقع على عاتقنا كشيوعيين ومناضلين نقابيين لا يجب أن تقتصر على المطالبة برفع الأجور … فالمطالبة بالحد من التأثيرات الاقتصادية والمعيشية على أصحاب الدخل المحدود … وإيجاد الوسائل التي تساعدهم في الاستمرار بحياة كريمة هو أفضل بملايين المرات من مطالبة برفع الأجور … والتي ستبقي الفقراء وأصحاب الدخل المحدود تحت رحمة أصحاب الأموال … وتحت مطرقة النظام الاقتصادي اللبناني الفاسد ..

كان على “المختصين الاقتصاديين الماركسيين” إن وجدوا … وضع نقاط مطلبية عملانية … تستقطب الفئات المهمشة والمستغلة (بفتح الغاء) .. الامر الذي كان سيؤدي إلى قطع الطريق أمام أبواق النظام والأقلام التي تكتب بحبر رأس المال وليس بحبر أصحابها …

الاكتفاء بالمطالبة برفع الأجور فهذا سيساعد حتما في زيادة التضحم ,,,

من ناحية ثانية .. فان أهم مرتكزات الشيوعية إقتصاديا هي “الجدارة” … (كل حسب عمله) .. وهذا يفتح الباب لطرح مهمة أخرى على الرفاق في الحزب الشيوعي اللبناني … لتبنيها ورفعها كشعار مطلبي … والنضال لتحقيقها … بدلا من اللعب على عواطف الشيوعيين المستجدين … وخلق جيل جديد يلقي باللائمة على الأفراد لتردي الوضع الاقتصادي .. بدلا من إلقائها على النظام نفسه …
فمحاربة الفساد في مؤسسات الدولة والشركات الخاصة … هو مطلب كافة شرائح المجتمع اللبناني … ولهذا نرى أن الأحزاب العائلية (الكتائب، الحريري) والأحزاب الطائفية والمذهبية (أمل، حزب الله، تيار المستقبل) … يخدرون عقول فقراء لبنان بامكاناتهم المالية الضخمة من خلال تأسيس مستوصفات أو مدارس مجانية .. وحتى بتقديم مساعدات مالية لمن يطلب منهم .. عدا عن انهم أنفسهم جزء من منطومة الفساد من خلال اعتمادهم على سياسة “الواسطة” و “الكوتا” … الأمر الذي يؤدي إلى إستماتة المستفيدين منهم في الدفاع عن مشاريعهم السياسية إنطلاقا من مبدأ الخوف على “الوظيفة” .. وإن كان راتبها يطير بعد أيام قليلة من كل شهر.

إن وضع النقاط على الحروف .. وتحديد مهام مطلبية واضحة ومفهومة وتهم كافة الشرائح والنضال من أجل تحقيقها … كاف لأن يوقظ العقول النائمة والمخدرة ..

من النقاط المطلبية والنضالية التي كان من الأجدى رفعها والمطالبة بها .. والتي كانت ستوحد أطياف المجتمع اللبناني خلفها بالامكان اقتراح التالي:

1. الصغط على الشركات الخاصة لتوليد الطاقة (الكهرباء) … لوضع تسعيرة معقولة وهذا سيساهم في توفير ثمانون دولارا كحد أدنى لكل منزل.
2. الضغط على الدولة لوضع سياسة معقولة وعملانية للنقل العام …. الأمر الذي سيساهم في توفير ما لا يقل عن مائتي دولار شهريا لكل منزل.
3. منع التعامل بالدولار .. وإعادة إحياء التداول بالليرة اللبنانية.
4. إخضاع المستشفيات لرقابة وزارة الصحة بشكل مباشر … ومحاسبة وإغلاق أو تأميم المستشفيات التي ترفض معالجة المرضى لأساب مالية.
5. وضع يد الدولة على المدارس والجامعات الخاصة … للحد من المتاجرة بأبسط حقوق المواطنة ألا وهو الحق بالتعليم.
6. المطالبة بانماء المناطق الفقيرة وإعادتها إلى خارطة الكيان اللبناني بدلا من اتخاذ مواقف سياسية ضد تلك المناطق .. (باب التبانة وقرى عكار النائية مثالا لا حصرا) .. فبناء مدارس ومستوصفات .. وتأمين النقل العام من تلك المناطق وإليها .. والقيام بأنشطة ثقافية ورياضية وتوعية إجتماعية في تلك المناطق .. هي مهمة ومطلب مقدسين أكثر من المطالبة برفع الأجور أو إقامة “ديكتاتورية البروليتاريا” الغير موجودة أصلا في لبنان..

يمتلك الشيوعيون وأصدقائهم طاقات هائلة … لكن كل تلك الطاقات إن لم يخصص جزء صغير منها للناس والمناطق المحرومة والمهمشة والمغيبة .. تتحول إلى طاقات تتوجه للنخبة وتبقى تراوح في مكانها وخارج الزمن …

هذه أمثلة بسيطة .. وهذا رأيي .. عرضة للصواب والخطأ .. لكنني مقتنع به …
______________________________________________

د. وليم نصار، مؤلف موسيقي وناشط شيوعي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتلال ينسحب من مخيم بلاطة في مدينة نابلس


.. شهود عيان يرصدون اقتراب سفينة كبيرة من شواطئ مدينة غزة




.. مراسلة العربية: صاروخ من جنوب لبنان يقتل سائق شاحنة عسكرية إ


.. بسبب الحرارة الشديدة.. بنغلاديش توقف المدارس لأسبوع




.. المتحدث باسم جماعة الحوثي: استهدفنا سقينة إسرائيلية في خليج