الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخندق والطوفان

مصطفى بالي

2014 / 4 / 19
القضية الكردية


في لحظة خصوبة من خيال طافح قال ناظم حكمت يوما(أجمل الأشعار تلك التلم تكتب بعد)ليفتح البوابة على مصراعيها أمام محاولات تتار اللغة ليقتحوا ساحاتها وروابيها،سهولها وجبالها ليغرفوا من بحارها وجداولها ويسطروا في ديوان اللغة ما يعتقدونه أنه الأفضل.وبما أننا نتحدث عن الأفضل و وفق ثنائية السالب والموجب تستحضر الذاكرة الأسوأ أيضا والتي بدورها لم تكتب بعد.وبما أننا نتحدث عن الأسوأ والأفضل فإن ذلك ينسحب على مجمل النشاط الإنساني وأعماله برمتها.
البعض من البشر اتخذ الشعراء الذين (يقولون ما لا يفعلون)قدوة لأنفسهم مغرين(الغاوين الموالين لهم)بالسير على هداهم إذ يتزحلقون على منحدرات اللغة كما محترفي التزلج على منحدرات الثلج،يلوون عنق اللغة كما تلوي الشمس أعناق نبتة عباد الشمس،يترعرعون في ثقوب الجملة كما نبات الهالوك المتطفل على الطبيعة في لحظة انطلاقتها،منحوا ضمائرهم إجازات مفتوحة لكن براتب وليس دون راتب،متهمين أنفسهم زورا وبهتانا أنهم قادة للكرد مناضلين في سبيل تحقيق أحلامه في حين أنهم بريئون من النضال ومن الكرد ومن الأحلام براءة الذئب من دم يوسف.
بدؤوا سباقا مع الزمن لإبداع أسوأ أفعالهم باعتبار أن الأسوأ لم يرتكب بعد،فاستقبلوا الباشا أثناء انعقاد أول اجتماع للكرد في ضيافتهم،وفي الاجتماع الثاني كاني راعي الضأن هو مبعوث الخليفة من أطلال التاريخ عله يغري نصف المجتمعين بالعودة للحظيرة بما أن النصف الموالي لصاحب الضيافة مسير لا مخير.
خاب ظن الكوفية الحمراء بما سبق فراح يبتزنا ببوابة هنا ومعبر هناك،اعتقال هنا وإغراء بالهجرة والتهجير هناك،بدأ بتصدير إرهابييه إلينا بعد أن كان قد خمرهم في كهوف حلبجة ومحيطه،مباركا نزعتهم الجهادية في روج آفا،لم يشف ذلك غليله،اصطحب معه بعض ركام الغناء ويمم الشطر نحو آمد ليحضر حفلات التناسل الأردوغاني واعدا إياه بأن النفط سيتدفق مجانا إلى آمد فيما لو استطاع الأخوة الأتراك تحريربلديتها من حزب السلام والديمقراطية.
انتهت الانتخابات ولم تنطبق حسابات سوق الكوفية مع حسابات بيدر الطربوش فطاش حجره وفقد صوابه وراح يتخبط يمينا وشمالا كما قبطان بائس يقود باخرته لأول مرة وتعترضه عاصفة تنذره بالغرق المبين فراح يجدف ويجذف،
بدأ صاحبنا هذه المرة فصل آخر من فصول محاولاته بإبداع أسوأ أعماله (والتي ستكون إحداها لا ريب فخا لسقوطه في شر أفعاله)وراح يحفر خندقا حول جحره ظنا منه أن الخنادق تحمي من الطوفانات واللغة أخذوها حصان طروادة ليخدعوا بها الناس بمعسول الكلام ومنمقه البديع ناسيا المسكين أن الناس ما عادت تهتم باللغة بقدر ما يهتمون بما تراه أعينهم فالتماسيح لا تذرف الدموع على فرائسها مطلقا.
أراد أن يقنعنا أن هذا الخندق قرار لحكومة الأقليم ولم يتوقع أن هذه المرة ليست كسابقاتها وأن أهل الأقليم لن يتحملوا معه هذه المرة وزر ضلاله فلطموا وجهة صفعة الحقيقة وفضحوا كذبته،حاول أن يلصق التهمة بالجيران لكنهم أيضا هذه المرة أرادوا أن يقولوا (نستنكر حلبجة ولن نكرره في روج آفا)فشريك الجريمة السابقة هو ذاته من يحضر للجريمة الثانية(حيث لم يسجل التاريخ يوما أن الضحية بريئة من دمها)بل كان دائما بشكل أو بآخر لها دور في الجريمة.
بعد أن فضحت الخطيئة بوجهها القذر راحت بيادق الباشا في هولير بكوفياتها الحمراء المضمخة بدم الكرد دائما توجه فوهات بنادق الغدر باتجاه صدورنا وتردي شبابنا في مفاوز الحصار والحرب حالمة أنها بهذا ستكسر إرادتنا وجاهلة تلك الكوفية البائسة المسكينة أن حلمها سيتحول إلى كابوس تقض مضاجعها وأن هذا الخندق لن يوقف طوفان الحرية من العبور إلى هولير ذاتها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة