الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسألة الجنسانية (4)

عبد الصمد فكري

2014 / 4 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إرضاء القضيب مطلب قهري (4/5)
إن الرجل (...) اليوم يتحول ويتجدد باستمرار ويعيش أعتى حالات الكبت والضغط الذي حوله إلى أداة كل ما يشغله هو تحقيق علاقة جنسية، بحيث تحول الجنس من ضرورة إنسانية اجتماعية إلى غاية حيوانية مازوخية ، ليتحول بذلك إلى إنسان مهووس داخل مجتمع يمارس رقابة مكثفة على الجنس.
فإذا أمنا بالنظرية القائلة أن الرجل من الناحية السيكولوجية يمتلك غريزة جنسية تكبر مع النظر إلى جسد المرأة ، وهذه الأخيرة تتم إثارتها جنسيا من خلال مغازلتها وإبداء الاعجاب بها، فربما من حيث هذه الاختلافات النفسية تعتبر المرأة بلباسها المثير في الشارع أو التي تظهر بعض مفاتنها ، مستفزة لمشاعر الرجل. وبهذا المعنى فإن هذه الترسيمة تعتبر ذكورية باطريكية في المجتمعات الأبيسية التي تعتبر الرجل حيوانا ينتصب قضيبه كلما رأى أنثى ، والمرأة بهذا المعنى تتحول إلى مجرد جسد فاتن ينبغي حجبه.
فقد أصبح الذكر داخل المجتمع المغربي الأبوي الفاعل الأول الممارس لمختلف السلط والأنشطة الاجتماعية ، كمهيمن ومسيطر يُخضِع الأنثى لمختلف المواقف والرغبات. كما أصبحت الأنثى وسيلة لانتشار وتعدد أشكال متنوعة من السلوكات الجنسية (كفرضية) ، بنوعية اللباس الذي ترتدينَه والمثير. ومن جهة ثانية فإن هنالك قاعدة نسائية ترى أن " العهر ليس في لباس المرأة بل هو في عقل الرجل " ، مؤكدة على أن جسدها ليس وسيلة إغراء وتأثير وليس سببا رئيسيا في قيام الذكور بملاحقتهم، بل هناك دوافع آخرى تتدخل في هذه المسألة منها ما هو تربوي أخلاقي يرجع إلى التنشئة الاجتماعية التي تنبني على القيم والمبادئ الأخلاقية ، ومنها ما هو مؤسساتي يعود إلى كيفية تدبير الدولة لمسألة الجنسانية. لذلك فسلوكات الرجل الجنسية تجاه / ومن خلال المرأة هي ضرب من العنف الرمزي لمقوماتها الإنسانية.
من الذي يرى بأن سببَ قهرِ رجلٍ شامخ قوي يكسر الحجر ويحمل الأطنان يسقط عند نظرة جسد مرأة، يرجع بالأساس إلى غياب ثقافة جنسية ملقنة في إطار تنشئة وتربية اجتماعية للأجيال في البيت والمدرسة وعلى مختلف المواقف والأفعال التي من شأنها فهم المسألة الجنسانية، قصد بناء هوية الفرد النوعية، بمعنى أن كلا من الرجل والمرأة ليسا مجرد معطيين بيولوجيين : فقضيب الرجل وفرج المرأة معطيين يشكلان فقط الهوية الجنسية لكل منهما. لذلك وجب الإثبات على أن ذكورة الرجل تحولت إلى سلطة تبنى على موقع اجتماعي سلطوي تراتبي تتخذ شكل تنظيمي يدور حول حلقة غير بعيدة عن التصور الديني "الرجال قوامون على النساء " وعن التشريعات القانونية وعن الأخلاق والقيم الاجتماعية "الهيمنة الذكورية". فالقرآن يذكر " ‏‏قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ". لذا يلزم إعادة التفكير لتغيير كل أشكال العنف التي تحد من حرية المرأة ، لأنه يصعب الاستمرار في تنظيم هذا التواجد بمنطلق ذكوري.
فعلى الرجل أن يقتنع بأن هيجانه الجنسي ليس بسبب تواجد المرأة في الأماكن العمومية خارج المنزل لأن ذلك من صبيب حريتها الشخصية بل يجب عليه أن يتعلم كيفية ضبط نفسه والتصرف بعقلانية.
إضافة إلى تأكيد ضعف الوازع الديني لدى أغلب شباب اليوم ، هذا الوازع الذي أصبح وجوده من عدمه. فبعض الشباب يهربون من الجنس إما للصلاة وحفظ وقراءة القرآن ، وإما لتناول المخدرات باعتبارهما سبيلين لملئ هذه الطاقة أو الحاجة الماسة للجنس. فلم يعد للدين ذاك الدور الفعال في التربية والتعليم وتلقين الأجيال ، ذلك أن مسألة التحريم أصبحت قاعدة بدون فعالية على أرض الواقع. والسؤال الذي يجب طرحه، هو ما الجدوى من قيم وتشريعات دينية وأخلاقية يخرقها الكثير من الأفراد يوميا ؟ هل يتم خرقها لأنها غير واقعية ؟ أم لأنها لم تعد تستجيب لحاجيات الفرد المعاصر في ظل ثنائية التعولم والتحفظ ؟.
لهذا فإننا من خلال هذا العمل ، نود أن يتم تكثيف الدراسات المتعلقة بهذا الشأن بهدف البحث عن حلول ضمنية نتوخى من خلالها حل مشاكل الشباب الاقتصادية ومنها الجنسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاتح مايو 2024 في أفق الحروب الأهلية


.. السداسية العربية تصيغ ورقة لخريطة طريق تشمل 4 مراحل أولها عو




.. آخرهم ترامب.. كل حلفائك باعوك يا نتنياهو


.. -شريكة في الفظائع-.. السودان يتهم بريطانيا بعد ما حدث لـ-جلس




.. -اعتبارات سياسية داخلية-.. لماذا يصر نتنياهو على اجتياح رفح؟