الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى لا يبات النقد الديني ديناً

شوكت جميل

2014 / 4 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إذا كان المنهج الديني يرتكز على الرؤية الغيبية،فمنهج النقد الديني يرتكز على الرؤية الموضوعية و العلمية،فإن لحد عنها إلى العقائد و الدغمائيات،فقد عصبه الرئيسي و بات لا يعدل زبالة قنديل،و إذا كان التعصب من ملامح الفكر الديني، فلا مسمحة لنا بقبوله في النقد الديني،و أن من يتبنون هذا النهج هم ألد أعداء النقد الديني،ولو كانوا تحت شعاره و لوائه..ومن هنا كان المقال.

يتقبل المتدينون المتعصبون الحقائق الدينية و طقوسها تقبلاً مبدئياً أعمى،و يضعونها موضع الإجلال و التقديس،بينما يرفضها الملحدون المتعصبون رفضاً مبدئياً أعمى،و يضعونها موضع التسفيه و السخرية،و قد انطلق موقف هؤلاء و أولئك عن عقيدةٍ"قَبْلية"،فلا يحاول أي من الطائفتين أن يكلف نفسه عناء الفهم،أنما يكلف نفسه ما يطيق و ما لا يطيق كيلا يفهم!.
و لئن كانت هذه السيرة تليق بالطائفة الأولى وقد أعلنت أن سبيلها في المعرفة هو السبيل"الغيبي"أو "الصوفي"أو "السرائري"،أو ما شئت من الأسماء،فليست باللائقة بالطائفة الثانية،و هي تزعم أن لها سبيلاً غيره،و الحق،ليس ذلك ببعيدٍ عمّا وصف به "كارل ماركس" هذا النوع من "الإلحاد الطفولي"و أتباعه بالخائفين من البعبع(يقصد الله)،فديدنهم رفضٌ غيبي أقرب إلى الذعر،ليس بأقل غيبية من قبول المتدينين الصوفي،فلا يحاول هؤلاء النقاد للدين بذل الجهد في رد الأمور و تفسيرها في ضوء الواقع المادي،و لا فهم هذه الحقائق بموضوعية،و لا أقول بنزاهة علمية،و قد فقدوا أعز ما فيها،و هو خلو الذهن "الديكارتي"،و الذي يلزمه طرح لكل القناعات المسبقة.

فيكفي أن يعلن واحد من المتدينين بأن الله أرسل الأنبياء،لأنه موجود و ليس من بد اهتمامه بخليقته،فلا يزيد رد الملحد الطفولي عليه عن:الله لم يرسل الأنبياء،لأن ليس له وجود،و بَيْن أن هذا الجدل "الصوفي" من كلا الجانبين،لن يصل إلى غايةٍ،كمثل رجلين قيد كلٍ منهما إلى ظهر الآخر،ثم شرعا كلاهما في ذم وجه رفيقه القبيح!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إلى الأستاذ شوكت جميل
نضال الربضي ( 2014 / 4 / 19 - 21:17 )
تحية طيبة أستاذ شوكت،

تسليط جميل للضوء على مرض التعصب و التحزب للرأي، و في كلتا الحالتين الموضوعية مفقودة.

نحتاج التجرد الذي هو طريق الوصول إلى الحقيقة، لأن الهدف هو الحقيقة لا تسجيل الأهداف في مرمى الطرف الآخر.

فإن أحببنا الحقيقة أكثر من أي شئ ٍ آخر استطعنا أن نتحاور بصدق و أن نلتقي، فقط إن أحببنا الحقيقة أكثر!

دمت بود.


2 - بل خطأ منهجي
شوكت جميل ( 2014 / 4 / 19 - 23:22 )
الأستاذ/نضال الربضي
تحية طيبة
حقيقة الأمر،كما أوضحت في أسطر المقال القليلة،تتجاوز التعصب كما هو بين الفرق الدينية المختلفة أو تسجيل أهداف في مرمى الآخر كما تفضلت،بل هي خطأ منهجي -قاتل-،فالديني يقر بداءةً أن منهجه غيبيي،أما الناقد الديني فمنهجه العلم،فإن خانه،ماذا يتبقى له؟و أي تأثير يأمله من نقده؟
الكثيرون أصبحوا يسخرون من كل شيء،و في كل شيء،و يجورون على التاريخ و يجورون على العلم_لا يخفي عليك ذلك بالطبع_و لكنني لا ألوم أحداً،طالما هي السياسة العامة التي تشجع هذا اللون الصارخ المتهافت من النقد،و أحياناً الخارج و النابي
شكرا لمداخلتك،مع أرق أمنياتي.،


3 - إلى الأستاذ شوكت جميل
نضال الربضي ( 2014 / 4 / 20 - 10:35 )
تحية طيبة أستاذ شوكت،

أرى أن خطأ المنهج مدفوع بالحاجة إلى و الرغبة في تسجيل الأهداف في مرمى الآخر، مصحوبا ً بغياب تام لشوق البحث عن الحقيقة.

إن حضر حب الحقيقة سيطغى على خطأ المنهج و على غل الصدور الواضح.

دمت بكل الود.


4 - إلى الأستاذ/نضال الربضي
شوكت جميل ( 2014 / 4 / 20 - 12:21 )
تحية كريمة و بعد
لا أملك إلا أن أعقب على تعليقاتك دائماً،فهي ثرية دوماً و تشق أفق مغاير
أرى يا أستاذ/نضال أننا متفقان تماماً في جذر المشكلة،إنما أرى الحل في تعديل سياسة الموقع التي تشجع هذا التعصب أو الغل ،فهذا قصارانا،أما التعصب و العنصرية و الغل فباقٍ بقاء الإنسان،فحسب الموقع ألا يشجعه.
كنت ألمس فيك إتفاق معي في النقد الصريح لهذه السياسة،كنت اسميهم أنا فرق الهجائيين،و اتذكر انك نقدتها غير مرة و اسميتهم-فرق الردح-على ما أذكر.
لذا أناشدك أن تستمر في نقد هذه السياسة أم تراه قد تغيرت؟
و أنت لحقيق بفعل ذلك،نحو موقع خالٍ من التعصب و العنصرية و الغل،و النفاق أيضا.
هذا مع كل أحترامي و محبتي


5 - تعليق1
عبد الله خلف ( 2014 / 4 / 20 - 16:54 )
الإلحاد مرض نفسي مستعصي :
- يقول عالم الفلك (فريد هويل ) في كتابه mathematics of evolution p.130 : (في الحقيقة كيف لنظرية علمية واضحة جداً تقول أن الحياة جمعها عقل ذكي ومع ذلك فإن الشخص يتعجب ويتساءل، لماذا لا يقبلها بشكل واسع باعتبارها بديهية ‍‍‍…لكن أغلب الظن أن الأسباب نفسية أكثر منها علمية) .
- كتب العالم النفساني الشهير (كارل يونج) قائلا : (كل مرضاي يبحثون عن نظرة دينية إلى الحياة) .
المصدر : (عندما دقت الساعة صقرا) لـ(جون تيلر) .
إذاً , الإلحاد شيء غير طبيعي في الإنسان .

يتبع


6 - تعليق2
عبد الله خلف ( 2014 / 4 / 20 - 16:55 )
الكارثه هي : أن الملحد ينظر للإنسان على أنه شيء من بين الأشياء!... فلا غايه و لا قيمة له , بل هو مثله مثل أي ماده صماء! .
ثم -مع هذا- نراهم يتباكون على الحريات و الوطنيه , حسناً , لماذا تتباكى و تعمل التضحيات أن كنت لا ترى للإنسان غايه أو قيمه؟!... بالفعل , الفكر الإلحادي متناقض حتى الأخير! .
الملحد لن يستطيع ان يبرهن على أي شيء جيد في هذا العالم ولا أن ينتقد أي شيء سيء في هذا العالم!... الملحد في أحسن حالاته تقوده المادية الحتمية والبيولوجية الداروينية والبقاء للأقوى والإنتخاب الطبيعي للأصلح .


7 - إلى الأستاذ شوكت جميل
نضال الربضي ( 2014 / 4 / 20 - 19:24 )
تحية مسائيةعطرة اخي شوكت،

ما زلنا متفقين و لم تتغير سياستي فأنا ضد فرق الردح على طول الخط. :-))))

سأستمر في نقد الكراهية و التعصب و ضيف الأفق و انتقاد تحيد الحقيقة لصالح مصلحة الفوز.

إحدى الطرق و أفضلها برأي المتواضع هو تبيان الحقيقة نفسها فهي التي تطرد الظلام الذي يندثر بسرعة، دون إعطاء هذه الفرق أكثر مما تستحق.

لكن طبعاً لا بد من مخاطبتها مباشرة و فقط حين اللزوم.

الحقيقة قوة هادئة عاصفة طويلة المفعول.

دمت بود

اخر الافلام

.. متبرع من أصل مصري يهدد بايدن بورقة الناخبين اليهود


.. 111- Al-Baqarah




.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف