الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في الشر – 2 - احتجاب الألوهة

نضال الربضي

2014 / 4 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قراءة في الشر – 2 - احتجاب الألوهة

يتحدث البروفسور بارت إيرمان في كتابه "مشكلة الله – كيف يفشل الإنجيل في الإجابة على أهم أسئلتنا: لماذا نتألم؟" أن سبب فقدانه لإيمانه كان تفكيره في مشكلة الألم و الشر في العالم، و يعبر عن هذا بقوله : "فإذا كان هناك إله مكتمل القُوَّة و خـيِّـر، لماذا يوجد إذا ً ألم ٌ فظيع (لا يُحتمل، يسبب معاناة ً شديدة) و معاناة لا يمكن التعبير عنها؟"، ثم يشرع ُ في تبيان ِ رؤية الإنجيل (بعهديه القديم و الجديد) في الألم في تسعة ِ فصول تتناول الفكر اليهومسيحي في هذا الشأن مُلخصة ً في الأفكار التالية:

- مشكلة وجود الشر في العالم طاغية بحكم تأثيرها العميق على الإنسان، هذا التأثير اليومي ، المتكرر، و عجز الإنسان عن دفع هذا الشر أو إيجاد تفسير مُقنع.

- يرى أنبياء العهد القديم أن الشر هو عقاب ٌ للخاطئين حتى يتوبوا عن خطاياهم.

- الخطئية تستجلب التعاسة بقوة الحُكم الإلهي التأديبي.

- يمكن للصالحين أن تصيبهم الشرور كامتحان ٍ لهم من الخالق، مثل أيوب.

- على الرغم من كل هذه التفسيرات يبقى وجود الشر كما هو اليوم، بهذا الحجم، بهذه النوعية، بهذا الانتشار، بهذه الشمولية غير منطقي.

- لذلك ستكون الكلمة الأخيرة للخالق، في عالم ٍ آخروي يتم فيه القضاء على كل الشرور، و تعويض كل من تألم، بملكوت ٍ أبدي لا ألم فيه و لا شقاء، عادل، رحيم.

أشجع الجميع أن يقرأوا هذا الكتاب الذي يمكن تحميله من الرابط الموجود في الأسفل لفهم "شمولية" مشكلة الشر و كامل أبعادها، و يتطلب الأمر عقلا ً مُستعدا ً أن يخرج من حدود شخصه و بيته و محيطه لينظر إلى العالم كاملا ً كما هو اليوم، ثم يعود إلى التاريخ لينظر إلى الأحداث الماضية، فيربط بين الحاضر و المستقبل و يفهم العلاقات بين الأسباب و النتائج، دون أن يبدأ بفكرة مُسبقة عن عدالة الإله، و بذلك تتكشف ُ أمامه المشكلة الحقيقية و التي أسميها أنا: "احتجاب الألوهة".

سأغادر ُ صفحات كتاب البروفسور بارت إيرمان لأقدم تأملاتي الخاصة في موضوع "احتجاب الألوهة" و ستتقاطع ُ حتما ً مع بعض الأفكار التي أوردها الكتاب بحكم شمولية المعالجة لدي البروفسور بارت و استفاضته في التوضيح و التوثيق، دون أن يعني هذا أني أقدم رؤيته هو بالذات. أي أنني أطلب منكم ألا تعتبروا المقال تلخيصا ً للكتاب فهو ليس كذلك، لكن تأملات شخصية مُستمدة من الكتاب كأساس و من واقع الحياة الذي نعيشه، مُثمــِّنـا ً مجهود البروفسور و معترفا ً بفضله و تأثير علمه و طرحه على المقال.

يبدأ ُ نهاري صباحا ً بعد استكمال ِ ضرورات ما بعد الاستيقاظ الأساسية بقيادة السيارة لعملي، و أستمع ُ للبرنامج الصباحي على الإذاعة الوطنية لمدة ٍ تقل ُّ عن نصف ساعة (بحسب الأزمة المرورية). يعالج مقدم البرنامج قضايا مواطنين لديهم هموم ٌ شتى، فهذا يريد كرسيا ً مُتحركا ً لولده المُقعد، و تلك َ تشكو عقوق أبنائها، و ذاك تم طرده من وظيفته لصالح عامل ٍ وافد يتقاضى أجرا ً أقل، على امتداد ِ طيف ِ المعاناة ِ البشرية.

أقلِّب الراديو بعيدا ً فتداهمني النشرة ُ الإخبارية، و هي أشد ُّ وقعا ً و أكثر ُ دموية ً، العراق، سوريا، مصر، داعش، النُصرة، الطائرة الماليزية المُختفية و تقارير ُ الأمم المتحدة حتى إذا ابتعدت ُ عن الموجز و اقتربت ُ من أحد الشوارع طالعني بوستر "إوعدينا تفحصي"، الخاص بتشجيع النساء على القيام بالفحص المبكر للثدي، و هو فحص ٌ مجاني للاطمئنان أو لكشف ِ حالات هذا النوع من السرطان في بدايتها.

كانت جارتنا الأرمنية عراقية ً هربت مع بناتها الثلاث إلى الأردن في تسعينات القرن الماضي، و هي ضحية ُ عنف ٍ منزلي، و حرب ٍ مجنونة، و سرطان الثدي فوقهم جميعا ً، و قد خسرت أحد ثدييها في العملية ِ الجراحية ألما ً فوق ألم، و معاناة ً فوق معاناة، حتى إذا ما تزوجت بناتها كان أحد الأزواج بدورِه مملوكا ً لأمِّه التي حولت حياة ابنتها الكبيرة و الجامعية الوحيدة، جحيما ًلا يُطاق. الغريب أن اسم جارتنا في الأرمنية يعني "حُرِّية" كما شرحت لي يوما ً، لكن حياتها كانت مُسلسلا ً من الخوف الدائم، و الألم الكبير.

يمكنني أن أمضي في تعداد المآسي بدون توقف، لكني أعتقد أن السابق ذِكرُه يكفي للتأسيس للمنهج الذي أعتمدُه في معالجة ِ موضوع "الشر".

لا يمكننا فهم الحياة بصورة صحيحة إلا إذا اعترفنا أنها نتاج التفاعل الإنساني، و محصول ُ تجليات الطبيعة البشرية، و مُخرَج ُ آليات الفعل البشري المُصاغ على شكل علاقات ٍ مُتشابكة يرتبط فيها البشر جميعهم ببعضهم البعض في أنحاء الكوكب كله، و تتحرك ُ فيه قوة الفعل بين قنوات الاتصال جميعها، في فضاء ٍ يتجلى فيه الحاضر و الماضي معا ً بدون انفصال. لتوضيح الفكرة نقول أن الأمم الموجودة َ اليوم هي نتاج ُ التاريخ بكل ما فيه من أيدولوجيات تصارعت في الماضي، بتلاقُح ٍ مع الحاضر و استحقاقات ِ الحاجة.

و كتوضيح ٍ إضافي نقول أن الدول على هذا الكوكب تعيش ُ بتفاعل ٍ تام ٍ مع بعضها، فتستورد ُ الضعيفة ُ منها أنماط الحياة و المعيشة من تلك القوية التي تنشر ُ فيها ثقافتها الاستهلاكية، بينما يؤثر سياسيو العالم على بعضهم البعض وفق قواعد تعامل دولية مُعلنة و تفاهمات خفية غير مُعلنة و عمليات لي أذرع تنطلقُ من حق القوة لا قوة الأخلاق، فيتم اتخاذ قرارت ٍ اقتصادية توثر على معيشة الأفراد و مستوى اكتفائهم المعيشي و بالتالي رضاهم النفسي و سلامهم الداخلية، بينما تضرب المصائب ُ غير المتوقعة من زلال و تسانوميات مع استمرار ِ تهديات الفقر و البطالة و الجوع و المرض و الموت المُفاجئ.

أين الإله من كل هذا؟

يظهر أمامنا جليا ً و واضحا ً أن الإنسان هو الذي وضع قوانين التقاعل و ألياته، و بالتالي فهو مسؤول مسؤولية تامة عن شرور الحروب و المجاعات و البطالة و غياب العدالة و التقصير في تمويل مشاريع محاربة الجوع و الأمراض مع الإنفاق السخي البشع على التمويل العسكري و الحروب التي لا تنتهي.

و يظهر أيضا ً أن أي نزاع ٍ مُسلح ينتهي دوما ً بانتصار الأقوى عسكريا ً لا المُحق َّ أخلاقيا ً، فالأخلاق لا تحسم النزاعات لكن الصواريخ و البوارج و الطائرات و البنادق، على الرغم من صُراخ المظلومين و صلواتهم و أدعيتهم و أصوامهم، بينما تمتلئ ُ المستشفيات ُ بالمرضى الذين يؤمنون أن الإله هو الشافي الحقيقي، فيُشفى من استطاع العلم تحديد مرضه واكتشاف علاج ٍ له، و يموت ُ من لم يتمكن العلم ُ من اكتشاف العلاج له، دون أن يكون للإيمان أو الكفر أي أثر في الشفاء أو في عدمه.

تغيبُ الألوهة عنا بطريقة ٍ غير منطقية و لا حتى مُفيدة، فيبقى عبئ إثبات وجودها على مُدَّعيه و هو المؤمن، بينما لا يرى اللاديني أو الملحد حاجة ً للخوض في هذه الموضوع من أساسه كونه لم يتلمس أثرا ً سوى أثر الإنسان، سواء ً في الماضي كتاريخ، أو في الحاضر اليوم و الآن، و لا يعرف الألوهة َ التي لم تخاطبه.

إلا أن حضور الإيمان و الأديان و نصوصها و مؤمنيها يُجبرنا على الخوض في هذه المشكلة الحقيقية، فالوجود الإلهي المُفترض غدا الدافع الأكبر للمؤمنين للحياة، و هم يشكلون َ ما نسبته 80 إلى 85 بالمئة من سكان العالم على اختلاف ِ أديانهم، و يرسمون كل يوم مستقبل هذا الكوكب، بينما تتصدرُ أخبار نزاعاتهم الأنباء و يفوق ُ أنين ُ هذه النزاعات كل بشاعة ٍ معروفة ٍ للبشر، لكن: يبقون على إيمانهم، و يستمرون في هذه النزاعات لا يتعلمون.

كل ما يحدث يقول أن الألوهة غائبة لا تتصرف، و أن الموت موجود و حاضر و مُنتشر، و أن الشر سائد و حاكم و طاغي. لكن التفسير الديني لهذا الغياب يُصر على وجود "حكمة غير معروفة لدينا" و يكتفي بهذا الذي يسميه "تفسيرا ً"، بينما يُصر أن هذه الألوهة المحتجبة نفسها قد "ظهرت" في التاريخ، و أرسلت لنا مشيئتها و إرادتها على لسان بشر ٍ مختارين و كُتب ٍ نتداولها اليوم.

و أمام السيل المنهمر من الأسئلة مثل: "كيف تستقيم ُ هذه الكتب أمام مناهج نقد النصوص الحديثة؟" أو "ما هو الدليل على صحة الادعاءات التي تدعيها هذه الكتب؟" أو "لماذا لا تظهر الألوهة اليوم و نحن نواجه مصائب َ أعظم و أفدح و أخطر من تلك التي كانت موجودة ً وقت التبليغ الأول؟"، نجد ُ أن الرد َّ هو دوما ً يتمحور ُ حول فكرة "الحكمة الإلهية" السابق ذكرُها، و الامتحان الإلهي للبشر، و ضرورة وجود الشر لتميز الناس عن بعضها تحضيرا ً للعالم الآخر ليتبين من هم أصحاب الخلود السعيد و من أصحابُ الخلود ِ التعيس.

أما الحجة ُ الكُبرى التي ينطلق ُ منها من يبررون للألوهة ِ احتجابها و يقبلونه فهي فكرة "الاختيار الحر" بمعنى أن الإنسان صاحب عقل يميز الخير و الشر، و إرادة تختار الخير أو الشر، و بالتالي فهو يتحمل نتائج تفاعلاته، و يتحمل البشر بمجملهم نتائج تفاعلاتهم جميعاً، و بالتالي لا علاقة للألوهة بالشرور التي نُلحقها بأنفسنا و مُجتمعاتنا و دولنا.

وفي الحقيقة فإن هذه الحُجة هي عليهم لا لهم، فإننا نقر و نعترف أن الحياة هي نتاج التفاعل الإنساني الإنساني، و الإنساني البيئي الكوني، و هذا ما يفسر وجود الشر، لكننا نتعجب أنهم يأتون بهذا التفسير، فإنه طاعن ٌ في أخلاقية الألوهة نفسها، فكيف ترضى تلك الألوهة ُ أن تغيب عن الحدث، و تترفع عن البشر، و هي تشاهد كل ما يحدث؟ و لعلني أستدعي صوت َ الراحل العظيم عبدالله القصيمي و هو يُخاطب الإله: "كيف َ تحتمل ُ كل هذا الضجيج في داخلك؟" و طالما ما استوقفتني هذه الجملة حتى لأجزم ُ أن فكري قد انقلب 180 درجة بفضلها.

إن الألوهة َ المفترضة حسب المؤمنين هي سبب ُ وجود العالم و الخلق، لكنهم لا يمدون الخيط على استقامته ليربطوا الأسباب بالنتائج و لا يُعرِّفون العلاقات بطريقة صحيحة، لأن وجود الخالق يستدعي علاقة ً بينه و بين المخلوق، علاقة ً مُتبادلة واعية، في حضور ٍ واضح ٍ مادي غير تأويلي، حُضورا ً طاغيا ً غير مشكوك ٍ فيه، لا يقبل الاحتمالات أو التفسيرات، و بالأخص لا يكون ُ موضوع نزاع ٍ مُستمر منذ ُ فجر التاريخ إلى اليوم، و أجزم حتى نهاية التاريخ.

كما أن العلاقة الناجمة عن وجود الخالق و المخلوق تستدعي بالضرورة مسؤولية َ الخالق تجاه المخلوق بما لا يتعارض ُ مع حرية المخلوق. و حتى نفهم معنى مسؤولية الخالق مع تثبيت ِ حرية المخلوق، لا بد لنا و أن ندرس الطبيعة َ البشرية من جميع جوانبها و عندها سنجد ُ أنها تنزع ُ إلى الشر بصورة ٍ بشعة كوسيلة إشباع ٍ للحاجات الأساسية أولا ً و كآلية تحقيق وجود شخصي و قيمة اجتماعية و مكانة ثانيا ً، و بالتالي لا يمكن ضبطُها من الخالق دون الحد من حرية المخلوق، مما يستدعي أن نعترف َ أن طبيعة المخلوق الحالية طبيعة فاسدة ما كان يجب ُ لخالق ٍ أن يوجدها كما هي، و كان الحريُّ بالكائن الكامل أن يأتي بها في طبيعة ٍ أُخرى تنزع للحوار و العقلانية أكثر أو بالأحرى تنزع للحوار و العقلانية كطريقة رئيسية و مرغوبة و مُنسجمة مع طبيعتها (الجديدة التي أفترضها) بدلا ً من ذات ِ الآلية الحيوانية التي للأجناس ِ الاقل.

أما الجانب الثاني من مسؤلية ِ الخالق تجاه المخلوق، فتستدعي أن يقوم َ الخالق ُ بحماية نوع المخلوق ِ من الكوارث العظمى التي تهدد النوع من الإنقراض، أو تترك ُ تأثيرا ً دائما ً عليه حتى لو لم ينقرض، فلا يصح بحسب هذه الرؤية أن يسمح الإله بحروب ٍ مثل الحرب العالمية الثانية، أو بتجارة العبيد، حتى لو كان تدخله سيُلغي حرية السياسين الذين يتخذون قرارات الحرب. و لا يصح أن يقوم الإله نفسه بهذه الكوارث كما تورد بعضها كُتب الأديان.

إن غياب هذه المسؤولية الأخلاقية للألوهة، مع احتجابها الكامل عن الفعل و التأثير في العالم، مع بروز ِ دور الإنسان كفاعل أوحد و رئيسي يجعلنا نُدرك أن هذا الاحتجاب هو في الحقيقة عبئ ٌ على الضمير و العقل و المشاعر معا ً يتطلب ُ موقفا ً من الإنسان. و أعتقد ُ أن هذا الموقف ينبغي أن يكون موقفا ً براغماتيا ً لا يُضيع الوقت في الحديث عن الألوهة و مُتطلباتها و مشيئتها، لكن ينظر إلى حاجات المجتمعات و يتخذ التشريعات الضرورية و اللازمة لضمان سداد هذه الاحتياجات و رُقي ِّ النوع البشري و حمايته.

ما زال انشغال إنسان الشارع العادي في الألوهة و صياغته لحياته و رؤيته للمستقبل على أساسها يثير اندهاشي من هذا الكائن الذي ما زال و على الرغم من كل هذا الاحتجاب يُصر ُّ أنه "يعرف" بيقين ٍ لا يقبل الشك وجود الألوهة، وأنه يتصرف وفقا ً لمشيئتها، و أنه لا شك َ بعد فنائه الجسدي ذاهب ٌ لمقابلتها، و في سبيل تداعيات هذا الاحتجاب الغريب العجيب يُهمل أخاه الإنسان، و يُنكر دوافعه الغريزية، و يُسئ ُ تشخيص َ مشاكل عصره، و ينصرف ُ عن أهم شئ ٍ في حياته: إنسانيته، التي تتهمه هذه الألوهة ُ المحتجبة فيها كل يوم، و تجعل منها سبب شقائه و عذابه و عقابه و بلاءه و امتحانه، مع أنها أي الألوهة المحتجبة هي التي أوجدتها.

أي ُّ جنون ٍ هذا؟

-----------------------
رابط كتاب البروفسور بارت إيرمان: God’s Problem How the Bible Fails to Answer Our Most Important Question – Why We Suffer

http://www.4shared.com/office/q6KPo499/Bart_D_Ehrman_-_Gods_Problem.html?locale=ar








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بدون الالم لايوجد حياة
مروان سعيد ( 2014 / 4 / 18 - 21:12 )
تحية لك استاذ نضال الربضي وتحيتي للجميع
كل شيئ منتظم ومدروس وخاصة الانسان والاحساس بالالم ميزة جيدة ولولاها لكنا مضغنا السنتنا ونزفنا حتى الموت
ولكن باختيارنا بعدنا عن الله واردناه ان يبتعد عن حياتنا ولا يتدخل بنا لتكبرنا عليه وحسبنا انفسنا نحن الاذكى والاقوى
والدليل كان كثيرين بالتسونامي فقد نجى عدد لاباس به لماذا مع ان تسونامي اصابهم وحاول اغراقهم
واته يوجد كثيرين مرضوا امراض خبيثة ومميتة ونجوا بتمسكهم بايمانهم ولكنهم سيموتوا مثل الاخرين ولكن ليست النهاية
وباعتقادي ان الله موجود بكل مكان وبكل ذرة وخلية وهو المحرك لها اي الاستطاعة والقوة التي تشغلها ومن يريده يطلبه وكثير من الاحيان فورا يستجيب
وقد كلمتك مرة عن قريبي الذي شفي من سرطان خبيث برؤيته للسيد المسيح بالحلم ولمسه له
وايضا يوجد شفائات كثيرة تحصل كل يوم وهذه منهم الممثلة الهام شاهين صلت بلبنان فشفيت والدتها بالقاهرة
http://www.youtube.com/watch?v=5LPq-Xs24nU
ارجوا ان تحلل هذه الظاهرة
وللجميع مودتي


2 - إلى الأستاذ مروان سعيد - 1
نضال الربضي ( 2014 / 4 / 19 - 12:32 )
تحية طيبة أخي مروان،

أسعد بحضورك َ دوما ً و أتمنى لك و لعائلتك الكريمة فصحا ً مجيدا ً.

الكون يخضع لقوانين يعمل وفقها، و هي: قوانين الميكانيكا التقليدية، و قوانين الكوانتم، و هذه القوانين كل له مجاله فالأول يبحث في الأجسام الكبيرة، و الثاني في الأجسام الصغيرة جدا ً، و لا توجد لغاية اليوم نظرية استطاعت ربطهما.

إن فيزياء الكوانتم تثبت نوعا ً من العشوائية العجيبة (حسب فهمنا) تناقض النظام الذي نتأمله في حركة النجوم و الكواكب، لكنها مذهلة لأن عشوائيتها العجيبة لا تتناقض مع حركة النجوم و الكواكب التي تتكون منها و التي تسير بنظام، و هذه نقطة تستحق التأمل.

إن وجود شفاءات عجيبة لا يقتصر على المسيحية، فالديانات الأخرى فيها شفاءات أيضا ً، و نعزو ذلك إلى القدرات العقلية الكامنة التي يستثيرها المرض و الألم و الرغبة الحادة في الشفاء.

هذه الرغبة تكون أقوى عند البعض و خصوصا ً عند من يملكون أجسادا ً حساسة أكثر من غيرهم لطاقة الكون، فيصبح تعامل هذا الجسد مع هذه الطاقات (العقلية و الكونية) عاملا ً حاسما ً في الشفاءات.

يتبع في التعليق الثاني


3 - إلى الأستاذ مروان سعيد - 2
نضال الربضي ( 2014 / 4 / 19 - 12:38 )
تابع للتعليق الأول

يستطيع بعض الناس أن يتأثروا بمحيطهم أكثر من غيرهم، و تستشعر أجسادهم الطاقة بطريقة لا يستشعرها آخرون، و يبدو أن أجسادنا بفعل التطور المليوني (قل الملياري) قد استطاعت تحديد علاقتها مع الكون بطريقة تجعلها تتخاطب مع هذه الطاقات بدرجة متفاوتة من شخص لآخر، مما يفسر الشفاءات.

أما بخصوص الرؤى، فإنها أيضا ً مُنتشرة بكثرة عند أتباع الديانات جميعها، البعض من غير المتدينين يرون أيضا ً، لكن رؤاهم تكون لكائنات فضائية أو وحوش معينة، و ليس لرموز دينية.

كيف نفسر هذه الرؤى؟ إنها حالات زوابع نفسية عنيفة تؤثر على العقل و الإدارك فيدخل الشخص في حالة من الهلوسة المرئية و المسموعة، فيرى كائنا ً يعرفه من خلفيته، فإن كان مسيحيا ً رأى المسيح، و إن كان مُسلما ً رأي محمد، و إن كان هندوسيا ً رأي كريشنا، و إن كان ملحدا ً رأى كائنا ً فضائيا ً، و هكذا.

مقالي تأملات ٌ في احتجاب الألوهة عن الفعل الدائم الواضح المفيد، و الذي لا ينفع في تبرير هذا الاحتجاب الاستشهاد بشفاءات قليلة أو رؤى أمام عظمة الحدث المستمر الأليم لمليارات الناس.

أهلا ً بك دوما ً و دمت بود.


4 - الاستاذ نضال الربضي كل عام انت والجميع بخير
مروان سعيد ( 2014 / 4 / 19 - 13:58 )
انا معك بابكثير مما قلته ولكن الرابط يقول بان الام لاتؤمن بغير الاسلام دينا وانها لم تكن تعلم ما فعلته ابنتها وكانت مستسلمة للمرض والفراش لذا استفسرت منها بعد ان شفيت ماذا فعلت ابنتها
وبالنسبة لاحتجاب الاه شرحتها مسبقا باننا لانريده التدخل بحياتنا ولاانه خلقنا احرار تخلى عنا اما من يتوكل عليه ويقبله مخلصا يكون بامان تام ومحمي بدم المسيح
ابنه اي كلمته وروحه وليس من زواج طبيعي كما يفهمها البعض
وساقص عليكم ما سمعته من جاري بمعجزة اخرة شبيهة بهذه اي الام صلت وشفي ابنها الصغير فورا
يتبع رجاء


5 - الاستاذ نضال الربضي كل عام انت والجميع بخير
مروان سعيد ( 2014 / 4 / 19 - 14:00 )
وقد حدثني جار لي في المحل قال عندما كان صغيرا كان لديه اخ معه شلل وقد بداء يضعف حتى تقدر احصاء عظامه وكانت امه امراءة مؤمنة فقالت لااخيه اي جاري عندما كان صغيرا اتقدر على حمل اخاك قال لها بسهولة لاانه خفيف فحمله وذهبوا لكنيسة اعرفها جيدا وقد سميت على اسم جاورجيوس وكنت اسمع بانه يحصل كثير من الشفائات بهذه الكنيسة لمسلمين ومسيحيين وعند وصولهم اسندت ابنها المريض جانبا وصلت بقلبها وقالت للرب انه هذا ابنك ولم اعد اريده هكذا اما ان تشفيه او سادعه هنا وتركت الصبي وذهبت وجلست مع ابنها على مقعد بعد قليل قام الصبي المشلول وبداء بالمشي متجها نحو والدته فتوقف القسيس عن الصلاة وقال حصلت معجزة
والمعجزة الاعظم ان هذا الصبي اصبح من ابطال سوريا لجمال الاجسام وعمل بالاطفاء
ان الصبي الصغير لايعرف بالايمان والصلاة كيف يشفى بصلاة الوالدة
ومودتي للجميع


6 - المعجزة الحقيقية
محمد بن عبد الله ( 2014 / 4 / 19 - 18:05 )
يبدو أن خلفيتي الدينية والتعليمية تكاد تتطابق مع ما عرفته عن أستاذنا الحكيم نضال فأجدني متوافقا مع 99% مما يطرحه من فكر وآراء

أتذكرت أنني قرأت لأحد المفكرين الفرنسيين عن المعجزات التي تنسب للعذراء في لورد...تساءل هذا الحكيم قائلا: أخبروني عن كثير من تلك الأمور ورأيت ألوف العكاكيز تركها من لم يكونوا يقوون على المشي لكنني لم أسمع أبدأ عن عاجز مبتور الساق أتى زائرا فظهرت له ساق في الحال أو من ولد دون أطراف ثم نمت في لحظة بعد صلاة حارة!...هذه فقط هي العلامات الباهرة التي تستحق وصف (معجزة)


كل سنة وجميعكم من كتاب وقراء الحوار بألف خير وسلام وسعادة وصحة


7 - إلى الأستاذ محمد بن عبد الله
نضال الربضي ( 2014 / 4 / 19 - 21:21 )
تحية طيبة يا صديقي العزيز،

أتمنى لك أياما ً سلامية ً مليئة ً بالحب و الخير و السلام و الصحة.

أعتقد أننا نرى الأمور من ذات الزاوية فنتشارك في الرؤية و نحتاج لفعل ٍ شمولي يفسر انتشار هذا الشر بهذه النوعية و الشمولية، يعوض كل الألم الموجود و يرسم بسمة ً على وجود كل الأطفال و النساء و الرجال، حتى لا يعود للأسد ِ من حاجة ٍ في فريسة.

لكن الواقع شئ، و الحُلم شئ ٌ آخر!

و على الرغم من كل هذا يبقى الحب يا صديقي، فمعا ً نحو الحب، و معا ً نحو الإنسان!


8 - معجزات ما قبل الأديان (الابراهيمية)
محمد بن عبد الله ( 2014 / 4 / 19 - 22:06 )
في أفنية معبد حتشبسوت بالاقصر (القرن 15 ق.م.) وجد المنقبون مئات الألواح الحجرية تشهد بمعجزات وتوفي نذورا

تكررت هذه الظاهرة بالقرب من كل المعابد القديمة في اليونان وفي كل شرقنا المنكوب بالخرافة

تمتلئ متاحفنا بتماثيل لأقدام أو أطراف أخرى مقدمة لايزيس ولغيرها عليها كتابات يونانية وغيرها تماثل تماما ما نراه في كنائسنا القديمة من أشكال الأطراف الفضية المعلقة حول اإيقونات صانعي العجائب

تقول كل النصوص ما يشبه: عانيت لسنين من مرض عضال في ... أعجز المعالجين فأتيت مستجيرا بالإله فلان ودخلت قدس معبده وصليت وذرفت الدموع ليل عديدة باتضاع وتقوى ثم إذ به يظهر لي في حلم ويلمس عضوي المريض ومن اللحظة شفيت وأنا أقدم هذه الشهادة امتنانا لفضل هذا الإله القدير

(الشرق شرق والغرب غرب) قالها كيبلنج الشاعر الحكيم !


9 - الشر ألم نجهله او نعجز عن مواجهته وتجاوزه
سامى لبيب ( 2014 / 4 / 19 - 22:26 )
.تحياتى كاتبنا الإنسانى الجميل نضال وبسعدنى هذا التدفق فى الكتابة وننتظر المزيد
لى رؤية فلسفية فى موضوع الشر
- لايوجد شئ اسمه شر ككينونة ووجود وذات بل الشر هو إنطباع وتقييم إنسانى لسلوك ومشهد نحظى منه على ألم
- الشر هو ألم نجهل مسبباته أو نعجز عن مواجهته او لا نستطيع تجاوزه
- اى ألم نستطيع إدراك مسبباته وتجاوزها بدون ألم وخسائر لن يكون شر
- الشر نسبى
- الشر يمكن ان يتحول لخير عندما نسخر مسبباته لمصلحة وفائدة فالفيضانات كانت شر وعندما روضنا الانهار بالسدود اصبح الفيضان خير فبدلا ما كان يهلك النسل والزرع والضرع اصبحنا نستفيد بمخزون مياه وطاقة هائلة
- التنفير من سلوكيات كونها شريرة لأنها تضر بأمان وسلام الإنسان ليمتطيها الأقوياء والنخب لحماية مصالهم وتأمينها فالسرقة عمل شريرلأنها إعتداء على أملاكهم وكذلك الزنا كونه لا يضمن نقاء الأنساب مما يؤدى لإهدار الممتلكات وهكذا
- الآلهة والأديان جاءت من عجز الإنسان عن فهم مسببات الألم ولتمرير مصالح الاقوياء والنخب
يمكن بالوعى والثقة بالنفس ان نحول الشر لخير-
- نحن من نصيغ سلوكياتنا ونرسمها ولا وجود لإله ولا شيطان ليقررا الشر
عيد سعيد لك ولعائلتك


10 - إلى الأستاذ سامي لبيب
نضال الربضي ( 2014 / 4 / 20 - 10:30 )
تحية طيبة عطرة أستاذ سامي و يسعدني حضورك العذب دوما ً،

أجد أنك تتناول موضوع الشر من جانب كونه حُكما ً إنسانيا ً على فعل ٍ لا يتطلب بطبيعته حكما ً، فيكون الشر هو -رأي- الإنسان و -الطريقة- التي يرى بها الحدث، حسبما يتأثر به و يضر بمصالحه.

نعم نحن نحدد الخير و الشر، و هذا أكبر ُ اختلاف ٍ بين الدين و اللادين، أجزم ُ بدوري أنه أكبر و أعظم من قضية وجود أو لا وجود إله، و هي قضية كنت أتحدث فيها البارحة مع أخي الذي يرى أن مصدر التعريف هو دائما ً -الله- و هو يتطابق في هذا مع الرأي الإسلامي و اليهودي، بينما أجد أنا أن الأخلاق و الخير و الشر هي أحكام ٌ يجب أن تنطلق من واقع المجتمعات و حاجاتها.

الموضوع شائك و سأحاول أن أعالجه في هذه السلسلة.

يسعدني نقدك، و أتمنى لك و لعائلتك الكريمة و أحبابك كل الخير و السلام و المحبة وكل عام و أنتم بخير.


11 - الشر مبرر وجود الالوهة ام ان الشر هو مبرر زوالها
samialmohami ( 2014 / 4 / 20 - 12:49 )
تحياتي الحارة لك استاذ نضال وانا سعيد بعدولك عن قرارك واتمنى من ادارة الموقع انصافك
بعد قراءة بسيطة في تاريخ الاديان و نشوئها نتيجة شكوكي القوية اصبحت مقتنعا ان الالوهة ما وجدت لولا وجود الالم او الشر فحسب اعتقادي لا وجود لخوف الا من شر وهذا الخوف هو الدافع الاول لوجود الالهة المطمأنة الراعية الحامية لأتباعها من الشرور كلها والمكافئة لأتباعها ممن لحق به اذى هذه الشرور بعد الموت لتعوضه عما مسه بحياته من ضرر هذا الجانب الاول من الصورة اما الجانب الاخر فهو ما تم طرحه بهذا المقال جيث ان الوجود القوي للشرور دون اي تدخل من الالوهة مما يستوجب اثارة الشكوك القوية بوجودها
الحل بيد البشر ولا حلول من السماء
دمت عزيزي وامنياتي لك بالتوفيق

اخر الافلام

.. 86-Ali-Imran


.. 87-Ali-Imran




.. 93-Ali-Imran


.. 95-Ali-Imran




.. مستوطنون يغنون رفقة المتطرف الإسرائيلي يهودا غليك في البلدة