الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحية برهامي

سيد القمني

2014 / 4 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



أغاية الدين أن تحفوا شواربكم...... يا أمة ضحكت من جهلها الأمم / المتنبي
ليت اللحى كات حشيشًا..... لنعلفها خيول المسلمين / بن مفرغ في هجاء بن زياد
*******************
السلفي الأشهر ياسر برهامي، يصطف منافحًا إلى جوار ضباط الشرطة الملتحين، مستندًا إلى حجج لا علاقة لها بأي سلف لا صالح ولا طالح، ولا تاريخ إسلام ولا حديث ولا سيرة ولا قرآن ولا تفسير، إنما هي حجج تنتسب لزماننا الذي لا يعيش فيه برهامي ولا يعرفه، بقواعد زماننا لا بقواعد الشريعة، وبأحكام قوانين تختلف بالكلية عن قواعد زمن الشريعة ولم تكن معلومة في تاريخ السلف ولا التلف، هي قوانين يطلق عليها برهامي ومن ركب معه المركب الوعر: (طاغوتية)، من وضع البشر، ووفق هذا الطاغوت وحكم المحكمة لصالح حق الشرطة في الالتحاء، بحق تشريعي بشري، بحق حرية المواطن في المظهر الذي يختاره وبحق ملكية الجسد لصاحبه، بهذا يطلب برهامي لحية الشرطة، وهي الحرية التي يصادرها برهامي ورفاق دربه العتيق عندما يكون الحديث في حرية الملبس للمرأة دون أن تتعرض للتحرش، أو حرية الراقصة اللامعة صافيناز التي هي بلا شك أجمل كثيرًا من أي برهامي، في الإنعام علينا بنعمة ربنا عليها في حسن الخلقة، والله يبدع الجمال في خلقة لنرى عظمته في بديع صنعته، والله جميل يحب الجمال.
يستعين "برهامي" بالمشهد الغربي في بلاد الكفر والطاغوت حيث الحريات مكفولة، فيطلق رجل الشرطة لحيته فلماذا نحرم شرطتنا من حقهم في الالتحاء؟ ويضيف حجة أخيرة هي أن القساوسة في مصر يظهرون في الشوارع بلحاهم بكل حرية ودون اعتراض، فلماذا نحرمها أبناء شرطتنا الأبرار الأتقياء الذين سيرعون الله في الناس؟.
يدافع برهامي، عن شيء غريب لا يزيد عن كونه نتوءًا قبيحًا لا يحمل سوى المرض والعدوى، أمر ضد الحياة الحديثة وقوانينها التي يلجأ لها برهامي، فيدخل عالمًا غير عالمه المقبور ويلجأ لرجل شرطة يانكي أمريكي بيدلع نفسه بلحية مشذبة، لكنه أيضًا يلبس الجينز ويتحلى بالأقراط وسلاسل الزينة، فلحيته لا تحمل رمزًا دينيًا تتسم به طائفة في المجتمع دون بقية الطوائف، أما لحية برهامي ولحية شرطتنا فتحمل دلالة دينية ينحاز بها صاحبها إلى طائفة بعينها لينصر أخاه ظالمًا أو مظلومًا دون بقية المواطنين، مصحوبة بالزبيبة المقززة المليئة بالقيح وفطريات سجاد المسجد وحصيرة، كناتج ضروري لدوس الأقدام المتطهرة ببلولة ماء الوضوء، وبما فيها من أمراض جلدية، فالزبيبة هي نوع من التنية والإكزيما الملتهبة تأتي بالعدوى من الأقدام المبللة على مكان السجود.
لابد هنا أن الشرطي الملتحي لأسباب دينية أن يكون مؤمنًا بكفر غيره من مسيحيين وشيعة وبهائيين وغيرهم من طوائف، فبرهامي لا يكف بموجب هذه اللحية عن تكفير المسيحيين في كل ظهور له كأداء لأهم الواجبات للملتحي السلفي، ويطلب برهامي نزول إخوانه في اللحية من ضباط إلى الشارع وأقسام الشرطة ليفصلوا في الخصومات بين الناس في مجتمع متعدد الأديان والطوائف؟ !!
أما كون القساوسة يطلقون اللحى فهو ما يؤرق برهامي على اعتبار أن اللحية تخصص إسلامي لا يصح لغيرهم، لذلك يتحدث عنها من منطق السماحة الإسلامية التي تسمح لهم بالظور بلحاهم علنًا ودون مؤاخذة، لذلك فمن الأولى أن يحوزها الشرطي المسلم، والاعتبار هنا مرجعة للوثيقة العمرية لأهل الذمة التي تمنعهم من التشبه بالمسلمين في المظهر، لذلك فالتحاء القس هو تعالٍ إلى مقام برهامي وهو مالا يرضى به برهامي أبدًا.
حديث اللحية المعتمد سلفيًا يستند إلى وجوب مخالفة أهل الكتاب: خالفوهم ما استطعتم، أطلقوا اللحى وحفوا الشوارب، وهو حديث كبقية الأحاديث التي تنتمي إلى زمن مضى عليه أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان، وكان اليهود يشكلون أكثرية سكان الحجاز وعموم جزيرة العرب وقت ظهور الدعوة المحمدية، مع تناثر غير منتظم للمسيحيين وأهمهم عرب الجنوب في جيزان ونجران، وكل هؤلاء إضافة للعرب الوثنيين كانوا يتشابهون في عادة الالتحاء وهي عادة بيئية متوارثة من زمن موغل في القدم، عندما كان البدائي لم يكتشف بعد الأدوات الحادة للحلاقة، وحتى بعد ظهور أدوات بدائية ظلت اللحية ترتبط بحكمة الأجيال الأقديمة وتراث الماضي المقدس وبكبير السن والساحر والكاهن، واستمرت رمزًا للمشيخية القبلية وحكمة السادة .
ومثل بقية العالم كان المصري القديم ينظر إلى اللحية باعتبارها رمز قدم وعراقة وحكمة، لكنه اكتشف مبكرًا صناعة القصدير والسيوف والسكاكين الحادة فقرر تنظيف نفسه بها من كل ما هو شعر سواء بالرأس أو الوجه أو الجسم إبعادًا للحشرات وحرصًا على النظافة الشخصية، وكان فرضًا عليه أن يلقي نفسه في النيل مرتين على الأقل في اليوم الواحد، وتوقف المصري عن إطلاق اللحية من باب النظافة ولكنه حافظ على ذكراها السيادية كتقليد موروث للأكابر، فصنع لحى مستعارة في جدائل من الخيوط التي تتفاوت صنعتها ما بين خيوط الذهب وخيوط الكتان حسب درجة صاحبها، مما يتيح غسلها وتنظيفها منعًا للمرض، وهي التي تزين بها الفراعين مصنوعة من خيوط الذهب والفضة والحرير.
ومع تطور البشرية فقدت اللحية رمزيتها التراثية والسيادية ولم يعد الوضع الاجتماعي الأفضل يتأتى باللحية إنما بالعمل والجهد والمشقة والتفكير العلمي وامتلاك أدوات النجاح والتفوق، وغدت اللحية رمزًا لمخالفة السائد بعدما كانت رمزًا لحكمة السنين.
وعلى مستوى العقيدة الإسلامية فإن اللحية لا تدخل في ميزان حسنات المسلم وسيئاته وإلا دخل جهنم أجلاء مثل الباقوري أو عبد الباسط عبد الصمد أو مظهر شاهين أو محمود عاشور غير الملتحين، يشعون نعومة ونظافة وتحضرًا، فوجوههم ناعمة لامعة مشرقة باللطافة وحسن اللفظ فلا هم شتامين ولا عبوسين ولا مكفرين، وبذات المنطق هل يمكن أن تكون لحية أبي لهب أو أبي الحكم جواز مرور لهم إلى الجنة؟.
الخلاصة من لحية برهامي أن من يطلقونها ويصرون على كونها سمة إيمانية لطائفة بعينها وأنها فرض على المسلم التقي (يقصدون السلفي تحديدًا)، إنما يطلبون من الناس تبجيل صاحبها واحترامه بإعلان لحيوي وكارت تعريف إعلاني يطلب لنفسه العصمة والسيادة، وهي من جانب آخر طعن في إيمان الآخرين وإشعارهم أنهم أقل إيمانًا ومن ثم أقل درجة وأدنى في المكانة من الملتحي، هي طلب سيادة لكل هاب وداب وجاهل عصامي فكلهم عقيم العقل عليل الفكر لا ينتج شيئًا مفيدًا، لأن غباءه لا يسمح له ببلوغ الدرجة الاجتماعية التي يطلبها بالجهد والمعرفة والإنجاز، فيطلق لحيته علينا بما تحمله من مكون ذهني شديد الضيق، وكائنات حشرية ومجهريات عنقودية وعصوية وكروية ترتقي بصاحبها إلى درجة النبوة، اعتمادًا على الحديث (ما أرسل الله نبيًا إلا وابتلاه بالقمل).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ظاهره البرهامى
كامل حرب ( 2014 / 4 / 11 - 23:58 )
ظاهره الشيخ البرهامى فى مصر ظاهره غريبه وعجيبه ولاجدال ان الاعلام الفاسد العفن هو من يركز الاضواء على هؤلاء المشعوذين والدجالين الكذبه ,لاادرى ماهو غرض الاعلام المريض فى هذا ,وجه البرهامى يثير الاعصاب والغليان فى النفوس وبالذات لحيته المنكوشه المقمله والزبيبه الهلاميه القبيحه على جبهته الكؤود والابتسامه البلهاء التى يرسمها على مجهه المنفر اينما ظهر فى اى وسيله اعلاميه ,من المهم ان نبين ان حزب النور السلفى الارهابى وجماعه الاخوان الاجراميه وجهان لعمله واحده ومن العار على الحكومه او الاعلام الفاسد اعطاء اى مساحه اعلاميه لهؤلاء القتله المجرمين والذين احترفوا الكذب والتدليس والمتاجره الرخيصه بالدين


2 - لحى من نوع آخر !!!
رمضان عيسى ( 2014 / 4 / 12 - 11:16 )
أعور أطلق لحية عينه شبه خليعة
قال يا قوم اتبعوني انه قول الشريعة
رد آخر من بعيد إن أقواله خديعة
بل اتبعوني أنا دوما كل أقوالي بديعة
حيرونا بلحى ذات ألوان وضيعة
لونها باهت دوما مثل أكواز دميعة
لا نفيد منها شيئا غير إشعال وقيعة
ليس مسعاهم سلام بل خراب كل ضيعة


3 - دع لحية برهامي.وماذا أفادنا الحليقون وذوي الياقات؟
عبدالله اغونان ( 2014 / 4 / 12 - 21:01 )

كتبت تعليقا وحذفته

تلاااااح

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah