الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات ولا في الأحلام

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)

2014 / 4 / 11
المجتمع المدني


عندما كنت في مصر حتي عام 2004 . لو كنت قد شاهدت في الحلم , انتخابات كتلك التي عشتها في كندا .. لما صدقت بوجود انتخابات هكذا

شاركت في الانتخابت الكندية حتي الآن 5 مرات - منذ حصولي علي الجنسية الكندية

عشت في مصر 54 سنة . مرة واحدة فقط , التي أدليت فيها بصوتي .. كنت ككل المصريين , لا يثقون في مصداقية أو نزاهة انتخاباتهم - ولاسيما الرئاسية . أم نتيجة ثابتة وهي 9ر99 % !! . أيام الزعيم الملهم ! شيء مضحك طبعاً
وكانت انتخابات البرلمان وحتي علي منصب عمدة بالقرية . لا تخلو من المشاجرات والمهازل . وتزوير و شبهات حول تزوير وتدليس - ومساخر . تدعو المواطن للابتعاد عن المشاركة ..
( طبعاً الوضع تغير لحد أفضل نسبياً . بعد الثورة علي مبارك , ثم الثورة علي مرسي ) .

المرة الوحيدة في حياتي التي شاركت فيها بالادلاء بصوتي في الانتخابت بمصر . ذهبت خصيصاً لاقول لا .. لا للتجديد لحسني مبارك - عام 1999
يومها ما ان اقتربت من باب المدرسة التي كانت فيها لجنة الانتخابات التي أتبعها . تتبع محافظة الجيزة -( مدينة 6 أكتوبر ) حتي شاهدت في فناء المدرسة . شيئاً يجعل الذاهب للادلاء بصوته . قد يولي فراراً . بعد أن يمتليء رعباً

كافة الواقفين بفناء المدرسة . جمع كبير من العماليق .. طوال جداً . ولا يوجد بينهم شخص واحد متوسط الطول , أو قصير , ولا حتي طويل بشكل اعتيادي . بل جميعهم عمالقة , أجسام ممتلئة. كلهم طول واحد , وزن واحد , وعرض واحد
شيء يبعث علي الخوف .. عندما تفاجأ به أمامك - وأنا داخل للجنة استفتاء , علي اعادة اختيار ديكتاتور . ليكون رئيساً للبلاد ..!!
تحاملت علي نفسي . استجمعت شجاعتي , ودخلت , وأشرت في بطاقة الصويت : لا لمبارك
وخرجت . وأنا أتلفت ورائي , طوال الطريق , حتي وصلت لمسكني .. ولم أطمئن الي أن أحداً لم يراقبني وسيحضر للقبض , عليّ الا بعد مرور 3 أيام علي ذاك الحادث
!!!
منذ أسبوعين . ادليت بصوتي - انتخابات خاصة بمقاطعة " كيبك " التي تتبعها مونتريال - حيث أقيم - .
احرص دائما علي الادلاء بصوتي . فهو واجب علي كل مواطن , من ناحية, ومن ناحية أخري . لأنني متاكد من أن صوتي وأصوات كل الناخبين . سيصل بالسلامة .

لجنة الانتخابات كانت في مبني أحد المراكز الثقافية .. ذهبت . كالعادة . لم أجد سيارة شرطة .. ولا حتي عسكري واقف بداخل ولا بخارج اللجنة .. اطلاقاً .. ( لا توجد عصابات دينية . تريد تطبيق شريعة الرب بالغصب ! )

وقفت في الطابور .. أكثر من شابة من المنظمين لسير الطابور . تساعدوا الواقفين . و تلاحظ كبار السن , وتفسح لهم الطريق بسرعة .. متخطين الطابور ..

الطابور يسير بهدؤ , وكذلك التصويت بالداخل - حيث عدد من الصناديق , وكل صندوق بجانبه 3 موظفين لعمل الاجراءات والتأكد من شخصية الناخب , ومن وجود اسمه بقائمة الللجنة

قبل وبعد ظهور النتيجة .. لم تحدث مشاجرات . ولا طعونات . ولا اطلاق مسدسات .. ولا كانت هناك هتافات . ولا بلطجية ..
اطلاقاً اطلاقً

ظهرت نتيجة الانتخابات : خسر الحزب الحاكم ( كتلة كيبك ) وفاز الحزب المعارض ( الليبرال ) .

لا احتجاجات .. لا مشاجرات , لا اصابات , ولا سقوط قتلي . ولا طعونات بتزوير ولا ولا .. أبداً .

