الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايام لا تنسى

عبدالله مشختى احمد

2005 / 7 / 15
القضية الكردية


كانت صبيحة يوم ربيعى جميل وبالتحديد اذا لم تخوننى الذاكرة يوم 28/5/1978 عندما قامت وحدة من المقاتلين البيشمه ركه بضرب موقع لجيش النظام العفلقى البائد على احد الجبال المتاخمة للحدود التركية وكنت انذاك مديرا لمدرسة قرية سرنى الجميلة والوادعة التى كانت تقع فى منخفض تحيط بها الجبال الشامخة من جهاتها الاربعة والمعروفة فى المنطقة بكثرة عيونها وينابيعها وبساتينها الجميلة والمثمرة الخضراء واهلها البسطاء والمسالمين ، كانت حوالى العاشرة صباحا حين جاءنى احد التلاميذ وقال يا استاذ هناك حشود للجيش حول القرية وحينما خرجت شاهدت فعلا عددا كبيرا من الجنود المنتشرين بين الاشجار والصخور الجبلية المحيطة بالقرية وعندها تجمع عدد من القرويين عندنا وطلبت منهم ان ينتشروا ويلجأوا الى البيوت وبقيت جماعة منهم فى غرفتى وبعد حوالى النصف ساعة سمعت الصراخات من الازقة فنظرت من النافذة واذا بى ارى منظرا بشعا تشمأز منه القلوب والابصار رايت مجموعة من رجال القرية وهم رمضان المين وفارس وبيرو مقيدين بين الجنود وهم يسحبونهم وينهالون عليهم بالضرب بالعصى والركلات ، لم اتحمل المشهد الحيوانى البشع فخرجت ونزلت الى الزقاق ونهرت الجنود الذين كانوا ملتمين حوتهم وكأنهم كلاب جائعة متجمعين حول الفريسة واذا بى ارى نفسى محاط بعدد من هؤلاء الوحوش وهم يهددونى بالويل والثبور والموت والاعدام كونى نهرت كلابا للنظامبسبب عدوانيتهم ووحشيتهم واقتادونى موقوفا معهم واجمعونا فى مكان من القرية ومعنا حتى الاطفال وبداوا بالدخول الى البيوت تحت ذريعة التفتيش والبحث عن المخربين ويقصدون الثوار واخرجوا شيخا مسنا كان يتجاوز ال90 عاما وانهالوا عليه ضربا فاضطررت الى التدخل للدفاع عنه وكان اسمه تتر واذا بى ارى اقسام رشاشات الكلاشينكوفات قد سحبت على وهددونى بالرمى ان تدخلت فى امورهم او دافعت عن شخص ما وعاث الجنود فى البيوت يكسرون اقفال الصناديق لعل احد المخربين مختبئ فى صندوق او تحت سرير اوماشابه ذلك وبدأ مجموعات الجنود يتجمعون ومعهم العديد من ابناء القرية الذين كانوا يعملون فى بساتينهم وعندذاك ظهرت طائرات الاليوت وهبطت ثم اقلعت وبدات بالقصف حول القرية تحت عويل وصراخ النسوة والاطفال واشعلت النيران فى عددمن البساتين والماقع فى القرية المسكينة.

ابقوا كل الموقوفين فى ساحة بالقرية الى العصر ثم امروا بان يبدأوا المسير على شكل اسرى الحروب حيث لم يبقوا فى القرية رجل اوشاب الا قيدوه وبينهم اطفال صغار ورجال مسنون لا يتمكنوا من المشى ومن كل جوانبهم الجنود المدججين بالسلاح وكل من لا يتمكن من المشى يتعرض لركلات الجنود والعصى ومن فوقنا تحوم الطائرات وهى تصور هذه الجموع وكأنه عرس للبعثيين اوصلونا الى قرية اخرى اسمها ساكا وكانوا قد فعلوا بهم مافعلوا بقرية سرنى وكان هناك ضابط برتبة ملازم اول واسمه مؤيد امر بتجميع الكل وامر الجنود المتوحشين العطشانين للقتل والدم بضرب وتعذيب القرويين والمشهد المثير فى تلك الحظة كان مشهد عبدالله ساكى وزجته حيث بدأ الجنود ينهالون على الاثنين بالضرب بأخمص البنادق وعندما يسيل الدم من رأسيهما كانوا يملأون الصفائح بالماء ويسكبونها على جسديهما واستمرت حفلة الضباط والجنود العفلقيين لمدة اكثر من ساعتين ،

امروا الكل بالمسير الى احد معسكراتهم القريبة وتجمع ذلك الحشد امام باب المعسكر وكان كبار ضباط المعسكر والجنود الباقين فى استقبالنا هناك للترحيب بمقدمنا وكان اول المنادين هو انا وعندما اصبحت قبالة النقيب المسمى حازم وهو مساعد امر الوحدة بدأنى بالسب والشتائم والضرب ولم ارى نفسى الا بين حوالى 8 من الضباط والجنود وانهالوا على بالضرب بالعصى والكيبلات حتى اصبحت مغميا على ولم ادرى ماحدث للاخرين من بعدى افقت من الاغماء والدنيا من حولى ظلام وانا مرمى فى حفرة عميقة ولما رفعت رأسى لمحت حذاء جندى فوقى فاخرجنى من الحفرة وقادنى الى مكان اخر حيث واجهنى امر الوحدة لاقل من دقيقة وامر الضباط المحيطين به خذوه هذا من جماعة الرمى وضموا الى 11 اخرين من القرويين واقتادونا الى ربوة علية قليلا وبعد ساعة انزلونا الى زريبة لدوابهم وحيواناتهم وبعد الساعة التاسعة نادونا للتحقيق معنا كل واحد على انفراد وبدأت من جديد حغلات الضرب والتعذيب والشتائم ضد اناس ابرياء لم يكن لاحد منهم ذنبا فى اى امر من امور السياسية .

وبعد يومين بعد شبع نهمهم الحيوانى والبربرى والوحشى فرقوا المعتقلين من اطلق سراحه ومن نقل الى كركوك ليعانى من مرارة التعذيب البربرى هناك ومن اصيب بكسور وعاهات ومن ثم اطلق سراحهم بعد مضى اكثر من ستة اوسبعة اشهر من التعذيب والاهانة لا لسبب الى لاشباع الغريزة البربرية لأولئك الوحوش والذين كانوا قد تعلموا فى مدرسة العفلق الجهنمية فكيف تريدوننا اليوم ان نثق بمن يمنحنا وعدا شفويا بانهم سيحترمون حقوقنا اليس ذلك الجيش هو نفس الجيش العراقى الم يكن منتسبوا تلك الوحدات من ابناء العراق من سنة وشيعة هل تغيرت الافكار ام تغيرت الوسائل مع الاستثناء لمواقف بعض من الضباط والجنود والذين لم يكن لهم حول ولاقوة كانوا يتألمون لما كانوا يفعلونه بنا حتى ان احدهم سب وشتم الحكم والبعثيين وصدام وعفلق عندما سنحت له فرصة وجوده معى على انفراد

سأكتفى بهذا القدر ولا اود اطالة التفاصيل والى مشاهدات اخرى من الجنة التى كان يود صدام واعوانه اقامتها فى العراق وبالذات فى كردستان وعلى حساب دماء ابناء الكرد المسالمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبو عبيدة: ملف الأسرى والتبادل بيد حكومة نتنياهو ونؤكد أن حا


.. انتقاد آخر من ترمب للمهاجرين: -يجلبون جينات سيئة إلى أميركا.




.. معاناة النازحين السودانيين بأوغندا


.. تحرك بالكنيست لمصادرة أموال وممتلكات -الأونروا- في إسرائيل و




.. ألمانيا.. اعتداء على متضامن مع فلسطين من ذوي الاحتياجات الخا