الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهزلة النقد اللغوي للنص الديني

شوكت جميل

2014 / 4 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بداية، وجب القول أن المقال ليس قدحاً و لا ذماً لكائن من كان،بل ذوداً عن اللغة و قد أُسيء إليها إساءة ً بالغةً مرة بعد مرة،و كنت أرى الأغلاط فأبتسم و أدير وجهي ،حتى بلغ السخف غايته،و ارتقبت أن ينتبه الكاتب إلى أغلاطه،أو ينبهه من بالموقع إليها،فلم يحدث و اللغة تهان يوماً فيوم، فلم يبقَ في قوس الصبر منزع..أما أن النصوص الدينية ليست فوق النقد و التحليل فهذا حق،أما و أنها تحوي الكثير مما خرج على قواعد اللغة فهذا حق_و قد فطن إلى أكثره و حصره المفسرون القدامى_،أما و أن يتصدى لهذا النقد مَن لا يلم بقواعد اللغة إلمام صبية المدارس فيخطأ الصواب و يصوب الخطأ،و يخبط خبط العشواء، فهذه هي المهزلة حقاً..وحتى لا أطيل أعرض بعض ما جاء على هذا الموقع الكريم من مهازل اللغة لواحدٍ ممن يتوهمون المقدرة و لا يملكون القواعد الأولية،و أعتبرها إهانة لقراء الموقع و كتّابه و قبل كل شيء للغة،وسأكتفي بمقالٍ واحدٍ و ما شمله من أغلاط ،بل قل جرائم في حق اللغة:
المقال على الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=409187
يقول فيه السيد اللغوي الجهبذ بالنص:
أخطاء القرآن / الخطأ 141
---------------------------
وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ (سورة يونس 10 : 21)
خطأ وصحيحه: من بعد ضراءِ
إنتهى
و لا أملك إلا أن أندهش!..لقد توهم صاحبنا أن ضرَّاء ما دامت مجرورة فلزم أن تلحقها الكسرة!و كأنه لا يعلم أن (ضراء)من الأسماء الممنوعة من الصرف والممنوع من الصرف ينصب و يجر بالفتحة...و يرفع بالضمة إذا كان مجرداً من (أل)و الإضافة كما في عبارتك،و يعلم صبية المدارس أن الأسماء الممنوعة من الصرف هي:
_ما كان مختوماً بألف التأنيث المقصورة،مثل:بُشْرى،حبلى..إلخ.
_ما كان مختوماً بألف التأنيث الممدودة،مثل:حسناء،ضرَّاء..إلخ
_ما كان على صيغة منتهى الجموع،مثل قنابل، مدافع..إلخ
فتقول:ألقيت بقنابلَ من دخان(لاحظ الفتحة مع أنها مجرورة)،و كذلك ضراء في المثال السابق،أما إذا أضيفت الممنوع من الصرف جر بالكسرة فتقول:ألقيت بقنابلِ الدخان...و ليس على صاحبنا الرجوع إلى سيبويه،حسبه أي كتاب نحو للمرحلة الإعدادية أو الثانوية في المدارس العربية،فيظفر بكل كما قدمنا.
و حتى لا أسهب في هذا السخف،سأكتفي بمصيبة أخرى في نفس المقال و على الرابط السابق!:
يقول صاحبنا نصاً:
أخطاء القرآن / الخطأ 148
---------------------------
وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (سورة هود 11 : 7)
خطأ: لَيَقُولَنَّ: كان يجب رفع الفعل كما في الآية اللاحقة: وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ
إنتهى
و لا أملك سوى المزيد من الدهشة!!!عن أي رفع و أي نصب و أي جر يتحدث!و نخبره كما نخبر صبية المدارس أن النون هنا لتأكيد،فكيف تشتق صيغة التوكيد؟نقول في المضارع أو الأمر يفتح آخر الفعل(دائماً و أبداً) و تلحقه بالنون،مثل(يقولَنَّ)_و هي صحيحة_ كما في مثالك فأصلها:ليقول الذين كفروا...أما إذا التقت نون التوكيد مع واو الجماعة أو ياء التأنيث،تحذف الواو و الياء و نستعيض عنها بحركتها قبل النون،مثل(ليقولُنَّ)_صحيحة أيضا_..فأصلها ليقولوا..و حذفت الواو، فأي رفع هذا الذي يتحدث عنه صاحبنا؟!..و هذا أيضاً كله في كتب صبية المدارس في باب التوكيد!.

و في الحقيقة أحس بشيء ليس بالقليل من الأذى و الخجل،لسردي أبسط قواعد النحو على القراء الكرام،و لكن ما باليد حيلة،و أحسبه شيئاً يدعو للخجل أن تنشر هذه السخافات و المغالطات على موقعٍ،وجب عليه أن يحترم قرّاءه،أما نصيحتي لمن يكتب هذا الهذر،أن أمامه مجهوداً هائلاً لتعلم اللغة لا بغرض نقد النصوص بل كي ما يستطيع أن يقيم عبارة سليمة و حسب،و أتساءل كيف لمن كان مقدار علمه في اللغة ما قدمنا ،أن يحظى بالثقة في ترجمته لكتابٍ لا يتقن لغته!و لا يفقه بناء التوكيد من النصب و الرفع،ولا المصروف من الأسماء من الممنوع من الصرف منها،و لا يعلم علامات إعرابها!..
أما المثير للدهشة حقاً فهو السجال الدائر بين الفريقين،و الردود الملتهبة ،و لكنهم لم يفطنوا إلى الأغلاط جميعاً،ما يجعلنا نتساءل..عن مقدار علم الطرفين باللغة التي يلبسون لبوس العلماء فيها؟!
ويسألونك بعدها عن النقد الديني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السلام عليكم. .
عمر ( 2014 / 4 / 15 - 12:06 )
أحسنت وأحسن الله إليك أخي شوكت. .
الكاتب هناك لن يرضى إلا أن يجرنا إلى وحل فكره. .لكن هيهات


2 - توضيح
شوكت جميل ( 2014 / 4 / 15 - 14:39 )
الإستاذ/عمر
تحية و بعد
اولا:ليس في الأمر من إحسان،بل إنحياز للعلم و الموضوعية،و لم أقصد إهانة أي شخص كان..
ثانيا:لا قداسة للنصوص الدينية تحت منظار النقد الديني و اللغوي..
ثالثا:النصوص الدينية تكتظ بمخلفات جسيمة لقواعد اللغة و لا أذيع سراً فقد بات هذا أشهر من نار على علم.
رابعا:و لكن هذا لا يعني تلفيق أخطاء موهومة،و تغيير قواعد اللغة حتى نثبت خطأ النص الديني،إما عن جهل و إما عن تدليس يتساوى و الكذب...
خامسا:لم أتعرض لآخطاء اللغة في ما نكتبه جميعنا،و هو وارد عن سهو أو غفلة أو حتى عن تقصير،و ليس ثمت علاقة بين هذا و ما ورد في رابعا،لو أدرك البعض.
نحو عالم حر نزيه.
تحياتي و أحترامي


3 - السلام عليكم. .
عمر ( 2014 / 4 / 15 - 19:52 )
اخي شوكت. .
الإنتصار للحق فضيلة. .وهذا حسبي منك. .
وجزيت خيرا. .

اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية