الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برّ وتوكلات حكماء صهيون (4) الرابي وحمار الأعرابي

سيلوس العراقي

2014 / 4 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كان الرابي شمعون بن شطح (120 ـ 40 ق .م) رجلا كبيراً بحكمته ، وكان لديه الكثير من التلاميذ . وكقاعدة أساسية لدى حكماء اسرائيل ـ بني صهيون ، فأن كلّ حاخامٍ كان يمارس عملا كمصدر لرزقه ولمعيشته ومعيشة عائلته الى جانب استمراره بمهمة التعليم، ليتمكن من اتباع العادة الجارية بتعليم التوراة للتلاميذ بوجه يكاد يكون مجانا تماماً ، انطلاقاً من القاعدة الأساس : أن الله منح التوراة مجاناً لبني اسرائيل، لذا على معلمي التوراة تعليمها لبني اسرائيل مجاناً. وفي هذا يمكن للمسيحيين أن يتذكروا قول يسوع المسيح "مجانا أعطيتم ، مجانا أُعطوا " مردّداً القاعدة الرابينية في تعليمه.
كان رابي شمعون بن شطح يمارس مهنة التجارة في بيع خيوط الكتان التي كانت تستخدم بشكل كبير في صناعة الأقمشة في اسرائيل، وكان يقوم بحمل كميات الخيوط التي يريد بيعها على كتفيه من بيته الى الشارين والمستفيدين في السوق أو في بيوتهم.
تلاميذ الرابي كانوا يحبونه كثيراً ويحترمونه ، ففكروا باراحته وازالة البعض من المشقة التي يتكبدها في حمل خيوط الكتان على كتفيه لبيعها، وطلبوا من الرابي السماح لهم بالقيام بشراء حمار قويّ وبصحة جيدة ليساعده في حمل خيوط الكتان، ويقوم الرابي بدفع كلفة الحمار. ووافق الرابي على طلبهم.
فذهب تلاميذه للبحث عن حمار جيد للرابي. وصادف أن كان هناك اعرابيّ بدويّ مع حماره ، رأى التلاميذ بأن حمار الأعرابي قوي وبحالة جيدة ، فسألوا الأعرابي إن كان يودّ بيعه.
فأجابهم : لما لا ؟ اذا دفعتم مبلغاً جيداً فسأبيع حماري.
فدفع التلاميذ للأعرابي الثمن الذي طلبه قيمة لحماره.
فأخذوا الحمار وعادوا في طريقهم باتجاه بيت الرابي.
وفي طريقهم توقفوا لتفحص الحمار ثانية ، فاندهشوا لرؤيتهم حجرةٍ من الأحجار الثمينة جداً مشدودة تحت رباط رقبة الحمار، والتي لم يراها أي منهم حين اشتروا الحمار من الأعرابي . فابتهج التلاميذ والحال هذه ، وفكروا خيراً بمعلمهم بأنه سوف يتمكن من الاستمرار بتعليم التوراة من دون القلق على معيشته ومعيشة أسرته أو الاضطرار للعمل كثيراً بعد أن يقوم ببيع الحجرة الثمينة جداً هذه.
وحين وصلوا الى الرابي، قالوا له بابتهاج : يا معلم سوف لن تضطرّ منذ الآن للعمل كثيراً في بيع خيوط الكتان ، لأنك أصبحت غنياً الآن".
فسألهم الرابي : لماذا ؟ ما الذي جرى ؟
فأجابوه : " نحن اشترينا هذا الحمار من أعرابيّ، ووجدنا تحت رباط عنقه حجرة ثمينة ، يمكنك أن تبيعها وبثمنها سيكون لديك مالاً كافيا وكثيراً لتعيش في راحة لسنين عديدة ".
فسألهم الرابي : وهل كان يعلم الأعرابي بأن الحجرة الثمينة جداً هذه كانت تحت رباط رقبة حماره ؟
فأجابه تلاميذه : لا .
فردّ الرابي على تلاميذه : انني اشتريت حماراً ، ولكنني لم أشترِ الحجرة الثمينة معه !
فذهب الرابي برفقة تلاميذه لإعادة الحجرة الثمينة للأعرابي .
وحين رأوا الأعرابي ثانية واقتربوا منه، أعاد الرابي الحجرة الثمينة له .
اندهش الأعرابيّ من الأمانة النادرة للرابي شمعون بن شطح قائلا : ليتبارك إله شعب اسرائيل الذي أمر باعادة ما هو مفقود لأصحابه ، وليتبارك هؤلاء المومنين باله اسرائيل الذين يطبقون وصاياه".
كان رابي شمعون بن شطح مقتنعاً مكتفياً بالبركة من فم الأعرابيّ ، واعتبرها شهادة وبركة أثمن بأضعاف كثيرة من قيمة الحجارة الثمينة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