هذه هي المرة الثانية التي أشارك فيه في انتخابات خاصة بالمقاطعة - بالاضافة لانتخاب فيدرالي , ومرتان للبلدية - .. وفي المرتين لانتخابات المقاطعة - : خسر الحزب الحاكم - حزبان مختلفان - ..
ورئيسة الحزب - مدام ماروا - خسرت مقعدها في دائرتها ..! وهذا حدث في المرة السابقة لرئيس الحزب الحاكم السابق , قبلها !
وعلي الفور .. بدون كلام : قدمت السيدة ماروا - رئيسة وزراء كيبك - الخاسرة - استقالتها من رئاسة حزبها .و ألقت كلمة , هنات فيها الحزب الفائز , ورئيس وزرائه .
ونفس الشيء فعله من قبل . رئيس الحكومة السابقة لحكومة ماروا - عندما خسر الانتخابات : قدم استقالته علي الفور . من رئاسة حزبه ( بدون كلام ) .

من الذين صوتوا في تلك الانتخابات . بهذا الادب , وبذاك السلوك المتحضر ؟
انهم ناس من ضمنهم مهاجرون من كافة الدول الناطقة بالعربية ! , وهنود , وصينيون , وآسيون , وأفارقة , ومن جزر المحيط الاطلنطي . ومن أوربا الغربية والشرقية معاً , ومن امريكا اللاتينية
كنا بطابور الانتخابات . فينا الأسود والأبيض , والاصفر , والأسمر , والاحمر - كل ألوان البشر ..
وفينا المسلم واليهودي والمسيحي والسيخ والهندوسي والبهائي والزرادشتي , وعبدة الشيطان , والكفرة والملحدون مثلي - والعياذ بالعقل .. !
ومضت الانتخابات ,مثلما تمضي في كل مرة . بالأدب والذوق والانسانية . وبهدؤ ونظام . ووئام . رغم تعد الألوان والأصول والأجناس والديانات !!
ما السبب ؟؟
لماذا لا يحدث مثل ذلك , ببلاد " لا اله الا الله محمد رسول الله " .. ؟؟ ولا يدور سوي الشجار والقتل والتزوير والطعن والحرق . والتدليس حتي اتهام, - أو ضبط - بعض القضاة المشرفين علي الانتخابات .. ولا ضبط امرأة تلبس النقاب , وتدخل متخفية فيه للتصويت 15 مرة لصالح مرشح معين !!!؟

لعل السبب هو أن دستور كندا لا يقول انها دولة اسلامية .. ولا هي دولة مسيحية .. ولا هي دولة أية ديانة أخري .. بل هي وطن لكل من يحملون جنسيتها . أيا كانت دياناتهم أو أجناسهم أو أصولهم أو ألوانهم

وعقبال الحبايب

*************************








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إللى أوله بط بط
هانى شاكر ( 2014 / 4 / 11 - 18:50 )

إللى أوله بط بط
_________

كانت جدتى تحزرنا دوماً ... إللى أوله بط بط ... آخره وز وز .. ربما كانت تحذرنا من سهولة ألبدايات .. ألتى تعقُبها أسوأ ألنهايات

فألعبرة أذن بألنهايات أستاذنا

ألغرب ألكافر له ألنظام و ألنظافة و ألعدل فى ألحياة ألدنيا و أنتخاباتها ... ولكن عاقبتهم ألثعبان ألأقرع

عندنا .. فى بلاد ألإيمان .. زبالة وهرجلة وبلطجة و شحططة و جوع و سجن و قلة قيمة ( و فى حالات نادرة قطع رؤوس و سحل ) فى ألحياة ألدنيا و أنتخاباتها .. ولكن عاقبتنا أنهار خمر و حوريات ملظلظة أو مسلوعة - حسب ألطلب

فهنيئاً لكم أنتخاباتكم ... ولنا ألصبر و ألحوريات

شكرى و تحياتى و تقديرى

....

اخر الافلام

.. سموتريتش يرفع صورة ليحيى السنوار مؤكداً على رفضه صفقة الأسرى


.. تغطية خاصة | جيش الاحتلال يطارد النازحين بالأحزمة النارية في




.. أفراد أمن الكنيست الإسرائيلي يطردون بالقوة شقيق أحد الأسرى ف


.. قيادي في حماس: الحركة وافقت على إطلاق سراح الأسرى بدون وقف د




.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية المصري ومفوض وكالة الأونروا | #عاج