الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بر وتوكلات حكماء صهيون ( 3 ) الحاخام فنحاس وكيسي الشعير

سيلوس العراقي

2014 / 4 / 16
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


"الحاخام فنحاس وكيسي الشعير"
فنحاس بن يائير حاخام (حكيم) من حكماء اسرائيل من القرن الثاني الميلادي، وهو صهر الحاخام شيمون بن يوحاي ، اشترك في الثورة ضد الاستعمار الروماني المدنِّس والمحتل لأرض اسرائيل. كان معروفاً بقداسة سيرته وحياته وطيبته وحكمته ، مما جعل الناس تلتجيء اليه أثناء حياته لأخذ مشورته في أمور الحياة العديدة بشتى مشاكلها واشكالياتها، وبالخصوص في مسائل الايمان وممارسته في الحياة . وينسب اليه التقليد اليهودي ويعتبره كواضع البذرة الرئيسية للزوهار المرجع الرئيسي للقبالا .
قبر حاخام فنحاس في أرض اسرائيل يوجد في مدينة صفد. وبالرغم من أنه أوصى تلاميذه بكل تواضع أن يتعلموا من أسلوب حياته في الورع والتواضع وحب ّ الانسان وبدرجة اولى المحتاجين والفقراء، واتباع تعليمه في الحكمة ، وعدم ممارسة عادة الوقوف على القبور وعدم القيام بذلك مع قبره بعد وفاته . لكن تلاميذه لم يتمكنوا من الالتزام بذلك ، فقاموا بوضع حجرة علامة ـ لتخليد ذكرى معلمهم الحاخام القديس ـ على قبره مكتوب عليها اسمه .
ولم يكتفوا بزيارة قبره والصلاة والأدعية بجانبه ، بل انهم لشدة محبتهم له قاموا بممارسة جديدة وغريبة في اسرائيل ، وهي القيام بالدوران حول قبره سبع مرات يقرأون ويرتلون الصلوات والمزامير ، واستمرت هذه الممارسة من قبل محبيه لعقود كثيرة ولغاية اليوم، وربما تكون عادة ممارسة الدوران حول قبره انتقلت الى المسلمين في دورانهم حول الكعبة . يعتبر قبر فنحاس ( الواقع عند المدخل الرئيسي لمقبرة صفد اليوم) مزاراً يزوره الكثير من المؤمنين ومن محبي الحاخام والمعلم فنحاس. وهذه احى الروايات التي تركها لنا التقليد اليهودي حول هذا الانسان الحكيم الورع والقديس.
كان من المعتاد في الماضي كما اليوم أيضاً، أن يقوم الفقراء والمحتاجون الذين لا مصدر رزق لهم بالتجول بين المدن والبلدات لجمع الصدقات وما يمنحه المحسنين لهم.
دخل اثنان من الفقراء الى بلدة الحاخام فنحاس (اللد) وطرقوا أبواب البلدة باباً باباً طالبين الصدقات. لكن حال أهالي البلدة الفقيرة في ذلك الوقت لم تسعف الرجلين الفقيرين الا بالشحيح، حيث تصدقوا عليهم بالشعير، ولم يجمعوا أكثر من كيسين من الشعير. وفكرا بأنه من الأفضل تأمين كيسي الشعير لدى الحاخام فنحاس المعروف في البلدة بدلا من تحمّل مشقة حملها، وهما متوجهين لجمع الصدقات من بلدات وقرى أخرى لأنهما لم يتوفقا في عملهما في هذه البلدة.
فذهبا الى الحاخام لتأمين كيسي الشعير لديه، على أن يعودا بعد أيام لاسترداده وحمله . فقبل الحاخام برحابة صدر طلب الفقيرين . وذهب الفقيران في طريقهما للاستجداء وجمع الصدقات من بلدات أخرى .
انتظر الحاخام عدة أيام عودة الفقيرين، اللذان يبدو أنهما قد نسيا الكيسين أو لأنهما قد توفقا بعطاءات وصدقات أكثر قيمة فأهملا كيسي الشعير ، ومرّ اسبوع، شهر وشهرين وأكثر من الانتظار، ومرت سنة بأكملها ولم يعد الفقيران لاستعادة الأمانة من حاخام فنحاس.
فقال الحاخام لنفسه : "لو قمت بترك كيسي شعير الفقيرين في مخزني لفترة أطول فان الشعير سيتلف أو ربما ستأكله الفئران ، وحين سيعود الفقيران البائسان سوف لن يجدا شعيرهما على حاله الجيد الذي تركوه بين يدي".
فنهض الحاخام وذهب الى حقله وحرث التربة وزرع حبوب كيسي الشعير، فمر فصل الشتاء وأتى موسم الحصاد فحصد ناتج الشعير وعبأه بأكياس ووضعها في مخزنه تنتظر عودة الفقيرين اللذين لم يعودا. وقام الحاخام بزراعة شعير الفقيرين سنة أخرى وثالثة وو، لمدة سبع سنوات، ولم يعد الفقيران المستعطيان، وكمية انتاج الشعير تتضاعف في مخزن الحاخام.
بعد سبع سنوات ، وفي طريق الصدفة عاد ذات الفقيران الى بلدة الحاخام . وحدث أن تذكّر أحدهما بأنهما قد تركا آخر مرة قبل سنوات كمية من الشعير أمانة في بيت الحاخام فنحاس بن يائير. واعتقدا بأن كيسي الشعير لازالا ربما في حال جيدة. ففكرا بالذهاب الى بيت الحاخام والسؤال عن كيسي الشعير.
فوصلا بيت الحاخام، والتقيا به وسألاه إن كان كيسي الشعير الأمانة التي تركاها قبل سبع سنين لديه لا زالت موجودة . وبعد أن تأكد الحاخام من أن الشخصين هما نفسهما اللذان سلماه كيسي الشعير، رحّب بهما من جديد قائلا ً : "بكل تأكيد فان الأمانة لا زالت لدي، وسأعيدها لكما، لكن سيكون من الأصعب جداً عليكما هذه المرة حملها لوحدكما، فان الأمر يتطلب أن تجلبا حميراً وجمالاً عديدة لتحميل شعيركما". واصطحبهما الى مخزنه ليريهما الشعير قائلاً : كل هذا الشعير هو ناتج من كيسي شعيركما الأمانة التي تركتماها معي ".
سلّم الحاخام كل أكياس الشعير ناتج محصول كيسي الشعير المؤمّنين لديه، من دون أن يطلب منهما أي شيء لقاء أتعابه وتخزينه للشعير في مخزنه. فحملا كل الشعير معهما شاكرين الحاخام على العمل العظيم الذي قام به لأجلهما، العمل الذي سيعينهم على عدم الاستجداء من بعد.

العالم بحاجة الى حكماء من نوعية حكماء صهيون، مثل حاخام فنحاس، ليصبح عالما مختلفا عما هو عليه اليوم. يمكن التعلم واستخلاص الكثير من الحكمة من هؤلاء الرجال الحكماء .

ملاحظة مهمة : أن عنوان المقال ليس ـ بروتوكولات حكماء صهيون (المزيّفة ) ، بل أحببت التلاعب على الكلمات ليكون عنوان المقال : برّ و توكّــلات حكماء صهيون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فـرنـسـا - أفـريـقـيـا: هـل طـويت صـفحة الوجود العسكري؟ • فر


.. أولى مناظرات الانتخابات الرئاسية الأميركية 28 يونيو 01:00 GM




.. بوتين قد لا يتوقف عند أوكرانيا..ما هي الدول الأخرى التي قد ي


.. حسن نصر الله يراهن على اللبنانيين -كسلاح-... وإسرائيل تعلم م




.. أبرز ما جاء في مقابلة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال ه