الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضربات ولعنات وصلوات

شريف عشري

2014 / 4 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


انتشرت قديما عادة غريبة بين المصريين خصوصا القادمين من الفلاحين والصعيد وهى عادة رش الدم على أبواب المنازل ...أنا عن نفسي لما كنت صغير كنت أراها كثيرا ظاهرة بوضوح على أبواب المنازل ... و الحقيقة أنني لم أجد- وقتذاك- لها أي تفسير واضح بين كل من سألتهم عن سبب ذبح خروف أو حمل أو عجل أو بقرة ورش جزء من دمهم على الأبواب الخارجية للمنازل !! ...فكل من كنت اسأله كان يجاوب على أساس أنها عادة تمنع دخول الشياطين للمنزل أو عادة تمنع دخول الشر إلى المنزل أو عادة تحمى المنزل من كل مكروه ..... الخ .. وهكذا كانت تتباين الردود لكنها كلها كانت تتفق في أن تلك العادة بالفعل موجودة وكان معظم المصريين آنذاك يطبقونها بدون أن يعرفوا الحكمة من ورائها !!!وبعد انتشار الانترنت.. بدت لي فرصة ذهبية أن أقرأ الكتاب المقدس والذي كان مقصور على الكنائس وحدها دون سواها !! – فقرأت في العهد القديم وفى سفر الخروج- على ما أتذكر - أن الله أراد أن يعبر ببني إسرائيل من مصر حيث العبودية إلى ارض الميعاد في أورشليم القدس وعبر ارض سيناء والبحر الأحمر ..والقصة – في الواقع - لها سندها في كل الكتب التي تتبع الديانات الإبراهيمية الثلاث ولاسيما القرآن ... وخلاصة القول: أن الله آنذاك أمر موسى بان يذهب لفرعون ويطلب منه أن يطلق سراح اليهود ويفك أسر عبوديتهم لفرعون وفى كل مرة كان فرعون يرفض طلب موسى كان الله ينتاب مصر بضربة قوية تزلزل أوصالها وتضغط على فرعون لقبول طلب موسى إلا أن الله كان بعد كل ضربة أيضا يقسى قلب فرعون ويجعله يرفض وذلك حتى يتمجد الله نفسه ويكون له شاهدا على مدى قوة الله اللانهائية ....وقد بلغ عدد الضربات التي وجعت لمصر آنذاك 10 ضربات وأهمها وأخطرها – على الإطلاق - ضربة الأبكار وهى الضربة رقم عشرة و الأخيرة والتي سبقت خروج اليهود من مصر وتحررهم من العبودية لفرعون إلى الحرية في عبادة الله الواحد ...(ملحوظة : مذكور من تلك الضربات العشرة في القرآن 9 ضربات فقط ولم تذكر الضربة العاشرة ! ) الغريب أن الله جنب شعبه آنذاك ويلات تلك الضربات العشر فكانت تصيب غير المؤمنين بينما المؤمنين والموحدين بالله -وهم شعبه آنذاك- تجاوزوا تلك الضربات وتلك اللعنات بسلام !!! وفى الضربة العاشرة بالذات نرى أن الله قد أمر موسى بأن يأمر الأخير شعبه وينبهه إلى أهمية ذبح أضحية ورش دمها على الأبواب وبذلك يمكن أن يجتاز ملاك الموت تلك المنازل المرشوشة بالدم وبهذا يمكن للمؤمن وأهل بيته أن ينجو من تلك الضربة والتي اختصت بموت كل بكر في كل منزل بمصر !!!! وعند معرفتي وقرائتى لهذا الأمر أيقنت أن تلك الأحداث هي التي أصلت عند المصريين – زمان ومن قديم الأزل - عادة رش الدم على أبواب المنازل !!! فهذه العادة لها – في الواقع – جذور عقائدية هامة ومن أمد بعيد !!السؤال هنا ؟ هل تنتاب مصر في الآونة الراهنة ضربات ولعنات على نفس الشاكلة التي انتابتها أيام موسى ؟ والإجابة طبعا متروكة للقارئ ...والسؤال الثاني هو : كيف السبيل للمؤمنين بتجنب ويلات تلك الضربات واللعنات ؟ في رأيي أن السبيل الوحيد هو طلب حماية الله والتسربل برحمته وهو ما يسميه المسيحيون طلب الحماية بالدم ....والسؤال الأخطر هنا ...ألسنا نحن جميعا أحوج إلى طلب تلك الحماية والآن خصوصا أن مصر قادمة – لا محالة – على ويلات ولعنات وضربات أشد وطأة وأقوى وقعا على المصريين جميعا ؟ لكل ما سبق مازلت اكرر وانصح بوجوب أن نلجأ جميعا الآن وفى تلك الأوقات الصعبة إلى الله الحقيقي وأن نطلب حمايته حتى نتجنب ويلات تلك الضربات واللعنات وذلك قبل فوات الأوان وقبل أن يسبق السيف العزل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار