الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نفهم حق الله ؟

أحمد القبانجي

2014 / 4 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قالوا وقلنا: ......

قال معاذ بن جبل - رضي الله عنه - : (كنت رديف النبي - صلى الله عليه وسلم- على حمار، فقال لي: (يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟) فقلت: الله ورسوله أعلم، قال: (حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاًَ، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً) فقلت: يا رسول الله، أفلا أبشّر الناس؟ قال: (لا تبشروهم فيتّكلوا) متفق عليه.

اقول: نلاحظ على هذا الحديث مايلي:
1) اول ما يتبادر الى ذهن القارئ لهذا الحديث حقوق هذا الحيوان المسكين وقد ركبه رجلان كبيران وهو عادة لا يتحمل سوى راكب واحد, وكأن النبي كان مشغول الذهن بحقوق الله فوقه فغفل عن حقوق الحيوان تحته.

2) لقد نهى النبي في هذا الحديث معاذ من نشر هذا الحديث للناس, ولكنه عصى النبي وافشى هذا الحديث, ويشترك في هذه المعصية جميع رواة هذا الحديث ومنهم البخاري ومسلم وسائر من ذكر هذا الحديث, فكيف يقال بعدالتهم وهم قد خالفوا النبي ؟

3) العجيب من النبي نفسه انه يمنع اخبار الناس بهذه البشارة وقد اخبر بها القرآن في قوله:( ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك), اما لو كان مقصوده ان الله لا يعاقب من لا يشرك به حتى لو قتل وسرق وزنا و.. فهو امر عجيب لا يمكن ان يقوله حتى السفهاء من الناس, بل العكس هو الصحيح, فالله منح الحرية للانسان في الايمان والشرك والالحاد ولا يهمه لو اشرك الانسان او آمن به فالثمرة تعود على الانسان نفسه ولا معنى لان يعاقبه في صورة عدم الايمان به, ولكنه لم يسمح له بالعدوان على الناس وقتلهم لانهم رعيته ومخلوقاته.

4) اساسا ليس لله اي حق على عباده بحيث يحق له ان يؤاخذهم عليه, لانه خلقنا تطوعنا ولم نطلب منه ذلك, وسبق ان قلنا ان سائق التاكسي لو تبرع بايصالك الى بيتك من دون ان تطلب منه ذلك, او قام نقاش بصبغ باب دارك دون علمك وطلبك منه, فلا يستحق شيئا عليك, نعم من الناحية الاخلاقية اذا اعطيته شيئا من المال فانت محسن اليه, وهكذا الحال مع الله فلو شكرناه وعبدناه كان ذلك من حسن اخلاقنا معه لا ان له الحق في عقابنا لو لم نعبده ونشكره. وهكذا تتحول العلاقة بيننا وبين الله الى علاقة اخلاقية ومن شأن هذه الرابطة الاخلاقية ان تقوي انسانيتنا واخلاقنا, اما في الفكر الديني السائد فالعلاقة هي علاقة العبد بمولاه ويجب على العبد الطاعة المطلقة ويحق للمولى ان يعاقب عبده في صورة المخالفة كما في المفهوم البشري للعلاقة بين السيد والعبد. ولكنه قياس مع الفارق ويتضمن وجود اثنينية بين الله ومخلوقاته وان الله مفارق لها ويريد ات يتأمر عليها كما هو حال البشر.

5)هناك خلط واضح في مفهوم الحقوق والعدالة في هذا الحديث, فالحقوق في المفهوم البشري من اختراع الانسان لتسيير حياته الاجتماعية والسياسية وتنظيم علاقته مع الآخرين ولا علاقة بالله في ذلك, ففي الحكومات المدنية هناك حق المجتمع وهو حق معقول في ما لو قام الفرد بالعدوان على الجماعة واثارة الفوضى في المجتمع فيستحق عقوبة معينة, اما في الحكومة الدينية فهناك الكثير من العقوبات العبثية القاسية لا تنطلق من حق الجماعة بل من حق الله كما ورد في الفقه الاسلامي كالرجم وقطع يد السارق وقتل المرتد وغزو البلدان لنشر الاسلام وامثال ذلك, وتقدم ان الله ليس له اي حق علينا سوى الحق الاخلاقي بأن نشكره ونحبه ونؤمن به اذا كان الشخص يؤمن بالله, ولا يترتب عليه اية عقوبة في حال المخالفة.. فلو قيل ان المقصود من حق الله في الفقه هو حق المجتمع كما يدعي بعض الاسلاميين فان المجتمع لا يحق له رجم الزاني لانه لم يعتد على المجتمع اذا كان برضا الطرف الآخر,ولا قتل تارك الصلاة بعد ثلاث مرات, ولا قتل المرتد اذا لم يقم باعمال عدوانية ضد الناس, ولا قطع يد السارق وتشويه خلقه الى آخر حياته, بل ولا يجوز اهانة المذنب وانتقاص كرامته امام الاخرين كما في حكم الجلد امام الملأ في حد الزنا غير المحصن وبعض التعزيرات.. نعم المجتمع له ان يؤدب هذا الشخص بالسجن مثلا او بغرامة مالية لردعه عن ارتكاب المخالفة مرة اخرى. ولا يحق للمجتمع ان يفرض دينه وعقائده على الفرد او على مجتمعات اخرى بالقوة كما يفتي بجواز ذلك الفقهاء...
والمصيبة الاعظم ان حق الله هذا قد ترك تطبيقه للحاكم الاسلامي وللفقهاء وكانت النتيجة تكريس الاستبداد والخوف من الحكام لا من الله بحجة(ان الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن) او ان السلطان ظل الله على الارض كما عند اهل السنة, أو ان الراد عليه كالراد على الله كما عند الشيعة, ولذلك نقرأ في تاريخ الاسلام الكثير من حالات قتل وتعذيب المعارضين السياسيين او المخالفين الفكريين من قبل الحكام وبفتوى الفقهاء بحجة حق الله..... .... والرأي اليكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اين رايك الحقيقي
عبد الله المهدي ( 2014 / 4 / 11 - 08:36 )
السيد القبانجي يذكرل ان المحتمع لا يحق له توقيع عقويه علي الزاني
ثم يعود قرب نهايه المقال فيقول ان من حق المجتمع ان يؤدبه ولكن دون اهانه كرامته علي الملا
اي القولين نصدق
وان كان الفعل الجنسي لاغبار عليه لانه تم باراده الطرفين (حسب الراي الاول) فلماذا التاديب(حسب الراي الثاني)
ولماذا استخدام مصطلح الزنا بايحاءاته الدينيه السلبيه-ان كان الكاتب يري حقا ان الامر طبيعي ولايستحق العقوبه حسب الراي الاول
تنتاقضات السيد القبانجي لاحصر لها -ولا اقصد ما حوي هذا المقال تحديدا ولكن الامر اوسع نطاقا
علي اليو تيوب
له محاضرات حول القران بها ما بها من سخريه وتندر صريح ببعض النصوص القرانيه ثم نفاجا به في بعض كتبه وكتاباته يقول ان القران به حس الهي
ارسي لك علي موقف ثابت يا رجل


2 - صاحب الحق المطلق ولا ظلم ابدا
شاهر الشرقاوى ( 2014 / 4 / 11 - 15:29 )
اساسا ليس لله اي حق على عباده بحيث يحق له ان يؤاخذهم عليه, لانه خلقنا تطوعا ولم نطلب منه ذلك
××××××××××××

عذرا ايها الكاتب
اما انك لست احمد القبانجى وتستعير اسمه فقط
واما انك قد ذهبت الى الالحاد بصريح العبارة ودون تورية او اخفاء او تركت الاسلام الحق لعقيدة خاصة بك وحدك من تاليف هواك

ما هذا ؟؟؟
الله هو الاوحد صاحب الحق المطلق ولا يملك احد حسابه ولا يستطيع من اساسه
هذا اذا كنت تفقه معنى الالوهية اصلا
لا يسأل عما يفعل
الانسان لا يستطيع حساب بعض مخلوقات واحداث الكون وهى مخلوقة او حادثة بفعل الله ..مثل الزلازل والبراكين والاحداث القدرية
فكيف يا من تؤمن بالله وعظمته تقول انه ليس من حق الله اى شئ على عباده لانه لم يستشرهم فى خلقه لهم؟؟
ايه ده؟؟
طب لن ادخل معك فى جدل عقيم
اذا كنت قد اتيت الى الحياة دون ارادة منك فيمكنك مغادرتها باردة منك باشكال كثيرة ..وبالمشيئة والحرية الممنوحة لك من الله
بتعترض ..سيبها
طالما لا تؤمن بالله ومش خايف من حاجة ..ولا طمعان فى حاجة لا جنة ولا نار ولا حتى رضاه
سيبها ..لو حبيت

