الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هى أسباب إستضعاف المجتمع للمرأة؟ الجزء الثالث

ماريو أنور

2005 / 7 / 15
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


كيف يمكن للمرأة أن تتحرر من التبعية و (أن تتوصل إلى ) عدم معاملنها كقاصرة؟
تحرر المرأة من التبعية مرتبط بعدة شروط . فهو يفترض أولاً أن لا تستجيب للصورة المسبقة التى يرسمها عنها المجتمع و التى تحجب رؤية إمكانياتها الحقيقية . كما يفترض أن ترفض كل تعويض رخيص يلهيها عن المواجهة الجدية لما تعانى منه من إستلاب . أخيراً فإن هذا الرفض ينبغى له أن يقترن بجهاد تخوضه المرأة فى سبيل إعتراف المجتمع بكامل إنسانيتها . هذا ما سوف نفصله فى ما يلى:
1- أن لا تستجيب للصورة المسبقة التى يرسمها عنها المجتمع
إن أول الشروط و أساسها هو أن لا تستجيب المرأة للصورة التبخيسية التى يرسمها عنها مسبقاً مجتمع يسوده الرجال منذ حوالى ستة آلاف سنة , و التى تكبل المرأة بأكثر فاعلية من القيود الخارجية المفروضة عليها . ذلك لأنها قيد داخلى يحول دون رؤية المرأة لحقيقة إمكانياتها و يغريها بالرضوخ لدونية تتوهم أنها قدرها المحتوم . من هنا أنه لا بد لنا أولاً من كشف مضمامين هذه الصورة على أن نفضح بعد ذلك زيفها.
( أ ) مضامين هذه الصورة
فإذا ما تأملنا فى مضامين هذه الصورة التى يلقنها المجتمع للمرأة منذ نعومة أظفارها عن طريق التربية البيتية , رأينا أنها تتألف من سمات تدعى تحديد (( طبيعة )) المرأة نذكر فى ما يلى بعضها :
( أ ) أن المرأة (( ضعيفة )) ( فى حين أن الخبرة تثبت أن المرأة أكثر إحتمالاُ من الرجل للشدائد ).
( ب ) إنها إنفعالية (( بطبيعتها )) . ( و كأن الرجل عقلانى , فى حين أن تاريخه – ذلك الذى قال عنه شكسبير أنه أشبه ما يكون ب (( قصة كتبها معتوه , مليئة بالضجيج و الغضب )) – حافل بالمظاليم و التقاتل و الدمار نتيجة لانفعلات الأهواء , و فى حين أن وضع عالم اليوم , بما اتسم به لفترة طويلة من سباق محموم و انتحارى على التسلح , و بما لا يزال يتسم به من تدمير للبيئة و هذا لا يوحى بالعقلانية مطلقاً ) .
( ج ) أن شئون الفكر ليست ميدانها.
( د) أن لا رأى لها يعتد به فى الأمور الهامة , خاصة إذا كانت تتناول المجتمع و سياسته.
( ه ) إنها (( بنصف عقل )) و تتصرف بشكل غير مسؤول.
( و ) إنها (( بطبيعتها )) ثرثارة تكثر الكلام بدون فائدة و لا تؤتمن على سر .
( ز ) إنها أصل الشرور : (( فتش عن المرأة )) , كما يقولون إذا ما شاؤوا أن يعللوا جريمة أو مصيبة ( و كأن الرجل , المفترضة به العقلانية , غير مسؤول عن الانسياق وراء أهوائه , بل إن المسؤولية كلها أو جلها تقع على المرأة التى كانت موضوع هذه الأهواء ) .
( ح) إنها (( بطبيعتها )) تابعة , غير مؤهلة للقيادة , سواء فى البيت أو خارجه , و أنه ينبغى للرجل أن يبسط عليها سلطة قاسية لئلا تتمادى فى نزواتها المؤدية.
( ط ) إنه (( من الطبيعى )) أن تتركز معظم إهتماماتها على الزينة و التبرج و الأزياء.
إلى ما هنالك من صفات مماثلة
من الأمثال السائدة و المعبرة عن المواقف الشعبية التقليدية و ما تتضمنه من إنتقاص للمرأة و احتقار لها:
(( المرا أسمها حرمه لأن الله حرمها من العقل )).
(( المرا مثل السجادة ما بتنضف إل بالخبيط )).
(( الفلاح , إن مات أبنه , بارت أرضه . و إن ماتت بنته , انستر عرضه !!!!! )) .
قد تصدمنا اليوم فظاظة هذه الأحكام . إنما يجدر بنا أن نتساءل مخلصين إذا كنا قد تخطيناها فعلاً أو أنها لا تزال مختبئة فى دواخلنا وراء طلاء خداع من (( الحدائة )) , تتحكم بمشاعرنا و دوافعنا و مواقعنا و إن كانت مستبعدة عن أفكارنا الواعية و تعابيرنا الكلامية .
( ب ) زيف هذه الصورة ........ الجزء الرابع ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهدوا الفتاة التي اختارها بيو من أجل جاك ??


.. لحظة وقوع انفجار في خاركيف إثر هجوم بالقنابل الروسية .. ونجا




.. مشاهد دامية من مجزرتي مخيم الشاطئ وحي التفاح في غزة


.. متظاهرات المرأة تناضل لإبراز دورها في سبيل تحرير القائد أوجل




.. إحدى الطالبات شهد البحراوي