الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لناخبينا ذاكرة

مفيد بدر عبدالله

2014 / 4 / 18
المجتمع المدني


صور لألاف المرشحين احاطتنا من كل اتجاه، تسلقت الابنية العالية واعمدة الكهرباء ودخل بعض صغارها جيوبنا دون أستاذان بأيدي محبي أصحابها، فلا ضوابط لسقف الانفاق ولا رقابة على مصادر تمويلها، أكبرها حجما واجودها طباعة لمن لا يحتاجونها، نعرفهم جيدا ننام ونصحو على طلتهم البهية على شاشات الفضائيات والصحف اليومية، يتسابقون على الاماكن الشاهقة والساحات المهمة باحثين من مكان بارز لدعاياتهم، حتى وصل الكثير منها لاهم الساحات والامكنة العامة ، وفشلت في ان تصل قلوبنا، المبالغة بالأعداد والاحجام ما هي الا ترجمة لقلقهم على نتائجها، بعضها تحمل عبارات غبية مستهلكة ، وعود بلا برامج انتخابية واضحة المعالم ممكنة التطبيق، تخاطبنا وكأننا فقدنا الذاكرة ولا نحمل في عقولنا ذكريات أصحابها السيئين، لم يستح بعضهم وهو يغيّر شريحة هاتفه متهربا من ناخبيه وهو يخطو الخطوة الاولى نحو البرلمان متناسيا من أوصلوه، ولا من صمته وشخيره تحت قبته ، ثم هل ينسى مشهد الايادي وهي ترتفع عاليا موافقة على الامتيازات فيما يغادر أصحابها القاعة ليختل النصاب، غير آبه بما يشرع للملايين، وعمدوا بمشاكساتهم السمجة على تعطيل الميزانية التي طالما انتظرناها ، وما نجم عنها من تعطيل لمصالح العباد ،ما لا يعلمه هؤلاء باننا صرنا ساخطين عليهم اكثر من اي وقت مضى، و ما يدور من احاديث في مجالسنا الخاصة يخالف ما نقراه من عبارات الكذب لدعاياتهم الانتخابية ،وصار أكثرنا(مفتحين باللبن)ونعرف صالحهم وطالحهم، وباتت لنا قدرة كبيرة على التحليل وتنبأ .
قبل اكثر من ثمانية أشهر راهن احد المسنين البسطاء والذي لا يجيد حتى القراءة والكتابة على ان الميزانية ستتعثر ولن تقر الا بعد الانتخابات وان الخلافات ستتصاعد وستسقط الاقنعة، وكان محقا ،وتحدث عن احداث كبيرة ومهمة قال ستحصل قبيل الانتخابات وحصلت أكثرها ،لم يكن من المنجمين ولكنه كما نحن صارت السياسة همه الاكبر، فيغربل عباراتهم وافعالهم ، ومثلما يقال صرنا ( عاجنيهم وخابزيهم ) .
قبل يومين ضحكت وانا استمع لأحد المرشحين وهو يتحدث عن برنامجه الانتخابي، ما كان يطرحه لا من اختصاص مجلس النواب ولا حتى مجلس الوزراء ، كان يتحدث عن حلول خيالية لمشاكل يعجز عن حلها السيد "بان كي مون"، لم يكن يستخف بعقولنا بل يتحدث بقدر ما يحمل من ثقافة، تعاطف معه البعض لطيبته وقرر ان يهبه صوته، هل الطيبة وحدها كافية لدخوله البرلمان ؟ الجواب لا رغم ان الطيبة صفه مهمة ويجب توفرها في البرلماني ، لكن لا معنى لها ما لم تكملها الثقافة والفطنة والذكاء والقدرة على المناورة واحداث الفعل المطلوب، البرلماني واجهة اجتماعية ويتحدث باسم شريحة كبيرة، ويقف مرارا امام عدسات الفضائيات ويستمع لطروحاته الملايين، مؤسف أن يكون خانع (لا يهش ولا ينش) ،همه السفر والامتيازات ويتعامل مع البرلمان على انه مشروع استثماري، والامر أنه لا يكتفي بدورة واحدة ويعاود ترشحه طمعا بدورة ثانية متكأ على خداع الناخبين بأمواله المسخرة لشركات الدعاية لتملئ شوارعنا بعدد هائل من الصورة وبعددها من الشعارات الكاذبة والبراقة المفعمة بالأمل ،متصورا بان الناخبين فقدوا ذاكرتهم، انا واثق بان الاكاذيب لن تنطلي عليهم هذه المرة ، فلا يلدغون من ذات الجحر مرتين وسيعرف بان ناخبينا لهم كينونتهم وقناعاتهم ولن يكونوا تابعين لمن يروج له يخالف ولا ينصاعوا لشيخ عشيرة ملئ جيبه ولا لوجيه نفعه وسيصوتون لمن تتوافق شعارات دعايته مع افعاله وسيثبتون للذين باتوا يشكلون العبء الأكبر امام نهضتنا تقدمنا بانهم شعب يمتلك ذاكرة قوية وانهم من استخفوا بهم بشعارات مزيفة هم من فقدوا ذاكرتهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط


.. خالد أبو بكر يرد على مقال بـ -فورين بوليسي-يتهم مصر بالتضييق




.. جامعة كولومبيا: فض اعتصام الطلبة بالقوة واعتقال نحو 300 متظا