لست احمد القبانجى او فيه حاجة غلط
او فيه حاجة صح
راجع عقيدتك وايمانك


3 - حقوق الحيوان
أحمد السيد علي ( 2014 / 4 / 11 - 19:11 )
الاستاذ القابنجي أحمد المحترم

أثار إلتفاتتي النظرة الانسانية لحقوق الحيوان حيث يركبان رجلان كبيران إحداهما نبي على حمار مسكين

النقطة الثانية إن الله خلقنا جبرا وعلينا عبادته جبرا... أي إله هذا الذي يدعونا للصلاة والشكر له جبرا وإلاّ يعاقبنا بعذاب أبدي

في الدول المتحضرة والتي تحترم وتصون حقوق الانسان وكرامته السويد مثلا
إذا إختارت إمرأة ناضجة طوعا وبإرادتها
رجل أيضا بإرادته طوعا ممارسة الحب فهذا قمة السمو ويجله المجتمع


وإذا الزوج أجبر زوجته على ممارسة الجنس فهذا يعتبر إغتصاب
عكس ديننا الرعوي الذي يبيح الزواج الطفلة والطفل في سن التاسعة لا هي تحيض وإكتمل رحمها ولا الطفل بلغ سن الحلم
سن التاسعة يعني في الثالث إبتدائي ، أي دين هذا يبيح مفاخذة الرضيعة ورضاعة الكبير
مزيد من التنوير وأنت إمتداد رائع للعرفاء الكبار


4 - لعلك تعرف نوع هذا الحمار ووزنه
عبدالله اغونان ( 2014 / 4 / 11 - 22:16 )

أنت باختصار تؤله الانسان
مالفرق الزمني بين نهي النبي صلى الله عليه وسلم معاذ عن اخبار الناس بهذا الحديث وتاريخ كتابة روايته؟ الوقت مهم.اذ انذاك كانت العقيدة في طور ولما تطورت العلوم كتب الله أن يشيع ويعرف.ليست هذه هي القضية الأولى في هذا النهي
لو كان النبي يمنع الاخبار بهذا الحديث فعلا لما رواه.اذ من علامات صدق الرسالة التبليغ التام.أحيانا لايخبر الطبيب في ظروف نفسية المريض بمرضه الا بعد مدة فهذا الاخبار قد يكون فيه حتفه
الفقرة 4 فيها ندية لله بل جبروت وغرورانساني يرى الله كائنا ضعيفا
هذا دين العرفاء أم الجهلاء؟


5 - اى حمار
على سالم ( 2014 / 4 / 12 - 02:25 )
الاستاذ احمد القابنجى تحيتى لك ,انت لم تذكر من كان هذا الحمار ,اهل كان الحمار يعفور القدوس ام كان حمار اخر


6 - ان حق الله ان نحبه كما احبنا
مروان سعيد ( 2014 / 4 / 12 - 16:26 )
تحية ايها الشيخ الموقر وتحيتي للجميع
كلام رزين ومقنع بان الخالق لم يخلقنا بارادتنا بل خلقنا مجبرين
ولكن بالمسيحية هو مثل الاب وايضا الاب لم يستشر ابنائه لياتي بهم الى الدنيا بل لمحبته بالاولاد
واكراما لمحبته واعطائنا هذه النعم من بصر وسمع وتفكير ووووعطائاته التي احيانا نعرفها واحيانا لانعرفها علينا ان نبادله الحب
ولكن ايضا من حق الاب ان يربي ابنه ويعاقبه اذا ازنب وهذا لمصلحته واعتقد العقوبة لاتتجاوز شد الاذن او كلمة توبيخ
اما قطع الايدي والرقاب من اختصاص الاه جزار يعمل بمذبح وبيده ساطور مثل البلطجية
وخاصة عملية الرجم والجلد انهم من ابشع الجرائم لهذا الاه
وان غلطة مؤلف القران اخذ اكثر تعاليمه من شريعة موسى ولم ياخذها من الوصايا العشر التي هي كلام الله فكشفت لعبته سريعا
ومودتي لك وللجميع

اخر الافلام

.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال


.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا




.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي


.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية




.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا