الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في واقع المسلمين العرب – الكشف ُ عن جذر ِ التخلف.

نضال الربضي

2014 / 4 / 12
المجتمع المدني


قراءة في واقع المسلمين العرب – الكشف ُ عن جذر ِ التخلف.

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ظهرت "فجأةً" "المسألة الإسلامية"، و برز الحديث عن الإسلام كتهديد عالمي للسلم، استتبع َ الغزو الأمريكي لأفغانستان و بعدها للعراق، و عانى المسلمون في العالم من توجه الأنظار إليهم دون غيرهم كسبب لكوارث و بلاء الإنسانية، في عملية ٍ اقتصادية ٍ بحتة، بقناع ٍ ديني ٍ بشع، أمَّنت للأمريكان مناطق نفوذها الحيوي في بحر قزوين و الجزيرة العربية و بلاد الشام.

و حتى بعد انكشاف المخطط الأمريكي ظاهرا ً جليا ً، و ظهور أبعاد تحالفات السياسة، المال، و الدين جلية ً في علاقات آل سعود، و آل ثاني مع آل بوش و دوائر صنع القرار في أمريكا و إسرائيل، بقيت الناس عندنا مشغولة ً باللعبة ِ الدينية، لم يذهب تأثيرها مع الكشف و الانكشاف، لكن تعمَّق و ازداد و بَنـَت الشعوب العربية عليه ِ مطارِق هدمها ثم وجهتها نحو مجتمعاتها و مواطنيها لتستكمل َ،،،،،

ماذا تستكمل؟ هنا المقال.

حتى نفهم ماذا يحدث ُ عندنا، علينا أن نقوم َ برحلة ٍ إلى الماضي التاريخي للمنطقة العربية بتركيز ٍ على البعد السياسي و أثر العامل الديني في استيعاب نتائج هذا البعد و معالجة أو محاولة معالجة خيبات آمال الشعوب العربية، ثم نقارن بين هذه الشعوب العربية المُسلمة و الشعب التركي المسلم، لأن العودة للتاريخ ستُجلي أمامنا الحدث، أما المُقارنة مع الشعب التركي المُسلم فستبيِّنُ لنا الفرق بين الشعبين، و تشرح ُ سبب النجاح التركي، و الفشل العربي، على الرغم من اشتراكهما في الإسلام كدين.

إن عودتنا إلى الماضي لا بدَّ أن تقودنا نحو الخلافة العباسية كنقطة ِ انطلاق، فبعد تسيُّد الأموين للإمبراطورية الإسلامية و دمجها في مظاهر حضارة الأمم الأخرى، أو بالأحرى استيعابها لهذه المظاهر و قبولها بهذا الانفتاح الكبير من الإسلام على العالم، أتى العباسيون ليطالبوا بحق "المُلك" بدافع "النسب إلى البيت النبوي"، و ليستلموا السلطة َ إلى حين ٍ حتى سقوط خلافتهم، بأيدي مسلمين، لكن غير عرب، و ليبدأ مسلسل ُ الانحدار العظيم للعرب بعدها.

لم ينجح العرب المسلمون في الحفاظ على المُكتسب المحمدي الأكبر، و هو وحدتهم و سيادتهم، و تسيُّدهم، و هو ذات الشأن الذي انطلق به الرومان قبلهم، و الفرس، و من قبلهم اليونان، و الفراعنة، مع الفارق الحضاري و الفكري و الأدبي لهذه الأمم الذي لا يمكن مقارنته مع الجفاف الصحراوي في الفكر و الجلافة في التعامل و الفجاجة الفاجرة في تحقيق الرغبات البشرية.

إن خضوع العرب لغيرهم حتى و إن كانوا مسلمين، قد زرع في عقولهم قبول الظلم و المهانة و الذل، و خدم شيوخ الإسلام كعوامل قبول و استدامة لهذه المهانة، بحسن نية ٍ حين آمن كثير ٌ منهم أن هذا ما يريده الله، و بسوء نية ٍ عند من تلقوا الهبات و العطايا من الحكام و الملوك و الأمراء، في تلك الأزمنة.

أما المسلم التركي فلقد اعتاد على السيادة، و القهر، و الغـَلبة، و التسيُّد، فالتركي غازي، قوي، مالك، فاعل، لا مفعول ٌ به، و دينه الإسلام، فجاء الإسلام ُ كداعم ٍ للتوسع، بينما خدم نفس الإسلام عند العربي كداعم ٍ لقبول الاستعمار الإسلامي غير العربي، للمسلم العربي، و هذه ظاهرة ٌ جديرة ٌ بالدراسة ِ حقا ً ستفيد كثيرا ً في تبيان مرونة الأديان بشكل ٍ عام و القدرة على توظيفها لتقول أي شئ تريده أن تقولها، سواء ً في السياسة أو الاقتصاد أو المجتمع ككل أو حياة الفرد نفسه.

ما زال المسلم التركي سيدا ً، و تكفي نظرة إلى تركيا اليوم، لتشاهد هذا و تدركه، على الرغم من علمانية تركيا، فالجذر الإسلامي يبقى الأصل، و كذلك الحال عند المجتمعات الغربية، التي على الرغم من علمانيتها يبقى جذرها المسيحي هو الأصل، و هذا ما يفسر سهولة انتشار و استمرارية العداوات بين الشعوب الجديدة في الغرب و الشرق دونما سبب ٍ مُقنع، إلا إذا رجعنا للجذر الأول سبب اختلاف ثقافات هذه البلدان و هو الدين أو دعنا نقول: الاقتتال على الموارد مدفوعا ً بالدين.

لم يتحرر العرب المسلمون من الاستعمار التركي المُسلم إلا جديدا ً في القرن الماضي، و نظروا فوجدوا الحقيقة َ المُرَّة، أن هذا المُستعمر الذي حكمهم باسم الله قد نهبهم أيضا ً باسم الله، و جهـَّلهُم باسم الله، و استعبد شبابهم و مواردهم باسم الله، و أعاد إلى الخلفية، إلى الظل، إلى حيث لا اهتمام و لا تركيز اللغة العربية، لغة الله، و وضع بدلا ً عنها في الواجهة لغة التركي، الذي يحكم باسم الله لا بلغته.

ظهرت حركات الإسلام السياسي من إخوان و سلفين كرد فعل ٍ على هذا الانحدار المخيف عند العربي، لكنها أساءت التشخيص إيَّما إساءة، فبدل أن تنظر إلى سبب بلاء العرب كناتج ٍ عن قرون ٍ من الاستعمار و التجهيل و النهب المقصود من كل المُستعمرين، ظنَّت أن هذا الاستعمار هو "خِلافة" مطلوبة، لكنها انحرفت عن المنهج الصحيح، و اعتقدت أن الانحراف هو سبب المشكلة، بينما الحقيقة ُ الجلية ُ الواضحة أن "الخلافة" نفسها لم تكن موجودة ً أصلا ً فالموجود كان استعمار غير العربي للعربي باسم "الخلافة" و أن هذا بالحقيقة هو المشكلة.

و بدل أن ينظر الإخوان المسلمون و السلفيون إلى واقع أمتهم المرير ليشاهدوا ارتفاع معدل البطالة بين الشباب، و الفقر البشع، و الجهل، و الارتكاس نحو الخرافة كآداة ٍ للتعامل مع الواقع ناتجة ٍ عن العجز الاقتصادي و ضحالة الرؤية الفكرية و القهر و الاستبداد السياسي الجديد، نظروا إلى "مظاهر" الدين السطحية من إطالة لحية و حف شوارب و تقصير ِ دشاديش مع تحجيب ٍ و تنقيب ٍ و تفتيش ٍ على النساء و تضيق ٍ على الحريات الفردية، فكان أنهم أضافوا إلى كل المصائب مصائب َ جديدة ً أثقلت الإنسان العربي و طحنته و أصابت عينه الوحيدة َ الرمداء بالعمى، و يا ليتهم تركوا العين على مرضها فلربما كانت لتصح َّ يوما ً.

إن التركي السيد كان و ما يزال ُ سيدا ً لأنه ابن عصره، ابن تركيا، الإمبراطورية، وريثة الحضارات، وريثة ثقافات المنطقة و ابنتها، و لذلك يستطيع التركي أن يقوم َ حين يسقط، فهو تركي، يتعامل بعقلية المُستعمِر السيد المُعتاد على السيادة، الذي لا يعرف ُ غير السيادة، الذي لا يُخاطب غير السادة و لا يمشي إلا في طُرق السادة، و يسير بحسب مناهج السادة، فينجح علمانيا ً و ينجح ُ إسلاميا ً، فالعقلية ُ هي الأساس، و هي ابنة ُ العصر و الثقافة و التاريخ (و هنا بما يتناسب مع الحاضر، لا باستحضار التاريخ كنموذج وحيد).

أما العربي فلقد كان مُستعمَرا ً منذ العباسين إلى الآن، فأصبح مُعتادا ً على الاستعمار، على أن يفكر غيرُه له، على أن يرسم غيره له الطريق، و يحدد له الأهداف، و يسوقه نحو الأهداف بآليات ٍ يحددها هو، و يجبره عليها، و يجعله يحبها و يريدها و يمجدها، و يتمسك ُ بها، و لذلك يفشل العربي حضاريا ً و يفشل ً إسلامياً.

تُركِّز ُ كثير ٌ من الكتابات على أن سبب انحدار العرب حضاريا ً هو الإسلام كدين، بينما أجد أنا أن سبب الإنحدار ليس الإسلام نفسه لكن المنهج المستمد من الإسلام عند العربي، و قد يبدو للوهلة ِ الأولى أن هذين الأمرين هما واحد ٌ لا فرق، بينما ستفيد ُ النظرة ُ الفاحصة أن الإسلام شئ، و المنهج المستمد عنه و إن كان منه لكنه شئ ٌ آخر تماما ً.

كيف ذلك؟

إن الواقع يخبرنا أن إسلام التركي ليس هو نفسه إسلام العربي، فالإسلام نص، و المنهج تطبيق يفهم النص و يترجمه، و الفهم يختلف بحسب متلقي النص، بحسب تاريخه الإثني و العرقي، و اللغوي أيضا ً، بحسب عاداته و تقاليده، فالمسلم الأوروبي إثنيا ً لا يفهم الإسلام كما يفهمه المسلم في الجزيرة العربية، فإسلامه مُترجم بواسطة ثقافته، و بيئته، و مفاهيمه الخاصة التي تستوعب الإسلام و توثر فيه، كما يؤثر فيها، فتجد المسلم الغربي سمحا ً مُعتدلا ً ابن بيئته و عصره، بينما تجد المسلم في الجزيرة العربية بدويا ً متطرفا ً يميل إلى الفظاظة ِ و الفجاجة ِ بفعل البيئة و التنشئة و البدواة التي سبقت الإسلام و ترجمته في عقله.

إن سبب انحدار المسلم العربي هو انفصاله عن الأسباب الحقيقة للحضارة، و هي أولا ً إدارك الواقع كما هو، و تشخيص ُ موقعه من الأمم الأخرى بطريقة صحيحة، ليس فيها مبالغة في تقدير الذات و تبخيس الآخر، و هي الأمور التي تعلمه أياها البداوة، و يستمد منها منهجه في الإسلام، فالعربي ما زال بدويا ً تفسِّرُ له البداوة معنى الإسلام، فهو ابن بيئته البدوية القاحلة الجافة الوقحة في شُح ِّ مواردها و قسوتها و ظلمها و تفخيمها لقيمة ٍ غير حقيقة للفرد هي كل ما يملك سلاحا ً ضد انعدام قيمته أمام بيئته القاحلة البدوية.

و لذلك فأنا أختلف ُ مع الذين يعتقدون أن القضاء على الإسلام سينهض بالعرب و سيضمن لهم دورا ً حضاريا ً بين الأمم، لأني أرى أن الثقافة العربية التي ترسخت في هذه الشعوب هي البلاء الأصيل الذي يجب أن يتغير، و هذه الثقافة كما أسلفت وليدة ُ البداوة، وليدة ُ الصحراء، تُطوِّع ُ الإسلام لخدمتها لا العكس كما يظن ُّ كثيرون ممن ما زالوا يستشهدون بالنصوص العنيفة في القرآن و الأحاديث، و التي أثبتت نظيراتها في التوارة أنها غير ُ ذات ِ تأثير ٍ على الأمم الأوروبية أو حتى على اليهود، و هم في مجموعهم أسياد ُ هذا الكوكب بحضارتهم التي طوَّعت النصوص العنيفة لمصلحتها حسب بيئاتها المتعددة و خلفيتها الحضارية فسادت، بينما يُطوِّع ُ العربي نصه لمصلحة بيئته الجافة فيوشك على الانقراض.

ما هو الحل؟

الحل هو اتجاه النخب السياسية و الفكرية و الاقتصادية نحو وضع الخطط الاقتصادية الصحيحة لتدفع العربي نحو "الإنتاج"، لأن هذا الإنتاج سيضمن له عدة أمور:

- تغير ثقافته البدوية: من الخوف من العوز و الاتكال على ما تجود به البيئة و ما يجود به غيره إلى الثقة بالقدرة و مُخرجاتها الإنتاجية.
- إصلاح وعيه الإدراكي: حتى يفهم العلاقة بين الأسباب و النتائج فُيدرك أن السيادة و التسيد و العزة و المنعة مُرتبطة بالقوة الاقتصادية و الحُنكة السياسية و القوة العسكرية، لا بوجود جامع ديني و همي بين "المسلمين" في مشارق الأرض و مجامعها.
- و أثناء تحقيق الهدفين السابقين سيُدرك العربي المسلم أن الأمم كلها أبناءُ ثقافاتهم الموروثة أكثر منهم أبناء أديانهم، و أن الأمم لا تنجح بسبب دين، و لا تفشل أيضا ً بسبب دين، فما يُنجحها هو انسجامها مع معطيات الواقع و قدرتها على التعامل مع هذه المعطيات و استغلالها لمنفعتها.

إن الاتجاه نحو الإنتاج يجب أن يترافق مع قوانين تفصل الدين عن الدولة و ترسِّخ ُ للحريات العامة، و هي الحريات الفكرية و الإبداعية التي تنزع من عقل الطاقات الشبابية مفاهيم الوصايا على الفكر، و تُركِّز ُ أيضا ً على السمو الفكري و السمو الأخلاقي، فلسنا دعاة َ انحلال ٍ و إباحية لكن دعاة ُ تنوير ٍ و ثقافة.

و لعلي أختم بآية من القرآن تُبرز ُ أمامنا حجم التشويه الإدراكي الذي يُعاني منه المسلمون العرب اليوم، و الذين ما زالوا بفعل ثقافتهم البدوية و قرون ٍ طويلة من الاستعمار يعجزون عن إدراك العلاقات و الأسباب و ما تستتبعُه من نتائج، تلك الآية الواضحة الجلية التي تقول:

"فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع، و آمنهم من خوف"

أطعمهم و آمنهم، إذا ً فهو الاقتصاد، أولا ً، و الاقتصاد أخيرا ً، و خادمته المطيعة أو عدوته اللدودة: ثقافة البيئة و الإثنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التعليق المحذوف للأستاذ Nasha
نضال الربضي ( 2014 / 4 / 12 - 13:52 )
كتب الأستاذ ناشا في التعليق الذي حذفه محرر التعليقات، و الذي لم أجد فيه ما يمنع نشره من حيث كونه وجهة نظر مُتبناة من الكثيرين و يتعرض لها مقالي بالخصوص، ما يلي:

---------------------------

الأمرين هما واحد
Saturday, April 12, 2014 - nasha


تحياتي استاذ نضال / الاساس الثقافي العربي هو الاسلام بالدرجة الاولى مع ثقافة عالمية مفروضة على العرب فرضاً.
لا داعي للتبرير يا عزيزي نضال يجب تشخيص السبب بدون الشعور بالحرج . عرب الصحراء الان يملكون كنوز العالم ويستغلونها للحروب و الدمار لنشر ثقافتهم الاسلامية . لماذا نضع اللوم على الغير والمشكلة في عقولنا وثقافتنا؟ قل لي كم شاب سعودي كان في الطائرات التي هاجمت اميركا وهل كانو فقراء؟ ما الذي دفعهم للتصادم مع قوى عظمى ؟ الم يكن الشباب الذين فجرو القطارات في لندن ومدريد مسلمين و متمتعين بخيرات من اواهم وبريطانين واسبان جيل ثاني؟ وهل المواطنين المسيحيين في الدول العربية ايضا امبرياليين وصهاينة؟ اليسو اشقاء المواطنة؟ لماذا التمييز ضدهم ؟
المشكلة ثقافية بامتياز وسوف لن تحل الا بتهذيب الاساس وعقلنته وتعديله للقبول بالتعددية و العلمانية.
شكراً
--------


2 - إلى الأستاذ Nasha
نضال الربضي ( 2014 / 4 / 12 - 13:59 )
تحية طيبة أخي ناشا و أهلا ً بك،

التشخيص الصحيح للمرض هو أساس العلاج، فالعلاج الخاطئ حتى و إن كان فعالا ً سيفشل، لأنه علاج لمرض ٍ آخر.

يتعرض بعض المنتقدين لمنهجي الفكري و الكتابي لموضوع: الحرج من المسلمين، و هم يفترضون أنني أتبنى وجهة نظرهم في السر و أكتب خلافها في العلانية، أي أنهم يعتقدون أنني أعتقد أن المشكلة في الإسلام، لكنني لا أقول ذلك لأنني أجامل أو أشعر بالحرج أو أخاف، و هذا غير صحيح.

أخي ناشا أنا لا أدعي كوني باحثا ً أكاديميا ً رفيع المستوى خبيرا ً، لكنني باحث ٌ عقلاني يحب العودة إلى جذور الأشياء و أعتقد أنني أحسن تشخيص الواقع (قد أكون مخطئا ً) و لذلك أكتب فيما أعتقد أنه حق و صحيح، لا أجامل و لا أتحرج.

بالنسبة لطرحك عن الشباب السعودي، في الحقيقة أنت تؤيد ما أقول، راجع كلامي عن أثر البداوة و تطويعها للدين، أو أثر البداوة و ترجمتها للدين، لذلك لم تجد مسلما ً ماليزيا ً أو أندونيسيا ً أو أوروبيا ً أو أمريكيا ً من الذين فجروا الأبراج.

يتبع في التعليق الثاني.


3 - إلى الأستاذ Nasha ت 2
نضال الربضي ( 2014 / 4 / 12 - 14:05 )
تابع من التعليق الأول

ربما تريد أن تستدل على وجود مقاتلين فرنسين و شيشان و أمريكان بين المقاتلين في سوريا، و هذا ناتج عن تغلغل ثقافة البداوة بواسطة وكلاء عرب ينقلونها إلى الغرب لشباب ٍ غربي يقبلها من أولئك الذين هم أصلا ً أشباه منبوذين من مجتمعاتهم الغربية.

أي مرة أخرى نعود للسبب: البداوة و العرب.

التميز ضد العربي المسيحي هو نتاج البداوة أيضا ً. عندنا في الأردن مثلا ً الأخ يتحد مع أخيه ضد ابن عمه و يقتتلون وقت الانتخابات بإطلاق النار على بعضهم، و هؤلاء يتحدون ضد عشيرة أخرى في مشاجرة و هكذا.

العرب المسلمون 300 مليون من أصل ربما 1700 مليون مسلم، أي أن الباقين 1400 مليون لا يتسمون بنفس الثقافة و الحضور الحضاري البدوي الذي يترجم الإسلام.

ما أقصد أن أقوله، أن انتقالنا من الاستهلاك نحو الإنتاج سيغير التفكير العربي، و الثقافة العربية و عندها ستندهش لأن الإسلام العربي سيصبح مختلفا ً جدا ً.

هل نعيش لنشهد هذا؟ أتمنى.

أهلا ً بد دوما ً و دمت بود.


4 - تحياتي عزيزي نضال
قاسم حسن محاجنة ( 2014 / 4 / 12 - 15:12 )
شخصت فأجدت
وأعجبني الفصل بين الدين والتطبيق ، بين النص والمتلقي .
لكن التحول المأمول لن يحدث بذاته ، ولا بد من قوى مجتمعية تقوده .
والسؤال هو :هل هناك قوى مؤهلة لقيادة مثل هذا التغيير ؟
لك تقديري ومودتي


5 - إلى الأستاذ قاسم حسن محاجنة
نضال الربضي ( 2014 / 4 / 12 - 18:04 )
تحية طيبة أخي قاسم و يسعدني حضورك دوما ً،

سؤالك عن القوى المؤهلة لقيادة التغير، عميق جدا ً و الجواب عليه يثير عش الدبابير بما فيه، فهؤلاء -القوى- موجودون، لكنهم غير ذوي تأثير لعدة أسباب:

- بعض منهم أدرك حجم المشكلة العملاق، فيأس من التغير و تأقلم ليطوع هو نفسه العشائرية و الدين لخدمة مصالحه في البزنس أو السياسة.

- بعض منهم يرى أنه لوحده لن يقدر على عمل شئ، و هو بحكم انفصاله عن غيره من المفكرين يفضل أن يبقى في الظل بدلا ً من معركة ٍ خاسرة سيناله منها ضرر ٌ غير مبرر.

- بعض منهم تم تحيدهم بقصد عن الحياة العامة إما بتهديدات أو اعتقالات أو بشراء ذمم و رشاوي.

إننا بحاجة لنخبة تتربى على منهج العلمانية فيكون توجهها علمانيا ً بالكامل، و منها تنتج القيادات الواعية، و هذه مبادرة تحتاج لكسب قائد أو قادة حالين و تغير فكرهم نحو الفكر العلماني حتى يكونوا هم الدافعين لمشروع النخبة القيادية القادمة و هنا التحدي.

ما زلت أعتقد أن التغير يجب أن يأتي أولا ً من النخبة و يتبعهم الجمهور لا العكس.

دمت بود و أهلا ً بك دوما ً.


6 - عزيزي استاذ نضال اشكرك لتسليط الضوء
بشارة ( 2014 / 4 / 12 - 23:24 )
على ثنايا تاريخية معتمة في قضية تخلف شعوبنا
وعلى ذكر الاستعمار باسم الدين فان معظم شجر الزيتون في فلسطين تم استعماله كوقود للقطارات العثمانية(على الاقل هذا ما نقله لنا المسنين)وحدثني ابي ان الناس كانت تجمع بعض حبات الشعير من وراء الخيول العصملية لتسد رمقها وهذا يدل ان الخيول كانت شبعانة بينما الرعايا من البشر بموتون جوعا.ختى كلمة طز خلّدت القسوة التي عاملوا بها فقراء المزارعين لنهب محاصيلهم كضرائب فكان الفلاحين يتحايلون بتغطية جزء من المحصول بالملح اي الطز يالتركية لانه لا تفرض عليه ضريبة
من ثلاث سنوات قمت بزيارة سياحية لتركيا الى مدينة انطاليا المقابلة لقبرص وحقيقة تفاجئت بمستوى الحرية التي تتمتع به النساء هناك(مثلا رايتهن في الحانات مع الرجال) والاذان يكاد لا يسمع والجوامع مثل الكنائس بالكاد ترى المصلين الا ان النبرة القومية وصور اتاتورك واضحة في كل مكان
اتفق معك ان الاسلام بحد ذاته ليس المشكلة,فهو يقدم لك ما تريد(لم يكن كذلك حتى السبعينات الا ان النسخة الوهابية والحركية عممت هذا الاتجاه بقوة البترودولار

ربما كان بوش على حق عندما قال انه يستلزم اجيال لحل المشكلة الاسلامية

تحياتي


7 - تحليلك رائع عزيزى نضال
سامى لبيب ( 2014 / 4 / 13 - 16:02 )
تحياتى ايها الرائع نضال
تحليل جبد ومتماسك وذو رؤية جديرة بالإحترام عزيزى نضال فالثقافة والتاريخ والجذور تصبغ الدين وتطوعه لتجذيره ومن هنا هناك إسلامات عديدة
اتفق معك وهى نفس رؤيتى فالنص لا ينزل على الإنسان كالسحر ليغيره فى اللحظ والتو فالذى يعيش فى بيئة متسامحة لن يتغير مهما سمع من آيات العنف والقسوة وسيظل ينتقى ما ينسجم معه من آيات التسامح
من تعود ان يعيش عبدا أو سيدا من ثقافة تضرب فى جذورالتاريخ سينهج نفس النهج مع عدم السهو من تأثير ظروف موضوعية مغايرة وجدلية العلاقة بين الأشياء .
اعجبنى جدا روشتة العلاج التى طرحتها وأرى ان النقطة الأولى هى التى ستخلق التقاط الأخرى وتؤسسها فقولك (الحل هو اتجاه النخب السياسية و الفكرية و الاقتصادية نحو وضع الخطط الاقتصادية الصحيحة لتدفع العربي نحو الإنتاج )
هذا كفيل لوحده بثورة عارمة تقتلع طرق التفكير والثقافة العفنة وكل منهجيات حياتنا فلا نحمل هما بالتنوير والتثقيف وتغيير مناهج الناس الفكرية والسلوكية فستتهاوى المنظومات القديمة ويحل مكانها ثقافة جديدة
تحية لك ولقلمك الواعى الجميل


8 - إلى الأستاذ بشارة
نضال الربضي ( 2014 / 4 / 13 - 16:11 )
تحية طيبة أخي بشارة،

كلامك يذكرني بالخبر الذي روته أخت جدي لنا، عن عودة أبيها من الحرب بعدما جنده الأتراك، إن زوجته لم تتعرف عليه أول ما رأته لتغير حاله شكلا ً و وزنا ً حتى حين لاقاها على باب بيته.

لقد دمر الأتراك الوعي العربي حينما زوروا احتلالهم و جعلوا منه -خلافة- و هم لا يزيدون عن كونهم لصوص أرض ٍ و حضارة انتهكوا بلداننا و حاولوا محي لغتنا و هويتنا القومية، و للأسف ما زلت تجد من بعض الساذجين كلاما ً عن -المؤامرة على الخلافة الإسلامية- و يتكلمون عن خروج الأتراك و كأن عصرهم كان ملكوت الله على الأرض.

مشكلتنا الحالية هي البداوة و جلافتها و منهجها الجاف و تأثيره في تشكيل الوعي الديني و الفكري و الذي تجده ما زال موجودا ً بكل استعدائه للآخر و ضحالته في الرؤية في المجتمع العربي شاملا ً كل طبقات المجتمع حتى لإنك تجده بين مؤمنين و ملحدين و لا دينين، بسطاء، و مثقفين، و دكاترة علم تحرروا من خرافات الدين لكن منهجهم ما زال هو هو لم يتغير، إنها العقلية يا سيدي و ليست العقيدة.

هذه الثقافة هي مشكلتنا، و هي لن تتغير إلا بالعلمانية و الإنتاج فقط.

أهلا ً بك دوما ً.


9 - إلى الأستاذ سامي لبيب
نضال الربضي ( 2014 / 4 / 13 - 18:38 )
تحية طيبة لمفكر الموقع المُتصل بهموم هذه الأمة دوما ً أخونا سامي لبيب،

يسعدني حضورك العذب و كلماتك الجميلة، و يسعدني اتفاقنا في الرؤية، فالإقتصاد هو الأصل و الدافع، منذ فجر التاريخ إلى اليوم، منذ أن وقفت الكاهنة الأولى تكهن ُ ترسم الرجال يصيدون، و يعودون بالصيد سحرا ً تشاكليا ً، مرورا ً بالغزوات العربية لبلاد الشام و المغرب، و الأوروبية لبيت المقدس، و حتى حروب آل بوش و مشكلة جزيرة القرم اليوم.

إن توأم التكنولوجيا و الإنتاج في أي مجتمع هو -الدين البراغماتي- الذي يصقُل -دين الفرد-، و لهذا فلكل ِ دين ٍ وجهان، الوجه الأول: الدين نفسه، و الوجه الثاني: الظرف و الثقافة و ما يرتبط فيهما.

أحاول نقل هذه الرؤية للقراء الكرام حتى يتبينوا الموضع الصحيح للخلل، و ماهية الخلل، فينتقلوا من محدودية مسؤولية النص نحو رحابة البعد الإنساني كاملا ً.

دمت بود و أهلا ً بك دوما ً.


10 - إلى الأستاذ سامي لبيب
نضال الربضي ( 2014 / 4 / 13 - 18:44 )
تحية طيبة لمفكر الموقع المُتصل بهموم هذه الأمة دوما ً أخونا سامي لبيب،

يسعدني حضورك العذب و كلماتك الجميلة، و يسعدني اتفاقنا في الرؤية، فالإقتصاد هو الأصل و الدافع، منذ فجر التاريخ إلى اليوم، منذ أن وقفت الكاهنة الأولى تكهن ُ ترسم الرجال يصيدون، و يعودون بالصيد سحرا ً تشاكليا ً، مرورا ً بالغزوات العربية لبلاد الشام و المغرب، و الأوروبية لبيت المقدس، و حتى حروب آل بوش و مشكلة جزيرة القرم اليوم.

إن توأم التكنولوجيا و الإنتاج في أي مجتمع هو -الدين البراغماتي- الذي يصقُل -دين الفرد-، و لهذا فلكل ِ دين ٍ وجهان، الوجه الأول: الدين نفسه، و الوجه الثاني: الظرف و الثقافة و ما يرتبط فيهما.

أحاول نقل هذه الرؤية للقراء الكرام حتى يتبينوا الموضع الصحيح للخلل، و ماهية الخلل، فينتقلوا من محدودية مسؤولية النص نحو رحابة البعد الإنساني كاملا ً.

دمت بود و أهلا ً بك دوما ً.

اخر الافلام

.. موجز أخبار السابعة مساءً- رئيس تشيلي: الوضع الإنساني في غزة


.. الأونروا: ملاجئنا في رفح أصبحت فارغة ونحذر من نفاد الوقود




.. بعد قصة مذكرات الاعتقال بحق صحفيين روس.. مدفيديف يهدد جورج ك


.. زعيم المعارضة الإسرائلية يحذر نتنياهو: التراجع عن الصفقة حكم




.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - مسؤول الأغذية العالمي في فلسطين: